في العمق

اليمن.. ثورة لم تكتمل

ناقشت الحلقة أثر القبيلة وتحالفاتها مع القوى السياسية في الواقع اليمني، ودور تركيبة الجيش اليمني في تردي الوضع الأمني، ودواعي تحالف بعض القوى السياسية مع الحوثيين.

ما أثر القبيلة وتحالفاتها مع القوى السياسية في الواقع اليمني؟ وكيف أسهمت تركيبة الجيش اليمني في تردي الوضع الأمني؟ ولماذا تحالفت بعض القوى السياسية مع الحوثيين؟ وكيف استغل الخارج التصدعات السياسية والاجتماعية في اليمن؟

هذه الأسئلة وغيرها طرحتها حلقة الاثنين (1/12/2014) من برنامج "في العمق"، وشارك في النقاش ثلاثة ضيوف هم: القيادي في الثورة الشبابية اليمنية وسيم القرشي، والمحلل السياسي محمد جميح، والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية باليمن نبيل البكيري.

القبيلة
ذكر القرشي الذي حل ضيفا على أستوديو البرنامج في الدوحة، أن القبيلة في اليمن تتحرك وفق شروط وعوامل مختلفة بطريقة تجعل توجهها وموقعها متغيرا من الناحية السياسية، مضيفا أن القبائل اليمنية بقيت حبيسة مصالح شيوخها.

أما الجيش فيرى القرشي أنه قوة سياسية منفصلة متقلبة في مواقفها، وذلك وفق الانتماءات والمصالح والولاءات.

ويضيف أن "المؤسسة العسكرية ليست كتلة واحدة، وهي منقسمة على نفسها نتيجة سياسات معينة زمن الرئيس السابق علي عبد الله صالح".

وفيما يتصل بالحوثيين، اعتبر القيادي في الثورة الشبابية أن القوى السياسية لم تحسن التعامل معهم، بينما استطاع الحوثي أن يحصل على عرض أفضل من قبل صالح رغم العداوة التاريخية بين الطرفين.

لكن القرشي بيّن أن التحالف الحالي بين الحوثي وصالح تحالف معرّض للزوال، لذلك يسعى الحوثي إلى تأمين نفسه في الفترة القادمة.

وخلص إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي والأحزاب السياسية ساهمت في إعادة تشكيل التحالفات، مشددا على أنه لا توجد قوة في اليمن تستطيع أن تسيطر على البلاد مفردة.

فشل الحوثيين
ومن لندن أشار المحلل السياسي محمد جميح إلى أن الحوثيين لم ينجحوا خارج إطار القبيلة الزيدية، وفشلوا فشلا ذريعا عندما وصلوا إلى مناطق التماس مع القبائل السنية.

واعتبر أنه يصعب على الحوثيين النزول إلى محافظة مأرب، قائلا إنهم يسعون لاستمالة شيوخ القبائل هناك من أجل زرع بذور الفتنة وتفكيك الصفوف، وفق تعبيره.

ورأى جميح أن انتصارات الحوثيين في العاصمة صنعاء تمت بالخيانات التي وقعت في صفوف شيوخ القبائل وفي صفوف العسكر أيضا.

وأبرز أن الانقسام في اليمن نخر كل المؤسسات وقد وصل إلى داخل القبيلة نفسها، مستشهدا في هذا الصدد بما حدث في حاشد.

وفي نهاية مداخلته ذكر جميح أن اليمنيين وقعوا في خطيئة كبيرة عندما سلموا أنفسهم للأمم المتحدة، وكان الأجدى لهم اللجوء إلى امتدادهم الطبيعي في دول الخليج العربي، بحسب قوله.

ومن صنعاء، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري إن السياسة في اليمن تدور على رمال متحركة.

وأوضح أن التحالف بين الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثي يقوم على إعادة سلطة الهضبة الشمالية الحاكمة، أو ما يعرف بالمركز المقدس.

كما لفت إلى أن الوثيقة الثقافية لأنصار الله التي صدرت قبل عامين نصت على مسألة الحكم الإلهي وحصره في سلالة آل البيت.