لقاء اليوم

محسن عبد الحميد.. إسلاميو العراق وعلاقتهم بالإخوان

علاقة الحزب الإسلامي بجماعة الإخوان المسلمين، مبررات مشاركة الحزب الإسلامي في مجلس الحكم، وسائل المقاومة السلمية للحزب الإسلامي، السقف الزمني لتسليم السلطات للعراقيين، آليات كتابة الدستور العراقي، مستقبل الحزب الإسلامي في العراق.

مقدم الحلقة:

وضاح خنفر

ضيف الحلقة:


محسن عبد الحميد: الأمين العام للحزب الإسلامي وعضو مجلس الحكم المؤقت بالعراق

تاريخ الحلقة:

12/09/2003

– علاقة الحزب الإسلامي بجماعة الإخوان المسلمين
– مبررات مشاركة الحزب الإسلامي في مجلس الحكم

– وسائل المقاومة السلمية للحزب الإسلامي

– السقف الزمني لتسليم السلطات للعراقيين

– آليات كتابة الدستور العراقي

– مستقبل الحزب الإسلامي في العراق


undefinedوضاح خنفر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم من بغداد في هذا اللقاء مع الدكتور محسن عبد الحميد (الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي وعضو الهيئة الرئاسية بمجلس الحكم المؤقت)، أهلاً وسهلاً دكتور.

د. محسن عبد الحميد: يا مرحباً بك يا أستاذ وضاح.


علاقة الحزب الإسلامي بجماعة الإخوان المسلمين

وضاح خنفر: سيدي، الحزب الإسلامي كان قد تأسس في العراق عام 1960، ثم من بعد ذلك حُلَّ بقرار من الحكومة العراقية في ذلك الوقت، ودخلتم في مرحلة من العمل السري، لكن أيضاً نعرف أن جماعة الإخوان المسلمين كان وجودها وتأسيسها في عام 1944، ما هي علاقتكم الحالية الآن جماعة الإخوان المسلمين؟

د. محسن عبد الحميد: الإخوان المسلمون جماعة تربوية تشكل.. وسياسية أيضاً تشكل سقف عام للحركات الإسلامية في العالم الإسلامي والعالم، ونحن في الحزب الإسلامي حزب إسلامي سياسي عام لما أعلنا مبادئنا في التعددية وعدم إلغاء الآخر والإيمان بصناديق الاقتراع والديمقراطية التي تحمل الهوية الإسلامية للبلد، دخل فيه الكثيرون، منهم الإخوان ومنهم غير الإخوان، والمسلمون العاديون نحن حزب إسلامي عام، كل من آمن بمبادئنا نفتح له المجال على أن ينضبط بضوابطنا ويؤمن بمبادئنا ويتمثل أو يمتثل لقرارات قيامنا..

وضاح خنفر: يعني هل يمكن القول أن الحزب الإسلامي هو اللافتة السياسية للإخوان المسلمين؟

د. محسن عبد المجيد: لأ، لا يمكن، لأننا إذا قلنا اللافتة السياسية، معنى ذلك أنه لا يوجد في الحزب غير الإخوان، والحال.. الحزب الإسلامي حزب عام علني يضم كافة الأطياف التي تؤمن بالإسلام نظاماً للحياة أو نظاماً للتربية والتعليم، كل من آمن بذلك يدخل في الحزب الإسلامي.

وضاح خنفر: طيب دكتور، (المرشد العام للإخوان المسلمين) المستشار مأمون الهضيبي قال: إنه لا يبارك مشاركتكم في مجلس الحكم وإنه يعتقد أن هذا القرار اتخذ بناء على وجهة نظر شخصية من طرفكم، هل تعتقد أن هذا الرأي من قِبَل المرجعية العليا للإخوان المسلمين على الأقل سياسياً للتنظيم الدولي، هل تعتقد أن ذلك فعلاً يضر بمصداقيتكم في وسط الحركة الإسلامية؟

د. محسن عبد الحميد: نحن أولاً لسنا تابعين لقيادة الإخوان في الحزب الإسلامي، ونحن أدرى بما يجري في بلدنا منهم، ولهم الحق أن يبدوا آراءهم، لا نعترض ولا نحجز على أحد، لكن نحن لما اتخذنا هذا القرار لم يكن قراراً فردياً من عندي، وإنما قرار مبني على مشاورة معمقة استمر من قبل الحرب، هذه المشاركة استمرت من قبل الحرب أيام ما كان إخواننا في الحزب الإسلامي يجتمعون مع الأحزاب السياسية في الخارج..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: لكن دكتور قبل.. قبل الحديث عن مبررات المشاركة أنت تقول أنه ليست لكم علاقة مباشرة مع الإخوان المسلمين لكن أنت شخصياً معروف أنك كنت من الإخوان، اعتقلت هنا في العراق بسبب تهمة الانتماء للإخوان المسلمين؟

د. محسن عبد الحميد: يعني أنا قلت لك.. قلت لك الحزب حزب إسلامي عام، نحن لما بعض الأفراد كانوا من الإخوان أو بالنسبة لي أو بالنسبة لغيري، نحن سياستنا.. يعني هذه سياستنا الآن، فنحن نتعامل الآن مع الوضع الجديد، مع المأزق الذي وقع فيه الشعب العراقي، الذي لا يعرف أعماقه إلا نحن، ولذلك أنا أعجبي قول الأستاذ المرشد العام فضيلة الأستاذ مأمون الهضيبي لما قال: أهل مكة أدرى بشعابها، فنحن أدرى بشعاب العراق.


مبررات مشاركة الحزب الإسلامي في مجلس الحكم

وضاح خنفر: مشاركتكم في مجلس الحكم تعتبر بالنسبة لكثير من الحركات الإسلامية خذلان للمشروع الإسلامي هم في النهاية يعتقدوا أن العراق عمق مهم وضروري لهذا المشروع في المنطقة بشكل عام، جئتم شاركتم في مجلس الحكم، وبالتالي فعلاً هم يشعرون بأنكم لم تقفوا معهم هذا الموقف المشرف اتجاه الاحتلال الأميركي.

د. محسن عبد الحميد: هم لهم الحق بناء على حرصهم أن يشعروا بذلك، ولكننا نحن أيضاً لنا الحق أن نقول بأنهم مخطئون مرتين، مرة الحركات الإسلامية في الخارج، قطعاً لم تستطع أن ترسم حقيقة نظام صدام الدموي وما فعلوه بهذا الشعب عبر 35 عاماً، أنا كنت أشعر بذلك عندما أخرج في الإيفادات إلى العالم العربي، لما كنت أشرح لهم هذه الحقائق ينبهرون يعني يقولون كيف يمكن أن يحدث.. أن يُحدث حكم في بلده هكذا، لكن مع الأسف العاطفة تغلبت عليهم، وحكموا من خلال بعض المظاهر الدعائية للنظام السابق في العالم الإسلامي، ومرة أخرى أخطأوا أنهم نهائياً لم يفهموا ما يجري في العراق، وما جرى في العراق في العمق ولم يعرفوا ما يجري في داخل مجلس الحكم، ولا يعرفون أيضاً كيف تأسس مجلس الحكم، كل ظنهم أن مجلس الحكم..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: أنه معين من قبل الأميركيين..

د. محسن عبد الحميد [مستأنفاً]: أنه معين من قبل الأميركان..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: وهو كذلك سيدي، يعني هل تعتقد خلاف ذلك..

د. محسن عبد الحميد [مستأنفاً]: نعم، ومن قبل (بريمر) نعم، نحن بلادنا محتلة، ولكن مجلس الحكم جاء نتيجة لضغط متواصل على الاحتلال الأميركي في الوصول إلى هذا المقام لأن الأميركان..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: من الذي.. من الذي ضغط على الأميركيين؟

د. محسن عبد الحميد: في الحقيقة ضغط على الأميركان الأحزاب السياسية لدرجة أن..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: كثيرون يعتقدون أن المقاومة المسلحة ضد الوجود الأميركي كانت عاملا مهماً في الضغط على الأميركان؟

د. محسن عبد الحميد: قد تكون.. قد تكون لا أدري ولكن الذي.. الواضح أمامي أن الأحزاب السياسية والوطنية الإسلامية والوطنية لم ترض بأن يكون المجلس استشارياً..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: البعض يسأل يا دكتور..

د. محسن عبد الحميد [مقاطعاً]: وإنما.. وإنما فقط أريد أن أقول.. وإنما فقط أرادوا أن يكون نعم استشارياً، ولكن الأحزاب الإسلامية والسياسية التي لها ثقل كبير في العراق نعم ضغطت بجانب أن يكون للمجلس حق القرار والحقوق والاستقلالية في القرار مع وجود السقف الاحتلال..

وضاح خنفر: البعض.. البعض يسأل ويقول لماذا لم تفلحوا أنتم في الحزب الإسلامي أو في الإخوان المسلمين أو في الحركات الإسلامية عموماً في العراق في أن تصلوا إلى طريقة للتفاهم مع نظام صدام حسين بينما تُفلحون الآن وتسعون للالتقاء مع المحتل وعقد.. والدخول في الأطر السياسية؟

د. محسن عبد الحميد: ما كان من الممكن التفاهم مع نظام صدام، لأنهم كانوا يمشون في خط واحد، كل من كان يتعاون معهم كانوا يريدونه أن يمشي معهم، ويدعو لهم ويعمل الدعاية لهم، ويعظم الرئيس ويؤمن بعبقريته، ما.. ما أعطوا مجال لأحد أن يستقل بنفسه، بينما نحن الآن نشعر مع الاحتلال نحن مستقلين بأنفسنا لأننا نعارضهم ونرد أقوالهم ونناقشهم ونستنكر عليهم بكل حرية في داخل المجلس، يعني أنا أحياناً كثيرة.. في أحيان كثيرة يعني ألتحم مع.. في المجلس مع السلطة المحتلة أو رموزهم الذين يحضرون إلى درجة يعني درجة كبيرة يعني.

وضاح خنفر: لكنهم بعد ذلك يفعلون ما يريدون، يسمحون لكم بالكلام في بعض القضايا، لكن عند اتخاذ القرار هم يتخذون بناء على مصلحتهم هم.

د. محسن عبد الحميد: في جانب الجيش نعم، هم يعني يريدون، أن يؤسسوا الجيش، لكن في جانب الأمن نحن معارضون لهم ونريد أن ننقل الأمن إلى العراقيين، والآن أفلحنا في مساحة كبيرة، وإن شاء الله نستطيع أن نأخذ منهم موضوع الأمن حتى نستطيع أن نعالج قضايا مجتمعنا..


وسائل المقاومة السلمية للحزب الإسلامي

وضاح خنفر: ما هو رأيكم في المقاومة العسكرية ضد قوات الاحتلال الأميركي؟

د. محسن عبد الحميد: هذا رأيهم، نحن اخترنا طريقنا، وهو طريق المقاومة السلمية لأنا نرى في الحزب وبقية الأطياف معنا في المجلس أنه مازالت هنالك .. بل هنالك فرص كبيرة عن طريق المقاومة السلمية والمعارضة السلمية والحوار السلمي والمناقشة السلمية أن نصل إلى أهدافنا وقد ظهرت نتيجتها الآن إلى حد كبير بحيث الآن أميركا تريد أن تقدم قراراً إلى المجلس وأوروبا تريد لنا أن نصل إلى السياسة، بل هم الآن يستعجلوننا في المجلس، يقولون ضعوا سقفاً زمنياً مثلاً سنة، أكثر وأقل تخلصون فيها.. تنتهون من بناء المؤسسات السياسية، ونحن نعدكم بالخروج من العراق، طيب إذا كانت هنالك فرصة لنا نحن الأحزاب السياسية بالضغط المتواصل، ونحن نعلم أن.. أن العالم الحر معنا..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: ما هي وسائلكم يا دكتور؟ ما هي وسائلكم في الضغط؟ أنت تقول الأميركيون غيروا سياستهم، عندما جاءوا هنا كانوا يتحدثوا عن بقاء مطول، الآن يستحثونكم كما تقول للإسراع..

د. محسن عبد الحميد: نعم يقولون..

وضاح خنفر: ما الذي غيَّر السياسة الأميركية في العراق؟

د. محسن عبد الحميد [مقاطعاً]: غيَّر السياسة الأميركية لأنهم لسبب واحد، كانوا يعتقدون قبل أن يأتوا أن حكم الشعب العراقي هو بسهولة احتلاله من خلال استفادتهم من فراغ النظام من القوة، النظام كان هش في السابق، فظنوا بأن حكم الشعب العراقي أيضاً ممكن أن يكون بمستوى الاحتلال، فلما دخلوا وجدوا …

وضاح خنفر: وجدوا مقاومة.. وجدوا مقاومة..

د. محسن عبد الحميد: لأ، قبل المقاومة، السياسيون والوطنيون والإسلاميون عارضوهم، وقالوا لن نتعاون معكم، فعدم التعاون معنى ذلك أميركا ستخرج في النتيجة دولة مستعمرة أمام العالم، فلذلك يعني خضعوا لضغط الأحزاب السياسية الوطنية قبل ظهور المقاومة، ومن الممكن أن تكون أيضاً المقاومة يعني صبت في مسألة أن أميركا ستجد نفسها محرجة في أن تُبقي على سياستها الأولى، نعم.

وضاح خنفر: نعم، طيب دكتور أنتم لديكم حوالي 70 فرع من الحزب الإسلامي منتشرة معظمها في المناطق السُنية، وبالتالي أنتم حزب يمكن أن يصنف بأنه الحزب السُني الأول الموجود في الوسط السُني، لكن أيضاً المقاومة.. مناطق الفاعلية لهذه المقاومة تتم فيما يسمى إعلامياً بالمثلث السُني، هل تشعر بأنكم ربما ستواجهون نوع من المنافسة بين أولئك الذين يودون الانضمام إلى المقاومة وأنتم كحزب سياسي تؤمنون بالمقاومة السلمية فقط؟

د. محسن عبد الحميد: نحن كحزب سياسي أعلنَّا المقاومة السلمية، مبادئنا معروفة لكل العالم داخل وخارج، غيرنا يعملون أشياء أخرى، نحن لسنا مسؤولين عنهم ولا هم مسؤولين عنا..

وضاح خنفر: لكنهم يرفعون شعارات إسلامية، معظم حركات المقاومة الآن بدأت تتبنى خطاباً إسلامياً واضحاً.

د. محسن عبد الحميد: لهم رأيهم ولنا رأينا نعم.

وضاح خنفر: طيب، أنتم الآن في مجلس الحكم الانتقالي، دخلتم، أعطيتم شرعية أيضاً للتقسيم الذي بني عليه مجلس الحكم وهو تقسيم في أساسه طائفي ثم التقسيم الذي بنيت عليه الوزارة التي عُينت قبل أيام أيضاً على نفس النسب التي تم بناء مجلس الحكم عليها، ألا تعتقد بذلك أنكم تثبتون أسبقية ربما تكون مهمة جداً في مستقبل العراق؟

د. محسن عبد الحميد: نحن لا نعتقد ذلك، نحن نعتقد أن العراق كان بحاجة إلى بداية، بحاجة إلى جماعة تنزل إلى الميدان وتقود العراق إلى السيادة، لأنه لا يمكن العمل من الفراغ، طيب هم شكلوا هذا المجلس نتيجة لمشاورات الأحزاب ووضعوا واحداً زائداً في الجانب الشيعي والسني والمسيحي واحد، طيب هذه ليست مشكلتنا حقيقة، نحن أولاً نعتقد نحن مسلمون جميعاً ونحن أمة واحدة، فليكن عندهم عضو زائد، نتفاهم..

وضاح خنفر: إذن أنت مقتنع بالتقسيم..

د. محسن عبد الحميد: لا لا، أنا ما مقتنع بالتقسيم..

وضاح خنفر: هل تعتقد أنها تعكس الواقع الديموغرافي للعراق؟

د. محسن عبد الحميد: لأ، أنا اعتقادي أن إدعاء إخواننا الشيعة أنهم أكثرية لا نؤمن بذلك نعتقد أن السنة عرباً وأكراد و تركماناً هم الأكثر، ولكن هذه ليست مشكلة، فليقولوا ما يقولون ولنقل ما نقول، في النهاية الإحصاء العام للسكان هو الذي يُظهر، والاقتراع الصناديق الانتخاب هي التي تحكم على الأكثرية مَن ومَن. هذه لن نستطيع أن نوقف مركبة الوصول إلى السيادة، فتعاوننا جميعاً، فليكون هم يقولون نحن أكثرية، ونحن نقول أكثرية، طيب إذا بقينا على هذا الأساس فلن يحصل شيء، فنحن جميعاً أمة واحدة، دخلنا في هذا الميدان، ومن أول يوم اتخذنا مبدأ التوافق السلمي الأخوي، الذي يقودنا إلى السيادة، ويقودنا إلى بناء المؤسسات، لو لم نتبع التوافق ما كنا نستطيع أن نصل إلى النتائج التي وصلنا إليها، ولا.. ولا..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: وهي.. يعني الآن سؤالي سيدي أنت تتحدث عن نتائج لمجلس الحكم، يعني نعم شُكِّلت الحكومة و..، لكن مرة أخرى حكومة بدون رئاسة، مجلس الحكم يرأسه تسعة، بالتالي ليس هناك صانع قرار، ليست هناك آليات واضحة للتواصل ما بين الحكومة، حتى الآن الحاكم الأول للمجلس ولمجلس الوزراء، في النهاية هو (بول بريمر).

د. محسن عبد الحميد: لأ، نحن بريمر اتفقنا معه، ووقفنا أمامه قلنا لا نؤمن بالفيتو، وقال لنا متى استعملته أنا الفيتو، نحن نتعاون معكم، نحن نتخذ القرارات نعرضها عليكم، وأنتم تتخذون القرارات تعرضوها علينا، وفي النهاية بالحوار نتوصل إلى ما يحقق مصالح الشعب العراقي، أنا نحن.. واعترضنا على أن يكون المستشار هو الذي يقود الوزير، إنما الوزير هو الذي يقود المستشار والوزارة، وقد وافق على ذلك.

وضاح خنفر: ما هي العلاقة بين الوزارة ومجلس الحكم، كيف تحاسب..؟
د. محسن عبد الحميد: منفذون لنا، نحن عيَّناهم والمجلس هو الذي يشكل مقام رئاسة الوزارة ورئيس الهيئة والرئيس المؤقت للشهر للمجلس هو الذي يترأس الوزارة إن اجتمعوا، في النهاية أولاً وآخراً هم مسؤولون أمامنا فقط وهم يعلمون ذلك، نحن عيَّناهم، نحن نعزلهم، نحن نحاسبهم.

وضاح خنفر: لماذا استأثرتم بوزارة التعليم؟

د. محسن عبد الحميد: والله لم يكن هنالك قصد معين ولكن المناقشة الأخوية والحوار الأخوي والتوافق قادنا إلى ذلك وقبلناه، وهذه المسألة ليست مهمة كثيراً بالنسبة لنا، لا سيما ولا سيما أننا جميعاً نشرف على الوزارات، يعني نعم وزارة التعليم صار مثلاً لاختياري لترشيحي ولكن وزارة التربية التي رشحها غيري أنا أستطيع أن أشرف عليها وأحاسبها والجميع كذلك، نحن متضامنون في المسؤولية.

وضاح خنفر: أنتم شكلتم لجنة..

د. محسن عبد الحميد [مقاطعاً]: ثم هنالك شيء مهم جداً أن أشخاص الوزراء هم انتخبوا على أساس التوافق لكن الوزارة كوزارة تبقى عراقية، تبقى عراقية خالصة تمثل الشعب العراقي، يعني الوزير السني لا يملأ وزارته بالسنة ولا الوزير الشيعي يملأ وزارته بالشيعة ولا الكردي ولا التركماني لأ، وإنما نحن شكلنا هذه الوزارة من أجل فترة مؤقتة لحين ما يكون هنالك انتخاب.


السقف الزمني لتسليم السلطات للعراقيين

وضاح خنفر: يعني بالحديث يا دكتور عن الفترة المؤقتة، أنتم لم تضعوا جدولاً زمنياً لا لمجلس الحكم ولا للوزارة ألا تعتقد ذلك في صالح الأميركيين الذين سيقررون متى يسلموا الصلاحيات ومتى يحتفظوا بها؟

د. محسن عبد الحميد: لأ، نحن الآن بصدد في المجلس الحوار الأخير بصدد تعيين سقف وهم يشجعوننا على ذلك من باب الإنصاف..

وضاح خنفر: هل تعتقد أنهم يريدون أن يخرجوا من هذه الورطة يعني؟ لماذا يشجعونكم فجأة؟

د. محسن عبد الحميد: هم الوضع العالمي، الوضع الداخلي عدم توفيقهم في إيجاد الأمن الكامل للشعب العراقي لأنهم لا يعرفون هذا المجتمع ممكن كل هذا والهجمات على جيوشهم أيضاً، يمكن كل هذا أنه دعاهم إلى أن يستعجلوا فنحن في مجلس الأمن [الحكم]خطتنا الآن أن المؤسسات تكمل من هنا إلى آب القادم، وإن شاء الله سيكون كذلك.

وضاح خنفر: بما في ذلك الدستور.

د. محسن عبد الحميد: بما في ذلك الدستور والإحصاء العام والانتخاب، يعني نتوقع -إن شاء الله- من هنا إلى آب سنة 2004 -أكثر وأقل- أن ننجز المجلس النيابي والوزارة المنتخبة وحينئذٍ سينتهي مجلس الحكم وهذه الوزارة المؤقتة ونسلم الأمانة إلى من يمثلون الشعب العراقي بأكمله.


آليات كتابة الدستور العراقي

وضاح خنفر: شكلتم لجنة تحضيرية لوضع آليات من أجل تشكيل الهيئة التي ستشرف على كتابة الدستور، هذا الدستور القادم -برأيك- هل سيكون دستوراً فيدرالياً؟

د. محسن عبد الحميد: والله أنا لا أستطيع أن أسبق الحوادث ولكن..

وضاح خنفر [مقاطعاً]: رأيكم في الحزب الإسلامي؟

د. محسن عبد الحميد: ولكن في النظام الداخلي ثبتنا واجتمعنا على هذه النقطة، الوصول إلى صياغة دستور تعددي فيدرالي دائم يحقق.. يحترم الهوية الإسلامية للشعب العراقي المسلم.

وضاح خنفر: الفيدرالية تعني..

د. محسن عبد الحميد: هذا المبدأ..

وضاح خنفر: هل الفيدرالية هنا تعني الفيدرالية القومية أم الفيدرالية الجغرافية الإدارية؟

د. محسن عبد الحميد: و الله هذا لم يبين بعد، ولكن أنا لا أرى تضاداً بين الاثنين، الأكراد..

وضاح خنفر: هل يمكن أن.. نعم، تفضل..

د. محسن عبد الحميد: الأكراد قومية معينة ساكنون في منطقة جغرافية معينة لهم.. ثبتت لهم الحقوق السياسية والثقافية في نظام المجلس وإنهم سيتمتعون بهذه الحقوق، ولكن دون أن يصطدم هذا مع وحدة العراق، عاصمة واحدة، علم واحد، مالية واحدة، خارجية واحدة.

وضاح خنفر: ألا تعتقد يا دكتور، بعض الناس يقولون إنه لو فعلاً تمت هذه الفيدرالية وأصبح للأكراد فيدرالية خاصة بهم أو حكم فيدرالي خاص بهم، هذا يعني أولاً: إنه سيؤثر على السُنة عموماً في العراق، ثانياً: أنه قد يكون خطوة أولى نحو تمزيق العراق، وتقسيمها إلى ربما أقسام مختلفة؟

د. محسن عبد الحميد: نحن لا نعتقد ذلك، لأن الأكراد جلسنا معهم وفي لقاءات مطولة جداً قبل الحرب وبعد الحرب لا يؤمنون بالاستقلال التام ولا يعملون لذلك، وإنما يقولون نحن جزء من الشعب العراقي، كل ما في الأمر يقولون نحن كقومية اضُطهدنا 70 سنة وأكثر، واعُتدي علينا، وجرت بيننا المذابح في كل مكان نريد أن نحصل على حقوقنا الثقافية والسياسية ونكون آمنين في الموطن الذي نسكن فيه، فما المانع إسلامياً من ذلك وما المانع وطنياً من ذلك؟


مستقبل الحزب الإسلامي في العراق

وضاح خنفر: طيب، دكتور نعود.. نعود مرة ثانية إلى موضوع الحزب الإسلامي، أنتم كحزب ألا تزال القيادات الكبيرة في السن القيادات التاريخية للإخوان وللحزب الإسلامي هي التي تسيطر الآن؟ هل لديكم خطط من أجل دفع دماء جديدة، حقن دماء جديدة من الشباب في الحزب حتى يتسلموا الراية؟

د. محسن عبد الحميد: لا شك في ذلك ولذلك ترى أن قياداتنا في مجلس الشورى وفي المكتب السياسي قيادات قديمة ووسط وحديثة شابة، فنحن لا نؤمن بالاحتكار ولا نؤمن بأن.. وإنما نؤمن بالشورى الحقيقية الملزمة.

وضاح خنفر: ما هي علاقتكم بالحزب الإسلامي الذي كان ناشطاً في الثمانينات والتسعينيات أيضاً في الخارج؟

د. محسن عبد الحميد: كنا نعمل في السر هنا، وهم كانوا يعملون في العلن، وعندما أعلنا الحزب هنا جاءونا ووافقوا على أن يكونوا فرعاً لنا في الخارج، نحن الأصل وهم الفرع، والقيادة هنا.. يعني مكتب الأمن العام والأمين العام المساعد في الخارج واندمجنا اندماجاً كاملاً فيعني الظروف تقتضي أن يبقى البعض في الخارج والأكثرية موجودون في الداخل ولا إشكال في ذلك أبداً.

وضاح خنفر: الحزب الإسلامي لم يدعُ إلى مؤتمر عام لأعضائه من أجل انتخاب الكوادر المختلفة والطبقات المختلفة القيادية، كيف شكلتم إذن مجلس الشورى؟

د. محسن عبد الحميد: نعم مجلس الشورى كان مشكلاً في السر، ثم لما أعلنَّا جاءونا الإخوة من الخارج وهم أيضاً كان عندهم مجلس شورى والظروف في الأشهر الحاضرة ما كانت مساعدة لكي نعمل مؤتمر عام وهذا المؤتمر العام -بإذن الله- سيكون بعد شهر أو شهر ونصف يمكن، وسينتخب الإخوة أعضاء المؤتمر العام للحزب مجلس شورى ومكتب سياسي وقيادة جديدة قد نكون نحن فيها أو نخرج منها، ليس مهماً فنحن جميعاً من الفرد إلى الأمين العام جنود في الحزب الإسلامي، نعمل للإسلام بإخلاص إن شاء الله تعالى.

وضاح خنفر: هل لديكم برنامج سياسي واضح المعالم للعراق.. عراق ما بعد الحرب، مستقبل العراق؟

د. محسن عبد الحميد: نعم، نحن الآن المختصون من جميع الجوانب يحاولون أن يصنعوا دستوراً أو صياغة مشروع دستور ويقدمون لنا مشاريع اقتصادية ومشاريع.. وخطط سياسية، وتعلم جنابك يعني نحن كنا 40 سنة في السر، فليس من السهل أن يخرج حزب كبير من السر إلى العلن ويكمل جميع مكاتبه ويكمل جميع قضاياه في عدة أشهر، لكن الفترة هذه قطعنا فيها أشواطاً مباركة -إن شاء الله- للوصول إلى بناء هيكل رصين ومتوازن للحزب وبناء يعني أيديولوجية مرحلية كما يقولون، لأن أنا في كتبي السابقة كنت يعني أعاتب الحركة الإسلامية بأنه لم تستطع أن تصنع منهجية مرحلية..

وضاح خنفر: إذن سنرى منهجية جديدة للحزب الإسلامي.

د. محسن عبد الحميد: في إطار الإسلام وضوابط الإسلام، لأن أنا أؤمن بالمرحلية.. بمرحلية جديدة في إطار السياسة الشرعية التي تنقلنا دائماً من البلاغ المبين إلى السياسة الشرعية، طبعاً وعندنا السقف الإسلامي العام بضوابطه وبـ.. يعني وبأصوله، طبعاً لن نستطيع أن نخرج على ثوابت الإسلام في كل الأحوال.

وضاح خنفر: دكتور محسن عبد الحميد (الأمين العام للحزب الإسلامي وعضو هيئة الرئاسة بمجلس الحكم المؤقت)، شكراً جزيلاً لك.

د. محسن عبد الحميد: يا مرحباً بكم.

وضاح خنفر: شكراً.