صورة عامة - لقاء اليوم 13/9/2009
لقاء اليوم

تيري هولدبروكس.. محاسبة الإسلام والمسلمين

تستضيف الحلقة الحارس السابق في معتقل غوانتانامو تيري هولدبروكس الذي أسلم بعد أن ترك المعتقل وأصبح نشطا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

– الموقف من أحداث 11 سبتمبر والعمل في غوانتانامو
– أساليب التعذيب ومعاملة الحراس والمحققين للأسرى

الموقف من أحداث 11 سبتمبر والعمل في غوانتانامو


ناصر البدري
ناصر البدري
تيري هولدبروكس
تيري هولدبروكس

ناصر البدري: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج لقاء اليوم. ضيفنا في هذه الحلقة هو الحارس السابق في معتقل غوانتنامو تيري هولدبروكس الذي أسلم بعد أن ترك المعتقل وأصبح نشطا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، أهلا إلى قناة الجزيرة. تيري كيف بدأ عملك في الجيش الأميركي؟ لماذا التحقت بالجيش الأميركي؟

تيري هولدبروكس: لقد أنهيت الثانوية في عمر مبكر وعامة الأميركيون ينهون الثانوية في الـ 19 وبعضا منهم في الـ 18 فقد أنهيتها في الـ 17 من عمري، بعد ذلك ذهبت إلى مدرسة انتشارية تدعى معهد الفنون والتكنولوجيا في أريزونا، بعد إنهائي تلك المرحلة كان الأمر يتعلق بأنني لا أقوم بأشياء كثيرة لذلك قررت الانضمام للجيش والهدف كان هو أن أرى العالم وأن أسافر وأن أتعلم بشأن ثقافات أخرى وأن أتعلم لغات أخرى لأرى أماكن أخرى وأتعلم بشأن أنماط الحياة خارج أميركا. أحد المشاكل التي شاهدتها خلال الثانوية والإعدادية هو أني أدركت أن الكثير من الأميركيين يعيشون في فقاعة، يعيشون في فقاعة بشأن العمل وبشأن حياتهم وغيرها من المسائل، إذاً ليس هم قلقون بشأن العالم خارج أميركا وإنما بفقاعتهم الخاصة أما العالم فهو مكان كبير ورائع وكيف يمكننا أن نركز على أميال من العالم، هناك الأشياء الكثيرة علينا أن نراها بالتأكيد رأيت أن أرى العالم وكنت أضع ذلك على سيرتي الذاتية ليس فقط للجيش وللعمل إنه من الطبيعي.


ناصر البدري: انضممت إلى الجيش، حدثت أحداث 11 سبتمبر، كيف أثرت تلك الأحداث على نظرتك للعالم؟

تيري هولدبروكس: عادة وبشكل دائم في كافة المقابلات التي أجريتها حاولت أن  أتجنب موضوع الـ11 من سبتمبر ومصادفة سأتحدث في واشنطن في الـ11 من سبتمبر القادم، عندما وقعت الحادثة وفي ذلك الصباح أيقظتني أمي وذهبنا لمشاهدة التلفزيون وعندما تم ضرب البرج الأول كنا نشاهدها، ومباشرة بعد ذلك كان هناك شعور متنامي بالغضب وبخيبة الأمل كان ذلك في داخلي وأعتقد أنه تقريبا كافة الأميركيين كانوا يشعرون بالغضب وخيبة الأمل تجاه ذلك لم يكن ذلك شعوري، كان شعوري تجاه الأخبار فكان الناس يأتون بالافتراضات بشأن معتقداتهم بشأن طبيعة الهجمات الإرهابية كان البعض يقولون إنها نهاية العالم والبعض يقول إنها بداية الحرب العالمية الثالثة والبعض الآخر يقولون بأن هذا كان سيقع، لا أحد يعرف ما حدث، ذلك هو جوهر الأمر لا أحد كان يعرف ما يحدث.


ناصر البدري: ماذا كنت تفكر أنت؟

تيري هولدبروكس: في بعض الأحيان يتطلب الأمر مأساة ليجلب الكثير من الخير للعالم ومن الصعب أن أرى كافة الخير الذي نتج من الـ11 سبتمبر، لكن ما حدث بالتأكيد كنت أنظر إليه وأفكر بأنها أكبر مأساة وقعت إنها فعلا فظاعات مريعة، وعرفت أن هناك شيئا كبيرا سينجم عنها، ليس هناك شيء يحدث في العالم دون أن ينجم منه شأن عظيم فقط لا يمكننا أن نراه عندما يحدث، عدا خيبة الأمل والغضب بشأن الأحداث التي حدثت فيه حاولت أن أتجنب الـ11 من سبتمبر حاولت أن أختفي من الأخبار والتلفزيون ولم أرد أن أشاهدها حتى تأتي الحقائق وأن يعرف الناس ما يحدث بشأنها.


ناصر البدري: تعتقد أن خيرا أتى من أحداث سبتمبر، مثل ماذا؟

تيري هولدبروكس: خير كثير نجم عنها فهناك عدد كبير من الأميركيين نطقوا بالشهادة في السنوات التي تلتها الكثير من الأميركيين نطقوا بالشهادة ذلك لأنهم درسوا الإسلام أرادوا أن يدرسوا بشأن الإسلام وبشأن الشرق الأوسط، الكثير من الناس يهتمون واستثمروا وقتهم وتعليمهم في التعلم بشأن الشرق الأوسط وتاريخه الاستعماري كيف أن الفرنسيين والبريطانيين حاولوا أن يدجنوا الشرق الأوسط وأن يستعمروه وأن يحولوه من دول دكتاتورية إلى ديمقراطية، هذه ليست طبيعة الشرق الأوسط ولم يكن كذلك ولا يجب أن يكون كذلك يجب أن لا نفرض الديمقراطية عليه، أمر جيد نجم عن ذلك هو أن هناك الكثيرين حاولوا أن يتعلموا، التعليم لا يضر أبدا هو جيد دائما وهذا يؤدي إلى أن نكون أكثر ذكاءا بالتأكيد. النظام الأميركي ناقص وفقير وما يدرسونه لنا في علاقته بالواقع ربما يشكل 10% من واقع الأمر، لذلك وبالتأكيد من المهم أن يحصل الناس على ذكاء وفهمهم للعالم نتيجة لذلك، وللأسف أن سبعمائة من الناس فقدوا حياتهم ولكن هؤلاء الناس فقدوا حياتهم هم كانوا هناك ويعرفون حقيقة ما حدث في 11 سبتمبر وكانت هناك تقارير بذلك الشأن، لسوء الحظ فإن وسائل الإعلام الأميركية والنظام القضائي هناك لا يسمح لهم بأن يتحدثوا لمعرفة حقيقة ذلك اليوم وبالتأكيد أن هناك قضايا مهمة نتيجة لذلك الحدث.


ناصر البدري: بدأت الخدمة في معتقل غوانتنامو، كيف كنتم تعاملون الأسرى؟

تيري هولدبروكس: طريقة معاملة الأسرى تتعلق بالحارس وباليوم وبالوضع، في بعض الأحيان يتعلق الأمر بالمحقق، الجميع سمع بالتعذيب وسوء المعاملة فهما يحدثان هناك بالتأكيد يحدثان هناك بالتأكيد التعذيب وسوء المعاملة حدثا هناك.


ناصر البدري: هل أُعطيتم تعليمات وإرشادات محددة حول التعامل مع هؤلاء السجناء الذين وصفوا بالأخطر في العالم؟

تيري هولدبروكس: لا، لم تُعط لنا تعليمات واضحة وما تبحث عنه هو ما يدعى Soapy أي إجراءات المعاملة العادية وهي دليل بشأن ما يجب أن يحدث وأتعامل مع القضايا وغيرها لم يكن هناك أبدا دليلا واضحا والنتيجة على ذلك هو أنه عندما يتم طباعتها يتم تغيير القواعد بعد ذلك، أنتم سمعتم بالمذكرات التي تم الكشف عنها عندما كان بوش وديك تشيني وغيرهم من الإدارة الأميركية عندما بدؤوا بكتابة المذكرات والتكيتكات التي سمحوا بها كتبوها بشكل عام ليسمحوا للقراءة أن تكون خاصة لمن يقرؤها، هؤلاء الأفراد أرادوا إرسال هذه الأفكار والتكتيكات عندما تستطيع أن تقرأ شيئا عاما هذا يسمح لك بحرية كبيرة فيما تقوم به، لم تعط لنا تعليمات مباشرة والتعليمات المباشرة التي أعطيت لنا هي أن نقدم ثلاث وجبات في اليوم وأن نسمح للسجين بأن يأخذ الحمام ونقدمه للاستجواب، عدا ذلك فإن التعليمات كانت دائما عامة بغوانتنامو.


ناصر البدري: العديد من السياسيين الأميركيين والقادة العسكريين زاروا معتقل غوانتنامو، ماذا رأيت وماذا سمعت منهم؟

تيري هولدبروكس: هناك شخصان مشهوران وصلا إلى هناك وهما السيناتور ماكين فقد أتى إلى هناك وقد رأى المباني وزار أحد اثنين منهما أحدهما كنت أعمل به، عندما مر بي لقد كانت لدينا تعليمات أنه عندما يمر بنا أن نكون مهتمين لذلك فقد أخذت ذلك الموقع، عندما مر بي لم يعترف بي ولم يعترف بأي من الحراس أعتقد أنه كان جيدا جدا ليعترف بجندي بلده، ومجددا نظرا لعائلته وكيف استفادت من 11 سبتمبر بالتأكيد فهو جيد جدا ليعترف بذلك. شخص  آخر أتى إلينا لا يمكن أن نتذكر اسمه هو الجنرال وهو مسؤول عن المكان لقد كان أكثر ترحابا وقد كان سعيدا لرؤية الجنود وصافحنا وشكرنا وصلى من أجلنا وكان سعيدا بأننا نخدم هناك، لقد كان أكثر ترحابا وتقديرا من ماكين عدا ذلك فلم يكن هناك شخص مهم وصل إلينا.


ناصر البدري: ما هي التعليمات التي كنتم تتلقونها من قادتكم فيما يتعلق بالتعامل مع الأسرى؟

تيري هولدبروكس: في أي وقت سيغادر فيه المعتقل الزنزانة أوالمنشأة وأي شيء آخر من أجل التحقيق أو الحمام أو الترفيه مهما كان السبب يتم مراقبتهم ويلبسون زيا من ثلاث قطع حيث تكون هناك قيود على أرجلهم واليدين والخصر مرتبطتين بالقطعتين الأخريين، هذا أصبح أمرا صعبا أعتقد أنه بحلول الشهر السادس والسابع طورت علاقة مع المعتقلين وكتبت التقارير وعرفت أنه لم تكن هناك قضايا صعبة، فقد أوقفت القيود إذا كنت سآخذهم إلى الحمام أو الترفيه أقول له فقط تعال سأذهب به إلى هناك، كان لدينا احترام متبادل ولم تكن هناك حاجة لاستخدام القيود، وفي نفس الوقت أن العلاقة التي ربطتني بهم كانت مختلفة عن التي تربطهم بأي من الحراس الآخرين، وفيما يتعلق بطريقة تقييدهم عندما كانوا في الاعتقال فكان التحقيق كانوا دائما في حالة توتر وكانت تلك الزي يتم ربطها بالأرض.

أساليب التعذيب ومعاملة الحراس والمحققين للأسرى

ناصر البدري: تحدثت عن مواقع مؤذية بالنسبة للمعتقلين كان المحققين يضعونهم فيها، مثل ماذا؟

تيري هولدبروكس: هناك عدد من الرسوم والصور التي وضعت على الإنترنت وأعتقد أنه علينا أن ننصح الأفراد أن يشاهدوها وأن يقرؤوها ويذهبوا إلى غوغل ليعرفوا وضعية التوتر، من السهل أن نراها، وضعية التوتر هي وضعية تضع كثيرا من التوتر على عضلات الجسد لتخلق الخوف والتوتر وغيرها وهي وضعية دائما يترك فيها لساعات وعندما يتم استخدام هذه الوضعية تستخدم لـ 6 و18 ساعة يبقى فيها المعتقل في هذه الوضعية، عادة المعتقل يتبول على نفسه عندما يكون في هذه الوضعية لأنه لا يسمح له بالذهاب إلى بيت الراحة فإن توتر العضلات وفشلها يكون نتيجة لهذه الوضعية، إنها تكتيكات بربرية هذا ما يمكنني قوله.


ناصر البدري: الكثير من الكلام قيل حول أساليب التعذيب التي استخدمت في معتقل غوانتنامو من الإيهام بالإغراق، من الضجيج المتواصل، من الأضواء الساطعة وغيرها، ماذا رأيت أنت من تلك الأساليب؟

تيري هولدبروكس: حسنا دعونا نبدأ بالأكبر والذي يبدو أنه كان يهم الجميع وهو ما يدعى بالإيهام بالإغراق إذا كان الإيهام بالإغراق قد حدث وهو ما حدث فعلا، عندما يحدث إنه لا يحدث مع الأفراد بين أناس كثيرين إن الأفراد الموجودين في معسكر دلتا وإيكو وغوانا ومعسكر 6 و7 الذين بنيا بعد مغادرتي، الأفراد الموجودون في المعسكر لم يتم وضعهم للإيهام بالإغراق إذا كان ذلك فلا يعودوا إلى المعسكر عندما يحدث أمر كهذا فإنه لا يقدم إلى الناس، عليكم أن تدركوا أنه إذا حدث أمر كذلك فستكون هناك اضطرابات إذاً الأفراد الذين خضعوا لهذه التحقيقات والتكتيكات كانوا دائما ينقلون إلى منشآت أخرى ولم نرهم أبدا بعد ذلك. فيما يتعلق بالتعذيب العام وإساءة المعاملة العامة التي حدثت خلال التحقيق بالتأكيد كان هناك استخدام للموسيقا الصاخبة وتغطية العيون وكانوا يضعونهم بغرف حارة ويوضع عليهم الماء البارد ويتركون في تلك الغرف لمدة ساعات وكانوا يخضعون إلى الموسيقا الصاخبة حيث يعيدون نفس الأغاني لساعات وساعات، هذا فعلا أمر ليس مبعثا للضحك فهناك من الصعب عندما يسمعونهم سيلين ديون لساعات هذا تعذيب، ليس هناك أبدا من يستمع لسيلين ديون لمدة ثماني ساعات. بعض التكيتكات الأخرى وهي المعاملة القاسية مع المعتقلين هو أن نمسكه من قميصه ونصرخ عليه واستخدام لغة بذيئة، المحققات النساء يسخدمن أوضاعا مثيرة.


ناصر البدري: هل أنت بنفسك استعملت بعض الأساليب العنيفة مع هؤلاء المعتقلين؟

تيري هولدبروكس: لا هذا كله يتعلق بالتحقيقات فالكثير من سوء المعاملة والتعذيب الذي حدث في غوانتنامو حدث على أيدي المحققين وخلال التحقيق، من المهم أن نفهم ذلك، كل ما تم تناوله في الإعلام والذي يهتم به الجميع حدث خلال التحقيق وعلى أيدي المحققين. هناك فرق بالرغم من ذلك بين التعذيب وسوء المعاملة، التعذيب هو ما يؤدي إلى توتر نفسي وشعوري وغيره بينما سوء المعاملة هو جسدي، التعذيب الجسدي قد يحدث أساسا يقوم به الحراس من الواضح أن هناك سلسلة من الأحداث تحدث قبل الإساءة الجسدية وتسمى دائما بقوة الرد في حالة الطوارئ ERF ، عندما يحدث ذلك فهو دائما ما يحدث أنه إساءة جسدية يقوم بها الحارس تجاه المعتقل عندما يكون يصرخ وإذا لم يستجب السجين فإن الحارس يذهب إلى قائد الوحدة الذي سيأتي إلى السجين ويقول له نفس الشيء عليك أن تستجيب لنا سنطور الوضع وننقله إلى مستوى آخر، المستوى الآخر هو مسؤول المعسكر الذي سيأتي إلى السجين ويقول له عليك أن تستجيب، وإذا استجاب فخيرا فمهما كان المسؤول للمعسكر سيأتي عليك أن تستجيب إذاً هناك أربع فرص أمام السجين ليستجيب ويهدأ الوضع.


ناصر البدري: لكن حدثت هناك مرات قام فيها الحراس باتخاذ إجراءات عقابية صارمة.

تيري هولدبروكس: لا، لا.


ناصر البدري: سجناء أخبروا بتعرضهم.

تيري هولدبروكس: أنا أعلم بذلك، أعلم بذلك لكن ذلك لم يحدث، لم يكن هناك وضع حيث يفتح الحارس ويدخل إلى السجين عندما يحدث ذلك خلال السنة التي كنت موجودا فيها كان هناك دائما تصعيد الوضع هذا يعطى الكثير من الإنذارات قبل الوقت، هذا لا يعني أنه بعد تقديم هذه الإنذارات ويفتح الباب ويكون الحارس داخل الزنزانة وقتها بالتأكيد يمكن أن يحدث سوء المعاملة لكن كان هناك الكثير من الإنذارات تحدث قبل حدوث ذلك، إذاً وعندما يحدث ذلك فإن السجين يعرف ما سيحصل عليه، أنا لا أريد أن أبرر ذلك فهو لا يمكن تبريره لكن السجناء يعرفون ما كان يحدث وكان يقدم لهم عدد من الفرص قبل التصعيد، بالرغم من ذلك من المهم أن نفهم أنه عندما يقوم السجين أن يرفض مرارا وتكرارا هذا النوع من الوضع عندما يصل الأمر إلى هذه المرحلة فإن هذا الأمر يصبح صعبا يصبح الأمر مهما وربما خلال التحقيق عندما يتم تدنيس القرآن أو يوضعون في وضع يشعرون فيه بعدم الراحة إلى درجة كبيرة ويشعرون فيه بمشاكل أو إساءة معاملة نفسية خلال التحقيقات، لسبب مثل ذلك قد أفهم رفض تخفيف التوتر للوضع وأفهم ماذا يعني الدفاع من أجل الحرية وأن أشعر بالغضب وخيبة الآمال لتلك الدرجة، أما فيما يتعلق بفتح الأبواب وإساءة معاملة المعتقلين من طرف الحراس فإن تلك المعاملة قد انتهت بعد فتح معسكر دلتا.


ناصر البدري: هل نتحدث عن هذا العنف الذي استخدم مع السجناء نتحدث عن ضرب نتحدث عن دفع؟ ما طبيعة هذا العنف الذي استخدمه بعض الحراس مع هؤلاء المعتقلين؟

تيري هولدبروكس: كافة الأشكال، كافة الأشكال في لحظة يدخل فيها الحارس إلى الزنزانة عادة ما يحدث قبل دخوله إلى الزنزانة هو ما يسمى برش الفلفل الحار وهو يتم التعامل مع السجناء بذلك رش الفلفل الذي يستخدم في المعسكر هو قوي جدا إلى أنه سيؤدي إلى العمى وسيجعل الأمر صعبا بالنسبة للسجناء لأن يتنفسوا، كذلك أنه سيخلق نوعا من الخوف فأنت تشعر بالخوف وستقوم بالبكاء ولا يمكنك أن ترى ولا يمكنك أن تتنفس أنت في وضع مريع، بالإضافة إلى ذلك فلديك أربعة مسؤولين من الشرطة يدخلون بسرعة إلى الزنزانة الهدف من دخولهم بسرعة هو أن يسيطروا عليك ويقيدوك وأن يخرجوك من الزنزانة هذا هو الهدف كما هو مكتوب، لكن ما يحدث في الواقع هو أنهم يدخلون ويسيطرون عليك وربما يضربونك لمرات عديدة وربما أن رأسك سيكون الأداة لفتح الزنزانة عندما يكونون يخرجونك، ليس أمرا غريبا أن يدخل الحارس ويطأ قدمي ورجلي السجين وقد يقومون بكسر عظامهم وعادة السبب وراء ذلك هو التشجيع وراء ذلك هو أنني رأيت أن قادتي العسكريين يقومون بمكافأتك عندما تقوم بسوء المعاملة فكلما أسأت معاملة المعتقلين كلما حصلت على أيام أكثر من العطل وكلما كان وقتك جيدا في غوانتنامو، إذاً وجودي في غوانتنامو بعقليتي التي لدي كوني أريد أن أتعلم بشأن الإسلام والشرق الأوسط واللغة العربية هذا وضعني إلى الجنب من بقية الجميع، كنت وحيدا فبقية الرفقة يرفض التحدث إلي ولم يكونوا يتعاملون معي وكانوا ينظرون إلي على أنني خائن.


ناصر البدري: من كان يقوم بعملية استجواب المعتقلين؟

تيري هولدبروكس: حسب علمي فإن الاستجواب تقوم به الـ FBI  وCIA  أو مقابلها عندكم M5 أليس كذلك؟ آمل أن المشاهدين يفهمون المزح هنا الاستخبارات العسكرية، أفراد من الاستخبارات العسكرية أنا أنظر إلى ذلك على أنه مزحة لأنه ليس هناك أمرا ذكيا فيما يتعلق بالعسكر.


ناصر البدري: الكثير من المعتقلين أبلغوا عن انتهاكات حدثت في سجن غوانتنامو مثل الإساءة للقرآن الكريم وغيرها من الأشياء الأخرى المتعلقة بالتعذيب الذي يتعرضون له، هل يمكن أن تعطينا أمثلة وشواهد على ذلك؟

تيري هولدبروكس: كوني أسمع بذلك نعم أسمع به كثيرا من الأوقات في الواقع استخدمه كمثال عندما يسألني الناس كيف أقرأ الأخبار كيف نميز بين ما هو صحيح وخاطئ في الأخبار، أحد الطرق السهلة لأخبر الناس كيف يفرقون بين ما هو حقيقي وبين ما هو كاذب هو أن الجزيرة بشكل آخر تأخذ موقفا يساريا فيما يتعلق بما يحدث في غوانتنامو، هذا يعني أن أحد القضايا التي تحدث يقومون بتغطيتها بشكل نزيه والبعض الآخر يبالغون في شأنه بينما في الجانب اليمين لا أقصد به الصحيح من الخطأ فإن CNN و FOX وغيرها من وسائل الإعلام في أميركا يأخذون موقفا يمينيا وينكرون كل شيء، عندما بدأت حادثة القرآن أعتقد أنه تم تغطيتها من وجهة النظر اليسارية فهناك حالات تمت فيها الإساءة للقرآن حيث تم البصق عليه والتبول عليه وتم إحراقه، أشياء مريعة.


ناصر البدري: سجناء سابقون شاهدوا ذلك كله.

تيري هولدبروكس: إذاً هكذا يدعون، هكذا يدعون من ناحية اليمين من الناحية الأميركية ما يتعلق بـ CNN و FOX وغيرها ينكرون حدوث ذلك، حقيقة الأمر وحسب تجربتي عندما كنت هناك وما رأيته على أنه حقيقة أن الأمر حدث خلال الاستجواب أمر عادي أن يرى ذلك خلال الاستجواب أن يتم رمي القرآن على الأرض وأن يتم الوضع عليه وأن يتم البصق عليه ولكني لم أر أحدا يتبول على القرآن، أما فيما يتعلق برمي القرآن في المرحاض هناك حادثة رأيتها أنا شخصيا أنا كنت وحارس آخر كنا نقوم بتفتيش إحدى الزنزانات فهناك إجراء عادي بالتفتيش عندما يغادر المعتقل الزنزانة ومن المتطلب أن نقوم بتفتيش ثلاث زنزانات على الأقل يوميا، إذاً نقوم بذلك في نهاية الدوام فإننا نطلب من المعتقلين أن يخرجوا لنفتش الزنزانات ونعيدهم بعد ذلك، ما يحدث وأنا ألوم الجيش بشكل خاص لهذا لأنه يقدم لنا تدريبا بهذا الأمر فلم نتعلم بشأن الممارسات الثقافية لقد كان يبحث في القرآن وكان يحمل قفازات وكان يستخدم يده اليمين لما كان عليه أن يلمس القرآن لكنه على الأقل كان محترما للقرآن فقد كان يستخدم يده اليمنى وعليها القفاز، وقد وضع القرآن إلى الأسفل وعندما تحرك ودار لقد كان خطأ من ناحيته لأنه ضرب القرآن برجله وسقط بعد ذلك في المرحاض هذا بالتأكيد أدى إلى الكثير من المشاكل وغيره من القضايا، لكن في اللحظة التي سقط فيها القرآن في المرحاض نظرت إلى القرآن ونظرت إلى وجه الحارس فقد بدا خائفا وكان يدرك أنه قام بخطأ كبير فكيف وقع ذلك؟ لكن مباشرة حاول أن يقبض عليه لكنه فشل بذلك وقد أصبح الوضع مريعا جدا، عدا ذلك فلم يكن هناك وضع حيث كان هناك حراس لا يحترمون القرآن ويسيئون معاملته، بالرغم من ذلك فإن ذلك لا يخلي ذمة المحققين فمهما قاموا به وما قد قاموا به في الماضي لا يمكنني أن أقول إن ذلك حدث أو لم يحدث أما فيما يتعلق بالحراس يمكن أن نقول أبدا لم يكونوا لا يحترمون القرآن أو يتبولون عليه، أبدا ذلك لم يحدث.


ناصر البدري: أساليب التعذيب ومعاملة السجناء هل كانت تأتي بناء على تعليمات صريحة وواضحة من القيادات أم أنها كانت اجتهادات من قبل المحققين بشكل خاص؟

تيري هولدبروكس: القيادة لم تقدم إرشادات واضحة من الرئيس بوش، تشيني، رامسفيلد، كوندليزا رايس، كولن باول وحتى أبسط الحراس لم تكن هناك إرشادات واضحة لم يكن هناك أحد لديه إرشادات واضحة، المحققون وطريقة عملهم أشعر أن الكثير منها قائم على تقاليد قائمة كانت لديهم الكثير من هؤلاء المحققين كانوا يحققون بشأن أفراد في أميركا إذاً هم معتادون للعمل بشأن أفراد في أميركا وفي وقت الحرب، لم يكونوا معتادين على التعامل مع المعتقلين وإنما أفراد يجب أن يكون لديهم حقوق، من الواضح أن المعتقلين في غوانتنامو ليس لديهم حقوق ولكن يجب أن يكون لديهم حقوق، إذاً هؤلاء المحققين ليسوا معتادين للتعامل مع هذا ومع المذكرات التي تظهر والكشف عن بعض السياسات والقضايا التي كانت تستخدم، أعتقد أن الكثير من هؤلاء المحققين لديهم مشاكل ذهنية ولديهم شياطين داخلهم، والتكتيكات التي يستخدمونها ربما كانت لحماية أميركا كانوا يعتقدون أنهم يخدمون العدالة الأميركية بكونهم قاسين، الكثير منهم أعتقد أن لديهم أفكار وتقاليد قائمة.


ناصر البدري: المسؤولون الأميركيون يقولون إن على الأقل عددا من هؤلاء السجناء المعتقلين هم الأخطر في العالم وهم الذين يقفون وراء تفجيرات الـ 11 من سبتمبر وغيرها من الأعمال التي توصف بالإرهابية الأخرى.

تيري هولدبروكس: إذا كان الأمر كذلك لماذا أخذ كل هذا الوقت لتقديم هؤلاء المعتقلين للعدالة؟ لماذا أخذ كل هذا الوقت لتقديم أدلة واضحة ضدهم؟ لماذا نبعث ثلثيهم إلى بلادهم؟ هؤلاء ليسوا هم الأسوأ لماذا لا يمكن أن نقدم أدلة عدا اعترافات مكتوبة لهم؟ لماذا لا نقدم أدلة أخرى؟ هؤلاء ليسوا هم الأسوأ، إن الأمر لا معنى له، الولايات المتحدة بدأت حربا مفبركة وتتحدث عن منظمات وهمية وإرهابيين غير موجودين وكذلك عن قضية الذهاب إلى الحرب لا علاقة لها بها، السبب وراء ذلك هو المال.


ناصر البدري: شكرا.