من واشنطن

العلاقات الأميركية ودول شمال أفريقيا

تركز حلقة برنامج “من واشنطن” على مسألة الحوار الإستراتيجي بين كل من الجزائر والمغرب، والذي يجري في وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن، والرؤية الأميركية لعلاقتها بكلتا الدولتين.

رغم ارتباطهما تقليديا بالنفوذ الفرنسي، تعمل الجزائر والمغرب على تنويع شراكتهما مع بقية الدول، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي احتضنت وزارة خارجيتها خلال ذات الأسبوع  جولة من ما يوصف بالحوار الإستراتيجي بينها وبين الدولتين الجارتين، وهو الحوار الذي يأتي في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية مثل ليبيا واليمن وسوريا.

وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة قال إنه في ظل العولمة وتعدد الأقطاب، فإن الجزائر تعمل على تنويع شراكتها مع مختلف الدول، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، وأشار إلى أن بلاده تتعاون أمنيا مع كل من واشنطن وباريس، وكذلك على مستوى القضايا المتعلقة بمكافحة "الإرهاب" ومالي وغيرهما.

وأشادت واشنطن بالدور الجزائري في مالي، وفي مواجهة الجماعات المسلحة، ووعدت الجزائر في المقابل بمزيد من التعاون. كما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن التعاون الأمني هو حجر الأساس في العلاقات الأميركية الجزائرية.

وأعرب لعمامرة -الذي كان يتحدث أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية- عن رفض الجزائر للحلول العسكرية، وللتدخلات الأجنبية في شؤون الدول، بحجة أنها تؤدي إلى تعقيد الأمور أكثر من حلها.

في المقابل، أكد وزير خارجية المغرب، صلاح الدين المزوار، لحلقة برنامج "من واشنطن" أن بلاده تدفع على مستوى المبادئ في اتجاه الحوار وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، لكنها في نفس الوقت تلتزم بعلاقاتها مع الأصدقاء والشركاء.

واعتبر الوزير المغربي أن ما حدث في اليمن هو محاولة للانقضاض على المشروعية، وأنه من منطلق مسؤولية المغرب ورؤيته للواقع شارك في  عاصفة الحزم ضد جماعة الحوثي، وأضاف قائلا "لو تركنا المجال مفتوحا لأقلية تسعى إلى زعزعة استقرار دول ومؤسسات، فإننا نساهم بسكوتنا وتراجعنا في تفكيك الدول والمجتمعات".

ومن جهة أخرى، أشار رئيس الدبلوماسية المغربية إلى أن الحوار هو مفتاح حل الأزمة الليبية، وأن الولايات المتحدة تدعم جهود المغرب لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار لأنها "لمست طريقته ومنهجيته في حل القضايا المتشعبة".

وعلى المستوى الاقتصادي، أشاد المزوار بالعلاقات التجارية بين الرباط وواشنطن، وتحدث عن وجود اهتمام أميركي بمجموعة من القطاعات على مستوى الاستثمار والطاقات المتجددة والخدمات والقطاع المالي، وقال إن المغرب بات يشكل قطبا ماليا يثير اهتمام الشركات الأميركية.  

وخلص الوزير المغربي إلى أن بلاده تعمل على تنويع شراكتها الإستراتيجية مع بقية دول العالم منها دول الخليج والدول الأفريقية والصين، كما أن أوروبا تبقى شريكا إستراتيجيا.

رؤية واشنطن
السفير الأميركي لدى المغرب، دوايت بوش سينيور، أشار من جهته إلى أهمية اجتماعات الحوار الإستراتيجي مع المغرب، وشدد على أن المغرب تربطه علاقات وثيقة مع واشنطن، تشمل مجالات الأمن ومكافحة "التطرف والإرهاب" وقال إن الأحداث المؤسفة التي تشهدها المنطقة العربية تزيد من أهمية هذا الحوار.

وبشأن مدى حاجة الولايات المتحدة إلى المغرب، قال السفير الأميركي "من المهم جدا أن يكون لك بيت آمن في حي يعاني الاضطراب".

أما السفيرة الأميركية لدى الجزائر، جوون بولاشيك، فوصفت من جهتها علاقات بلادها بالجزائر بالممتازة، وخاصة تعاونهما في مجال مكافحة "الإرهاب". وقالت إن البلدين يتطلعان لمزيد من التعاون في مجالات أخرى، وإن الحكومة الجزائرية تسعى إلى تنويع اقتصادها الذي يعتمد كثيرا على الطاقة.

وكشفت أن المسألة الأمنية هي على سلم الأولويات خلال الحوار الإستراتيجي في واشنطن، لكن العمل جارٍ لتوسيع نطاق التعاون، حيث شكلت لجان تخص القضايا السياسية والتعاون الأمني، والقضايا الاقتصادية والتجارية، إلى جانب التعليم والثقافة. وكشفت عن برامج لمضاعفة تعليم اللغة الإنجليزية في الجزائر.