تحت المجهر

آهات الحرية

سلطت الحلقة (معادة) الضوء على معاناة اللاجئين السوريين في مختلف الدول، وتبرز الأسباب والظروف التي دفعتهم إلى ترك الوطن، بالإضافة إلى ذكرياتهم وأحلامهم في العودة للديار.

استعرضت حلقة (12/3/2014 ) من برنامج "تحت المجهر" تجارب بعض اللاجئين السوريين حول العالم، وعلاقاتهم السابقة بالنظام، وذكرياتهم وتجاربهم مع القوى العسكرية والأمنية بالداخل.

وبينت اختلاف الأسباب التي دفعت البعض للمشاركة في الحراك السياسي، وطرق هروب اللاجئين من قمع آلة النظام المخابراتية والعسكرية بحثا عن مكان آمن يقيهم ويلات الحرب وعذابات القهر وامتهان الكرامة الإنسانية.

ورغم تعدد مناطق تواجدهم عبر العالم، لكن اللاجئين السوريين توحدوا في تشكيل رمزية البعد عن الوطن بالإكراه، وصاروا عنوانا للمعاناة.

الباحث حسان عباس كان لا يريد الخروج من سوريا، ليكون هو "آخر واحد يطفئ الضوء قبل غلق الباب" لكن التهديد باعتقاله بحجة العمل في تنظيم "إرهابي" ضد الدولة، والمقصود كان "الرابطة السورية للمواطنة".

الأستاذ الجامعي، محمد خير الغباني غادر سوريا بعد التجربة المريرة التي عاشها في حماة، حيث قتل من عائلته سبعة أشخاص بينهم والده وأعمامه، وذلك عندما دخل الجيش إلى هناك عام 1982.

من جهتها، قررت الإعلامية زويا بوستان مغادرة الشام بعد اعتقال رفاقها سواء بجرائد رسمية أو خاصة بالتلفزيون السوري، ومنهم من مات تحت التعذيب.

دور إعلامي
وأوضحت الحلقة كيف صار القمع الذي واجهه الناشطون السياسيون من مختلف الأعمار والانتماءات الدينية والمذهبية وقودا لهجرة جماعية لأهل البلد إلى أصقاع الدنيا الواسعة في محاولة من الكثيرين لاستعادة كرامتهم المهدورة.

وتستعيد بعض الشخصيات المستضافة جزءا من ملامح بداية الحراك الشعبي، وما شكله من حالة عذرية ثورية تراقص خلالها المحتجون على أنغام الدبكة السورية والأشعار التراثية الحماسية التي لم يجد النظام من وسيلة لمواجهتها غير لغة الرصاص والاعتقال والترهيب، مما حوّل الصراع إلى حرب طاحنة أتت على الأخضر واليابس وزادت أعداد اللاجئين ارتفاعا.

كما تبين الحلقة الدور المهم الذي قام به بعض الناشطين الإعلاميين في توثيق الأحداث بكاميرا الجوال، وإرسالها لمحطات التلفزة العالمية، في ظل التعتيم الإعلامي المحكم الذي يمارسه النظام حرصا على إخفاء أخبار ما يقوم به ضد الثوار.

وأظهر تسلسل الأحداث اللاجئ السوري كإنسان يحاول قهر الظروف المحيطة به، ويسعى بكل الوسائل المتاحة لخدمة مواطنيه وشعبه أينما وجد، حيث ظل محافظا على علاقته بالثورة والثوار، متابعا تطورات الموقف في بلاده لحظة بلحظة.

ويرى محمد ملاك أن النظرة الموجهة إلى سوريا الآن هي نظرة تنمية كاملة، وأن يكون كل سوري متنورا، يبحث عن الحقيقة ويساعد الآخرين لبناء وطن حُر .