المشهد الثقافي -مهرجان القدس المسرحي ومتابعات أخرى - تاريخ الحلقة: 25/9/2000
المشهد الثقافي

مهرجان القدس المسرحي ومتابعات أخرى

مهرجان مسرحي في القدس رغم الاحتلال – معرض اللوحات الفنية للمعاقين حركيًّا في الهند – الشعر في السودان. مصممة الباليه المصرية هبة عبدالفتاح.

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

توفيق طه:

أهلاً ومرحبًا بكم إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي، ومعنا هذا الأسبوع رغم الاحتلال، القدس تقيم مهرجانها الثالث للمسرح، والمشاركة العربية محاصرة بشبهة التطبيع.

 (سيف الدين الدسوقي) يقول: الدولة في السودان مقصرة في حق الشعراء، والجزيرة أول قناة عربية تدعوني لأقرأ قصيدة عبر شاشتها.

 و(التوت الشامي) قصيدة جديدة للشاعرة السورية (ابتسام الصمادي) تخص بها (المشهد الثقافي).

مهرجان مسرحي في القدس رغم الاحتلال
تقرير شيرين أبو عاقلة (مراسلة الجزيرة- القدس)

توفيق طه:

للسنة الثالثة على التوالي، أقام المسرح الوطني الفلسطيني هذا الصيف مهرجانًا مسرحيًّا في القدس جمع على خشبتة فرقًا مسرحية من مختلف المناطق الفلسطينية، أما المشاركة العربية فقد حدت منها مخاوف من الاتهام بالتطبيع في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس وعدم اكتمال الاستقلال الفلسطيني.

شيرين أبو عاقلة:

خمسة عشر يومًا من العروض المسرحية، أضفت الحياة على ليل مدينة القدس قبل أن تجمع العديد من الفرق المسرحية للمشاركة في مهرجان القدس المسرحي، هذا المهرجان الذي يقيمه المسرح الوطني الفلسطيني سنويًّا يحاول تقديم أهم الإنتاجات الفنية والمسرحية الفلسطينية لكل عام من حيث المستوى والمضمون.

وليد أبو بكر:

من المهم جدًّا أن نجلب الناس إلى القدس، وأن نشعر الناس بأن الثقافة العربية بالقدس قائمة ومتنامية، يعني هذا هو الهدف الأساسي من المهرجان، إضافة إلى الأهداف الفنية التي تُعنى بتجميع كل الأعمال المسرحية الفلسطينية في عاصمة فلسطين، في الزمان المحدد، والمكان المحدد.

شيرين أبو عاقلة:

(أذكر) هذا هو اسم العمل الفني الذي اختير للافتتاح، عرض موسيقي غنائي يقوم على القصيدة الشعرية، ويتحدث من خلالها مسرح الميدان النصراوي، عن طفولة جيل من الفلسطينيين في إحدى القرى العربية قبل عام 1948م، وبعد ذلك بقليل.

وتتابعت ليالي مهرجان القدس المسرحي الثالث في مزيج من العروض المحلية الفلسطينية، جمعت الفنانين من الضفة وغزة، ومن داخل الخط الأخضر إلى جانب عدد من الشخصيات الفنية والفرق المسرحية التي جاءت من الدول العربية، وأنحاء العالم، حملت نماذج من إبداعات تلك البلدان، وثقافاتها.

د. عوني كرومي:

الآن ألامس الحياة المسرحية الفلسطينية على الواقع، وأجد كيف -فعلاً- الفنان الفلسطيني مقدَّس، لأنه يسعى أن يقدِّس كلمته في مسرحه، ويسعى أن بتكون كلمته خادمة للإنسان.

شيرين أبو عاقلة:

لكن المشاركة العربية تبقى محدودة، بفعل المخاوف من الوقوع فيما قد يفهم أنه نوع من التطبيع، وذلك في ظل استمرار الاحتلال على مدينة القدس، وهو ما يُحكم العزلة على المؤسسات الفلسطينية فيها.

جمال غوشة:

إحنا نتطلع إلى مساهمتهم في مدينة القدس، وندعوهم، بل ونؤكد على ذلك وجودهم سوف يعزز من وجودنا، هذه المدينة الجزء الشرقي منها هو فلسطيني، فيه أغلبية كبيرة من المؤسسات الفلسطينية، فيه أغلبية كبيرة من المؤسسات الفلسطينية الصامدة، فوجود الدول العربية والفرق الفنانين العرب يُغني ويثبت جذورنا في هاي المدينة.

شيرين أبو عاقلة:

المهرجان في المحصلة انصب على تسجيل الأعمال المسرحية الجديدة، لكن محدودية الإنتاج فرضت بعض المرونة، وتخفيف الشروط على الأعمال المحلية المشاركة.

(شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – خاص لبرنامج المشهد الثقافي – القدس)

معرض اللوحات الفنية للمعاقين حركيًّا في الهند
تقرير (خالد القضاة- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

عندما أقيم معرض ومهرجان اللوحات الفنية للمعاقين حركيًّا في الهند، كان ذلك من منطلق إنساني بحت، ومع ذلك فإن كثيرًا من تلك اللوحات لقي استحسان المشاركين في المزاد الذي رافق المهرجان، بل إن بعض اللوحات اعتبرت من روائع ما تنتجه ريشة أي فنان تشكيلي.

خالد القضاة:

كانت الموسيقى أولى فقرات المهرجان المُصغَّر الذي أقيم في مدينة (مدارس) جنوبي الهند، بدأت بعد ذلك مهارات الرسم التي أبرزتها فئة محرومة.

وكانت القدم أكثر براعة من أيدي الكثيرين من الأصحاء جسديًّا، وما هي إلا لحظات حتى تخرج إلى النور لوحة تعبر عن الأمل الكبير لدى المعاقين حركيًّا من المشاركين والمشاركات، وكان في المهرجان فنانون أصحاء جسديًّا، جاءوا لمنح اللوحات لمسات متقنة، تجعل الحضور يقبلون على شرائها بعد ذلك، واستطاع المهرجان الفني إعطاء المعاقين حركيًّا فرصة للمساهمة والتعبير على قدم المساواة مع أقرانهم في المجتمع، استطاع المشاركون من المعاقين إثبات أن الإرادة هي التي تسور حياتهم في مجتمع يضم أكبر نسبة من المعاقين في العالم، حسب إحصائيات المنظمات الدولية.

ولذلك تركزت مواضيع معظم اللوحات على الأمور الروحانية، والكوارث الطبيعية التي تصيب الهند من حين إلى آخر، وبطبيعة الحال كان الأمل العنصر السائد في كل اللوحات.

الهدف الآخر للمهرجان كان جمع مبلغ من المال -مهما كان بسيطًا- ينفق على أمور خيرية، فكان معظم الحضور من محبي الخير، والمهتمين بأمور المعاقين حركيًّا، اللوحات التي رسمت بتسعة ألوان أتت بمردود مادي كان له أثر كبير في حياة المشاركين، خصوصًا الفقراء منهم، وانتهى مهرجان مدارس في (جو ودي) كما أريد له أن يكون.

إصدارات جديدة
توفيق طه:

من الإصدارات الجديدة اخترنا اليوم كتابًا بعنوان (الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء شبه الجزيرة العربية) وهو الكتاب السادس للباحث الفلسطيني (إبراهيم خالد عبد الكريم) صدر عن (مركز الإمارات للدراسات والبحوث والاستراتيجية) ويتضمن مجموعة من الأفكار المدعمة بالقرائن والخرائط حول التوجهات التوسعية الإسرائيلية نحو شبه الجزيرة العربية.

 ونقرأ فيه:"دعا بعض الإسرائيليين –كما في حال- البروفيسور (شلومو أفنيري) مدير عام وزارة الخارجية سابقًا، وأستاذ الفلسفة اليهودية في الجامعة العبرية، إلى إقامة هيكل دولي يعمل على إخراج مصادر النفط من يد الحكام المسيطرين على هذه المصادر في الشرق الأوسط وتقسيمها وفقًا للحاجات الاقتصادية الإنسانية، والاعتبار برأيه هو أن الدول العربية النفطية تعمل على تحويل معظم عوائد النفط، لشراء الأسلحة، وزيادة قوتها العسكرية.

توفيق طه:

الدروس: هو الكتاب الشعري الثالث للشاعر (قاسم العتمة) والدروس -كما يصفها الشاعر- غنائية بفنون المعرفة التي حصلها الإنسان، وغنائية فرح بالمستقبل، ودعوة إلى مأدبة الحياة، والتمتع بفاكهة العمل، وثمار العلم، ونقرأ في الدرس الثمانين:

وظننت يا أصحاب

أن قد انجلى الليل

وصار الصبح

موعدًا للانتصار..

وتماديت بأحلامي

وحسبت أن الربعان

وافت

بألوانها المترفات

وبالأريج

يُعطِّر الأضواء

وأن الحقول

تميس نشوى

بالسنابل خضرًا

وصفرًا

وبلألاء دحنون

بين الرجوم

كطلع النهار..

وأفقت من غفلتي

تلفني القارعة

فهل علمتم ما هي القارعة؟

أما الكتاب الثالث الذي اخترنا تقديمه اليوم، فهو بعنوان (الدافعية للإنجاز) للدكتور (عبد اللطيف محمد خليفة) وهو دراسة من ستة فصول، حول الدافعية للإنجاز الفردي في ضوء الفروق بين الجنسين، واختلاف الثقافات، ومستوى التحصيل العلمي.

 الكتاب صادر عن دار غريب في القاهرة، ونقرأ فيه:"يتفاوت الأفراد في مستويات الدافعية، وذلك نظرًا لتأثير الدافعية بالعديد من العوامل، سواء الداخلية مثل: الاهتمامات والقيم، أو العوامل الخارجية، والمتمثلة في البيئة التي يعيش فيها الفرد، وما يوفره السياق الاجتماعي من ميسرات، أو عقبات بالنسبة للفرد، حيث تحدد خبرة الفرد والسياق الذي يعيش فيه مدى تعبئته لطاقته في اتجاه أو آخر".

الشعر في السودان
تقرير شريف حسين شريف (مراسل الجزيرة- الخرطوم)

توفيق طه:

الشاعر السوري (نزار قباني) زار السودان، فوجد الشعب هناك عصافير شعر، هكذا يقول الشاعر السوداني (سيف الدين الدسوقي) لكن الدسوقي يشكو عدم اهتمام أجهزة الدولة في السودان بإقامة مهرجانات للشعر، وعدم وجود مساحة للشعر السوداني في الفضائيات العربية، بينما لم يتأخر مهرجان المربد (العراقي) عن موعده رغم سني الحرب والحصار لنستمع.

سيف الدين الدسوقي:

الحقيقة العالم العربي، من فجر الحركة الوطنية، تعرف على أدباء سودانيين كثر خاصة في مصر، مصر فتحت إعلامها إلى حد كبير جدًّا للشعراء، وفتحت المجلات، وكانت مجلة الرسالة (أحمد حسن الزيات) كانت تنشر قصائد الشعراء السودانيين، من (الشيخ العباسي) وكذلك (التيجاني بشير) بعد أن نشر ديوانه في مصر انتشر انتشار شديد.

وبعد الحركة الحديثة في الشعر، الحركة اللي بدأت (بنازك الملائكة) و(بدر شاكر السياب) و(عبد الوهاب البياتي) و(صلاح عبد الصبور) في (القاهرة) الجيل اللي بعده طوالي، كان جيل ممتاز جدًّا فيهم (الفيتوري) وفيهم (محيي الدين فارس) وفيهم (تاج السر الحسن) وكلهم سودانيون، كانوا يدرسون في (القاهرة) ووجدوا من الإعلام المصري، ومن المجلات في لبنان: الأديب والآداب، وجدوا فرصة، وانتشروا في العالم العربي بصورة كبيرة جدًّا، وانتشروا خارج السودان، وجاءوا إلى السودان مشهورين من هناك.

 فيما بعد اشتهر عدد من الشعراء، اشتهر (الهادي آدم) بديوانه (كوخ الأشواق) الأول، وقصيدته التي غنتها السيدة (أم كلثوم) والتي لحنها (محمد عبد الوهاب) (غدًا ألقاك يا خوف فؤادي من غدي)، وكذلك في زماننا يعني إحنا اللي أتينا بعد المرحلة دي، انفتحت أمامنا منابر شعرية مهمة جدًّا، انفتح أمامنا منبر المربد في (العراق) ومعرض الكتاب في مصر، والفاتح في ليبيا، وبعض المنابر الكثيرة جدًّا في العالم العربي ساهم فيها (مصطفى سند) (سيف الدين الدسوقي) (مهدي محمد سعيد) وشعراء شباب من السودان.

شريف حسين شريف:

كيف تجد أستاذ سيف الدين، اهتمام المسؤولين، والاهتمام الرسمي بالمبدع العربي عمومًا، والمبدع السوداني؟

سيف الدين الدسوقي:

هذا المجتمع السوداني الرائع زي ما قال (نزار قباني) قال: وجدت الشعب السوداني عصافير شعر، هذا المجتمع عصافير شعر، ويقدر المبدع تقدير شديد، ويأتون من نواحي عديدة جدًّا، ليحضروا في قاعة الشارقة شاعر يقرأ أشعاره، وبفتكر المنابر في الداخل ما بطالة يعني إلى حد.. زمان كان في نادي الخريجين في (أم درمان) هو المنبر الأول، الآن في الشارقة، الآن في بعض المنتديات، الشاعر بيجد مجال فيها، نحن لا نشتكي من المجتمع، ولا نشتكي من الناس، ولا نشتكي من عصافير الشعر (من الشعب السوداني) نحن نشتكي من إهمال الدولة لهذا المبدع الذي لا يجد مسؤولاً يسأل عن المبدع والمبدعون في السودان يموتون، ثم بعد ذلك في مناسبة ما –ربما- تكون سياسية يذكر المبدع من جديد.

 أنا قلت في التليفزيون في مقابلة قبل العيد: إن المنابر، مثلاً المربد في بغداد، رغم الحرب، ورغم الحصار، ورغم التعب لم يتأخر المربد الشعري سنويًّا من وقته المحدد له، ويأتي الناس من جميع أنحاء العالم ليشاركوا، وبغداد تصرف مع التعب الشديد، معرض الكتاب لم يتأخر يوم في القاهرة، أنا جئت قريب جدًّا من ليبيا، حضرت مؤتمر شعري، وشاركت فيه، لماذا لا نقدم مهرجانات شعرية ولو مرة في العمر؟ مرة إدونا (أعطونا) مهرجان، خلونا ندعو الشعراء الكبار، نقرأ أفتحوا أجهزة الإعلام لتتحدث عنا، ادعوا مؤسسات الإعلام، والتليفزيونات والقنوات المختلفة، واصرفوا عليها، علشان تغطي وتخرج بالمبدع السوداني إلى خارج السودان، أنا قلت مرة: لا يكفي أن تهتم بالسياسي، اهتم بالمبدع برضو.

شريف حسين شريف:

كيف تقيم المساحات الممنوحة للأدب، والشعر، والثقافة في الفضائيات العربية؟

سيف الدين الدسوقي:

الفضائيات العربية إذا اعتنت تعتني بمشاهير الشعراء العرب الذين أتاح لهم الإعلام هذه الشهرة، ولا نجد في الفضائيات العربية مجال للشاعر السوداني، بالرغم من أنه الشاعر السوداني في هذه المرحلة يتفوق تفوق كبير على كثير من أضرابه وزملائه، أنا بفتكر لأول مرة أنا..قناة الجزيرة تطلبني علشان أتحدث، وأقرأ قصيدة، أنا بفتكر هذا يعني جهد مشكور ومقدر جدًّا، ولكن ينبغي أن يكون الانفتاح أكبر ليعم كثير من الشعراء المجيدين في السودان.

مصممة الباليه المصرية (هبة عبدالفتاح)
تقرير أكرم خزام (مراسل الجزيرة- موسكو)

توفيق طه:

والدها مصور سينمائي، وأمها خريجة معهد المسرح المركزي في (موسكو) أما هي فكانت تحلم دائمًا بأن تصعد بروحها المصرية على خشبة مسرح (البولشوي) تلك هي مصممة الباليه المصرية (هبة عبد الفتاح) أما وقد حققت حلمها القديم، وإن هبة تستعد اليوم لنقل تجربتها البولشوية إلى مصر.

أكرم خزام:

المسار الفني لهبة عبد الفتاح، مصممة رقص الباليه لم يكن سهلاً، فمنذ طفولتها عملت بدأب وجهد بالغين لتحقيق حلمها وحلم والديها في أن تصعد على خشبة مسرح البولشوي، الذي يعتبروا حدًا من أهم مسارح العالم الخاصة بالباليه والأوبرا، وليس سهلاً أن تقتحم المصرية هبة كواليس هذا المسرح، ذلك أن عدد الراغبات في الرقص، أو في العمل في مسرح البولشوي لا يُحصى، مزجت هبة بين الرقص والتصميم، واختارت أن تعرف المشاهد الروسي على قصة ملكة مصر للوفاق حسب الحكاية الفرعونية التي بذلت –أي الملكة- أقصى جهدها لطمس خلافات فرعونيين، والارتقاء بهما نحو السلام، والوفاق، والعيش بهناء.

واختارت هبة لهذا العمل الذي سيعرض قريبًا راقصين من راقصي مسرح البولشوي.

راقص باليه في مسرح البولشوي:

نحن سعداء بأن عرضنا يهدف إلى توحيد ثقافتين، ويرمز إلى إحلال سلام بين الناس، وإلى إبراز أشكال الرقص المصري بطريقة عصرية، ناهيك بأن عرضنا سيساعد المشاهد الروسي في التعرف على الثقافة المصرية.

أكرم خزام:

هبة عبد الفتاح، وبعد أن تخرجت من الأكاديمية التابعة لمسرح البولشوي، وبعد أن خضعت لدورات تدريبية متعددة فيه، قررت نقل تجربتها الفنية إلى مصر.

هبة عبد الفتاح:

أنا نفسي أشتغل في مصر، ونفسي أعمل حاجات جديدة في مصر، ويعني كل درس هنا في موسكو، ودرس في البولشوي، وإزاي كدا الناس المعروفة اللي درسوني زي (سنيونوفا) (كارليسك) ومدير البولشوي كمان (فاسيليف) لما شاف النمرة دي، عشان أنا كمان كمصممة النمرة دي، هو كأعظم مصمم يعني دلقتي، هو قال لي: أنتي عملتي حاجة كويسة.

أكرم خزام:

وبقى أن نعرف أن هبة تنتمي إلى عائلة الفن أساس في حياتها، فوالدها مصور سينمائي، ووالدتها تخرجت من معهد المسرح الفني المركزي بموسكو، أما أختها فتنتشر لوحاتها في معارض عديدة داخل موسكو وخارجها.

(أكرم خزام – الجزيرة – خاص للمشهد الثقافي – موسكو)

إبداعات المشاهدين
توفيق طه:

في المساحة المخصصة لإسهاماتكم، نقرأ اليوم مقطعًا من قصيدة بعنوان (بين الضمير والكيان) بعث بها من المغرب (عبد الكريم ناتي):

زح قناعًا.. عش كيانًا

واترك الفعل المشينا

قل كلامك ملء صوتك

واطرد الصمت اللعينا

حدد المجرى وغيِّر

بدد الخوف المهينا

فك قيدك ثم فكِّر

حرر الفكر السجينا

امض وارسم في مسارك

كيفما شئت الكيانا

أنت كون مستقل

لا ظلال الغير أنتا

عد لنفسك ابق ذاتك

إن من تبغي رضاءه

ملَّ طوعك

وخضوعك.

توفيق طه:

أصدقاء المشهد الثقافي ابعثوا بإسهاماتكم وآرائكم على العنوان التالي:

قطر – الدوحة

صندوق بريد: 23123

فاكس: 885333 (974+)

البريد الإلكتروني: Cultural@aljazeera.net.qa

نشاطات ثقافية متنوعة في الأردن
تقرير ياسر أبو هلالة (مراسل الجزيرة- عمّان)

توفيق طه:

(ياسر أبو هلالة) يفتح اليوم حقيبتنا الثقافية من (عمان) لنطل فيها على صور من المشهد الثقافي في الأردن.

ياسر أبو هلالة:

شهدت الساحة الثقافية الأردنية نشاطًا ثريًّا في تنوعه، ممتدًا في فضاء الزمان، متجاوزًا حدود المكان تتناغم فيه الفنون البصرية مع الفنون السمعية، المركز الثقافي الملكي عرض أعمالاً لسبعة فنانين من سكان أستراليا الأصليين الذين لعبت فنونهم البصرية في تثبيت هويتهم الثقافية، وتستخدم في فنونهم قوالب (اليونوليوم) وتتتابع الألوان على الشاش، ولحاء الخشب، إضافة إلى أسلوب الخدش، والحفر، صالة بلدنا قدمت أعمالاً للفنان السوري (نذير إسماعيل).

أما دارة الفنون التابعة لمؤسسة (الشومان) فواصلت احتفاليتها بدخول القرن الجديد من خلال برنامج رحلات مع الفنون المعاصرة في العالم العربي، وبعد تقديمها لفنون الجزيرة العربية، ووادي الرافدين، ووادي النيل، تقدم فنون بلاد الشام بدءً من الأردن، يعرض في دارة الفنون أكثر من ثلاثمائة عمل، لاثنين وخمسين فنانًا أردنيًا، يمثلون الأجيال كافة بمدارسها المختلفة، واتجاهاتها المتعددة، ومن جيل الرواد شاهد الجمهور أعمالاً (لأحمد نعواش) و(رفيق اللحام).

وللجيل الذي يليهم قدمت أعمال (لمحمود صادق) و(وجدان علي) وغيرهم، واعتبر النقاد المعرض وثيقة إبداع تؤشر على نضج التجربة الفنية، التي عبرت عن تواصل بين أجيال، مهرت في رسم الملمح، والخصوصية، والإنجاز، ولم تقتصر الاحتفالية على عرض اللوحات، بل توازي معها تقديم شهادات لفنانين بعنوان المسيرة والرؤية، استعرضوا فيها بداية علاقاتهم بالفن، وأثر الواقع الاجتماعي والثقافي، والمحطات التي مرت بها تجربتهم، كما شارك في البرنامج نقاد أردنيون قدموا دراسات حول الفن الأردني، ومع الفنون البصرية حضرت الفنون السمعية في دارة الفنون ذاتها.

إذ قدمت العازفة الأردنية (زينة عصفور) بمشاركة عازف (الفلوت) العراقي (إحسان أدهم) أمسية موسيقية، تجلت فيها قطع موسيقية تنتمي لمرحلة (الباروك) و(الكلاسيك) إضافة إلى مرحلة الفن الحديث.

(ياسر أبو هلالة – الجزيرة – عمان)

قصيدة للشاعرة السورية (ابتسام الصمادي)
توفيق طه:

(التوت الشامي) قصيدة جديدة للشاعرة السورية (ابتسام الصمادي) تخص بها اليوم المشهد الثقافي:

ما كان من توت الخليقة أن يهر

بما لديه على صباي

ويلطخ الفستان قرب شبابك النضر البهي

لم أحتمل، أو تحتمل فالبرق فج الأرض

من نبت طري لا يقول ولا يخبي

فإذا بكمأته الوئيدة كل قلبي

كم كان صعبًا أن تبوح أنوثتي

كم كان مُرًّا أن ألومك

أغمر الوجه الذي اختبأت

به فُلَّات روحي

دعني ولا تهفو إليَّ

هات الجراح هناك متسع لدي

موجوعة، خذني إلى أعلى قصيدة

فأنا على رحبي وصيدة

كم راقيًا كنت اختصرت الكون

في عشاقه

حتى غدوت على كثير تعددي امرأة

وحيدة

كل الأماكن أزهرت، وتعذبت، وتهيأت

لقدومنا

كنا عزمنا غير أنا لم نجئها

كنا اختلقنا فرصة حتى هربنا

من ضجيج الصمت تفرح كل مفردة بنا

أنا التقينا

غير أنا لم نقلها

بالشمع غلفنا الكلام

عسل المليكات المجمع من رحيق

الزعتر البري، والنعناع، والريحان

مرصود بجني الملام

فلا سلام، ولا منام

كم كان يلزمني لأدرك حينها

قد نكتب الذنب الذي لم

نقترفه، ولم نعشه، وما قربنا

لكننا سنعيش يومًا كل ما كنا

كتينا ولربما في ذاك عدل

أننا من وقدنا حرقت أصابعنا

وذبنا.

توفيق طه:

سعدنا بصحبتكم، كونوا معنا الأسبوع المقبل، فمعكم نستمر، وبكم يكتمل المشهد.