الاقتصاد والناس

مساهمة تحويلات المغتربين العرب في دعم الاقتصاد

ناقشت حلقة السبت 3/1/2015 من برنامج “الاقتصاد والناس” التحويلات المالية التي يوجهها المغتربون لبلدانهم، والجدوى الاقتصادية لهذه الأموال في البلدان المستقبلة لها، وأثرها على حياة الناس.
بلغ عدد المغتربين أو من يعرفون بـ"الاقتصاد المهاجر" حول العالم 250 مليون شخص، يضخون تحويلات مالية تناهز 436 مليار دولار.
وللتعرف على المعايير الدولية للاقتصاد المهاجر، قال مدير دائرة الهجرة والتحويلات في البنك الدولي ديليب راثا إن أثر التحويلات المالية للمهاجرين على بلدانهم يبدو جليا في تعزيز قدرات أهاليهم الاقتصادية.

ورأى راثا أن أهم ما يميز هذه التحويلات أنها تحدث على مستوى الأفراد، ولا يجوز للحكومات التدخل فيها أو تحديد بنود صرفها، واعتبر قيام بعض الدول بفرض ضرائب عليها أمرا غير صحيح لأنها تعتبر أمرا شخصيا.

تدخل الدولة
الخبير الاقتصادي قاسم محمد قاسم أكد أن إحصائية صدرت عن البنك الدولي في أبريل/نيسان الماضي قدرت التحويلات على مستوى العالم بحوالي 436 مليار دولار، تدعم موازين المدفوعات للدول المتلقية، وهي أرقام تظهر أهمية قطاع الاقتصاد المهاجر، ويعتمد هذا الاقتصاد على المشاريع التي تقوم بها الدول المضيفة.

ونصح قاسم الدول المتلقية بأن تساعد المهاجرين في استثمار تحويلاتهم في المشاريع التي تؤثر في التنمية، ويجب أن تكون هناك تدخلات سليمة من الدول حتى توظف هذه الأموال في مشاريع البنى التحتية التي تساعد في توظيف آخرين لتصب في ميزان النهضة الاقتصادية وتمويل التنمية.

المغترب رامي أبو طويلة -الذي يحول أموالا لأسرته في الأردن بشكل دوري- قال إنه يقوم بشكل ثابت بتحويل أموال لأهله وتكون قيمتها حسب الوضع الاقتصادي في الأردن بهدف تمويل مصروف البيت والتعليم وغيره.

وأضاف أبو طويلة أن التحويلات التي يقوم بها تساهم في دعم اقتصاد البلد، وتزيد من مستوى جودة المعيشة، وأكد أن الاغتراب يعتبر فترة زمنية محدودة وإن طالت.

جيل مهاجر
وعبر الأقمار الصناعية استضافت الحلقة أبو رامي (والد أبو طويلة) الذي أوضح أن التحويلات المالية التي يرسلها ابنه من قطر تعني الحياة بالنسبة لهم وتساعد على تسديد فواتير العلاج ورسوم الدراسة والصرف على تكاليف الحياة.

وانتقلت كاميرا الحلقة إلى السودان واستضافت مدير مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان خالد علي خالد الذي أوضح أن المهاجرين يقدمون خدمات جليلة للدول المستضيفة ويساعدون دولهم الأصلية بالتحويلات المالية التي تدعم اقتصاد بلدانهم.

ومن بيروت استطلعت الحلقة أم محمود التي اغترب ابنها وتنقل بين عدد من الدول حتى يستطيع أن يدعم عائلته ويساعد في تعليم إخوته، وأوضحت الأسرة أن محمود حالة تمثل جيلا بأكمله من الشباب اللبناني هاجر ليبني مستقبله بعيدا عن الأهل والوطن.