من واشنطن

علاقات واشنطن وبغداد في ميزان الذهب الأسود

قال رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي إن الشراكة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية مهمة جدا، وقال إن للعراق مخزونا كبيرا ويمكن أن ينافس السعودية مستقبلا في هذا المجال.

أبدى رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي تفاؤله بالمستقبل النفطي للعراق، وقال إن بغداد لديها مخزون نفطي كبير إلى جانب السعودية يقدر بحوالي أربعمائة مليار برميل، وهناك آبار جديدة تكتشف، مما يجعل العراق دولة مهمة جدا ويمكن أن تنافس السعودية مستقبلا.

جاء ذلك في لقاء للنجيفي مع حلقة 11/3/2014 من برنامج "من واشنطن"، والذي تناول مع ضيوفها أهمية النفط العراقي بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.  

وأضاف النجيفي أن بمقدور العراق التوجه نحو التصدير مستقبلا، ورجح أنه -أي العراق- سيكون آخر دولة في العالم تنتج النفط.

وردا على سؤال بشأن ترشحه المحتمل للانتخابات الرئاسية القادمة، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أنه لم يقرر ذلك بعد، وتحدث عما اعتبرها معادلات سياسية كثيرة يجب أن تدرس.

من جانبه، وصف الأكاديمي والباحث السياسي العراقي الدكتور هيثم هادي الهيتي إدارة النفط في العراق بالسيئة جدا، واتهم السلطة الحالية بالسعي للسيطرة على النفط، مؤكدا حاجة البلاد لقانون المحروقات الذي ينظم عملية عقود النفط والغاز، إلى جانب التخلص من العقلية التسلطية.

وبينما أشار النجيفي إلى أن الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية مهمة جدا، رأى الهيتي أن السياسة الأميركية مرتبكة جدا إزاء العراق، وأن الصورة الحالية تسير في اتجاه معاكس للمصالح الأميركية، بدليل أن هناك شركات أميركية تم إخراجها وطردها من العراق.

وأضاف أن واشنطن ارتكبت أخطاء إستراتيجية كبرى في العراق، وعليها مراجعة سياستها. كما أشار الهيتي إلى أن الصراع في المنطقة هو سعودي إيراني، بينما ترك العراق الفرصة خلال السنوات العشر الماضية، وقال إن الإيرانيين يستغلون الفرصة ويتفاوضون مع الأميركيين من أجل منافسة السعودية وإضعاف العراق وجعله مجرد خزان نفط غير قادر على التصدير. 

وبدوره، أقر أستاذ العلوم السياسية في جامعة رترغز إريك ديفيس بوجود ارتباك في السياسة الخارجية الأميركية إزاء العراق، ووصف العراق بالدولة المهمة إستراتيجيا لواشنطن، التي دعاها إلى العودة إلى هذا البلد، لا سيما بشأن المفاوضات النووية مع طهران، وذلك بعدما قال إن واشنطن أصبحت تركز على الشرق الأقصى.

كما أكد أن السياسيين في وزارة الخارجية الأميركية يخشون من تفكك العراق.

أما بول برلينكلي المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي فقال إن أميركا تشهد تطورا هائلا في مجال الطاقة والتوسع في حقول النفط، ما سيجعلها مستقبلا مستقلة في هذا المجال.

وبينما أكد أن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 لم يكن بهدف النفط وحده، أوضح برلينكلي أن أغلب الاحتياطي العراقي يوجد في الشمال والجنوب، بينما المنطقة الغربية محرومة ولا فرص للشباب في الشغل ولا استثمارات هناك.