في العمق

الجيش العراقي.. أي عقيدة وأي مهام؟

بعد أن كانت عقيدته تقوم على الحماية الإقليمية العربية وحماية الحدود السياسية العراقية بات الجيش العراقي يزج به في مواجهات داخلية مثلما هو الحال في الأنبار.
قال مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية مهند العزاوي إن العقيدة العسكرية للجيش العراقي بعد خروج الاحتلال الأميركي بنيت على أساس مواجهة عدو داخلي وليس خارجيا. وإن حل الجيش العراقي السابق كان قرارا مبيتا.

واعتبر في حلقة الاثنين 19/5/2014 من برنامج "في العمق" أن الجيش بني في غياب سيادة وطنية لأن إنشاءه تم تحت الاحتلال وفي ظل غياب الإرادة السياسية. مشيرا إلى أنه أنشأ أساسا لتعويض النقص في صفوف القوات الأميركية آنذاك.

وقال إن البيئة العراقية في ذلك الوقت لم تكن مهيأة لتشكيل وتدريب وإعداد جيش جديد.

في السياق أشار العزواي إلى أن إدراج عناصر من خمسة مليشيات شيعية صرفة في الجيش كان أحد الأخطاء, لأن تلك المليشيات من المحتمل أنها شكلت لتخدم أطرافا خارجية, مضيفا أن الجيش بني على أساس طائفي بعد 2003.

من جهة أخرى لفت العزواي إلى أن الجيش العراقي كان يصنف خامسا عالميا قبل الاحتلال وكان يمثل القوة الصلبة العربية. أما عقيدته فكانت تقوم على ركيزتين, الحماية الاقليمية العربية وحماية الحدود السياسية العراقية, لكنه بات اليوم يقوم بمهام شرطية.

خطأ أميركي
من جانبه يعتقد محلل الشؤون العسكرية والأمنية مارك بيري أن حل الجيش العراقي كان خطأ فادحا ارتكبته الإدارة الأميركية لأنها كانت ترى فيه عدوا.

وقال إن حل الجيش وإعادة تشكيله يعد أمرا كارثيا وأكبر مشكلة تواجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لأنه من المفترض أن الجيش يجب أن يمثل كل العراق.

من جهة أخرى اعتبر بيري أن استخدام المالكي للقوات المسلحة ضد شعبه لأسباب سياسية خطأ فادح قد يؤدي إلى دولة منقسمة وتشوبها الصبغة الطائفية. ويرى أن ما يحتاجه العراق هو قيادة سياسية مستقرة بجيش مهني واحترافي.

في السياق أعرب العزاوي عن اعتقاده بأن استخدام القوات المسلحة داخل العراق أمر غير صحيح لأن واجبها المحافظة على الحدود السياسية والثروات والتهديدات الخارجية.