الاقتصاد والناس

واقع الأمن الغذائي في العالم العربي

حلقة السبت (20/12/2014) من برنامج “الاقتصاد والناس” استكملت الحديث عن واقع الأمن الغذائي في العالم العربي، الذي كانت بدأته الحلقة الماضية، وألقت الضوء على بعض التجارب في السودان وموريتانيا والمغرب.

تشكل الفجوة الغذائية الفرق بين إنتاج الغذاء والطلب عليه، ويبدو أن العالم العربي لا يزال يعاني من فجوة مزمنة في الغذاء.

حلقة السبت (20/12/2014) من برنامج "الاقتصاد والناس" استكملت الحديث عن واقع الأمن الغذائي في العالم العربي الذي كانت بدأته الحلقة الماضية.

وتعتمد الزراعة العربية بشكل كبير على مياه الأمطار، حيث لا تتجاوز المساحة المروية منها 21.5 %، كما أن نصيب الفرد من المياه المتاحة يقدر بـ790 مترا مكعبا، وهو ما يقل عن خط الفقر المائي المحدد سنويا وعالميا بألف متر مكعب.

ويذهب 60% من مياه الري في العالم العربي هدرا، كما يُهدر سنويا في المنطقة العربية ما قدره مليار وثلاثمائة مليون طن من المواد المستخدمة للاستهلاك الآدمي، طبقا لتقديرات الأمم المتحدة.

زيادة الإنتاج المحلي
وقال مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية بالمناطق الجافة (إيكاردا) إن العالم العربي يستورد نحو 55% من احتياجاته من المواد الغذائية.

وشدد محمود الصلح على ضرورة أن تعمل الدول العربية جاهدة على زيادة إنتاجها المحلي من خلال التكامل في ما بينها.

وأوضح أن المركز يعمل مع وزارات الزراعة بالمناطق الجافة -ولا سيما الدول العربية- على دعم البحث الزراعي العلمي من أجل إيجاد تقنيات حديثة في استنباط أصناف جديدة، وفي ترشيد استعمالات المياه وفي المراعي والأغنام من أجل زيادة الإنتاج الزراعي.

وذكر ممثل منظمة الأغذية والزراعة بالسودان أن الأمن الغذائي بالسودان يشكل تحديا كبيرا، لافتا إلى أن منظمة الأغذية تعرف الأمن الغذائي بأنه وفرة الغذاء وسهولة الحصول عليه للجميع وبشكل مستدام.

وأوضح عبدي عدن جامع أن الصراع بالسودان مثّل دوما عائقا أمام تحقيق الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الأمن الغذائي بهذا البلد العام الماضي كان أقل من المعدل بنسبة كبيرة تجاوزت 50%.  

مزرعة نموذجية
أما ممثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بموريتانيا، فبين أن هذا البلد يعمل مع فاو والمنظمات الأممية على تحسين الأمن الغذائي من أجل التصدي للأزمات الغذائية وموجات الجفاف، وأوضح عثمان مرافيلي أن ذلك يتم من خلال العمل على ثلاثة محاور: مسألة التوقعات والاحتياطات الخاصة بالأمن الغذائي، ومسألة العمل على إنهاء ارتهان الزراعة بالأحوال الجوية والتقلبات المناخية، ومسألة تطوير الثروة الحيوانية بإدخال أساليب حديثة لجعلها أكثر تنافسية ومتوجهة نحو التسويق والتصدير.

وسلطت الحلقة الضوء على مزرعة نموذجية في المغرب، حيث قال مالكها محمد الوزاني إن مساحة المزرعة تبلغ نحو ثمانين هكتارا، وتحتوي على زراعات مميزة أبرزها توت الأرض.

وأكد الوزاني أن قرابة 75% من إنتاج المزرعة يوجه للتصدير، وتحديدا إلى الدول الأوروبية.