في العمق

صناعة الكذب والتلاعب بالعقول

أثارت حلقة 23 سبتمبر/أيلول من برنامج “في العمق” قضية الإعلام، وبالتحديد ما يتعلق بصناعة الكذب والتلاعب بالعقول. وتساءلت مع ضيوفها عن كيفية صياغة الخطاب الإعلامي في الدول العربية، وخاصة في مصر وسوريا، وتأثير ذلك على المتلقي.

أثارت حلقة 23 سبتمبر/أيلول من برنامج "في العمق" قضية الإعلام، وبالتحديد ما يتعلق بصناعة الكذب والتلاعب بالعقول. وتساءلت مع ضيوفها عن كيفية صياغة الخطاب الإعلامي في الدول العربية، وخاصة في مصر وسوريا، وتأثير ذلك على المتلقي.  

واستضافت الحلقة كلا من أستاذ الإعلام في جامعة الأزهر أحمد سمير حماد، وعبد المطلب الزويري أستاذ اللسانيات بجامعة درن ببريطانيا، ومن العراق الكاتب الإعلامي حيدر الصافي، ومن باريس نقلت تسجيلا لمدير الدراسات الجيوسياسية باسكال بونيفاس.

وقال حماد إن الأنظمة العربية تقوم بتهيئة الأرضية من خلال خلق حالة نفسية للمتلقي لإقناعه بنظرية المؤامرة، وهو ما اتبعه النظام السوري عبر الترويج لمسألة أن البلد يتعرض لمؤامرة كونية.  

وأضاف أن النظام الحاكم  يقوم بالسيطرة على الإعلام والإعلاميين، وهو الحال في مصر التي قال إن إعلامها مرتبط بشكل كبير بالسلطة السياسية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام أنشأتها مجموعة من رجال المال والاقتصاديين الذين كانوا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

واعتبر أن أكبر خطيئة يمارسها الإعلام المصري حاليا تتمثل في استخدامه لغة معينة لشيطنة الآخر،  لأن دور الإعلام هو الحفاظ على تماسك المجتمع. ودعا حماد المتلقي إلى التشكيك في ما يعرض عليه حتى يتجنب التلاعب بعقله، واعتبر أن التشكك يؤدي في النهاية لحالة اليقين.

من جهته، تحدث الزويري عن الإطار الذي تستخدمه وسائل الإعلام لإيصال المعلومة أوالخبر للمتلقي، ويشمل المفردات والخصائص اللغوية، وأعطى مثالا على ذلك الثورة السورية التي قال إن الإعلام البريطاني قدمها على أساس أنها حرب أهلية أو صراع، وكلاهما أمر مرفوض بالنسبة للمتلقي وبالتالي يكون هناك رفض للتدخل الأجنبي في هذا البلد.

توصيفات منبوذة
وأضاف أن توصيفات منبوذة لشيطنة الطرف الآخر استخدمت من طرف العقيد الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد مثل "الجردان"، ثم في مصر ضد جماعة الإخوان المسلمين  من خلال كلمة "خرفان".   

وتحدث الصافي من العراق عن تجربة الإدارة الأميركية في نشر ما سماها الدعاية المباشرة خلال احتلالها للعراق، وقال إنها استخدمت في البداية "الدعاية البيضاء" ثم انتقلت إلى "الدعاية السوداء" من خلال شركات المقاولين، بخداع المتلقي العراقي عبر مقالات وأخبار.

وقال إن هاجس الأميركيين كان التغطية على الأحداث السيئة والعنف الذي كان يقع، مشيرا إلى أن الإعلام كانت تديره "البنتاغون".

ونقلت الحلقة تسجيلا لبونيفاس من باريس أوضح فيه أن وسائل الإعلام يتحكم فيها من يملك الأموال والإمكانيات، وهذا شيء سلبي لأنهم يجعلون الخبر يخدمهم.

وقال إن نظامي مصر وتونس خلال الثورة التي وقعت في البلدين لم يكونا يتحكمان في مصادر المعلومات لوجود الإعلام الخارجي ووسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تبادل المعلومات، أما في مصر فقال إن هناك تلاعبا إعلاميا وانقساما وكل طرف يصدق وسيلة إعلامية دون الأخرى.

وشدد بونيفاس على أن القضاء على التلاعب بعقول الناس يكون عبر التعددية والتنافس بين وسائل الإعلام.