من واشنطن

هل فشل أوباما في بناء جيش عراقي متماسك؟

إلى أي مدى يعكس تقهقر القوات العراقية أمام مقاتلي الجماعات المسلحة فشلَ أوباما ببناء جيش عراقي متماسك قبل سحب القوات الأميركية من العراق؟ وهل في ذلك مشكلة عراقية أم أميركية؟

تناولت حلقة 17/6/2014 من برنامج "من واشنطن" موقف الإدارة الأميركية في ظل التطورات المتلاحقة في العراق.

وفي هذا الموضوع، قال الأكاديمي والباحث السياسي هيثم الهيتي إن هناك سوء فهم أميركيا للمشكلة الحقيقية داخل العراق، مؤكدا أن الولايات المتحدة انسحبت بالكامل وتركت بقايا دولة عراقية تربصت بها منظومة تابعة لدول الجوار لدفعها باتجاهات محددة.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا نفوذ لديها حاليا في العراق، حيث تقوم سياستها على التراجع والانسحاب في مقابل تقدم قوى أخرى في الشرق الأوسط وآسيا.

الهيتي:
الولايات المتحدة لا نفوذ لديها حاليا في العراق، حيث تقوم سياستها على التراجع والانسحاب، في مقابل تقدم قوى أخرى في الشرق الأوسط وآسيا

ورأى الهيتي أن انهيار الجيش العراقي مفتعلا، وأن أحداث الموصل هدفها توفير الدعم الأميركي لرئيس الوزراء نوري المالكي، وتوقع أن يكون العراق مقبلا على ظروف خطيرة.

نظرية المؤامرة
الباحث في مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفد بولوك رفض ما ذهب إليه الهيتي، وقال إنه لا يتفق مع نظرية المؤامرة، وإن حكومة المالكي فوجئت بالتطورات الأخيرة في الموصل، مشيرا إلى أن هناك أخطاء أميركية وعربية ارتكبت في العراق، لكن المسؤولية تقع على عاتق العراقيين الذين قال إنهم منقسمون.

ويسيطر مسلحون ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتنظيمات أخرى على مناطق واسعة من شمال العراق منذ أسبوع، في إطار هجوم كاسح بدأ في محافظة نينوى، والسيطرة على عاصمتها الموصل كبرى مدن العراق بعد بغداد.

وبشأن الموقف الأميركي، قال بولوك إن الرأي العام والكونغرس يرفضان إعادة التدخل المباشر في العراق، وأوضح أن القرار الأميركي غير مرتبط بالمالكي أو غيره، بل يتخذ من منطلق المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، خاصة في ظل وجود "تهديدات إرهابية" لحلفاء أميركا في المنطقة.

ويقضي التقييم الحالي بالنسبة للبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية -يضيف بولوك- بأن يكون التركيز على "الإرهاب" وليس على الديمقراطية، وهو التقييم الذي يعتبره خطأ.

ديفيس:
على واشنطن معرفة أن الديمقراطية مبدأ أساسي، ومن دون الضغط على المالكي والنخبة السياسية في العراق فالوضع سيبقى على حاله

الضغط على المالكي
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة رتغرز إريك ديفيس، فانتقد -من جهته- عدم قيام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على حكومة المالكي، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك شخصيات عراقية قادرة على تولي المسؤولية بدلا من المالكي.

وعلق على الموقف الأميركي بالقول إن واشنطن عليها معرفة أن الديمقراطية مبدأ أساسي، ومن دون الضغط على المالكي والنخبة السياسية في العراق فالوضع سيبقى على حاله.

وفي الجزء الثاني، خصص برنامج "من واشنطن" حيزا لتناول قضية إنسانية تتعلق بزوجين: أميركية كايتلين وكندي جورج بويل، اختطفا في أفغانستان من طرف حركة طالبان، وناشدت من خلاله أسرة المختطفين الاثنين إطلاق سراح الزوجين.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية لقناة الجزيرة إنها قلقة بشأن مصير المختطفين، ودعت إلى إطلاق سراحهما، لكنها رفضت تقديم أي معلومات إضافية.