الاقتصاد والناس 26-5-2008 / لقطة عامة
الاقتصاد والناس

صناعة الأدوية

تبحث الحلقة في موضوع صناعة الأدوية في العالم العربي، فحوالي 65% إلى 80% من الأدوية التي نتناولها مستوردة بينما تصنع النسبة الباقية في مصانعنا العربية.

– الدواء السوري في مهب ارتفاع الأسعار
– في الخليج سعر الدواء تحت رحمة الدولار

 أحمد بشتو
 أحمد بشتو
زهير فضلون
زهير فضلون
عبد الرزاق يوسف
عبد الرزاق يوسف

أحمد بشتو: مشاهدينا أهلا بكم إلى حلقة جديدة من الاقتصاد والناس. لماذا لا يحصل الناس في عالمنا العربي على الدواء بأسعار في المتناول؟ الإجابة ستكون سهلة إذا علمنا أن حوالي 65% إلى 80% من الأدوية التي نتناولها مستوردة بينما تصنع النسبة الباقية في مصانعنا العربية إلا أن المواد الخام التي تستخدم في التصنيع كلها مستوردة بالكامل هذا يعني أننا دائما سنظل تحت رحمة الشركات العالمية وتقلبات أسعار الصرف، فحين يرتفع سعر اليورو أو الدولار ترتفع معه مباشرة تكاليف تصنيع الدواء وبالتالي ثمنه في السوق. في مصر مثلا لاحظ تقرير لقطاع بحوث التسويق في وزارة التجارة اختفاء أدوية معينة مهمة وحساسة في فترة ما كتلك الخاصة بعلاج القلب والأوعية الدموية والسكري والضغط من الأسواق وكان السبب رغبة شركات تصنيعها في رفع أسعارها وتلك هي الحلقة المفرغة التي نعيشها مع الدواء وأسعاره. في حلقة اليوم سنحاول تلمس الصورة مع ضيفينا في حلقة نتابع فيها:

– الدواء السوري وسط تجاذبات المطالب برفع سعره من قبل المعامل الخاصة والاستمرار في دعمه من قبل الحكومة.


أحمد بشتو: حلقة تتمنى أن تتعامل حكوماتنا مع الدواء على أنه مسألة حياة أو موت وتنسى أنه مجرد سلعة. تابعونا.

الدواء السوري في مهب ارتفاع الأسعار

أحمد بشتو: صناعة الدواء في العالم مربحة جدا وهي تأتي في الترتيب الثاني بعد تجارة السلاح بحجم يبلغ ما بين 750 مليار دولار وتريليون دولار حسب تقديرات مختلفة. المنطقة العربية تعد من أكبر أسواق استهلاك الدواء في العالم وبين الحين والآخر يفاجأ الناس من المحيط للخليج برفع مفاجئ لأسعار أنواع حيوية بالنسبة لهم، الأمر يدفع بالبعض للأدوية المزيفة ممنيا نفسه بعلاج رخيص هو السم بعينه أو بفتح باب الهوس بالعلاج بالأعشاب الطبية التي يؤكد الصيادلة أنها تتم بصورة عشوائية تماما خارج أصول العلم والطب. فما الذي يفعله الناس مع التهديد المستمر برفع أسعار الدواء؟ حالة الناس هذه تتشابه في كل الدول العربية، حتى مع الدول التي تبيع الدواء بأسعار تعد رخيصة جدا تجد أن قدرة الناس الشرائية فيها ضعيفة أصلا. صورة قد نراها في سوريا مثلا والحالة منها رصدتها مراسلتنا ليلى موعد.

[تقرير مسجل]

ليلى موعد: المواطن السوري الذي أثقل كاهله ارتفاع أسعار جميع المواد الاستهلاكية تساوره المخاوف من ارتفاع قد يطرأ على سعر الدواء خصوصا وأن الأنباء تتحدث عن لجنة فنية في وزارة الصحة تقوم بدراسة الموضوع، في وقت لا تكاد تخلو فيه أغلب البيوت الدمشقية من وجود مريض سواء أكان مرضه مزمنا أو مؤقتا.

مشارك1: في كل بيت في فرد فردين ثلاثة مريض يعني كله بده دواء.

مشارك2: نتمنى ما ترتفع الأسعار كما ارتفعت أسعار المواد يعني تظل الأسعار خصوصا الأدوية منخفضة لأن هي بحاجة كل جسم بحاجة… الفقير بعتقد أن الفقير بيمرض أكثر من الغني والفقير ما بيقدر يعالج قد ما بيعالج الغني.


ليلى موعد: في فترة الثمانينات كان تصنيع الدواء السوري محصورا في معملين تابعين للقطاع العام هما الديماس وتاميكو أما الآن فتنتج سوريا أكثر من خمسة آلاف صنف دوائي يصنع من قبل نحو ستين معملا دوائيا خاصا، ورغم أن صناعة الدواء في سوريا تغطي أكثر من 90% من احتياجات السوق ويصدر الباقي إلى نحو 50 دولة بتكلفة تعادل نحو 800 مليون دولار سنويا مع تأمين أربعة آلاف فرصة عمل إلا أن مصنعي الأدوية لا زالوا يطالبون بزيادة أسعارها، وجهة نظرهم تدور في فلك ارتفاع تكلفة إنتاج الدواء إلى نحو 12% خصوصا بعد رفع سعر مادة المازوت في الآونة الأخيرة إلى نحو 3 أضعاف عما كان عليه إضافة إلى ارتفاع تكلفة التصدير في وقت يؤكدون فيه أن نسبة الأدوية التي سعرها أقل من دولار تبلغ نحو 52% من مجمل الأدوية المصنعة في سوريا.

مشارك3: نحن نرحب بأي لجنة تأتي وتدرس الكلف الحقيقية لهذا الدواء وتعطينا الإنصاف والحق فنحن لا نبتغي الربح الكبير إنما نبتغي الربح المعقول الذي يجعل استمرارية تصنيعنا بالشكل الذي يحقق العدل للجميع.


ليلى موعد: ووسط أنباء تتحدث عن عدم نية الحكومة السورية إعلان انسحابها من دعم الدواء فإن إغراق السوق المحلي بالدواء السوري سيسهل المهام عليها حسب المراقبين خصوصا لجهة توفير الكثير من الأموال عوضا عن الاستيراد. الدواء السوري يعتبر من أرخص الأدوية المصنعة عربيا لكن الأعباء الفنية والمطالب القانونية والمصالح الخاصة لا تزال ترفع صوتها بين الفينة والأخرى لرفع سعره، أمر لو طبق على أرض الواقع فلن يدفع ثمنه إلا المواطن محدود الدخل. ليلى موعد، الجزيرة، دمشق.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو: أسعار الدواء في سوريا سنناقشها مع ضيفنا من دمشق الدكتور زهير فضلون رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية. دكتور فضلون، أسعار الدواء في سوريا رخيصة مقارنة بدول أخرى هذا صحيح لكنها مرتفعة مقارنة بقدرة المواطن الشرائية هذا صحيح أيضا، هل تتفق مع هذا الرأي؟

الدواء سلعة كبقية السلع تحكمها قواعد السوق من حيث تكلفة الإنتاج وضمان الجودة والمنافسة والدعاية والإعلان، كما هناك عوامل تتحكم في سعر الأدوية وتتعلق بأسعار المواد الأولية وتكلفة الإنتاج المحلية

زهير فضلون: طبعا أتفق مع هذا الرأي ولكن أخي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الدواء سلعة كبقية السلع تحكمها قواعد السوق من حيث تكلفة الانتاج وضمان الجودة والمنافسة والدعاية والإعلان وغير ذلك وهناك عوامل أخرى تتدخل في سعر الأدوية تتعلق في أسعار المواد الأولية ومعظم المواد الأولية الموجودة في الصناعات الدوائية العربية وليس السورية فقط مستوردة من الخارج وبالتالي تحكمها أسعار المواد الأولية وتكلفة الإنتاج المحلية، هذا من ناحية، من ناحية أخرى إذا نظرنا إلى سعر الدواء السوري، سعر الدواء السوري تديره إدارة مركزية للدواء أي الحكومة مسيطرة وتدير الدواء مركزيا تشرف على التسجيل والرقابة والتسعير وبعض أسعار الأدوية..


أحمد بشتو(مقاطعا): هل لهذا دكتور فضلون تقدمتم للحكومة بطلب رفع أسعار الدواء والأمر الآن تناقشه لجان فنية؟

زهير فضلون:  أخي، ليس لرفع سعر الدواء وإنما بطلب لموازنة السعر مع التكلفة لأن بعض أسعار الأدوية في سوريا مجمدة منذ سنة 1990 ولم تتغير وبعض المعامل المنتجة للدواء تحمل أسعار بعض الأدوية إلى أدوية أخرى لكي لا تنتج بخسارة كلية وبالتالي الأدوية المجمدة أسعارها منذ زمن طويل تعتبر خاسرة وبالنسبة للأدوية بالذات..


أحمد بشتو(مقاطعا): دكتور فضلون في هذا الشأن هناك ضغوط تمارس عليكم من شركات تصنيع الدواء الخاصة وهي تبلغ نحو ستين مصنعا؟

زهير فضلون:  طبعا هي شركات الدواء هي حوالي 93% من الإنتاج الدوائي السوري هو إنتاج قطاع خاص وليس انتاج قطاع عام، القطاع العام يغطي حوالي 7% من الإنتاج العام للدواء هذه الشركات بصورة عامة وصلت إلى مرحلة يجب أن تعدل أسس التسعير الخاصة بها لكي تستطيع تغطية تكلفة الانتاج لأنها كما قلت سابقا..


أحمد بشتو(مقاطعا): دكتور يبدو أن المواطن غائب عن هذه المعادلة التي تحدثتم عنها، سأذهب الآن إلى الشارع السوري ورأي الناس حول أسعار الدواء الذي يتناولونه.

[شريط مسجل]

مشاركة1: إذا غلوا الدواء مصيبة الله يعين الفقير على هالحالة.

مشارك2: إذا غلوا الدواء الفقير ما رح يطلع بإيده يشتري بده يصير هيك يعني تصير البني آدمين تموت هيك بدون أي علاج.

مشارك3: المواطن الفقير بحاجة كل ساعة لدواء، ممكن عنده أطفال واحد يكون ابنه مثلا مريض أو كذا فمعناها بحاجة لدواء وهذا غلاء عالمي ككل للناس كلها بس بحاجة كل مواطن من المواطنين الفقراء إلى أدوية تكون مساعدة لهم بحيث السعر يكون مناسب وللمعيشة اللي يكون عايش فيها هو هالإنسان.

مشارك4: هو الفقير أكيد بيمرض أكثر من الغني لأن الغني بيظل ملاحظ حاله متابع أموره هي أكيدة بس بالنسبة لموضوع أسعار الأدوية أنا برأيي أرخص بلد موجودة في المنطقة هي بلدنا.

مشاركة5: هو إن شاء الله ما يغلى لأن سعر الدواء عندنا إجمالا غالي مو رخيص فالله يعين العالم يعني الدواء كل شيء الواحد فيه يجيب بأقل سعر إذا من أكثر من منتج ما عدا الدواء.

[نهاية الشريط المسجل]

أحمد بشتو: دكتور فضلون، يعني المواطن خارج عن المعادلة التي تحدثت عنها وأنتم في سوريا كما تحدثت في بداية اللقاء تتناول موضوع الدواء على أنه سلعة وتنسى أنه مسألة حياة أو موت بالنسبة للبعض خاصة فقراء الناس؟

زهير فضلون: أنا ما قلت سلعة بس قلت سلعة تحكمها قواعد السوق إضافة إلى أنها سلعة تهم صحة المواطن، يعني تعليق على أحد الأخوة اللي ذكروا بالريبورتاج أن الدواء بالسوق السوري غالي، 52% من الدواء السوري تحت الخمسين ليرة تحت الـ 1 دولار و23% البقايا بين الخمسين والمائة ليرة، إذا قارنا هالأسعار مع أسعار الدول المجاورة منلاقي بين 5% و10% من أسعار الدول المجاورة. هاللي عم نسعى له نحن طبعا التوازن الإيجابي بين سعر الدواء وقدرة المواطن الشرائية..


أحمد بشتو(مقاطعا): لكنك دكتور فضلون تنسى قدرة المواطن الشرائية، يعني المواطن في سوريا ينفق على الدواء ما بين 2200 ليرة و3 آلاف ليرة تقريبا.

زهير فضلون:  عفوا نحن قلنا قبل شوي فوق 75% من الدواء السوري تحت المائة ليرة سعره، هذا بالاحصائيات الرسمية وهذا السعر مقارنة مع الدول المجاورة من 5% إلى 10% من الدول المجاورة معناها الدواء السوري مو غالي، هذه أول نقطة، النقطة الثانية في الدواء ليس كالسلع الأخرى يجب أن يحقق مواصفات تتضمن الجودة ما في منقدر نقول والله بقدر آخذ دواء درجة ثانية وثالثة بدي آخذ دواء يحقق مواصفات المواصفات بدها جودة والجودة لها تكلفة، أنا الهم الرئيسي إيصال دواء آمن وفعال بسعر مناسب للمواطن أما إذا ضغطنا على السعر..


أحمد بشتو(مقاطعا): هذا صحيح لكن دكتور فضلون الشركات لديكم في سوريا تصدر بملايين الدولارات دواء سوريا للخارج يعني هي تحقق هامش ربح معقول، لماذا إذاً تحمل باقي الفاتورة على المواطن؟

زهير فضلون:  صديقي أنت إذا بتعرف بأسس التصدير وأنت حتما بتعرف فيها التصدير يتم بسعر المنشأ ما يتم بسعر غير المنشأ وبالتالي التصدير يتم بالسعر السوري للبلد المستورد وبالتالي الربح من التصدير يشابه الربح من البيع المحلي ولكن طبعا بيجيب عملة صعبة للبلد هذا هو أما من الناحية النهائية السعر هو سعر بلد المنشأ بالتصدير وهي النقطة السلبية تجاه الدواء السوري..


أحمد بشتو(مقاطعا): طيب الخطوة القادمة دكتور فضلون بالنسبة للناس في الشارع السوري بالنسبة للدواء هل هناك رفع قريب ربما لأصناف معينة لأدوية قد يراها الناس قريبا؟

زهير فضلون:  إذا نحن سعينا في المجلس العلمي للصناعات الدوائية أن يكون هناك توازن جيد بين الجودة والسعر وأن لا يتأثر المواطن بالسعر وحاليا عم نبحث بقضية موازنة السعر للأدوية الرخيصة جدا، يعني لما أقول دواء حقه 30 ليرة أو 40 ليرة وارتفع خمس ليرات أو عشر ليرات يعني ما بعتقد هذا رفع بيؤثر كثير ولكن مقابلها بده يأخذ دواء..


أحمد بشتو(مقاطعا): على الأقل أن يكون بعيدا عن الأدوية المهمة الإستراتيجية لدى المواطن السوري في حياته.

زهير فضلون (مقاطعا): لا، الأدوية المهمة أنا أؤكد للمواطن أن الأدوية المهمة والأدوية الإستراتيجية والأدوية المنقذة للحياة ستبقى ضمن الحماية وضمن السعر الذي يستطيع المواطن أن يتناوله.


أحمد بشتو: أشكرك جزيل الشكر من دمشق الدكتور زهير فضلون رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية.

بعد الفاصل، الناس في الخليج يعانون أيضا من أسعار الدواء الملتهبة. تابعونا.

[فاصل إعلاني]

في الخليج سعر الدواء تحت رحمة الدولار

أحمد بشتو: الإمارات هي أكثر دول الخليج استهلاكا للدواء وفي الخليج عموما يفاجأ الناس بأسعار ملتهبة للأدوية قد يصعق الناس في المغرب أو المشرق العربي إذا سمعوها، وارتفاعات أسعار الدواء في الخليج لها أسبابها الخاصة فعدد مصانع تصنيع الدواء في تلك المنطقة قليل مقارنة بحجم الاستهلاك، أيضا لأن عملات الخليج مرتبطة بالدولار الضعيف أمام اليورو الذي يتم به استيراد معظم دوائهم فبحسبة بسيطة عندما ارتفع اليورو مقابل العملات الخليجية بنسب وصلت إلى 45% مباشرة ارتفعت أسعار الدواء بنفس النسبة أو ربما أكثر. الناس في الخليج يشتكون دوما من ارتفاعات أسعار الدواء والصيادلة أيضا الذين تقل هوامش أرباحهم، قد تكون هذه أحد أهم أسباب أن دبي مثلا تعد مركزا مهما لتهريب الدواء الذي يكون معظمه مزيفا. مباشرة سنناقش الموضوع مع السيد عبد الرزاق يوسف الرئيس التنفيذي لشركة جلفار لصناعة الدواء والذي ينضم إلينا من دبي، مهندس يوسف هل سيظل الناس في الخليج يعانون من أسعار ملتهبة للدواء؟

أسعار الأدوية في دول الخليج ستظل مرتفعة وسوف ترتفع أكثر مع ارتفاع اليورو لا سيما أن 80% من استيراد الأدوية يتم من أوروبا حاليا

عبد الرزاق يوسف: مساء الخير أولا، طبعا صناعة الأدوية والأدوية في الإمارات هي من ضمن دول الخليج وأعتقد أن أسعار دول الخليج في الأدوية سوف تظل مرتفعة وسوف ترتفع أكثر مع ارتفاع اليورو لا سيما أن 80% من استيراد الأدوية يتم من أوروبا حاليا.


أحمد بشتو: أما من حل لهذه المعضلة؟

عبد الرزاق يوسف: هو طبعا الحل الاعتماد الأكثر على الشركات الوطنية والشركات اللي هي جاية من المنطقة لأن صناعات الدواء في المنطقة تعتبر تتقدم بسرعة، اليوم في في الإمارات 8 مصانع في السعودية 12 مصنعا في دول الخليج عامة في عدد كبير من المصانع يتزايد وهي بحاجة إلى استثمارات طبعا ضخمة ولكن صناعة الأدوية تتقدم بسرعة أعتقد في دول الخليج بشكل عام.


أحمد بشتو: وهذه هي المفارقة، يعني سيد يوسف أن أموال الخليج لا تتجه بشكل إيجابي أكثر لصناعة إستراتيجية مهمة حيوية كصناعة الدواء يعني لا نجد مصنعا كبيرا بحجم هائل يسد فجوة ما؟

عبد الرزاق يوسف: هو اليوم طبعا دول الخليج مع طفرة العقار والشركات العقارية والناس مهتمة بالعقار كل الاستثمارات تتجهة نحو العقار وبالتالي المشاريع الصناعية الضخمة والمشاريع الصناعية ذات النفس الطويل ومنها الأدوية اللي محتاجة إلى سنوات قبل ما تحقق أرباحا وأرباحا عالية وطبعا صناعة الأدوية صحيح مربحة لكن هي بحاجة إلى نفس في الاستثمارات فعزوف رجال الأعمال والمستثمرين عن الصناعة بشكل عام وصناعة الأدوية بشكل خاص يمكن يكون هذا أحد الأسباب يعني.


أحمد بشتو: قد يعتقد البعض سيد يوسف أنكم تهتمون أكثر بالتوزيع بالربح ولا تهتمون بالإنفاق على البحوث العلمية واستباط أنواع جديدة من الأدوية، أدوية عربية خالصة بدلا من استيرادها والوقوع تحت طائلة اتفاق تريبس مثلا؟

عبد الرزاق يوسف: نعم نحن طبعا كشركات وطنية ونحن كشركة جلفار نعتني بالأمراض المزمنة، كان عندنا هدفا إستراتيجيا وضع خطة لتخفيض كلفة الدواء للأمراض المزمنة منها مرض السكري مرض ضغط الدم والكولسترول بنحو 50% من الصناعة أو من الشركات العالمية، أما موضوع الأبحاث هذا بحاجة إلى ليس فقط أموالا طائلة ولكن بحاجة إلى عدد من السكان اللي ممكن يقوم عليهم البحث، يحتاج إلى مستشفيات مؤهلة تعتمد أو يعترف بها عالميا في أبحاثها..


أحمد بشتو(مقاطعا): هل تعتقد أن البيئة الخليجية غير مؤهلة لهكذا حالة؟

عبد الرزاق يوسف: هو في الوضع الحاضر ما دام الدول العربية عامة وليس فقط الخليجية تضع يعني مؤسسة أو منظمة لتسجيل الدواء على غرار الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة سوف يكون من الصعب أن الواحد يعتمد الدول العربية كمنطقة واحدة أو قوة اقتصادية واحدة..


أحمد بشتو(مقاطعا): طيب إذاً لماذا لا نجد اندماجا بين أكثر من شركة دواء في الخليج لتكوين كيان أكبر يسمح بكل هذه المناورات؟

عبد الرزاق يوسف: هو الاندماج بين شركات الأدوية عامة يأتي نتيجة سببين أولهما هو التوفير في كلفة التسويق ثاني شيء التوفير في كلفة الأبحاث، طالما أن كل الشركات العربية حاليا في 216 شركة دواء عربية لا يعني تصرف في الأبحاث ومستحضراتها متشابهة تقريبا فبالتالي عملية الاندماج أصبحت صعبة بين الشركات العربية.


أحمد بشتو: سيد يوسف ما هامش أرباحكم أنتم في جلفار مثلا سنويا؟

عبد الرزاق يوسف: نحن تقريبا 17% عائد على مبيعاتنا أو على استثماراتنا، طبعا شركة جلفار استثماراتها حاليا في الإمارات مليار وستمائة مليون درهم تقريبا حوالي أكثر من 500 مليون دولار، وإحنا السنة الماضية كانت مبيعاتنا حوالي سبعمائة مليون درهم وأرباحنا مائتي مليون درهم..


أحمد بشتو(مقاطعا): وكيف تتصرفون في هذه الأرباح؟

عبد الرزاق يوسف: نحن طبعا جزء كبيرا من أرباحنا نعيد استثماراته في المصانع، نحن عندنا خطة استثمارية لبناء أكثر من سبعة مصانع في المرحلة القادمة في الثلاث سنوات القادمة، جزء من أرباحنا نعيده للمساهمين نعطيهم عائدا على استثماراتهم، وجزء منه طبعا نحن نحاول أن نصرف على الأبحاث والتطوير..


أحمد بشتو(مقاطعا): يعني أنت ذكرت الأبحاث والتحديث في الجزء الأخير، يعني أنتم أعطيتم هذا الجزء أهمية ربما أقل.

عبد الرزاق يوسف: لا، طبعا الاستثمارات في بناء مصانع جديدة يعني نحن نستثمر حاليا في بناء مصانع المواد الخام وهذا الجزء من الكلفة اللي اليوم نحن نتكبده كمصانع هي شراء المواد الخام من أوروبا فكان لا بد من الاستثمار في المواد الخام..


أحمد بشتو(مقاطعا): طبعا سيد يوسف أنا فقط آخذ جلفار كنموذج لشركة تصنيع دواء خليجية. المواطن على كل حال في الخليج يضطر في النهاية إلى اللجوء إلى الدواء المزيف، دبي  مركز من مراكز استقدام هذا الدواء يعني أنتم وضعتم الناس أمام محك صعب.

عبد الرزاق يوسف: هو طبعا المقولة أن دبي أو دولة الإمارات مركز لتسويق مستحضرات مزيفة هذه مقولة غير صحيحة..


أحمد بشتو(مقاطعا): هذه الأرقام  سيد يوسف، هذه الأرقام.

عبد الرزاق يوسف: إيه بس هذه الأرقام ممكن تكون دبي في المنطقة الحرة اللي يتم الاستيراد من الدول والتصدير من دولة الإمارات إلى الدول الأخرى تكون محطة للانتقال لكن ليس داخل دولة الإمارات يوجد أدوية مزيفة أو أدوية مقلدة في الوقت الحاضر.


أحمد بشتو: يعني هذا الكلام على مسؤوليتك، لأن الناس في الخليج بالفعل يلجؤون إلى بعض هذه الأدوية التي تأتي غالبا من الصين وشرق آسيا.

عبد الرزاق يوسف: نعم أنا أؤكد لك أن دولة الإمارات لا يوجد فيها أدوية مزيفة، كل الأدوية الموجودة أدوية مصنعة من شركات معترف بها سواء كان عالمية أو محلية أو عربية وكل الأدوية اللي ممكن تتكلم عن نشاط أدوية مزيفة وغيرها هي عبارة عن ترانزيت من خارج الإمارات ولكن تعتبر مأمونة دولة الإمارات يمكن تكون جزء ولكن لا تدخل دولة الإمارات أي أدوية مزيفة وهذا طبعا كلام مؤكد يعني.


أحمد بشتو: طيب سيد عبد الرزاق بشكل عام أنت في بداية الكلام تحدثت على أنه لن توجد انخفاضات في أسعار الدواء في الخليج، وهذا خبر سيء.

عبد الرزاق يوسف: نعم، هو الأدوية المستوردة لن يتم انخفاضها لأن اليورو يرتفع وطبعا مثلما تفضلت في بداية تقريرك أن الدولار الضعيف هو مؤشر وهناك طبعا في كل الدول العربية وكل دول الخليج سوف تقوم بزيادة أسعار الأدوية وإعادة تقييم الأدوية على سعر صرف العملة مع شهر أكتوبر من كل سنة ويتم التطبيق من بداية السنة. لكن الاعتماد على..


أحمد بشتو(مقاطعا): يعني نرجو سيد عبد الرزاق أن نجد صيغة مختلفة يجد بها الناس دواء رخيصا في الخليج يعني أسعاره ملتهبة جدا جدا قد فعلا يصعق الناس في باقي المناطق إذا سمعوه.

عبد الرزاق يوسف: هو طبعا يعني الخليج إذا قارنت طبعا مثلما تفضلت بالمغرب ولا بمصر ولا بدول أخرى صحيح الأدوية غالية لكن طبعا نحن لو نتكلم بلغة الأرقام، استهلاك الفرد من الدواء في دول الخليج حوالي مائة دولار في السنة، مائة دولار في السنة طبعا بنسبة الدخل اللي هي متوسط الدخل في دول الخليج اللي هي أكثر من 33 ألف دولار بتعتبر نسبة متدنية جدا كقيمة، لو نأخذ المائة دولار طبعا في المغرب ولا في مصر ولا في سوريا قد يكون استهلاك الفرد من الدواء حوالي عشرين دولارا في السنة، مع مستوى الدخل اللي في مصر ولا في سوريا ولا في المغرب بتكون يمكن تكون معقولة أو عالية، لكن مستوى دخل الفرد في الإمارات..


أحمد بشتو(مقاطعا): في النهاية سيد يوسف يعني المواطن يتمنى أن يجد دواء وخاصة في الأمراض المستعصية، دواء في المتناول رخيصا لا يكبده أثقالا فوق أثقاله. إذاً أشكرك من دبي جزيل الشكر المهندس عبد الرزاق يوسف الرئيس التنفيذي لشركة الخليج للصناعات الدوائية جلفار.

في دول العالم المتقدم هناك عدة وسائل يحصل بها الناس على دوائهم دون أن يرتفع ضغط دمهم من الأسعار وإجراءات الحكومات. نرجو أن يقتنع مسؤولونا أنهم حين يرفعون أسعار الدواء فإنهم يتلاعبون بأرواح الناس. نرجو أن تراسلونا وتقترحوا علينا أفكاركم عبر البريد الإلكتروني iqtsad@aljazeera.net لكم تحيات المخرج صائب غازي وأطيب تحياتي أحمد بشتو، إلى اللقاء.