تنصيب البرازاني رئيس لإقليم كردستان العراق
المشهد العراقي

تنصيب البرزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق

تناقش الحلقة تسارع أكراد العراق إلى تنصيب البرزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق قبل الدستور الدائم للبلاد؟ وما أهمية هذه الخطوة قبل توحيد القرار السياسي الكردي؟

– تنصيب البرزاني.. استباق إقرار الدستور الدائم
– التوافق السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق


undefinedعبد العظيم محمد: حفل تنصيب البرزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق كان مليئا بالرموز والرسائل إلى الداخل والجوار والعالم، المشهد الاحتفالي في آربيل حمل الكثير من المتناقضات التي باتت اليوم مقبولة بعد ما جرى في العراق منذ سقوط أو تحرير بغداد إذا شئتم فالحفل يبدو للمراقب الخارجي وكأنه يعبر عن ولادة دولة جديدة قد عُزِف النشيد الكردي بعد النشيد الوطني العراقي في بداية الاحتفال وبدا البشمرجة في لباس الحرب الكردي وغصَّت القاعدة بالوفود الأجنبية المهنئة ولكن في نفس الوقت فإن ما جرى كان بالتوافق التام مع الطبقة السياسية في بغداد التي كانت حاضرة بكل تنويعاتها الإثنية والطائفية والسياسية، كيف قرأ العراقيون عربا وأكرادا وتركمان المشهد الاحتفالي في آربيل؟ للوهلة الأولى يبدو حفل تنصيب سليل أسرة البرزاني التي لطالما أثارت المتاعب في وجه حكومات بغداد المتعاقبة بأنه لم يعد هناك سبب للعداوة مع بغداد فرئيس الجمهورية العراقية الذي يقف على يمين البرزاني كردي عراقي آخر هو جلال الطالباني شريك وعدو البرزاني في رحلة الصراع الطويلة مع أنظمة بغداد ولكن حفل التنصيب أثار المخاوف في باقي العراق، لماذا تعجَّل أكراد العراق في تنصيب رئيس لإقليم كردستان قبل أن يتم وضع الدستور العراقي الدائم الذي سيحدد شكل العلاقة بين حكومة كردستان العراق وحكومة بغداد بل وحتى قبل اتفاق الأكراد أنفسهم على إنهاء حالة الانفصال بين عاصمتي القرار الكردي والعراق السليمانية وآربيل بشكل نهائي؟ هل جاءت هذه الخطوة لخلق حقائق إضافية على الأرض أم كرد فعل على ما يشاع عن تخلي حكومة الجعفري عن وعد كانت قطعته باعتماد قانون إدارة الدولة المؤقت كأساس للدستور الدائم؟ وهل يعزز غياب الجعفري عن حفل التنصيب هذا هذه الشكوك؟ لبحث هذا الموضوع نستضيف في حلقة اليوم من آربيل الأستاذ فوزي الأتروشي السياسي الكردي العراقي ومن بغداد الأستاذ نور التميمي الكاتب والصحفي العراقي، مشاهدينا الكرام مرحبا بكم معنا في حلقة هذا الأسبوع من المشهد العراقي. في بداية جولتنا هذه تنقيب في ذاكرة إقليم كردستان العراق تبدأ بيوم التنصيب التاريخي وتعود إلى مراحل الصراع المرير حول المسألة الكردية العراقية التي لم تكن في أي يوم من الأيام مجرد صراع محلي على السيطرة والهوية وتقرير المصير مع الزميل أحمد الزاويتي من آربيل.

تنصيب البرزاني.. استباق إقرار الدستور الدائم

[تقرير مسجل]

أحمد الزاويتي: هذه المظاهر كانت أحلاما تراود الأكراد عبر عشرات السنين، البرلمانات والحكومات والمواقع السيادية اعتبرها الشعب الكردي حقوقا سُلِبت منه باتفاقات ومعاهدات دولية بعد الحرب العالمية الأولى لذا كانوا أسعد الناس بها بعد أن تحققت لهم، رئيس إقليم كردستان العراق كان آخر هذه المظاهر، فور الإعلان عن المنصب الجديد والذي تبوَّءه البرزاني رسميا ولأول مرة في التاريخ الكردي خرجت الجماهير في احتفالات تنوعت في مظاهرها واستمرت حتى الليل، حركة التحرر الكردية قادها منذ منتصف القرن الماضي الملا مصطفى البرزاني الذي وقفت المعادلات الدولية ضده لتحول دون وصوله إلى ما كان يطمح له، وُلِد نجله مسعود البرزاني في يوم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السادس عشر من آب عام 1946 في مهاباد موطن أول جمهورية كُردية، كان البرزاني الأب قد عُيِّن وزير للدفاع فيها، وُئِدت الجمهورية وأُعدِم رئيسها القاضي محمد وتوجه البرزاني مع من كان معه من أكراد العراق نحو الاتحاد السوفيتي وأُخِذ البرزاني الابن وهو لم يرَ والده بعد من قِبَل أسرته إلى كردستان العراق ومنها نُفِي مع أسرته إلى جنوب العراق، بدأ دراسته باللغة العربية وقبل انهيار الملكية في العراق عام 1958 توجه نحو بغداد، رئيس أول جمهورية عراقية عبد الكريم قاسم طلب عودة البرزاني ورفاقه من الاتحاد السوفيتي واستقبلهم في بغداد ليلتقي الابن بوالده فيراه بعينيه لأول مرة، مع بدءْ ما يُسمَّى عند الأكراد بثورة أيلول التي قادها البرزاني الأب في عام 1961 كان عُمر البرزاني الابن يناهز السادس عشر وحينها ترك الدراسة مفضلا الانخراط في صفوف البشمرجة وكان ضمن الوفد المُفاوض مع الحكومة العراقية في بغداد عام 1970 وبالتالي الوصول مع المركز إلى اتفاق لحكم ذاتي لمنطقة كردسان العراق، تُوفي البرزاني الأب عام 1979 في الولايات المتحدة واختير مسعود البرزاني رئيسا للحزب في مؤتمره التاسع خلفا لوالده، بعد الانتفاضة الكردية في شمال العراق عام 1991 ظهر مسعود البرزاني إلى الساحة الكردية مع جلال الطالباني كأبرز زعيمين كرديين قادا معا القضية الكردية في العقدين الأخيرين من تاريخها حربا وسلما في المحافل الإقليمية والدولية وبعد أن تبوَّأ الطالباني رئاسة جمهورية العراق بقي البرزاني المرشح الوحيد لرئاسة إقليم كردستان العراق وفق اتفاق داخلي كردي مُسبَق ليكون وحسب ما يحب الأكراد أن يصفوه بالبشمرجة الرئيس أو رئيس البشمرجة، أحمد الزاويتي لبرنامج المشهد العراقي الجزيرة آربيل.

عبد العظيم محمد: هذه قراءة سريعة لتاريخ مسعود البرزاني الذي اختير أخيرا رئيسا لإقليم كردستان العراق، في البداية مع الأستاذ فوزي الأتروشي، أستاذ ماذا يعني اختيار رئيس لإقليم كردستان ماذا يعني بالنسبة للأكراد؟

"
اختيار مسعود البرزاني رئيسا لإقليم كردستان يشكل لحظة تاريخية كبيرة في حياة الشعب الكردي فلأول مرة يجري انتخاب رئيس لإقليم كردستان
"
فوزي الأتروشي

فوزي الأتروشي– كاتب كردي عراقي- آربيل: اختيار الرئيس مسعود البرزاني رئيسا لإقليم كردستان يُشكل لحظة تاريخية وتغييرية انعطافية كبيرة في حياة الشعب الكردي فلأول مرة يجري انتخاب رئيس لإقليم كردستان ولأول مرة منذ عام 1992 يتم التخلص من ثنائية القرار السياسي والإداري في الإقليم فهناك الآن رئيس وقانون للرئاسة وهيكلية تنظيمية إجرائية وحكومة سيتم تأليفها بعد أيام أو أسابيع لتحوز على ثقة البرلمان، كل هذه المظاهر السيادية ربما تعتبر مظاهر عادية في أنحاء أخرى من العالم ولكنها بالنسبة للشعب الكردي ذات ميزة خاصة ونكهة خاصة لأن الشعب الكردي حُرِم منها منذ تقسيم كردستان بعد الحرب العالمية الأولى، بالتأكيد البرزاني هو رجل مؤهل تاريخيا ونضاليا وممارساتيا لتبوُّء هذا الموقع الأول في الإقليم والرسالة الأساسية للشعب الكردي أن البرزاني سيبقى على نفس المواقف التي مارسها طوال حياته سواء كمقاتل أو كسياسي وهي الإبقاء على إقليم كردستان عنصر سلام وتصالح وتنمية واستقرار وليس عنصر فوضى كما صرحت دائما..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: هذه الرسالة بالنسبة للأكراد..

فوزي الأتروشي [متابعاً]: بعض أوساط دول الجوار.

عبد العظيم محمد: لنأخذ رأي بغداد أستاذ نوري التميمي كيف قرأ العراقيون في بغداد اختيار الأستاذ مسعود البرزاني رئيسا لإقليم كردستان؟

نوري التميمي– كاتب وصحفي عراقي- بغداد: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعا العراقيين يعني بحكم التاريخ والعيشة المشتركة لشعبنا الكردي وشعبنا العربي في العراق كانوا دائما يتطلعون إلى أن تنتهي كل الإشكالات اللي كانت سائدة في العهود السابقة ونتخلص من حالة الانقسام إن صح القول أو الإحتراب الداخلي الذي أضر بالعراق كثيرا، أضر بالعرب وأضر بالأكراد وأضر بالعراقيين جميعا وصولا إلى بناء العراق الجديد، الذي حدث مؤخرا وهذا حق طبيعي نحن مع خيارات الشعب الكردي ونحترم هذه الخيارات لأشقائنا الأكراد إلا أنها المدهش جاءت في إطار عملية سياسية تجري في البلد والأكراد جزء من هذه العملية السياسية وكنا نتمنى أن يعني يتم هذا الذي حدث في آربيل مؤخرا أن يتم بعد أن تنتهي العملية السياسية بإقرار دستور دائم للبلاد وبانتخابات يقرر بها شعبنا بمختلف مكوناته عربا وأكرادا وتركمانا شكل النظام المقبل..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ ما المدهش في هذه الخطوة إذا كان معظم السياسيين العراقيين حضروا هذا الحفل؟

نوري التميمي: كل السياسيين العراقيين يمثلون مرحلة غير دائمية، كل هذه الفترة ستنتهي بعد أشهر قليلة، كنا نود أن الذي حدث يحدث في إطار حكومة عراقية دائمة شرعية منتخبة ودستور دائم ويأخذ كل ذي حق حقه مع خيارات.. مع شعبنا الكردي ولكن نريد هذه الخيارات أن تُبنى بطريقة صحيحة وبها نوع من المرونة وبها نوع من الموضوعية وأيضا تأخذ بنظر اعتبار موقف كل العراقيين، يعني العراقيين اللي يختارون الدستور سواء كانوا عربا أو أكرادا أو تركمان يقررون الدستور ونوع العلاقة مع شعبنا في شمال الوطن مع هذه الخيارات أن يكون هذا القرار قرار عراقي إجماعي وليس يعني أن ينفرد الأخوان الأكراد، هذا حقهم ولكن هذه السرعة في الانفراد باتخاذ القرار نراها.. يعني كمواطن عراقي أراها عملية يعني بها نوع من الاستعجال وبها استباق للأحداث كنا نود مثل ما ذكرت أنهم يمارسوا حقهم الطبيعية..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: هذه قراءة في هذا الحفل نستمع إلى آراء أخرى مؤيدة ومعارضة من قبل السياسيين العراقيين.

[تقرير مسجل]

عبد الكريم هاني– التيار الوطني: إن الأخوان في القيادة الكردية استعجلوا الأمور بصورة غريبة ولعلهم اعتقدوا كما اعتقد أسلافهم قبلا طيلة العقود الماضية أن التأييد الذي يحظون به الآن من القوة الأجنبية.. قوة الاحتلال المسيطرة هو تأييد دائم يستطيعون بموجبه أن يحققوا ما يريدون حتى ولو على حساب المصلحة الوطنية وحتى مصلحة الشعب الكردي الحقيقية.

محمد عبد الجبار– رئيس تحرير صحيفة الصباح: من الطبيعي أن الدستور الدائم هو الذي سوف يوضح طبيعة العلاقة بين الحكومة الاتحادية والحكومة المركزية وبين حكومات الأقاليم سواء كانت في منطقة كردستان أو في أية منطقة أخرى سوف تنشأ فيها حكومات إقليمية بحسب ما ينص عليه قانون إدارة الدولة المؤقت، الاتجاهات المطروحة في هذا الصدد على المستوى العالمي قد يمكن حصرها بثلاثة اتجاهات اتجاه ينوي إلى تحديد صلاحيات السلطة الاتحادية ويترك صلاحيات السلطة المحلية يعني متروكة للتطورات أو هنالك اتجاه يُحدد الصلاحيات للسلطات المحلية ويترك الباقي للسلطة الاتحادية أو السلطة المركزية وهناك اتجاه ثالث يُحدد سلطات الجهتين، الأمر مازال تحت البحث في الجمعية الوطنية ويُفترض أن اللجنة الدستورية سوف توضح هذه العلاقة وتكتب تفاصيلها مما يشكل جزءً من الدستور الدائم.

عبد العظيم محمد: يبدو أن هذه الخطوة ليست محل إجماع من قِبّل كل العراقيين، أستاذ فوزي الأتروشي السؤال هو لماذا سبق هذا التنصيب إقرار الدستور الدائم للبلاد؟

فوزي الأتروشي: بِدءاً أقول إن الكرد لم يتعجلوا بل بالأحرى تأخروا، لماذا يتم دائما تأجيل الملف الكُردي على مدى أربعة وثمانين عاما من تشكيل الدولة العراقية؟ البرزاني هو رجل الخيار الواقعي ولو أرادت القيادة السياسية الكردية أن تنفصل أو أن تلجأ إلى أبغض الحلال وهو الطلاق مع العرب لفعلت ذلك في أحلك الظروف وفي لحظة ضعف وانهيار ليس الحكومة العراقية وإنما عموم الدولة العراقية، الرئيس مسعود البرزاني والسيد جلال الطالباني وعموم القيادة السياسية الكردية سارعت إلى بغداد لإعادة بناء هياكل الدولة العراقية بعد أن انهارت بعد التحرير، الرئيس البرزاني شارك وبفعالية في كل المؤتمرات التي انعقدت في آربيل بعد التحرير وكان سبب ذلك بناء آسرة خضراء مع العرب تستبطن التاريخ وتتفهم الحاضر وتستشرف المستقبل، كان هناك مؤتمر السيادة والديمقراطية، مؤتمر.. العربي، مؤتمر المصالحة الوطنية وكل هذه المؤتمرات شارك فيها البرزاني بكل فعالية، إذاً هناك إجماع عراقي على إعادة الدولة العراقية..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ فوزي السؤال هو لماذا هذه الخطوة سبقت إقرار الدستور الدائم الذي سيُحدد شكل الفدرالية وشكل العلاقة بين حكومة كردستان وحكومة بغداد؟

فوزي الأتروشي: أولا نحن لدينا دستور وهو قانون إدارة الدولة العراقية الذي يؤكد على ديمقراطية الدولة العراقية الجديدة وعلى فدراليتها ومنع أي نظام شمولي للسيطرة مُجددا على الأمور، نحن نعتبر الفدرالية والديمقراطية صمام أمان لإنقاذ الشعب الكردي وعموم العراقيين من الكوارث، نحن لم نكن أبدا ضحايا النصوص الجميلة في الدستور.. أجمل النصوص كانت موجودة في دستور صدام حسين، نحن ضحايا التطبيقات العملية للدساتير لذلك فإننا نتطلع ونشترط في أن يكون الدستور الدائم العراقي القادم مُتضمنا البنود الأساسية في قانون إدارة الدولة العراقية وأن يكون هذا الدستور قائما على الديمقراطية التوافقية، هذا شرط أساسي للشعب الكردي لضمان أي علاقة مستقيمة مع الشعب العربي في العراق..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: سنتطرق إلى فقرات عديدة في خلال هذا البرنامج بخصوص هذه الخطوة، مشاهدينا الكرام نعود إليكم بعد هذا الفاصل القصير فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

التوافق السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى معنا في المشهد العراقي، كاميرتنا تجولت في مدينة كركوك، المدينة المتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان وأخذت رأي الشارع التركماني بخصوص تنصيب مسعود البرزاني رئيسا لإقليم كردستان.

[تقرير مسجل]

مواطن أول- من مدينة كركوك: لا فرق بين العربي والكردي والتركماني والكل هنا.. هو يقول في آياته الكريمة يقول { واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا } والحمد لله ثم الحمد لله أنا أقول على هذه المناسبة ونهنئ الشعب الكردستاني ونهنئكم ونهنئ جميع الشعب العراقي.

مواطن ثان- من مدينة كركوك: أما بالنسبة للسيد مسعود البرزاني أصبح مسؤولا رئيسا للحكومة لإقليم كردستان لا يعني أي شيء يعني بالنسبة لأهالي كركوك لأن أهل كركوك لا ينضمون إلى إقليم كردستان ويطالبون.. نحن التركمان استقلالية كركوك استقلال تام مرتبط بالحكومة المركزية لا بكردستان العراق لأن كركوك مدينة بالأصل مدينة تركمانية ذات تاريخ تركماني.

مواطن ثالث- من مدينة كركوك: أطالب السيد مسعود البرزاني أن يعمل لأهالي كركوك دون التفرقة بين الكردي والعربي والتركماني والأرمني والقوميات الأخرى.

عبد العظيم محمد: هذه بعض آراء الشارع في مدينة كركوك أتحول إلى بغداد والأستاذ نوري التميمي، الأستاذ نوري يعني هل يريد الأكراد من خلال تنصيب مسعود البرزاني فرض أمر واقع على السياسيين العراقيين والمضي في هذا الإطار؟

نوري التميمي: يعني أنا قبل الإجابة على هذا السؤال يعني عندي ملاحظتين، الأخ فوزي يشير إلى أن الأكراد سيحترمون العملية الديمقراطية وهم فعلا مشاركين بالعملية السياسية الحالية وهذه العملية رغم نقصانها كما يعرف الجميع إلا أنها موجودة حاليا أي كان مفروض أن ينتظروا رأي الشعب وأن يحترموا ما تم الاتفاق عليه وهم جزء من العملية السياسية، أما الاشتراطات السابقة أنه شعب.. الاستفتاء يجب أن ينصّ على هذا أو ذاك أعتقد أنه هذا مرهون بإرادة الشعب العراقي بأسره ليس مرهون بهذه الفئة أو تلك من هذا الشعب، الشعب عند إجراء أي انتخابات قادمة هو الذي سيُقرر شكل النظام ويُقرر نوع هذه العلاقة وهذه طريقة تم الاتفاق عليها وبدليل أنهم شاركوا بالعملية السياسية على نُقصان هذه العملية، كما تعرف هناك نسبة كبيرة من العراقيين لم تشارك بهذه العملية ولكن إذا افترضنا أنه هذه العملية هي جارية حاليا فكان مفروض أن يتم الانتظار إلى أن تُحسَم كل الأمور المتعلقة ببناء النظام السياسي وشكله الآخر بموجب انتخابات أو وفق انتخابات ديمقراطية وحقيقية ونزيهة، أما إنه هذه العملية الاستباقية أنا بتصوري تفرض أمر واقع وأعتقد إنه مصلحة الشعب الكردي ومصلحة الشعب العربي هي في هذا التوافق وفي استمرار هذا التعايش الأخوي الذي يمتد إلى قرون كبيرة في التاريخ.. موغلة في التاريخ، أما وباعتبار هذا التوافق هو الذي يضمن لنا جميعا العيش الآمن والمطمئن في بلدنا في شمالها أو جنوبها وأعتقد أنه يعني قد آن الأوان أنه نبتعد عن سياسة المراهنة على دعم هذا الطرف الدولي أو ذاك لأن الأخوة الكرد في العراق سيبقون في العراق كما هم العرب وكما هم التركمان يبقون بتآخيهم وليس اعتمادا على قوات محتلة ستخرج من العراق آجلا أم عاجلا..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ التميمي هناك من ينظر إلى هذه الخطوة على أنها بداية تعافي العراق من مرحلة الصراعات بداية حل المشكلة الكردية العربية في داخل العراق.

"
يجب أن نبني العراق معا لأنه بيتنا المشترك، وأن يتشارك الكرد والعرب والآخرون من أبناء الأقليات في بناء هذا البيت لنتمتع بعيش آمن مستقر
"
نوري التميمي

نوري التميمي: يا أخي هذه المشكلة يحلها الشعب العراقي ما نحلها بتشكيلات وبوجود علم وبوجود دستور، يجب أن نبني العراق معا لأنه هذا العراق هو بيتنا المشترك، أن نشارك الكرد والعرب والآخرين من أبناء الأقليات في بناء هذا البيت أولا ومن ثم نتمتع بخيرات هذا البلد بعيش آمن مستقر، أما الافتراضات يعني الافتراضات قد يكون جزء من عملية خوف أو قلق أعتقد أنه الديمقراطية إذا تحققت في العراق هي كفيلة بأن تُنصف كل العراقيين سواء كانوا في كردستان أم في البصرة المهم إنه نبني بشكل متآزر ومتآخي التجربة الجديدة تجربة بناء الوطن، نتخلص من الاحتلال نبني تجربتنا الديمقراطية إذا كنا فعلا نرغب الديمقراطية، أما إنه الاشتراطات أما تكون هذه الديمقراطيات تقدم لي هذا الامتياز أو لا أعتقد أنه هذه عقلية يجب أن تنتهي إذا كنا نحب أن نبقى شركاء في هذا الوطن والمصلحة تقتضي أن نبقى مصلحتنا ككرد وكعرب أن نبني تجربتنا السياسية الجديدة بروح من التآخي وننسى.. أو ننسى التفكير بالاعتماد على هذا الطرف الأجنبي أو ذاك لأن الأجنبي لا يهمه في آخر المطاف سوى مصالحه لا تهمه مصالح الأكراد وأعتقد شعبنا الكردي لديه الخبرة الطويلة في التعامل مع القوى الأجنبية وكيف خذلته هذه القوى، المهم العرب والأكراد يعيشون شركاء متآخين في هذا الوطن بوفاق.

عبد العظيم محمد: بالحديث أستاذ بالحديث عن الشركاء استطلعنا الرأي الشارع العراقي في بغداد وكان هذا الرأي بين متفائل ومتشائم من هذه الخطوة نتابع معا.

[تقرير مسجل]

مواطن أول- من مدينة بغداد: من ناحية الفدرالية إذا كانت يعني جغرافية وانفصال هذا الشيء راح يؤثر على العراق، يعني ممكن هسه نقول إذا السُّنة مثلا سووا انفصال إقليم أو الشيعة سووا إقليم يقدرون يسوون مثلا مليشيات وما يخلون مثلا الجيش العراقي يدخل إلى مناطقهم.

مواطن ثان- من مدينة بغداد: نعطيهم فرصة لعله تصير تحسين بالنسبة لوضعهم ووضع البلد.

مواطن ثالث- من مدينة بغداد: هم جايين.. يعني السلطة جاية تريد توحد العراق، هذا مو توحيد هذا تفرقة زين؟ هذه تفرقة للعراقيين مو توحيد اللي مع الأسف.

مواطن رابع- من مدينة بغداد: والله هو مسعود البرزاني عراقي يعني إذا إن كان كردي وإذا إن كان عربي بس بده يمثل إقليم كردستان وإقليم كردستان هو تابع للعراق فما يكون فارق يعني.

مواطن خامس- من مدينة بغداد: والله يعني إليهم هم بالنسبة ينتخبوا.. إليهم للإقليم مش لكردستان، مو يعني على مناطقنا إليهم احتمال هم يرضون به يعني فائدتهم، بس هنا لا ما أعتقد يعني لنا شيء.

مواطنة أولى- من بغداد: هو راح يقسموا العراق هاي بداية تقسيم العراق أكيد.

عبد العظيم محمد: الأستاذ فوزي الأتروشي استمعت معنا إلى رأي الشارع في بغداد، هناك تخوف في أن تكون هذه الخطوة بداية لتقسيم العراق.

فوزي الأتروشي: أبدا نحن بالتأكيد نتعايش ضمن البيت العراقي الواحد ولكن أوراق هذا البيت يجب أن تُعاد أو يُعاد ترتيبها ديمقراطيا وفدراليا وهذا ليس اشتراطا وليس فرضا بقدر ما هو حل حضاري لحل مُعضلة.. المُعضلة القومية في العراق وأيضا حل مُعضلة عموم المواطنين العراقيين، الديمقراطية التي نحتكم إليها الآن في هذه المرحلة وهي الأصلح هي الديمقراطية التوافقية وقد طُبِّقت هذه الديمقراطية في بلدان أوروبية عريقة أيضا بعد الحرب العالمية الثانية فليس هناك أي وجه للغرابة والعجب، نحن ككتلة لم نستقوى بأي طرف أجنبي ولكننا نُطالب بأن يُعاد هيكلة الدولة العراقية بشكل ديمقراطي يعتمد على سَلّ الحقوق والواجبات لكل مواطن بغض النظر عن الإثنية والدين والمذهبية، إذا كان التميمي يود أن يجري إعادة الدولة العراقية على النمط السابق بشكل تكون دولة عربية سنُّية أو يفرض مذهبية بحكم عدد المقاعد الموجودة لهذا المذهب أو ذاك في البرلمان العراقي فهذا خطأ فادح يرتكبه الأخ التميمي وبعض السياسيين العراقيين، نحن أمام بناء الجمهورية العراقية الثانية التي يجب أن تكون تعددية وديمقراطية وقائمة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نحن نطالب بأن يكون الدستور الدائم العراقي قائما على التوافقية وقائما على تضمين المبادئ الأساسية للقانون لإدارة الدولة العراقية في هذا..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ فوزي الأتروشي بالحديث عن التوافق انتهى وقت البرنامج أشكرك جزيل الشكر، مشاهدينا الكرام في ختام حلقتنا هذه أشكر ضيوف المشهد العراقي كان معنا من آربيل الأستاذ فوزي الأتروشي السياسي العراقي الكردي ومن بغداد الأستاذ نور التميمي الكاتب والصحفي العراقي، مشاهدينا الكرام إلى أن نلقاكم الأسبوع المقبل في الموعد الجديد نتمنى لكم أطيب الأوقات والسلام عليكم.