في العمق

النظام السوري مليشيا لصالح إيران

ناقشت حلقة الاثنين 2/6/2014 من برنامج “في العمق” حقيقة المليشيات الشيعية المسلحة في سوريا، وتأثيرها على مسار الثورة، ودورها في خلق الاحتقان الطائفي في البلاد والإقليم.

أكد الباحث المتخصص في الشأن السوري أحمد أبا زيد أن نظام الرئيس بشار الأسد تحول إلى مليشيا لصالح إيران، مشددا على أن الحرس الثوري الإيراني يدير جميع جبهات القتال مع مقاتلي المعارضة.

وأضاف أبا زيد في حلقة الاثنين 2/6/2014 من برنامج "في العمق" أن مشاركة المليشيات الشيعية في القتال داخل سوريا قد تحسم الصراع لصالح النظام الإيراني وليس النظام السوري، لكنه لفت إلى استحالة حسم المعركة عسكريا في الوقت الراهن.

وحول أول مشاركة للمليشيات الشيعية من خارج سوريا للقتال داخل البلد التي اندلعت ثورتها في مارس/آذار 2011، أوضح أبا زيد أنها كانت للواء أبو الفضل العباس في أغسطس/آب 2012.

ولفت إلى أن التهديد الحقيقي الذي مثله الثوار لنظام الأسد هو ما دفع المليشيات الشيعية للقدوم من العراق ولبنان وإيران لدعم النظام السوري "الذي كان متراجعا عندما كان الصراع وطنيا خالصا بين السوريين وبعضهم البعض، حيث كان الثوار يسيطرون على معظم أرياف المحافظات الحاضنة للثورة السورية".

54 ألف مقاتل
من جانبه، قال الخبير العسكري أسعد الزعبي إن عدد عناصر المليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا ناهز 54 ألف شخص، وذلك وفق معلومات استخباراتية جديدة حصل عليها قبل أسبوعين.

وأضاف الزعبي من العاصمة الأردنية عمّان أن جماعة الحوثي شاركت في القتال ضد عناصر المعارضة بنحو سبعمائة شخص قبل أن ينسحب منهم نحو خمسمائة للمشاركة في الاشتباكات الدائرة في اليمن، مشيرا إلى أن المائتين المتبقين سحبوا إلى أحد المعسكرات لعدم كفاءتهم في المعارك.

كما أشار إلى أن عصائب أهل الحق العراقية دخلت سوريا، وقاتلت المعارضين للأسد بأوامر من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وجدد الزعبي تأكيده على ما ذكرة أبا زيد بأن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يتولان قيادة المعارك على الأرض في سوريا، مضيفا "العسكريون السوريون يطلبون إجازات من القادة الإيرانيين".

وفي ما يتعلق بحالة التوافق بين المليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا، نفى الزعبى وجود حالة من الوفاق التام، موضحا نشوب مواجهات بين الفصائل الشيعية المختلفة وبين هذه الفصائل وقوات النظام بلغت أكثر من أربعين حادثة أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين.

أخطار
في سياق متصل، عدد أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية أخطار الانجرار الطائفي الذي تخلقه المليشيات المسلحة في سوريا، موضحا أن تدخل هذه المليشيات يؤدي إلى مزيد من الانقسام المذهبي في المنطقة.

وأضاف أن هذا الانقسام يهدد مصير المنطقة العربية وليس سوريا فحسب، فالحرب المذهبية "أفقها مسدود وتأخذ إلى مزيد من الخراب".

وأشار إلى مخاطر أخرى تخلقها الحالة الطائفية كـ"استباحة المنطقة للتدخل الأجنبي"، و"أن تقوى شوكة إسرائيل"، و"توجيه ثروات المنطقة لشراء الأسلحة وليس للتنمية".

الإيمان بولاية الفقيه هو الرابط الذي يجمع المليشيات الشيعية في سوريا، والمجموعات السنية تشكل خطرا على المصالح الأميركية

ولاية الفقيه
وفي وجهة نظر غربية، قال الباحث في شؤون الجماعات الشيعية المقاتلة بجامعة ميريلاند فيليب سميث إن الإيمان بولاية الفقيه هو الرابط الذي يجمع المليشيات الشيعية في سوريا.

وأكد أن الجماعات السنية المسلحة هي التي تشكل خطرا على المصالح الأميركية، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن حزب الله وضع كل قوته في سوريا ومستعد للمزيد من القتال.

وفي ما يتعلق بالموقف العراقي، أكد الناشط في جنوب العراق أبو الحسن المالكي تصفية شخصيات شيعية في العراق لموقفها الرافض لولوج المليشيات في النزاع السوري.

وأضاف أن تدريب العراقيين يتم داخل إيران قبل الذهاب إلى سوريا، قائلا إن المقاتلين يحصلون على 1500 دولار لكل شهرين من القتال.

وفي السياق ذاته، أوضح أبا زيد أن "المقاتلين الشيعة ارتكبوا مجازر بشعة في سوريا بسبب حشدهم على أسس مذهبية"، بينما كان حزب الله اللبناني له حسابات جيوسياسية تمثل أهمها في حصار الحدود السورية مع لبنان لمنع وصول الدعم للمعارضة.