من واشنطن

لماذا تجاهلت واشنطن مبدأ مسؤولية حماية المدنيين بسوريا؟

تساءل برنامج “من واشنطن” عن الأسباب التي دفعت واشنطن إلى تطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين في ليبيا، في حين امتنعت عن استخدامه في سوريا.

سلط عرض موسيقي في نيويورك بعنوان "السيمفونية السورية" الأضواء مجددا على معاناة الأطفال السوريين، وقاد العرض عازف البيانو السوري مالك جندلي، وحضره مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

حلقة الثلاثاء (17/3/2015) من برنامج "من واشنطن" تناولت ملف الثورة السورية التي دخلت عامها الخامس، وتساءلت عن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين في ليبيا، في حين تجاهلت استخدامه في سوريا رغم مقتل مئات الآلاف من السوريين بشتى أنواع الأسلحة، بما فيها الكيميائية.

وقالت آني سبارو نائبة مدير منظمة هيومن رايتس ووتش التي حضرت العرض الموسيقي، إنها طبيبة في المقام الأول، وينصب اهتمامها بصحة الأطفال في جميع مناطق الحرب التي عملت بها حول العالم.

وأضافت أن العرض جمع بين موسيقى الشرق والغرب بأسلوب إنساني هدف إلى تذكير المجتمع الدولي بأن سوريا ساحة حرب ضد الإنسان وضد الأطفال أيضا.

وترى سبارو أن تطاول أمد الثورة السورية، جعل البعض ينسى الأسباب الحقيقية التي قامت من أجلها هذه الثورة، مؤكدة على ضرورة إدراك أن هذه الحرب تعتبر حربا إنسانية ذات عواقب كارثية، وتلقي بظلال وخيمة على صحة الأطفال.

تدمير ممنهج
من جهته، أوضح الموسيقار وعازف البيانو السوري مالك جندلي أن مستقبل الطفل السوري يتعرض لتدمير ممنهج بصورة يومية، وأن العرض الموسيقي كان محاولة لنشر التراث السوري "العريق".

ورأى أن الأحداث المتسارعة التي تشهدها سوريا تفرض على الفنان واقعا جديدا، يدفعه إلى تقديم الفن الهادف بقصد استعادة الهوية الثقافية والفنية للمنطقة. 

وقال إن الأطفال مستهدفون لأنهم يمثلون شرارة الثورة التي انطلقت من درعا، وهناك حوالي ثلاثة ملايين طفل مهجر داخل سوريا بحاجة إلى غذاء ودواء وكساء.

وفي محطة خارجية ومن أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أوضح المراسل رائد فقيه أن جميع التصريحات التي تصدر عن الأمم المتحدة ترى أن ما يحدث في سوريا يعتبر من أسوأ الأزمات التي مرت على تاريخ المنظمة منذ إنشائها، وأن التدخل لتطبيق مبدأ حماية المدنيين يجب أن يتم بتفويض من مجلس الأمن الدولي.

تغيير قادم
مدير برنامج الولايات المتحدة والشرق عبد الرحيم الصيادي كان من الذين شاركوا في عزف السيمفونية السورية، وقال إن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور جاءتهم بعد العرض، وفهموا من كلامها أنها تعد العدة لتغيير الساحة السياسية في سوريا.

أما نائب رئيس قسم السياسات في معهد الشرق الأوسط بول سالم فقد رأى أنه من الجيد أن أدركت الإدارة الأميركية الآن أن هناك مسؤولية لحماية المدنيين، وأشار إلى أن تنفيذ هذا المبدأ تعرض إلى عدة عراقيل تسببت فيها استخدام روسيا والصين لحق النقض "الفيتو".

وعزا عدم تدخل أميركا في سوريا لتنفيذ حماية المدنيين إلى عدم رغبة أوباما في التدخل في حروب جديدة، وأنه يعمل على سحب الجيوش الأميركية من الشرق الأوسط، رغم أن أوباما أعلن مرارا أنه يقف مع مبدأ حماية المدنيين عبر مجلس الأمن الدولي.