تحت المجهر

هجرتان متعاكستان بين دجلة والنيل

تناولت حلقة الأربعاء 2/4/2014 من برنامج “تحت المجهر” بعنوان “بين دجلة والنيل” الرخاء الذي عاشه العراق في السبعينيات بعد تأميم النفط عام 1972، وانتقال سبعة ملايين مصري للعيش والعمل هناك.

تناولت حلقة الأربعاء 2/4/2014 من برنامج "تحت المجهر" بعنوان "بين دجلة والنيل" الرخاء الذي عاشه العراق في السبعينيات بعد تأميم النفط عام 1972، وانتقال سبعة ملايين مصري للعيش والعمل هناك.

وتوضح الحلقة كيف فتح نظام الرئيس العراقي صدام حسين أبواب العراق مشرعة لكل المصريين لأنه كان موقناً أنه في حاجة دائمة إلى مزيد من الرجال، خاصة لاحقا في الثمانينيات حين كانت الحرب مشتعلة مع إيران.

وفي الحلقة تحدث الفلاحان المصريان إبراهيم جاد وحسن جابر عن تجربتهما في العراق حيث قضيا ما يزيد عن عشرة أعوام على ضفاف نهري دجلة والفرات، وعملا بالزراعة والصناعة والبناء، وبنيا بسواعدهما كما ملايين المصريين أرض العراق إلى جانب أهلها الذين احتضنوهم وأكرموهم.

وتبين أشرطة كاسيت مسجلة عمرها ثلاثين عاماً -كان يرسلها جاد إلى أسرته في مصر- تفاصيل حياته اليومية هناك، ويصف فيها الشعب العراقي الذي استقبله بكل ترحاب.

ولكن لم تدم تلك العلاقة المميزة بين المصريين والعراقيين داخل العراق طويلا حتى لعبت السياسة لعبتها، عقب وقوف الحكومة المصرية إلى جانب الكويت بعد غزو العراق لهذا البلد عام 1990.  إذ توترت العلاقة بين النظامين، وأسفر ذلك عن إرجاع أعداد كبيرة من المصريين إلى مصر.

وتوضح الأحداث كيف لعب النظام المصري دورا في تحريك الرأي العام لعدم تشجيع المصريين للسفر إلى العراق، مثل حادثة ما يسمى بـ"النعوش الطائرة" والتي كشف حقيقتها للمرة الأولى أحمد الغمراوي أحد ضيوف الحلقة وهو أحد سفراء مصر السابقين في العراق.

وساهم الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، في استنزاف قوى الشعب العراقي، فوجدوا أنفسهم مضطرين للرحيل بعيدا عن بلادهم بعد أن دارت عليهم الأيام، فتوجه بعض منهم إلى مصر بحثاً عن إخوة لهم هناك وأملاً في حياة كريمة، فوجدوا شعباً أصيلاً يرد لهم الجميل، رغم كل العقبات التي وضعها النظام المصري الرسمي في وجه العراقيين المقيمين هناك.

وتشير بعض الإحصاءات إلى وجود ما يزيد عن مائة ألف لاجئ عراقي في مصر، ولكنهم ظلوا محرومين من الحصول على الإقامة، فلا يستطيعون العمل، ولا أن يلحقوا أبناءهم بالتعليم، رغم أنهم لا يحسون بالغربة في وطنهم الثاني.

غير أن تعقيدات الحياة الرسمية دفعت العديد منهم إلى التقديم لمفوضية الأمم المتحدة للحصول على أوضاع اللاجئين حتى يستطيعوا الهجرة إلى أميركا وأوروبا وأستراليا.