حمدان حمدان + فيصل القاسم + علي اصغر محمدي
الاتجاه المعاكس

طبيعة العلاقات العربية-الإيرانية المقبلة

هل تتجدد الحساسيات القديمة بين العرب وإيران بعد فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية؟ ألم يشهد عهد المحافظين سابقا توترا خطيرا مع دول الجوار العربية؟ أم إن المتشددين أفضل للعرب من الإصلاحيين؟

– الرئيس الإيراني الجديد والتغييرات بالسياسة الإيرانية
– ردود الأفعال العربية على فوز نجاد

– الخُمينية الجديدة وملامحها

– التهديدات الإيرانية للعرب

– مشاركات المشاهدين


undefinedفيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام، أليس من حق العرب أن يخشوا من عودة الخُمينية إلى إيران بعد فوز رجل المحافظين أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية؟ ألم يعتبر الرئيس الجديد فوزه بمثابة إعلان قيام الثورة الإسلامية الثانية؟ هل تشهد منطقة الخليج حالة من التوتر في المرحلة المقبلة مشابهة لحالة التوتر التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأولى للثورة الإسلامية؟ ألم يترافق فوز نجاد مع تحذيرات إيرانية للجيران بأن يلزموا حدودهم وأن إيران تفوقهم قوة بأشواط؟ لكن أليس من الخطأ الحكم على عهد أحمدي نجاد قبل أن يبدأ؟ ألم يقل الرجل إن الخليج الفارسي، حسب ما أسماه، هو خليج للسلام والصداقة وإن الدول المجاورة تحتل الأولوية في علاقاتنا؟ هل يُعقل أن تكون بعض المواقف العربية من فوز أحمدي نجاد متطابقة مع المواقف الإسرائيلية؟ ألا يكفي أن عودة المحافظين إلى السلطة في إيران تعزز موقع حركات المقاومة العربية كحزب الله في لبنان؟ ثم أليس المتشددون حليفا طبيعيا للإسلاميين والقوميين العرب في مواجهة الهجمة الأميركية على المنطقة؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على الكاتب والمحلل السياسي الإيراني علي أصغر محمدي وعلى الكاتب والباحث العربي حمدان حمدان نبدأ الحوار بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

الرئيس الإيراني الجديد والتغييرات بالسياسة الإيرانية

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدي الكرام، نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، سيد محمدي هنا في الأستوديو في البداية يقول أحد الكتاب إن أحمدي نجاد الرئيس الإيراني الجديد قادم إلى منصبه من الحرس الثوري ومن ثقافة خطف الرهائن واعتمادها في الوسائل السياسية ومن مجموعة الطلاب الخمينيين المتطرفين الذين احتلوا السفارة الأميركية في بداية الثورة وارتهنوا موظفيها وهددوهم باختطاف أرواحهم أي أن نجاد قادم من أيديولوجيا التطرف وسخونة الشعارات ونيران المشاعر الوطنية وإذا كان هذا هو تكوينه وهذا هو الإرث الذي يحمله فماذا يمكن أن تتوقع منه؟

علي أصغر محمدي- كاتب ومحلل سياسي: بسم الله الرحمن الرحيم، {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) ويَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) واحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي}، في البداية أشكر الأستاذ الدكتور فيصل القاسم وزملاءه والذين وفروا لنا هذه الفرصة لكي نشرح الواقع الإيراني للمشاهد العربي المحترم، كل ما قيل غير صحيح..

فيصل القاسم: غير صحيح؟

"
مجيء رئيس للجمهورية بطبيعة الحال يؤثر في السياسة الخارجية ولكنه ليس تأثيرا إستراتيجيا، فالقرارات الإستراتيجية اتُخذت وستبقى في مسارها
"
علي أصغر محمدي

علي أصغر محمدي: كل ما قيل غير صحيح هاي أولا، ثم السياسة الخارجية في إيران تُتخذ في إطار المؤسسات، أساسا إيران دولة المؤسسات، هناك مثلا على سبيل المثال المجلس الأعلى للأمن القومي، هناك يُتخذ أعلى قرارات سياسية وأمنية وطبعا رئيس الجمهورية هو الذي يرأس هذا المجلس وهناك لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى وهناك دور سماحة المرشد كالقائد الأعلى للبلد هو يشرف على الأمور، فإذاً مجيء رئيس طبعا يؤثر في السياسة الخارجية ولكنه ليس تأثيرا استراتيجيا، القرارات الاستراتيجية اتُخذت وتستمر في مسارها.

فيصل القاسم: على أساس مؤسساتي؟

علي أصغر محمدي: على أساس مؤسساتي نعم صحيح. ومن ثم موضوع أنه التنافس على الرئاسة في إيران، التنافس حول المسائل الداخلية أولا ومحور التنافس بين المرشحين السبعة أو الثمانية كان المسائل الداخلية وقلما يهتم المرشحين وأيضا الناخبين على مواقف المرشحين حول السياسة..

فيصل القاسم: الخارجية.

علي أصغر محمدي: الخارجية وثالثا كما تفضلت في بداية الحديث وأكدت على أنه الرئيس المنتخب الدكتور أحمدي نجاد أكد في أول مقابلة صحفية له بعد فوزه على الاعتدال وعلى أولوية دول الجوار وأولوية العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية وأيضا أكد على أنه يريد أن يوجد الثقة المتبادلة مع كل دول في العالم، طبعا ماعدا إسرائيل الذي لا نعترف به ولا نريد (كلمة غير مفهومة) ولا أي شيء ومن ثم نقطتين أخيرتين إذا سمحت أنه التقسيمات في إيران أيضا تقسيمات غير دقيقة، هناك إصلاحيون قوميون، هناك إصلاحيون علمانيون، هناك إصلاحيون إسلاميون وفي الجانب الآخر التيار المحافظ أو كما نحن نسميها أصوليون، طبعا فيها أصوليون معتدلون وفيها أصوليون المتشددون ولكن الرئيس أحمدي نجاد هو كما عبر نفسه في أول مقابلة صحفية بعد فوزه هو يُعتبر من الأصوليون العصريون أي معتدلون وهو أكد الاعتدال عدة مرات.

فيصل القاسم: يعني أصولي عصري.

علي أصغر محمدي: أصولي عصري.

فيصل القاسم [مقاطعاً]: جميل جدا سوف أعطيك المجال لكن كي لا نأخذ كل النقاط مشاهدي الكرام بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة هل يُنبئ فوز أحمدي نجاد بعودة التوتر إلى العلاقات الإيرانية العربية؟ 32.5% يقولون نعم، 67.5% يقولون لا، سيد حمدان حمدان يعني كيف ترد على هذه النتيجة؟ الشارع العربي أو المصوتون على الأقل من خلال هذا الاستفتاء لا يتوقعون توترا في العلاقات بين إيران والدول العربية بعد فوز أحمدي نجاد فكيف ترد؟

حمدان حمدان- كاتب وباحث: أنا بأعتقد بإنه هذه المسألة لا تُطرح بمثل هذه المعايير..

فيصل القاسم: أو هذه البساطة.

حمدان حمدان: أو هذه البساطة، أحمدي نجاد هو الرئيس المنتخب الجديد لكنه لا يستطيع أن يكون هو كل شيء في إيران، حتى نفهم النظام الإيراني يعني بصورة تاريخية علينا أن نوقف على بضعة المفاتيح، المفتاح الأول هي التعرف على طبيعة النظام المُستنِد إلى المذهبية الشيعية، ثانيا علينا.. المفتاح الثاني فيما يتعلق بالنظام وهو مفتاح له علاقة يا سيدي الكريم بالتعرف على أهداف النظام الحقيقية، يعني ما هي أهداف هذا النظام؟ هل هو مُستنِد فعلا إلى الفكرة الدينية أم هو على نمط قومي؟ وثالثا الشيء.. المفتاح الثالث اللي هو عبارة عن التعرف على حقيقة علاقة إيران بأميركا. والمفتاح الرابع هو حقيقة الموقف الإيراني من العراق اليوم. وأنا بأُفضل دائما بإنه مسألة إعادة التحليل للأشخاص أو للسياسات الفردية بالنسبة لإيران غير صالح تاريخيا لأنه طبقا للمذهب الشيعي المرشد العام يُمثل ولي الفقيه وولي الفقيه هو كل شيء في الدولة وأنا سمعان الكثير من الشكاوى اللي كان يتحدث فيها السيد الرئيس السابق محمد خاتمي..

فيصل القاسم: محمد خاتمي.

حمدان حمدان: من إنه لا أنا ولا حتى البرلمان أو مجلس النواب أو..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: يعني هو وصف نفسه ذات مرة بإنه سيف بلا نصل لكن لكي ندخل في صلب الموضوع..

حمدان حمدان [متابعاً]: هذا هو الموضوع.

فيصل القاسم: لندخل بصلب.. يعني كيف تنظر.. خلينا ننظر يعني مباشرة إلى انتخاب نجاد، هل هو عودة إلى الخُمينية؟ هذا هو السؤال يعني هذا هو مكمن الموضوع.

حمدان حمدان: هو عودة إلى الخُمينية بنسخة جديدة وهذه النسخة الجديدة بتنم عن إنه قد لا تستطيع إيران أن تقوم بأدوار اللي كانت تقوم فيها أثناء الحكم الأول للثورة الإسلامية الخُمينية، لأنه الآن بعد خمسة وعشرين سنة العالم كله تبدّل وأصبحت أميركا قاب قوسين أو أدنى من هذه المنطقة وأنا بأعتقد بإنه إيران لا تستطيع أن تفعل شيء للخليج النفطي، هذا الخليج النفطي معروف إنه كان يهدد بنشوب حرب عالمية وعندي أنا وقائع عن رسائل تبادلها ترومان مع ستالين يحذره فيها من الاقتراب من المياه الدافئة..

فيصل القاسم: بس مش هذا الموضوع جميل جدا، لكن السؤال المطروح أريد أن أدخل يعني الوقت يداهمنا وأخذنا وقت كثير قبل أن أدخل، يعني هل هناك ما يدعو إلى القلق من فوز أحمدي نجاد؟ هذا هو السؤال المطروح عربيا.

"
إيران تسعى للمساومة من أجل الحصول على حصتها في العراق ولكن من دون إغضاب الأميركيين
"
حمدان حمدان

حمدان حمدان: هذا طبيعي وأنا بأعتقد بإنه التشدد يعني أو التطرف في إيران شأنه شأن أي تطرف آخر في المنطقة وإيران يعني على طول تاريخيا حَطّة عينها على المنطقة وبالذات العراق وإذا فحصنا يعني الموقف الإيراني منذ احتلال الأميركيين للعراق نجد بإنه إيران تريد أن تقوم بعملية مساومة من أجل الحصول على حصتها في العراق ولكن بدون إغضاب الأميركيين.

فيصل القاسم: طيب بس كي نبقى في موضوع الرئيس أرجوك رجاء حار، موضوعي ليس هذا ولا ذاك موضوعي انتخاب أحمدي نجاد، ماذا ترى فيه باختصار؟ كي أذهب إلى الضيف الآخر أرجوك.

حمدان حمدان: إنني أرى في انتخاب أحمدي نجاد خُمينية ثانية وهذه الخمينية ممكن أن تؤدى إلى انقلاب في أوضاع المنطقة مما يعني يؤول إلى خراب واقع على إيران وعلى المنطقة العربية بآن واحد لأنه حتى الآن منذ الثورة الخمينية وحتى الآن لم تستطع إيران أن تُقيم أي تفاهم لا إن كانوا متشددين أو إصلاحيين مع هذه المنطقة.

فيصل القاسم: والآن الوضع سيزداد سوءاً؟

حمدان حمدان: سيزداد تطرفا.

فيصل القاسم: طيب سمعت هذا الكلام، تفضل.

علي أصغر محمدي: أولا عصر الإمام الخميني في إيران لم تنتهِ لكي تبدأ من جديد، كل التيارات الإصلاحيون وغير الإصلاحيون، الأصوليون والإصلاحيون يستمدون شرعيتهم من الشعب ومن تعاليم الإمام الخميني ويؤكدون هذا علناً بدءاً من الرئيس خاتمي وصولا إلى الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي نُكن له كل الاحترام والمودة وهو من أعمدة النظام. وبالأخير الرئيس أحمدي نجاد الذي انتُخب أخيرا وهو الرئيس المنتخب هاي النقطة الأولى، النقطة الثانية إنه كما قلت إيران دولة المؤسسات، يعني الرئيس.. سماحة المرشد سماحة القائد العام هو أيضا لا يتدخل في الشؤون العادية للبلد إلا عبر المؤسسات، مثلا الميزانية لا أحد يستطيع أن يأخذ قرشا من ميزانية البلد إلا بموافقة مجلس الشورى مباشرة وفي كل الأمور هذه الأمور جارية وسارية في إيران، أما نأتي إلى الفكر الديني والمذهب الشيعي اللي تفضل أستاذنا طبعا الرؤية الثورية التي طرحته الإمام الخميني ولغاية الآن موجودة رؤية إسلامية وليس شيعية، رؤية إسلامية بالمطلق.

ردود الأفعال العربية على فوز نجاد

فيصل القاسم: طيب كي.. لأنه الوقت يداهمنا وهذا ليس يعني موضوع يحتاج إلى الكثير، لكن أريد أن كيف ترد على أنه ردود الأفعال العربية وخاصة في دول الخليج من خلال الكتابات ومن خلال المواقف الرسمية يعني فوجؤوا أو صُدموا بعبارة أخرى بوصول أحمدي نجاد رجل المحافظين إلى السلطة وهم لا يتفاءلون بأي خير من وراء ذلك، ماذا تقول لهم؟

علي أصغر محمدي: أولا ربما لا أكون متفقا مع سعادتك بهذا الأمر إنهم ليسوا متفائلين، بالعكس أنا وجدت تصريح الأستاذ عبد الرحمن العطية يعني مدير عام مجلس التعاون وهو طالب بفتح صفحة جديدة مع إيران واعتقد أنه هذه الصفحة ستُفتح والعلاقات المتينة الإيرانية ومع الدول العربية في الخليج الفارسي ستستمر تحسنا مستمراً وأعتقد إنه العلاقات الإيرانية العربية ستكون أمتن من الأول.

فيصل القاسم: يا سيدي بس لكن هناك يعني إذا نظرت إلى ردود الفعل في الصحافة الخليجية يقول.. يعني اليوم مقالة اليوم عادت إيران إلى لغة التهديد والوعيد لجيرانها وهو الذي عبّر عنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد آصفي بالقول اليوم إن دول الخليج ستكون خاسرة إذا قللت من احترام أقطاب النظام الإيراني وأضاف مهددا أن قدراتنا تفوق قدراتهم بأشواط وعليهم أن يكونوا أكثر حذرا، هذا التهديد بسبب كاريكاتير نشرته صحيفة بحرينية عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامئني، فإذا كان رسم كاريكاتيري يمكن أن يُخرب علاقة إيران بجيرانها فماذا تتوقع يعني إذا.. هذا اليوم يقولون إنه إيران.. إن الدول العربية لا تطمئن إلى لغة التهديد هذه وإلى العهد الجديد، فماذا تقول لهم؟

"
هناك جهات لا تريد خيرا لا لإيران ولا للمنطقة العربية، وإنما تهدف إلى توتير الأجواء، وبناء عليه أبدت إسرائيل تخوفها من انتخاب نجاد
"
محمدي

علي أصغر محمدي: أولا أنا لا أعتقد أنهم صُدموا بل فوجؤوا خليني أُكمل الحديث إذا سمحت، بل فوجؤوا لأنه الجميع فوجئ، يعني لا أحد كان يتوقع بسبب حرية الانتخاب في إيران، لا أحد كان يتوقع أن يأتي الرئيس أحمدي نجاد ولكن هو استطاع أن يأخذ رأي الناس، صوت الناس ويعني أقبل إليه الجمهور وهو انتُخب، لذلك فوجؤوا صحيح نحن في الداخل كمان كثير من المراكز السياسية فوجئ بهذا انتخاب الناس يعني صحيح. وفي هذا المفاجئة أتصور أنه الأفضل هو السابق كما تفضلت، ننتظر نرى من هو الطاقم الخارجي للرئيس أحمدي نجاد الرئيس المنتخب هاي النقطة الأولى، النقطة الثانية أعتقد أنه هناك أيدي الذي لا يريدون الخير للمنطقة، لا يريدون خيرا لإيران ولا يريدون خيرا للأمة العربية والإسلامية، هم يريدون توتير الأجواء بناء على ذلك كما لاحظتم إنه إسرائيل هي التي كانت أبدت التخوف من انتخاب الرئيس المنتخب أحمدي نجاد.

فيصل القاسم [مقاطعاً]: جميل جدا هذا كلام مهم جدا سيد.

علي أصغر محمدي [متابعاً]: وهنا أنا أستغرب لماذا..

فيصل القاسم: بس دقيقة هذا الكلام يعني سيد هناك أكثر من سؤال وأريد أن تجيب بالصميم، يعني أليس من الإجحاف أن نحكم على عهد هذا الرجل وهو لم يبدأ بعد، قال لك السيد أيضا علينا أن نصبر لا نعرف حتى الآن لا ملامح السياسة الخارجية ولا حتى الطاقم الذي سيقوم به؟

حمدان حمدان: هذا صحيح بس خليني بس أعطي وجهة نظري فيما يتعلق بالمسار الطويل للسياسات الإيرانية الخارجية بالنسبة لنا كعرب أو بالنسبة للعراق المجاور وهذا أخص بكثير، الحقيقة يعني السياسات الإيرانية سواء كانوا متشددين أو إصلاحيين أو محافظين الموقف تقريبا لم يتبدل، فالموقف الإيراني من فلسطين من بداية الثورة الخُمينية..

فيصل القاسم: باختصار.

حمدان حمدان: رفعنا.. طردنا السفارة الإسرائيلية أثناء الشاه..

فيصل القاسم: وأتينا بالسفارة الفلسطينية.

حمدان حمدان: وأتينا بالسفارة الفلسطينية ووضعنا العلم، أنا بأعتقد بإنه إمكانيات إيران، قُدرة إيران مليون وستمائة وثلاثة وثلاثين ألف كيلو متر مربع، اثنين وسبعين مليون إنسان لا تستطيع أن تتلطى وراء المساعدات المتواضعة والبسيطة لمنظمات محدودة مثل حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وتقول هيني أنا عم بأقدم معونات من أجل فلسطين، إيران دولة محورية وأساسية وإقليمية بالمنطقة وعندما حدثت الثورة الخمينية اعتبرناها بإنها البديل لضياع مصر بكامب ديفد وقلنا بإنه إجه الفرج وإنه القضية الفلسطينية باتت الآن قاب قوسين أو أدنى، فما شعرنا إلا أن إيران تريد أن تُحرر القدس عبر بغداد هذا الشيء يعني بيعطيك ملمح لدواعي نشوب الحرب أصلا اللي شنها صدام ضد إيران، هذه المسألة بتعطي السياسة العامة للجمهورية الإسلامية كما هي بدون يعني خطاب وإنشاءات وكلام عن البركة وكلام عن التراحم والتوادد والعروبة والإسلام..

فيصل القاسم: يعني كلام.. يعني تريد أن تقول أن ما تقول به إيران هو عن الإنشاء؟

حمدان حمدان: أنا بأعتقد بإنه يعني إيران تقدم إنشاءات جميلة إلا إنه مسلكها على الأرض من خلال سياساتها في أفغانستان وفي العراق والميليشيات اللي أُرسلت من إيران هي الآن الفاعلة وهي الصفوف الأمامية المقاتلة بالنيابة عن الأميركيين.

فيصل القاسم: أين؟ في أفغانستان؟

حمدان حمدان: هذا في العراق، المنظمات اللي هي عندها ميليشيات مثل المجلس الأعلى وحزب الدعوة هذه هي اللي عندها ميليشيات مسلحة وتقاتل مع القوات الأميركية منين إجت؟ بالأساس هي عايشة معظم سنواتها في إيران.

فيصل القاسم: طيب وماذا تتوقع الآن بعد ذلك؟ يعني نحن الآن بصدد الرئاسة الجديدة وماذا يمكن أن يعني يحدث في هذا المثل؟

"
السياسة الخارجية للشاه هي ذاتها السياسة الخارجية للثورة الإيرانية سواء في شط العرب أو في الجزر الإماراتية الثلاث
"
حمدان

حمدان حمدان: يا سيدي حدث ما حدث في كل المنطقة وفي العراق وفلسطين وإيران كانت يعني داخله في مسار ما بين محافظين ومتشددين وما اختلفت السياسة الإيرانية الخارجية، يعني خلينا نقول ونجسد بإنه السياسة الخارجية للشاه هي ذاتها السياسة الخارجية للثورة الإيرانية سواء في شط العرب عربستان أو الجزر الإماراتية الثلاثة، هذا الموقف إنه ما حصل عليه الشاه لا تُفرط به الثورة الإسلامية فإحنا رايدين من إيران..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس خليني بموضوع الرئيس الجديد وما..

حمدان حمدان [متابعاً]: هذا الرئيس يا دكتور فيصل يعني اسمح لي أن تكون إيران متشددة أو محافظة هذه مسألة إيرانية، نحن نريد من إيران أن تكون يعني بموقف فعلا مثل ما هن بيحكوا الجار والسند والإسلامي والعروبة واللي ضد إسرائيل واللي ضد الأميركان، ما بيصير أنا أحكي كثير ضد إسرائيل وبذات الوقت عم بأساوم مع الأميركان في أول سفارة إسلامية بكابل وفي العراق بدخول هذه المنظمات اللي كانت عايشة بإيران.

فيصل القاسم: طيب سيد سمعت هذا الكلام، السؤال المطروح يعني موقف إيران في واقع الأمر سابقا ولاحقا يتجسد في الوضع في العراق، يعني الكثير من العرب يقولون يا أخي على الأقل يعني لنأخذ الإنشاءات الإيرانية، العواطف الإيرانية على محمل الجد، لكن إذا نظرنا إلى ما تفعله إيران في العراق تحديدا الآن وهناك مَن يتحدث أن الرئيس الجديد في واقع الأمر قام بعمليات سرية داخل العراق، هذا موجود في سيرته الذاتية، فماذا يمكن أنت يعني إذا كان الوضع على أسوأ ما يكون في السابق فماذا تتوقع على يد رئيس جديد يعني قام بعمليات سرية داخل العراق؟

علي أصغر محمدي: أولا طُرح أمور كثيرة ويحتاج لرد كله..

فيصل القاسم: باختصار نعم تفضل.

علي أصغر محمدي: إذا كنا نريد أن نعمل صفقة مع أميركا لكُنا عملناه عقدناه منذ زمن طويل، أميركا ماذا يريدون منا؟ يريدون مصلحة واحدة فقط، طلب الأميركيين واحد، هو الموقف عن القضية الفلسطينية، أنا أستغرب إنه أستاذ حمدان حمدان اللي أُكن له كل الاحترام والمودة يعني يُقلل من قيمة الدعم المعنوي والسياسي، يعني الموضوعات الأخرى طبعا نحن لا ندعم ماديا أي تنظيم فلسطيني أو لبناني، الأهم من الدعم المادي هو الدعم المعنوي والسياسي اللي نحن نعترف به ونقول أنه نحن نحمي الفلسطينيين واللبنانيين وندعهم سياسيا ومعنويا في مواجهتهم مع عدوهم الذي يعني أخذ حقهم وشردهم من أرضهم ويُقلل من أهمية هذا الدعم المعنوي والسياسي اللي هي نقطة مهمة جدا جداً. وأيضا أستاذ حمدان يعرف أحسن مني إنه أول انتصار كبير الذي حققه إخواننا العرب في مواجهة مع إسرائيل في القضية اللي عمرها أكثر من خمسين سنة أكثر من ستة عقود تقريبا، تقريبا قريب من خمسة، ستة عقود، الانتصار الذي حققه حزب الله في جنوب لبنان ونحن دعمنا هذه المقاومة في لبنان وأيضا ندعم مقاومة الشعب الفلسطيني بصورة عامة فلذا هم اللي بيغيرون..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: جميل جدا بس خلينا نأتي إلى موضوع يعني كي لا.. إذا كان الإصلاحيون يعني يدعمون يعني أزلامهم إذا صح التعبير في العراق بهذا الشكل فماذا يمكن أن تتوقع من الرئيس نجاد الذي كان له عمليات سرية داخل العراق؟

"
المنطقة لن تعود إلى التوتر مرة أخرى لأن عهد صدام انقضى بعدما كان العامل الأساسي لوجود التوتر
"
محمدي

علي أصغر محمدي [متابعاً]: هو بالنسبة للموضوع.. يعني من موضوع أميركا آتي إلى هنا ونحن ما وافقنا مع أميركا مع الطلب الأميركي لغاية الآن ولذلك دفعنا ثمنا كبيرا جدا جداً لو اتفقنا مع الأميركيين وتنازلنا عن هذا الموقف صرنا يعني دولة ديمقراطية، دولة يرعى حقوق الإنسان، دولة مش من فسطاط دول الشرق بل فسطاط دول الخير ولكن نحن لدينا أصول، مبادئ نريد أن نستمر فيها، أما في العراق قبل ما أصل لموضوع العراق أنا أعتقد أنه المنطقة لن ترجع إلى التوتر مرة أخرى لماذا؟ لأنه صدام مش موجود، صدام هو العامل الأساسي للتوتر في المنطقة وغير موجود، بناءً على ذلك يعني أنا واثق تماما أن المنطقة ليست مقبلة على أي توتر وأي تشنج هاي نقطة..

فيصل القاسم: يعني هل كان صدام موجودا في الكويت، موجودا في البحرين، موجودا في السعودية، موجودا في دول.. موجودا في الجزر الثلاث في الإمارات؟ ما أنتم مسؤولون عن كل..

علي أصغر محمدي: لا.

فيصل القاسم: يا أخي الكويت الآن متخوفة منكم، البحرين متخوفة منكم وهددتوها بالأمس واليوم..

علي أصغر محمدي: لا غير صحيح.

فيصل القاسم: السعودية نفس العملية، المنطقة الشرقية في السعودية في خطر بعد.. وتأتي وتقول لي صدام أي صدام تفضل؟

حمدان حمدان: نعم خليني أجاوب أنا على هالنقطة الأخير بين قوسين.

فيصل القاسم: تفضل.

حمدان حمدان: النقطة الأخيرة اللي عرضها الدكتور علي، الحقيقة موضوع حقيقة العلاقة ما بين إيران والولايات المتحدة..

فيصل القاسم: باختصار يا جماعة.

حمدان حمدان: لازم نشوفها بشوية عمق أكبر من هيك، العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران ليست علاقة مجابهة الحقيقة لأنه ما كان في هناك أسباب أو ضرورات لمثل هذه المجابهة.

فيصل القاسم: جميل جدا بس كي..

حمدان حمدان: هاي واحدة، اثنين..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: الوقت يداهمنا ووقت قصير جدا يعني مش عارفين شو بدنا نعمل تفضل.

حمدان حمدان [متابعاً]: بدنا نشوف نظرية الاحتواء المزدوج اللي وضعوها ثلاثة كبار اللي هو بريجينسكي وسكاو كروفت والمدعو الأستاذ شو اسمه؟ اللي كان سفير ريتشارد ميرفي، وضعوا نظرية الاحتواء المزدوج لكِلا البلدين، إيران والعراق، على مَن طُبقت هذه النظرية في النهاية؟ الحقيقة طُبقت على العراق وليس على إيران ليش؟ لأنه تقرير الاحتواء المزدوج بيقول بإنه إيران لا تُشكل خطورة كبيرة على مصالح الولايات المتحدة وهذا الشيء اللي هن بيفهموه، بيفهموه شعارات وعقائد.

الخُمينية الجديدة وملامحها

فيصل القاسم: طيب جميل جدا بس جاوبني على الكلمة أنه لن تعود المنطقة إلى التوتر يعني والحديث عن خُمينية جديدة وإلى ما هنالك، يعني أنت ذكرت موضوع خُمينية جديدة وسبت لي إياها، شو يعني ما هي ملامح الخُمينية الجديدة؟

حمدان حمدان: هو ربط الدكتور..

فيصل القاسم: بس قل لي ما هي ملامح الخُمينية الجديدة؟

حمدان حمدان: ملامح الخُمينية الجديدة بإنه يعني واقع العراق له نظرة في هذه.. عينه على المنطقة يعني سواء شئنا أم أبينا وهذه المسألة ما هو صدام اللي كان موجود أو الآن مش موجود اللي غذاها، يعني هو الخميني نفسه رحمه الله عاش في العراق 14 سنة وما حدا دأره من 1964 لـ 1977 تقريبا وهو في النجف أمام صارت ظروف وطلع، الآن يعني صحيح صدام شن الحرب بس إيران الحقيقة خلال.. من شباط 1979 تقريبا لوقت الحرب اللي هو 22 أيلول 1980 وإيران كانت في حالة من العداء المُطبِق للعراق والآن..

فيصل القاسم: طيب جميل بس.

حمدان حمدان: الآن هذه يعني..

فيصل القاسم: الخُمينية الجديدة.

"
بدلا من أن تلعب إيران الدور الأوفى في دعم المقاومة العراقية، فهي تيسّر على الأميركيين بقاءهم كمحتلين في العراق
"
حمدان

حمدان حمدان: الخمينية الجديدة راح تعيد القارة بس مش بدءاً من المنطقة العربية لأنه ما بتقدر برأيي وإنما بدها تزيد غلوأها فيما يتعلق بموضوع العراق وأنا بأخشى جدا إنه إيران تلعب دور تُيَسِّر للأميركان بقاؤهم كاحتلاليين في العراق عِلما بإنه إيران كان لازم تلعب الدور الأوفى في دعم المقاومة وعدم تمكين الأميركان من البقاء في هذا البلد العربي.

فيصل القاسم: جميل جدا بس باختصار ما هي ملامح هذه الخُمينية الجديدة أرجوك سألتك السؤال كثيرا؟

حمدان حمدان: ملامح الخُمينية الجديدة هي التطرف والتشدد ونوع أيضا من يعني القسوة الداخلية بحيث إنه المنابر الأخرى سوف تغيب عن الوجود ويعني ونوع من التزمت الاجتماعي، المرأة لازم تكون هيك والبنت..

فيصل القاسم: نحن بيهمنا الخُمينية بما يخص العالم العربي.

حمدان حمدان: هذه الخُمينية بما يخص العالم العربي..

فيصل القاسم: مزيد من التدخل الإيراني في العراق.

حمدان حمدان: مزيد من التدخل الإيراني وأنا قلت إنه عين إيران بالأساس على المنطقة العربية وكان يمثل هذا النموذج الشيخ الخميني رحمه الله.

فيصل القاسم: والسيد نجاد هو امتداد للخمينية تفضل.

علي أصغر محمدي: نعم، يعني أستاذ فيصل لازم تراعيني شوية.

فيصل القاسم: تفضل.

علي أصغر محمدي: أولا لغتي العربية شو ثقيلة والأمور تُطرح كثيرا ويحتاج الرد لكي المشاهد العربي يكون لديه العلم ويستطيع أن..

فيصل القاسم: الوقت لك تفضل.

علي أصغر محمدي: بالنسبة لـ.. أنا أستغرب إنه كيف نُتهم بأننا نكون جسرا للسيطرة الأميركية في المنطقة وفي نفس الوقت نُتهم بالتشدد؟ يعني هذا.. في التشدد في المواقف هذا غير متطابق مع بعض.

فيصل القاسم: تناقض.

علي أصغر محمدي: هاي نقطة واحد، النقطة الثانية نحن كنا الدولة الوحيدة التي نددت الهجوم الأميركي على العراق ووقفنا ضد الهجوم من الأول، أنا لا أريد أن أظلم أحد أو أتدخل في شأن داخلي أي دولة ولكن أنتم تعرفون إنه الطائرات الأميركية انطلقت من بعض العواصم..

فيصل القاسم: العربية.

علي أصغر محمدي: المنطقة يعني في المنطقة.

حمدان حمدان: مضبوط.

علي أصغر محمدي: ونحن موقفنا واضح، اليوم الآخر وقفنا ضد التدخل الأميركي ولغاية الآن موقفنا ضد الاحتلال الأميركي للعراق ونتمنى بمساعدة الشعب العراقي وجهود كل دول المنطقة إنه تنتهي هذا الاحتلال في أقرب فرصة إن شاء الله. ولكن في نفس الوقت نحن ندعم خيار الشعب العراقي، الشعب العراقي لديه من الحق أن يقرر مصيره..

فيصل القاسم: لكن كيف ترد النقطة إنه عين إيران كانت دائما على العراق وهذه العين الآن ستكبر إذا صح التعبير بمجيء شخص كما قلت لك ولم تُجِب على هذه النقطة؟

علي أصغر محمدي: نعم أجيب، لا أولا بالنسبة للحرب كل الإيرانيين بدءاً من القيادات حتى آخر واحد كل العائلات الإيرانية شاركت في الحرب، سواء بدعم الجبهة من الخلف أو الذين شاركوا في الحرب مباشرة، كل الإيرانيين..

حمدان حمدان [مقاطعاً]: أي حرب؟

علي أصغر محمدي [متابعاً]: نعم، الحرب مع العراق الحرب مع صدام حسين.

حمدان حمدان: آه الحرب الإيرانية العراقية.

علي أصغر محمدي: نعم الحرب العراقية الإيرانية، كل الإيرانيين شاركوا فيها وبأتصور إنه هذا طبيعي إنه إذا أنا لست مطلع على الذي تفضلت أنه هو كان قام بعملية سرية داخل العراق في أيام الحرب هاي طبيعي جدا يعني ليست شيئا مهما أنا لست على اطلاع على.. ولكن أريد أن أقول شيئا آخر وهو إنه صدام حسين هو الذي وتّر العلاقات واعترفوا كل دول المنطقة..

فيصل القاسم [مقاطعاً]: كي لا نعود إلى الماضي، يا سيدي الآن موضوعنا إيران ومستقبل العلاقات مع العرب، فأرجوك يعني خلينا بالموضوع، ننظر إلى المستقبل، كيف ترد على إنه المطامع الإيرانية ستزداد وإنه مشكلة العرب مع إيران وخاصة إيران المستقبل، إيران المحافظين الآن، هي بشأن العراق ودول الخليج كلها تتململ يعني؟ هذا هو السؤال المطروح.

"
العلاقات الإيرانية السعودية متينة منذ عهد رفسنجاني عام 1997 أو 1996وكل الحكومات في طهران سارت على هذا النهج وستظل عليه
"
محمدي

علي أصغر محمدي: العلاقات الإيرانية السعودية يعني متينة منذ ما التقى سمو الأمير عبد الله مع الرئيس هاشمي رفسنجاني في باكستان سنة 1997 أو 1996 ومن ذلك الوقت لغاية الآن كل الحكومات في إيران كانت مستمرة في هذا هذه الحالة وأعتقد أنها ستستمر بنفس الخطى وعلاقتنا مع الدول الأخرى في الخليج الفارسي أيضا في نفس الحالة.

فيصل القاسم: الخليج الفارسي هه؟

علي أصغر محمدي: طبعا.

فيصل القاسم: ليش الخليج الفارسي؟

علي أصغر محمدي: اسمه التاريخي.

فيصل القاسم: كيف اسمه التاريخي؟ هذه أول شغلة، كيف الخليج الفارسي؟ يعني الرئيس الإيراني الجديد بأول شيء سمّاه نحن الخليج الفارسي يعني ماذا تتوقع عندما..

علي أصغر محمدي: والرئيس القديم أيضا سماه الخليج الفارسي وأيضا الرئيس الراحل عبد الناصر أيضا سماه الخليج الفارسي..

حمدان حمدان [مقاطعاً]: يا دكتور علي اقترحنا يا دكتور أن تُسموه الخليج الإسلامي ما قبلتم، الفارسي ولا العربي فلنرتاح جميعا ولنذهب إلى النوم..

علي أصغر محمدي [متابعاً]: اسمه التاريخي نعم ليس مهم المهم إنه..

حمدان حمدان: لأنه صار الخليج الأميركي المدجج بالعائمات والغواصات وحاملات الطائرات من بحر العرب للخليج ثم من البحر الأحمر للشواطئ..

علي أصغر محمدي: أستاذ حمدان أنا لا أتدخل في ما عندما تتفضل بالحديث..

حمدان حمدان: أنا ما تدخلت بس للتوضيح.

علي أصغر محمدي: إذا اسمح لي أن أكمل حديثي، طبعا نحن علاقتنا مع الكويت جيدة جدا، علاقتنا مع قطر مع المملكة البحرينية مع كل دول المنطقة وأعتقد إنه علاقتنا العربية..

التهديدات الإيرانية للعرب

فيصل القاسم [مقاطعاً]: بس يا أخي لم تُجبنِ على تصريح آصفي عندما هدد.. استخدم لغة وعيد، يعني هذا العهد الجديد هكذا يُبدأ، يعني البعض يقول إذا كانت لغة الدبلوماسيين الإيرانيين بهذا الشكل فكيف لو كان يعني التصريح صادر عن وزير الدفاع؟ قال لهم كنت راح أستخدم النووي ضدكم مثلا.

علي أصغر محمدي [متابعاً]: أولا التصريح الذي نُقل على لسان الدكتور آصفي نُقل عن طريق وكالات الأنباء الأجنبية وليست العربية أو إيرانية، أرجو أن تُدقق في هذا الأمر {إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} ونحن الآن كنا نتحدث عن الآخرين..

فيصل القاسم: الصيد في الماء العكر.

علي أصغر محمدي: نعم؟

فيصل القاسم: الصيد في الماء العكر.

علي أصغر محمدي: نعم، الآخرين لا يريدون تحسين العلاقات الإيرانية العربية، يريدون توتير الأجواء وفي بداية الحديث أشرت إنه الإسرائيليين وبعدهم الأميركيين هم الذين يعني أبدوا تخوفهم من التحول الذي صار في إيران. وأنا أستغرب إنه كيف بعض الكُتّاب العرب الذي يجب أن يهتموا للمصالح العليا للأمة العربية والأمة الإسلامية ودول المنطقة كيف يقعون في الفخ الذي نصب لهم الأميركيين والإسرائيليين؟ كل ما قيل أن الرئيس المنتخب أحمدي نجاد، كل ما قيل ونُقل في الصحافة العربية..

فيصل القاسم: كله تلفيقات؟

علي أصغر محمدي: كله تلفيقات وبمصدر أميركي وإسرائيلي.

مشاركات المشاهدين

فيصل القاسم: جميل جدا سليمان الطريمشي الأردن تفضل يا سيدي.

سليمان الطريمشي: السلام عليكم أخ فيصل.

فيصل القاسم: وعليكم والسلام تفضل يا سيدي.

سليمان الطريمشي: تحية لك ولضيوفك، بس أريد أقول لكم أن لا تختلفون على مسمى الخليج الفارسي لأن الأخوة الإيرانيين يستسقونه هم والسيد بوش في خطاباته بالنسبة للخليج الفارسي أولا وثانيا الإيرانية يعني يبدو أنهم منسقين مع حلفائهم وأصدقائهم الأميركان بنفس السياسة، السياسة الأميركية تعتمد أو الانتخابات الأميركية على حزب ديمقراطي وحزب جمهوري والعرب يحلمون يعني هنا موقفهم العرب يحلمون أن تتغير السياسة على أحد الحزبين بمجيء أحد الحزبين، أما في إيران صاروا ينقسمون وقلدوا أصدقاءهم الأميركان إلى إصلاحيين ومحافظين والعرب بعد يحلمون وينتظرون يعني متى تتحسن السياسات. وأنا أريد الأخ حمدان حمدان يعني ما يوسم هذا الحكم الإيراني بالشيعي لأن الشيعة أكبر من أن يوسموا.. يعني توضع إيران في أو توضع نواة للشيعة لأن إيران عدوة التشيُّع في العالم، لأقول لك أسقطت أول مقولة للسيد الإمام الحسين سلام الله عليه عندما قال لم ينتبه الإمام الحسين لا إلى الوضع الاستراتيجي ولا إلى الواقعية السياسية عندما قاوم الظلم والعدوان، لم يقل هذا الجنب أكبر جيش وهذا بل قال هيهات منا الذلة، إيران اليوم تقاوم المقاومة وتُحرض على المقاومة في العراق وهي عدوة التشيُّع. ولا أخفيكم أن هناك تيارات إيرانية فيها الخير والخير الكثير لكن ليس مسموح ولا يُفتح لها المجال مادام هناك.. يعني مثل ما قال السيد أحمد الجلبي علاقات براغماتية، هو لا يُعتبر عراقي بالمناسبة يعني العلاقات البراغماتية موجودة بين أميركا وإيران في موضوع التشيُّع..

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، عبد الرحمن الإمارات تفضل يا سيدي.

عبد الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله.

فيصل القاسم: وعليكم السلام تفضل يا سيدي.

عبد الرحمن: تحية لك ولضيوفك.

فيصل القاسم: يا هلا.

عبد الرحمن: أرجو أن تتقبل رأيي، الجزيرة شعارها الرأي والرأي الآخر.

فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.

عبد الرحمن: أرجو ألا تسوِّق الجزيرة لما تسوِّق له أميركا ضد إيران، أنا أتكلم من الإمارات عربي مسلم، أرجو أن الأخطاء الذي قامت فيها إيران في السابق أو يُسوِّقوا لها أرجو أن تتصلح بنهج الرئيس الجديد ودائما يُسوَّق للخير لأن أميركا تُسوِّق صراحة بدون.. قبل الانتخابات، تُسوِّق ضد إيران مجرد ما ظهرت النتيجة سوّقت الإعلام العربي حقا للأسف كثير ضد إيران، يجب أن تُعطى فرصة، إيران يجب أن تُعطى الفرصة ويجب أن يكون حوار يجب أن يكون دائم، جانب كبير من الشعب الإيراني داعم للقضية العربية شئنا أم أبينا وهذا عقيدة دينية ثابتة مهما اختلفت الرؤى والسياسات. ولكن للأسف إعلامنا العربي صار يُسوِّق للسياسة الأميركية لقلب الحقائق، أميركا تقلب الحقائق، أميركا تقلب الحقائق، أميركا لا تقدر بإذن الله تعالى أن تهزم رجل واحد في الأرض وهي تطارد الشيخ أسامة بن لادن بقواتها العظمى في جميع العالم، لن تقدر لأن الله سبحانه وتعالى قال في عن حديث قدسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تعرفون الحديث هذا إنه لن يضروا أحدا في الأرض إن لم يكن بتوفيق الله أو الضرر من الله يعني "وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك" لن يقدروا أرجوك تعطوني فرصة شوية..

فيصل القاسم: باختصار لو تكرمت باختصار.

عبد الرحمن: أما بالنسبة لنطق الخليج الفارسي ولا العربي فالخليج عربي وكثيرا من الإخوان في إيران يعترفوا بهذا الكلام، نرجو أن يُزال من بقية الأفكار لكن هو عربي وسيظل عربي وإن شاء الله ستنحل جزر الإمارات مع إيران بالتفاهم بحكمة الشيخ زايد رحمه الله، يعني نرجو أن يتبع العقل للتسويق للخير في إيران وليس تسويق للشر الأميركي رجاء أميركا فاشلة.. فاشلة.. فاشلة إلى قيام الساعة.

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، سيد حمدان، سأعطيك المجال، لكن سيد حمدان هذا سؤال وجيه جدا يعني أليس من الغريب في واقع الأمر أن يلتقي الخطاب القومي العربي مع الخطاب الإسرائيلي فيما يخص إيران أو الخطاب الأميركي؟ يعني عندما ظهرت النتائج مباشرة إسرائيل بدأت يعني تفتح ملفات لإيران وتهدد وتقول إنه المنطقة مقبلة على خطر وعلى توتر وإلى ما هنالك وأنتم القوميين العرب يعني صبيتم الخطاب بتاعكم صب بنفس الخطاب الإسرائيلي والأميركي، هل تستطيع أن تُنكر ذلك؟

حمدان حمدان: يا سيدي اسمح لي..

فيصل القاسم: باختصار.

حمدان حمدان: باختصار شديد، أولا الخطاب القومي العربي لا تُمثله الأنظمة الرسمية العربية..

فيصل القاسم: طيب نحن نتحدث عنكم.

حمدان حمدان: وهذا دائما يعني عم بيصير اختلاطات ما بين مسألة القومية العربية وما تمثله الأنظمة الرسمية العربية، الأنظمة الرسمية العربية الآن تتحدث كما تتحدث أميركا هاي من جهة..

فيصل القاسم: طيب أنت لست رسميا لكنك تتحدث مثل إسرائيل وأميركا.

حمدان حمدان: بخصوص؟

فيصل القاسم: بخصوص إيران.

حمدان حمدان: بخصوص إيران أنا لا أتحدث مثل إسرائيل أو أميركا لأنه لا أميركا ولا إسرائيل عملوا مجابهة مع إيران وبالتالي أنا يعني ما أقف لتوضيحه بخصوص المسألة الإيرانية خاصة بعد انتخاب السيد أحمدي نجاد كرئيس للجمهورية هو إنه السياسات الإيرانية تجاهنا كعرب كانت سياسات فيها شوية طمع يعني شايف كيف وأنا من هاي متخوف مش متخوف من شخص السيد نجاد لأنه أنا بتقديري بإنه فيه شيء من الكلام اللي حكاه الأستاذ علي بإنه القرار في إيران مش نسيج وحده، يعني لا يقوم فيه فقط رئيس الجمهورية ولو إنه اللي كان الأكفأ بالرؤساء كلهم واللي كان يساوي اللي بده إياه ويمرؤوا هو منافسه لنجاد رفسنجاني، رفسنجاني كان من أخطر الناس في إيران الحقيقة ليش؟ لأنه هو بيكفي أنت بالانتخابات الأخيرة ما عرفته هو إصلاحي ولا محافظ يعني وين وقّف هو؟ الحقيقة معظم الإصلاحيين وقفوا معه ومع ذلك ما قدر يطلع، هذه يعني أنا موقفي من إيران ليس متعلق إطلاقا بالمواقف السياسية الكبيرة اللي أميركا ولا.. حتى أميركا تجاه إيران موقفها مش مجابهة، الموقف ما بين أميركا وإيران موقف نفور، في فرق بين المجابهة والنفور المجابهة ما حدث بعشرين آذار بالعراق، أما النفور والله زعلان منك زعلان مني هاي مسائل بتنحل بالمساومات عن طريق الاتحاد الأوروبي..

فيصل القاسم: جميل جدا سيد محمدي.

علي أصغر محمدي: أولا أريد أن أرد على الأخ الذي اتصل..

فيصل القاسم: باختصار رجاء..

علي أصغر محمدي: من الأردن أنه هنا اتجاه المعاكس الرأي والرأي الآخر باحترام شديد وليس هنا اتجاه المقاتِل، أرجو له أن يقاتل في مكان آخر إذا يريد أن يقاتل، هنا الرأي والرأي الآخر بدون شتيمة وبدون إهانة وباحترام كبير وموضوعية، بالنسبة لموضوع العلاقات الإيرانية العربية، أريد أن أشير إلى عدة نقاط أولا الذين يريدون أن يُخربوا العلاقات الإيرانية العربية هم يخدمون في الواقع المشروع الإسرائيلي والأميركي، أميركا له مخطط للمنطقة وهذا المخطط يُنفَّذ عبر تخريب العلاقات دول المنطقة الدول الإسلامية والعربية مع بعض خاصة العلاقات الإيرانية العربية، أرجو أن ينتبهوا ويشوفوا مصالح الأمة بصورة عامة ومصالح شعوبها وأيضا أعتقد أنه الرأي العام العربي بصورة عامة معنا ويعرف حقيقة الأمور، أيضا أغلبية النخب أيضا يعرفون هذا الأمر، قلة من النخب قد يغلطون في هذا الاتجاه..

فيصل القاسم: يعني هناك من يقول في واقع الأمر إنه المتشددين أو المحافظين كي لا تزعل هم أفضل للعرب من الإصلاحيين الإيرانيين.

علي أصغر محمدي: هنا لابد بأن أشير إلى شيء أولا..

فيصل القاسم: وخاصة فيما يخص القضايا.. ليس القضايا حركات التحرر وإلى ما هنالك باختصار دقيقة واحدة.

علي أصغر محمدي: لا موضوع حركات التحرر خليه على جنب وأنا أعتقد أنه أولا موضوع صلاحيات الرئيس، طبعا صلاحيات الرئيس في كل الدول محددة يعني حتى في أميركا نفسها الرئيس بوش مش قادر على أن يُعين سفير في الأمم المتحدة، الكونغرس يجب أن يؤتي له ولكن في نفس الوقت طبعا أولويات الرئيس مؤثر والسيد أحمدي نجاد هو أكد في خطابه على الأمور الثلاثة، لم يتكلم كثيرا عن السياسة الخارجية لكن أكد على الأولويات الثلاثة، قال الأولوية للعلاقات مع دول الجوار والإسلامية والعربية وأيضا الثقة المتبادلة، قال نريد أن نوجد الثقة لكن نريد أن نثق في المقابل هاي نقطة، النقطة الثانية إنه عادة التيار الأصولي كما نحن نسميها أو كما تسميها محافظ التيار الأصولي المعتدل والعصري هي بعيدة عن المهاترات، يعني تاريخها هكذا يعني لديها ثوابت مبدئية تستمر فيها بعيدا عن المهاترات هذه طبيعة التيار الأصولي. ونقطة أخرى في هذا المجال أنه بأتصور إنه الوضع في المنطقة وضع خاص وكل دول المنطقة يفهمون هذا الأمر وبأتصور إن أولويات السياسية الخارجية في إيران أولا دول الجوار، دول الأعضاء في مجلس التعاون، السعودية خاصة ثم العراق، تحسين العلاقات مع العراق، أيضا حفظ العلاقات الاستراتيجية مع سوريا ودعم لبنان المقاومة..

فيصل القاسم: جميل جدا وكيف ترد الدقيقة الأخيرة لك معك دقيقة واحدة ودعم يقول إنه هذا الرئيس أو هذا النظام الجديد في صالح الحركات العربية حركات المقاومة في أكثر من مكان؟

"
حتى يثبت نجاد حسن النية يجب عليه قطع العلاقات مع المليشيات الإيرانية التي دخلت مع دخول الأميركيين إلى العراق وعدم تهديد الخليج والمنطقة برمتها
"
حمدان

حمدان حمدان: قد يكون من المبكر الحُكم على السيد نجاد رئيس الجمهورية الجديد الآن حتى في المستقبل نقدر نفهم الوقائع على الأرض كيف عم تمشي، لازم يقطع حبل السُرّة مع هذه المنظمات اللي إجت من طهران وإيران ودخلت مع دخول الأميركيين إلى العراق هذا أكبر برهان بيشير على إنه هو فعلا شيء آخر عن السياسات السابقة وإنه إحنا ساعتها بنروح وبنصلي وراه مليح؟ هيك بيكون الحكي الصحيح وألا يلجأ لا هو ولا قوة عسكريا إلى لغة التهديد لا للخليج ولا للمنطقة بصورة عامة.

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، مشاهدي الكرام لم يبقَ لنا إلا أن نشكر ضيفينا السيد حمدان حمدان والسيد علي أصغر محمدي، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين هاهو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة إلى اللقاء.