شاهد على العصر

البكوش: الطرابلسي سكنت القصر قبل زواجها ببن علي ج14

استعرض رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش ملامح المرحلة الأولى لحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، التي أعقبت انقلاب 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

كشف رئيس الوزراء التونسي الهادي البكوش أن ليلى الطرابلسي كانت تسكن قصر قرطاج مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن على منذ أواخر الثمانينيات قبل زواجهما رسميا عام 1992. وأكد أنه دافع وحيدا عن إنشاء حزب النهضة بعد نجاح البطانة المحيطة بالرئيس في إقناعه بالعدول عن قراره السماح للإسلامين بإنشاء حزب سياسي.

ففي الحلقة 14 -التي بثت الأحد (31 أغسطس/آب 2014)- من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"، أكد البكوش أن ليلى الطرابلسي كانت تسكن القصر الرئاسي أثناء توليه منصب رئيس الوزراء في الفترة ما بين أواخر عام 1987-1989، وذلك قبل زواجها من بن علي رسميا بخمس سنوات.

واستعرض البكوش الإصلاحات السياسية التي تلت انقلاب 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، لكنه أكد عرقلتها بضغوط من أسماهم بالطامعين والمتزلفين من بن علي.

وأشار إلى أن أخوات الرئيس المخلوع كنَّ يقدمن خدمات للمواطنين مقابل الحصول على أموال، موضحا أنه اقترح على بن علي إرسال مائتي دينار لكل فرد في العائلة لمنع الفساد لكنهم مع الوقت لم تعد تكفيهم الملايين.

البكوش:
رفض بن علي لإنشاء حزب النهضة  الإسلامي جاء خضوعا لتأثيرات أيديولوجية داخلية واعتبارات سياسية، بعيدا عن أي ضغوط خارجية

تأسيس النهضة
وأكد البكوش إدراكه لقوة الإسلاميين، لا سيما أن إيداعهم السجون في عهد بورقيبة أعطاهم "شرعية وإشعاعا"، مضيفا أنه ظل يدافع وحيدا عن تأسيس حزب النهضة عام 1988 لقناعته بأنه لا يمكن السماح بتأسيس حزب شيوعي ورفض آخر إسلامي، خصوصا أن الأخير قدم تنازلات للسلطة.

وقال رئيس الوزراء الأسبق أن زعيم النهضة راشد الغنوشي التقى بن علي في نوفمبر/تشرين الثاني 1988 بعد الإفراج عنه في مايو/أيار من العام نفسه، وعندما طلب رأي الغنوشي في قانون الأحوال الشخصية الذي كان يقر عدم تعدد الزوجات أبدى مرونة واضحة.

لكن المحيطين ببن علي من العلمانيين والليبراليين أعلنوا خشيتهم من وجود حزب دستوري ينازع الحزب الدستوري الحاكم وقتها، ودفعوه للتراجع عن الموافقة على تأسيس حزب إسلامي، وفق ما يوضح البكوش.

وأكد أن موقف بن علي كان ضمن تأثيرات أيديولوجية داخلية واعتبارات سياسية بعيدا عن أي ضغوط خارجية.

إزاحة عمار
وحول ظروف الإطاحة بالحبيب عمار من منصب وزارة الداخلية عام 1988 رغم أنه يعد ثالث أضلاع المثلث الذي قاد الانقلاب على بورقيبة مع بن علي والبكوش، قال رئيس الوزراء الأسبق إن وشايات كمال اللطيف -المرتبط بصلة قرابة ببن علي- والبطانة المحيطة بالأخير كانت السبب الرئيس في هذه الإزاحة.

واعتبر البكوش أن هذا القرار كان بمثابة رسالة له بأنه يمكن أن يلحق برفيقه الذي كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع بن علي، وكان وسيطا بينه وبين كبار قيادات الجيش.

واعترف رئيس الوزراء الأسبق أنه كان يدرك بأنه موجود في اللعبة بشكل مؤقت، رغم أنه كاتب بيان الانقلاب على بورقيبة الذي أوصل بن علي إلى الرئاسة.

وعقد مقارنة بين بورقيبة وبن علي، موضحا أن الأول كان دكتاتورا لكنه انحاز للشعب ضد فرنسا ونجح في إخراجها من البلاد، رغم أنه يعاب عليه الاختيارات في طريقة بناء الدولة وفرضه لقضية التبني في قانون الأحوال الشخصية بصورة تخالف صحيح الدين الإسلامي عن طريق نسب المتبنى إلى متبنيه وليس إلى والده.

وأضاف البكوش أن الرئيس الراحل كان خطيبا وصحفيا بارعا، بينما لم يمتلك الرئيس المخلوع أيا من هذه الصفات.