شاهد على العصر

حزب البعث السوري كما يراه أبو صالح ح7

أحمد أبو صالح عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القُطرية الأسبق لحزب البعث السوري، يتحدث عن قصة استقالة لؤي الأتاسي ورئاسة أمين الحافظ لسوريا, وحقائق جديدة عن أحداث حماة, وتآمر الرفاق على بعضهم بعضا.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

أحمد أبو صالح: عضو قيادة مجلس الثورة السوري الأسبق

تاريخ الحلقة:

31/08/2003

– استقالة لؤي الأتاسي وتولية أمين الحافظ
– نشوب الصراع بين القوميين والقُطريين

– اندلاع أحداث حماة وطريقة قمعها

– استقالة أحمد أبو صالح من مجلس قيادة الثورة

undefined

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ أحمد أبو صالح (عضو القيادة القُطرية الأسبق والوزير الأسبق في سوريا). أبو طموح، مرحباً بك.

أحمد أبو صالح: أهلين.

استقالة لؤي الأتاسي وتولية أمين الحافظ

أحمد منصور: في 27 يوليو 1963 استقال لؤي الأتاسي من رئاسة الدولة، واختير أمين الحافظ مكانه ليضم إلى جوار رئاسة الدولة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، لماذا استقال لؤي الأتاسي؟

أحمد أبو صالح: إنصافاً للحقيقة لؤي الأتاسي كان وحدوياً، ويُطلق عليه بأنه من أشد الناصريين حماسة لإعادة الوحدة بين سوريا ومصر، وبدليل أنه شارك جاسم علوان في عصيان حلب في أول نيسان 1962 فعندما أتوا في أضابير ملفات الذين نُفِّذ فيهم حكم الإعدام بطلب الموافقة عرف بأن حكم الإعدام قد نُفِّذ..

أحمد منصور: بالفعل.

أحمد أبو صالح: بالفعل، وأتوا بالأضابير كغطاء لهذه الجريمة النكراء، استنكر ذلك..

أحمد منصور: وهو رئيس الدولة ولا يعرف.

أحمد أبو صالح: وهو رئيس الدولة ولا يعرف، فتقدم باستقالته انسجاماً مع كونه وحدوياً، وأن الوحدويين هم الذين تعرضوا للقتل و..

أحمد منصور: تذكُر كم عدد الذين حُكم عليهم بالإعدام أو الذين أُعدموا؟

أحمد أبو صالح: أنا شخصياً كنت أظن أن العدد كبير، ولكن بعدما قرأت في بعض المصادر..

أحمد منصور: قرأت، يعني أنت في الحكم وما عرفتش العدد بالضبط..

أحمد أبو صالح: لأ ما بأعرف العدد.. بالعشرات، الشيء اللي قرأته..

أحمد منصور: فيه مصادر قالت إن همَّ أربعين ضابط.

أحمد أبو صالح: أربعين أيوه أنا هذا يمكن اللي قرأته، لكن كنت أظن أن العدد…

أحمد منصور: والرئيس أمين الحافظ أيضاً قال إن العدد يعني لا يزيد عن ذلك، وإنه عفا عن البعض.

أحمد أبو صالح: عفا، لم يصدر ذلك غير صحيح، إنه..

أحمد منصور: لا كده عفو.. هو أنتم كان عندكم حاجة بتصدر..

أحمد أبو صالح: لا.. لا، كان يدخل السجن وإذا استجار به أحدهم..

أحمد منصور: أجاره.

أحمد أبو صالح: أجاره، نعم، يعني على الطريقة الجاهلية.

أحمد منصور: على طريقة نظام الحكم ..

أحمد أبو صالح: على طريقة نظام الحكم، أما بالنسبة لأمين الحافظ وإسناد رئاسة الدولة..

أحمد منصور: ده كان سؤالي التالي لماذا أمين الحافظ؟

أحمد أبو صالح: مع الأسف الشديد كنا في ذلك الحين نعتقد أن المرحلة تحتاج إلى عسكري لرئاسة الدولة، عسكري لأن له هيبة أكثر من أن يكون الرئيس مدنياً، تعودنا على ذلك..

أحمد منصور: الرئيس المدني عندكم صار بيشتغل موظف عند العسكر.

أحمد أبو صالح: صار بيشتغل موظف عند العسكريين.

أحمد منصور: يقولوا له روَّح البيت يروَّح، تعال يجي!

أحمد أبو صالح: ويؤسفني أن أقول أيضاً بأن أول من اقترحه ميشيل عفلق، وثنَّى على اقتراح ميشيل عفلق الأستاذ صلاح الدين البيطار وشبل العيسمي، وأنا كنت موافقاً طبعاً لسببين لأنني مقتنع برأي الأكثرية، وثانياً: أنا أعرف أمين الحافظ، ولكن ليس كما أعرفه الآن، كنت أظن أنه أكثر تركيزاً، أكثر انضباطاً، أكثر فهماً، أكثر وعياً، لكن مع الأسف الشديد تبين أنه ضابط شجاع منضبط كعسكري، ولكن لا يصلح لأن يكون رئيس دولة.

أحمد منصور: أنت قلت مع الأسف اقترحه ميشيل عفلق، ليه مع الأسف؟

أحمد أبو صالح: لأن ميشيل عفلق يُفترض في أذهان كثيرين من البعثيين وغير البعثيين بأنه رجل حكيم بعيد النظر.

أحمد منصور: بس أنت رأيك كان في ميشيل عفلق غير كده من أول مرة شفته سنة 49؟

أحمد أبو صالح: صح، بس أنا أقول كان قائم في أذهان كثير من البعثيين وكثير من الناس اللي سمعانين بميشيل عفلق بأنه رجل حكيم، ورجل رزين، ورجل بعيد النظر وإلى آخره.

أحمد منصور: لكن الحقيقة..

أحمد أبو صالح: لذلك الآن بأقول إنه أنا يعني أستغرب إنه في ذلك الحين أول من رشَّح أمين الحافظ هو ميشيل عفلق.

أحمد منصور: طبعاً اتكلمنا عن قضية تسريح الضباط وكيف كان أمين الحافظ يوقِّع على القوائم التي كانت تأتي من صلاح جديد، وكان هناك تركيز على تسريح الضباط السُّنة بشكل خاص من الجيش، وأنتم الذين سرحتموهم، وأنتم الذين تتحملون هذه المسؤولية وليس أحداً آخر، وأنتم الذين تسببتم في الطائفية من ثَمَّ بمثل هذه التصرفات.

أحمد أبو صالح: هذا يعني صحيح إلى حد كبير جداً.

أحمد منصور: ما بأحملكش لوحدك، لكن أنت كنت عضو في مجلس قيادة ثورة وكنت وزير مسؤول..

أحمد أبو صالح: صح.. صح هذا.. هذا صحيح جداً، لأن حزب البعث العربي الاشتراكي من أحد الأركان الذي ارتكز عليها أثناء تأسيسه وممارسة بعض أوجه نشاطاته بين المثقفين والطلاب وإلى آخره كان يزعم -وهذا مدوَّن في صلب المنطلقات النظرية- إنه حزب البعث العربي الاشتراكي جاء ليئد الطائفية والعائلية والقبلية والعشائرية وإلى آخره، وقد تبيَّن أن هذا غير صحيح، يعني نحن لم نأتِ لنئد الطائفية والعشائرية والقبلية، وعلى العكس جئنا نحن بنَفَس طائفي، يعني الناس الذين كانوا يحكمون فعلاً هم من غير السنة، وبالدرجة الأولى كانوا هم من الطائفة النصيرية.

أحمد منصور: كان من كله، كان فيه دروز..

أحمد أبو صالح: أيه..

أحمد منصور: شبلي العيسمي كان درزي..

أحمد أبو صالح: ومنصور الأطرش درزي، ومحمود.. حمود الشوفي درزي..

أحمد منصور: وميشيل عفلق كان مسيحي.

أحمد أبو صالح: محمد.. محمود نوفل درزي، وحمادة عبيد درزي صح.

نشوب الصراع بين القوميين والقُطريين

أحمد منصور: بعد كده طبعاً حصلت مذبحة للدروز بعد محاولة سليم حاطوم.. يعني محاولة إن هو يستعيد مجد الدروز أو يكون لهم دور، فسنأتي لها في حينها وما حدث للدروز بعد ذلك، لكن أنا في هذه المرحلة تحديداً وفي هذا الوضع بدأ ينشب صراع ما بين ما يُسمى بالقوميين والقُطريين، المؤتمر القومي السادس للحزب عُقد في أكتوبر 63، وبدأت الصراعات تظهر بين القوميين والقُطريين وطُلب سحب الثقة من القيادة القُطرية، أنت كنت.. كنت عضو قيادة قُطرية.

أحمد أبو صالح: نعم.

أحمد منصور: وكنت إلى جوار أنك وزير أشغال عامة ووزير مواصلات، ضُمَّت إليك كمان وزارة الزراعة.

أحمد أبو صالح: نعم.

أحمد منصور: ودي نقطة مهمة عايز أسألك عنها أنتو كنتوا كل واحد مكلبش على 10، 15 منصب، ومقسمين الدولة عليكم أنتو 7، 8 يعني أيه نظام الحكم ده؟!

أحمد أبو صالح: الحقيقة..

أحمد منصور: الواحد بيدير دكانه وبيبقى ملبوخ به، أنتو كل واحد معاه 5 وزارات و6 مسؤوليات و15 رئاسة لجنة واجتماع، أيه.. أيه ما هو نظام الحكم هذا؟ وأيه السر وراء هذا؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي.. يا سيدي، أيضاً يعني وبصدق أن هذا إلى حد كبير كان صحيحاً، ذلك لاعتقادنا بأن المرحلة تقتضي ذلك، يعني أن يكون الإنسان البعثي المضمون ولاؤه للحزب والمتحمس..

أحمد منصور: يعني أهل الثقة وليس أهل الخبرة..

أحمد أبو صالح: وليس أهل الخبرة، وكان هناك صراع فعلاً بين أبناء الحزب الموثوقين والخبراء من غير أبناء الحزب أيهما أفضل..

أحمد منصور: قل لي صفة الموثوقين أيه وأنتو عمَّالين تخوِّنوا بعض وتتمردوا على بعض جوه الحزب دي مجموعة الموثوقين، بتخونوا بعض وبتتمردوا على بعض، وبتفصلوا بعض، وبتتصارعوا مع بعض، أيه معايير الثقة؟

أحمد أبو صالح: أيه، يعني التفكير بموضوع المقارنة بين الثقة والخبرة جاء قبل ما يدب الصراع -في الحقيقة- بين اليسار واليمين أو هكذا كنا نصفه..

أحمد منصور: داخل الحزب.

أحمد أبو صالح: بين القوميين والقطريين كنا نفكر بأنه من الطبيعي أن نعتمد على البعثيين أولاً ومع مرور الزمن يمكن أن يكتسبوا الخبرة التي تحتاج إليها البلد، لكن ذلك -مع الأسف الشديد- لم يحدث، بدليل مثلاً محافظ حلب هلال رسلان أمَّم الأفران دون الرجوع إلى القيادة القُطرية.

أحمد منصور: أفران الخبز.

أحمد أبو صالح: أفران الخبز أممَّها وسلَّمها إلى الحرس القومي، الحرس القومي بين أُمي وبين يعني ماجن وبين مرتكب جرائم، كل من يأتي ويقول أنا أقبل.. أريد الانضمام للحرس القومي كان يُقبل، يعني ما.. لم يكن الحرس القومي وقفاً على البعثيين، أمَّم الأفران وسلمها للحرس القومي، الحرس القومي الشريف منهم لم يكن خبيراً بإدارة شؤون الأفران، فمع الأسف الشديد قلَّت كميات الخبز، الخبز كان يُباع غير ناضج، ضجت الجماهير، ذهبت إلى حلب، فسألته يا أبا محمود، كيف تُقدِم على هذه الخطوة؟ قال: ألسنا اشتراكيين؟

أحمد منصور: طبعاً.

أحمد أبو صالح: طيب، وبعد فترة تبيَّن على أن الأفران خسرت مبالغ ضخمة جداً علينا أن نغطيها، وأعدنا الأفران إلى أصحابها بعد أقل من شهرين.

أحمد منصور: هو القضية ما كانتش الأفران بس، حتى أنت حينما توليت وزارة الزراعة

أحمد أبو صالح: صحيح.

أحمد منصور: كنت نائب رئيس الوزراء بالإنابة، وأصدرت قانون ما يسمى بالإصلاح الزراعي

أحمد أبو صالح: صحيح.

أحمد منصور: مع إنك جئت من عائلة يعني لا نستطيع أن نقول عائلة ثرية وإنما عائلة ميسورة.

أحمد أبو صالح: وسط نعم.

أحمد منصور: يعني لِمَ فعلت هذا بالناس؟

أحمد أبو صالح: في الحقيقة أنا شخصياً كنت قريب جداً من الفكر الماركسي، وأنا أحد الذين ضغطوا لتدوين -ضمن المنطلقات النظرية التي أقرها المؤتمر القومي السادس- أنا أحد الذين أصروا على إدراج أن الماركسية هي مصدر رئيسي من مصادر الفكر الاشتراكي، وتكلمنا عن الاشتراكية العلمية، وقلنا إننا سنأخذ من الماركسية كل ما يثبت العلم والتطبيق صحته وإلى آخره، جرى بعض التعديلات، وأنا الآن أقول بأن الفكر الماركسي فكر إنساني يعني ينشد على الأقل العدالة الاجتماعية وإن سقط سواء بالاتحاد السوفيتي أو غير الاتحاد السوفيتي سقطت الشيوعية أو الاشتراكية، لكن هذا لا يعني أن النظرية قد سقطت، من هنا جاء.. هنا جاء إلى حدٍ ما موقفي فيما يتعلق باصطفافي إلى جانب اليسار في حزب البعث العربي الاشتراكي، فاليسار هو الذي رشَّح أول قيادة قُطرية منتخبة بعد 8 آذار، وقد نجحنا 8 أعضاء للقيادة القُطرية في مواجهة ما كنا نسميه اليمين، يعني ميشيل عفلق، صلاح البيطار، شبلي العيسمي، منصور الأطرش وإلى آخره، العسكريين: أمين الحافظ، محمد عمران، صلاح جديد كانوا مصنَّفين إلى جانب اليمين.

أحمد منصور: كل.. كل جانب اليمين خلي بالك دروز وعلويين، ما قلتش أنت اسم واحد..

أحمد أبو صالح: لأ، جانب اليمين؟

أحمد منصور: ما فيش غير صلاح البيطار بس كان.. ربما..

أحمد أبو صالح: نحنا.. لأ.. لأ، نحنا راح أقول لك نحنا القيادة القطرية التي نجحت كان أحد أعضائها حافظ الأسد علوي، عضو حمد عبيد درزي، محمود.. محمود نوفل درزي، حمود الشوفي درزي.. نحنا أنا ونور الدين وخالد الحكيم ومحمد رباح الطويل سُنَّة، يعني كنا أربعة سنة وثلاثة دروز، وحافظ الأسد علوي، يعني مناصفة تقريباً، كنا نزعم أننا نحن اليسار، والطرف الآخر.

أحمد منصور: اليمين.

أحمد أبو صالح: هو اليمين، ونجحنا فعلاً بانتخابات.. أول قيادة قُطرية منتخبة بعد 8 آذار هي قيادتنا..

أحمد منصور: اللي هي سُحب منها الثقة في المؤتمر السادس..

أحمد أبو صالح: التي سحب منها الثقة في المؤتمر، وسُحبت منها الثقة في المؤتمر بعد.. بعد سحب أيضاً الثقة من قيادة علي الصالح السعدي في العراق.

أحمد منصور: بعد نجاحكم أنتم الثمانية مين اللي في المقابل لم ينجح؟

أحمد أبو صالح: حسب تقديري، بسبب مرور مدة طويلة لم أعد قادراً على ذكر جميع الأسماء، لكن من كنا نقول أنهم يمينيون مثل الأستاذ صلاح البيطار، شبلي العيسمي، منصور الأطرش، وآخرين..

أحمد منصور: دوُل قيادات الحزب

أحمد أبو صالح: دوُل قيادات الحزب..

أحمد منصور: لم ينجحوا..

أحمد أبو صالح: لم ينجحوا لأن نحن..

أحمد منصور: في المؤتمر القومي السادس..

أحمد أبو صالح: لأ بالمؤتمر القُطري أنا بأحكي أنا..

أحمد منصور: بالقطري.. صح.

أحمد أبو صالح: هذا سحب الثقة منه بعدين.

أحمد منصور: آه نعم.

أحمد أبو صالح: إنما بأول انتخابات للقيادة القطرية في سوريا بعد 8 آذار جرت ونجحنا نحن اللي محسوبين على اليسار، لذلك العسكريين..

أحمد منصور: معنى دا أيه؟ معنى دا أيه من قبل القواعد القيادات..

أحمد أبو صالح: أكثرية قواعد الحزب بدها تجديد..

أحمد منصور: أيوه قواعد..

أحمد أبو صالح: بدها تجديد، يعني لم.. يعني لم تعد تقبل بفكر ميشيل عفلق وصلاح البيطار، يعني الرعيل الأول بالحزب..

أحمد منصور: دا مبكر الكلام دا في 64 كان..

أحمد أبو صالح: أيه..

أحمد منصور: يعني في 64 بدأت قيادات البعث ترفض فكر الآباء أو المؤسسين..

أحمد أبو صالح: بالـ63 صارت الانتخابات..

أحمد منصور: بالـ 63..

أحمد أبو صالح: قبل.. قبل حركة العراق في تشرين في أكتوبر/تشرين قبلها بسوريا مذ قفزنا إلى الحكم، قررنا نحن وبتكتل، وهذا التكتل ممنوع بالحزب ممنوع، نحنا في الحقيقة كنا متكتلين، والاجتماعات كانت تتم في منزلي..

أحمد منصور[مقاطعاً]: طيب أيه معنى الآن.. أيه معنى الآن وجود تيار ناصري وجود تيار ماركسي داخل حزب البعث؟ كان فيكم ناصريين، كان فيكم ماركسيين.. أنتم كنتم ماركسيين..

أحمد أبو صالح: أيه إلى حد.. طبعاً.. يعني..

أحمد منصور: والناصرية والماركسية إذا كان هناك ما يسمى بالناصرية كأفكار ومبادئ ومذهب فكري تختلف اختلاف بعثي عن.. كان فيه صراع بين عبد الناصر وبين البعثيين، كان فيه صراع بين الماركسية وبين البعثيين، معنى كده أيه؟ معنى كده إن أفكار البعث لم تكن متشبعة لأبنائه؟!

أحمد أبو صالح: موضوع الناصريين ما كانوا موجودين في الحقيقة، كانوا انشقوا عن الحزب، جماعة الأستاذ أكرم الحوراني والناصريين اللي شكلوا تنظيم..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أكرم الحوراني كان اشتراكي انشق..

أحمد أبو صالح: صح.. انشق، وانشقوا أيضاً..

أحمد منصور: والناصريين، جاسم علوان ومجموعته..

أحمد أبو صالح: عدد من البعثيين انشقوا وعملوا تنظيم اسمه الوحدويين الاشتراكيين، هؤلاء ينادون بإعادة الوحدة، ثم النظر بالتطوير، نحن كنا بعثيين لا يجوز إطلاق علينا كلمة ناصريين، نحنا بعثيين، يعني معتبرين نفسنا نحنا بعثيين، داخل.. داخل هذا التنظيم البعثي اللي قفز إلى السلطة دون أن ندري بأن الأستاذ أكرم الحوراني منفذ أيضاً على بعض الذين قاموا بـ8 آذار وأيضاً الوحدويين الاشتراكيين منفذين، رغم استقالتهم من الوزارة، لكن بقوا على علاقة بواسطة أشخاص معينة، مثلاً صلاح جديد بقيت علاقته وطيدة بالناس اللي كنا نطلق عليهم إنهم قُطريون، هادولا أقرب للأستاذ أكرم الحوراني، هذا صلاح جديد، محمد عمران كان أقرب ما يكون إلى الوحدويين الاشتراكيين اللي قيادتهم تقدر تقول نصيرية مثل فايز إسماعيل وأدهم مصطفى، شايف فتوزعوا الأدوار، وحافظ الأسد اصطف إلى جانب اليسار.

أحمد منصور: الآن بعد المؤتمر القومي.. سَحَب المؤتمر القومي الثقة من القيادة القُطرية منكم أنتم..

أحمد أبو صالح: لأ سُحبت منا الثقة ليس بالمؤتمر القومي، بمؤتمر قُطري استثنائي، أطلقوا عليه المؤتمر القُطري الاستثنائي، في حين أن المؤتمر القُطري الاستثنائي بحكم النظام الداخلي يجب أن يضم فقط أعضاء المؤتمر القُطري العادي، فهم أتوا بعدد من العسكريين يتجاوز الخمسة عشر عسكري وأضافوهم إلى المؤتمر القُطري وسموه مؤتمر قطري استثنائي..

أحمد منصور: أيه معنى كده؟

أحمد أبو صالح: معنى ذلك إن هم بالحساب طلع معاهم..

أحمد منصور[مقاطعاً]: لأ مش بالحساب أنا بأقول كتصرف وسلوك، ما بأتكلمش على الحساب.

أحمد أبو صالح: تخلص منا، تآمر علينا، الغرض هو التخلص منا كما تخلصوا من رفاقنا بالعراق..

أحمد منصور: ردكم كان أيه على هذا؟

أحمد أبو صالح: نحنا رفضنا، بعدما تلينا البيان السياسي، بيان القيادة القُطرية السياسي، وشاهدنا بأُم أعيننا إنه اجتماعات عم بتتم بالطابق الثاني مع عسكريين ليس لهم علاقة بالمؤتمر القُطري أعلنَّا رفضنا بأن هؤلاء ليسوا أعضاء، نحنا القيادة فلو كانوا هادولا أعضاء مؤتمر نحن أدرى، والمؤتمر الاستثنائي مفروض يكون فقط..

أحمد منصور[مقاطعاً]: ما الذي ترتب على ذلك؟

أحمد أبو صالح: ترتب على ذلك إنه نحنا عندما سُحِبت الثقة خمسة مننا لم يرشحوا أنفسهم، أربعة عفواً.. أربعة لم يرشحوا أنفسهم، واللي ترشحوا العسكريين الثلاثة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: مين ومين؟

أحمد أبو صالح: حافظ الأسد ومحمد عبيد ومحمد رباح الطويل، بأمر طبعاً من قيادتهم ونور الدين الأتاسي وقت اللي أحس بأن الثقة ستُسحب منا فصف إلى جانب الآخرين، ميشيل عفلق بها المناسبة قام وقال إنه هذا الإجراء اللي أنا يعني كنت أتمنى ألا يقع، لكن لابد من وقوعه لأنه صار فيه أخطاء و.. و.. إلى آخره، ولكن هذا لا ينسحب على الرفيق أحمد أبو صالح، أرادوا يجروني أنا كما جروا نور الدين الأتاسي..

أحمد منصور[مقاطعاً]: إشمعنى؟

أحمد أبو صالح: لأ لأنه أنا بيعرفوا إنه أنا كنت واضح كل الوضوح، وأطرح قناعاتي بصراحة وجرأة، بيجوز يعني من العلويين ما كانوا مرتاحين، بس ميشيل عفلق والآخرين يعني إنه هذا أبو طموح، صحيح إله فكر.. يعني أقرب إلى اليسار لكن بيبقى إنسان يعني من وجهة نظرهم.

أحمد منصور: هل ما قمتم به من عمليات تأميم ومصادرة لأملاك الناس وظلم وقع على كثير من الناس، أنت مقتنع إلى اليوم إن اللي عملتوه صح؟

أحمد أبو صالح: اليوم غير مقتنع 100%، ولكن عندما تم ذلك كنت متحمساً.

أحمد منصور: الآن بعد تقييمك للي عملتوه..

أحمد أبو صالح: كانت يعني كانت عملية تخريب للاقتصاد السوري، ذلك لأننا فعلنا أيضاً كما فعل هلال رسلان بحلب، سلمنا كل المتاجر، كل الشركات تقريباً لصبيان، 18 و19 و20 و25 سنة صاروا يديروا أكبر الشركات، وما فيه شيء اسمه قانون تأميم أو مرسوم تأميم، قطعاً لأ، استيلاء تقدر بتقول، أضربت المدن…

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني الدولة.. الدولة تحولت إلى عصابات؟

أحمد أبو صالح: أيه خلينا نقول، يعني استولينا نحن، ما طلعنا قانون..

أحمد منصور: يعني شغل عصابات؟

أحمد أبو صالح: أيه شغل عصابات سيدي، استولينا نحنا على المحلات التجارية والشركات التي أعلنت الإضراب، نزلنا الحرس القومي و.. وبدأ بتكسير الأقفال، يعني مو موضوع نجيب الإنسان نقول له افتح المحل ونناقشه لأ، المدينة أغلقت حوانيتها، والشركات توقفت وإلى آخره، فنحنا أرسلنا هؤلاء الناس مو نحنا طبعاً، لكن جهة ما، نحنا مسؤولين عنها..

أحمد منصور: أيه جهة ما يعني؟

أحمد أبو صالح: نعم؟

أحمد منصور: أيه الجهة الما دي؟

أحمد أبو صالح: يعني تقدر تقول المخابرات العسكرية والناس اللي عم بيحكموا من خلف الستار..

أحمد منصور: وأنتم خدتم القرار دا في مجلس قيادة الثورة؟

أحمد أبو صالح: لا أبداً..

أحمد منصور: أُمَّال مين اللي خده؟

أحمد أبو صالح: أبداً.. أبداً، حتى أنا يعني باجتماع بيني وبين محمد عمران وأحمد سويداني هذا اللي كان بالصين واتهم بإنه له علاقة بالمخابرات المركزية، يعني طُلب إلينا أن نعالج المشكلة، دعينا التجار وبدأنا نناقشهم، لكن في الحقيقة نحنا تبين إنه على الأقل أنا ما إلي سلطة، أنا كان لي رأي لكن ما تنفذ..

أحمد منصور[مقاطعاً]: إزاي ما لكش سلطة؟ إزاي ما لكش سلطة؟ عضو مجلس قيادة ثورة..

أحمد أبو صالح: صح..

أحمد منصور: ووزير 3 وزارات، أمال مين بقى اللي له سلطة؟

أحمد أبو صالح: صح.. بس.. لأ، على عيني بس أنا سبق وأن قلت لك بأنه وزراء اعتقلوا دون علمنا، وزراء زملاءنا بالوزارة لمجرد استقالتهم وُضعوا بالسجن، أنا.. يعني في الحقيقة إنه نحنا ما كنا نحكم سوريا، كنا نظن إنه نحكم، فيه حالات استثنائية يعني عندما أطلب من حافظ الأسد الإفراج عن طارق الزيات بعد تعذيبه لمدة أشهر، والإفراج عن خالد بستنجي بعد أن أصبح مشلولاً وحالات.. وعبد الوهاب حومد، هاي حالات استثنائية التي كنت أطَّلع عليها، أما الحالات العامة أو ما كان يُمارس خلف ستار هو الأدهى والأمر، هو الذي أودى..

أحمد منصور: مين اللي كان بيحكم فعلاً في تلك..؟

أحمد أبو صالح: اللجنة العسكرية..

أحمد منصور: اللي هي؟

أحمد أبو صالح: سبق أن ذكرت بعض الأسماء يعني التي تشكلت بالقاهرة وبعضها..

أحمد منصور: نفسها هي التي ظلت تحكم؟ حتى وأنتم موجودين كصورة، كمجلس قيادة ثورة؟

أحمد أبو صالح: حتى ونحن موجودين كانت هي التي تحكم، وبالمناسبة جاء صلاح الدين في يوم من.. من الأيام وطرح.. لا أتذكر بالضبط موضوع، فالأكثرية عارضت ذلك، بمن فيهم الأستاذ ميشيل عفلق، وعندما.. وصلاح جديد يقول إنه والله هذا قرار الرفاق أعضاء اللجنة العسكرية، ميشيل عفلق للتاريخ أيضاً بإيده قلم، ضرب القلم على الطاولة، وقال: قولوا لنا إنه نحن ما عم نحكم، قولوا لنا فيه لجنة عسكرية عم تحكم البلد باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، هاي حقيقة أيضاً، يعني لذلك.. لذلك عندما حلَّت القيادة القومية.. القيادة القُطرية، ما هي عارفة بإنه القيادة القُطرية وراها لجنة عسكرية، يعني ما فيه أسهل من أن تقوم بانقلاب وقامت 53 يوم فقط حكمت القيادة القومية، فقط 53 يوم.

اندلاع أحداث حماة وطريقة قمعها

أحمد منصور: سآتي لها. في 7 أبريل 1964 اندلعت أحداث حماة وقُصفت مئذنة مسجد السلطان، ويقال أن هناك أربعين شهيداً، ألم يكن هذا تمرداً على حكم البعث؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي، هاي أيضاً يمكن ما حدا كتب عنها بدقة، في الحقيقة الفتنة قامت وبوجود عبد الحليم خدام اللي الآن نائب رئيس جمهورية..

أحمد منصور: كان محافظ حماة..

أحمد أبو صالح: كان محافظاً لمدينة حماة، قضية عادية جداً بين طالبين أحدهما سني والآخر علوي أو نصيري..

أحمد منصور: صح.

أحمد أبو صالح: فبدلاً من أن تُعالج في حينها، مع الأسف الشديد لا أعرف سبب عدم معالجتها من قِبَل المحافظ والمسؤولين الآخرين، المهم وقعت الفتنة، وكان أبرز شخص بين الإسلاميين -ما بأقول الإخوان المسلمين -هو مروان.. الشيخ مروان..

أحمد منصور: الشيخ مروان حميد؟ مروان حديد..

أحمد أبو صالح: حديد.. حديد، طبعاً الرجل يعني ما سمح بأنه والله لأبناء هذه الطائفة إنه حتى يحكموا المدارس، والأساتذة، يعني يتمردوا على الأساتذة، يتمردوا على كل شيء، وكأنهم هم مثل المماليك في مصر إبان أوجهم فصعب عليه هو والآخرين وكان فيه هناك استهتار بموضوع الدين واستخفاف بالمتدينين ويظهروا بالشوارع مخمورين وإلى آخره، فصار فيه هناك حركة بحماة على أثر يعني هذه الشعلة أو هذه الفتيلة أو كذا، فمع الأسف الشديد الضباط غير السُنة من عزت جديد إلى حمد عبيد، إلى..

أحمد منصور: دروز..

أحمد أبو صالح: إلى.. حمد عبيد درزي.

أحمد منصور: عزت جديد علوي وحمد عبيد درزي.

أحمد أبو صالح: نعم، وفيه واحد خير بك.. أنيس خير بك علوي و.. يعني ما فيه حدا من هؤلاء من أبناء الشعب اللي هم الأكثرية يعني السنة، فاستغلوها وبدءوا فعلاً بقصف المدينة ومنها مئذنة الشيخ، أمين الحافظ.

أحمد منصور: أمين الحافظ بيقول قصفت بدون إذنه.

أحمد أبو صالح: شوف صح، أمين الحافظ في مجلس قيادة الثورة عندما يعني احتدمت الأمور بحثنا في.. في مجلس قيادة الثورة كيف يمكن أن تعالج هذه المشكلة؟ هناك من اقترح أنه أبو طموح باعتبار ابن عائلة فيها نسبة كبيرة من المشايخ وعلاقتهم كبيرة في مشايخ حماة.

أحمد منصور: أنت متمرد على المشايخ.

أحمد أبو صالح: لأ، بس بالنسبة إلهم يعني فبيعرفوا إنه عائلتنا فعلاً فيها نسبة كبيرة من المشايخ، فالمهم وإذ أحد الموجودين شبلي العيسمي أو.. أو صلاح البيطار قال لا لا، أبو طموح عنيف ما بدنا، يعني الأفضل يبقى هون خلي غيره يروح، وإذا ميشيل بالذات قال ما فيه غير أمين الحافظ هو اللي يروح بيعالج المشكلة.

أحمد منصور: راح بقى يعمل أيه؟

أحمد أبو صالح: أمين الحافظ.

أحمد منصور: راح قال لهم: "نحن نقول للمتأمرين ومن خلفهم ما هي إلا أيام قليلة حتى نسحقهم ومن معهم ومن خلفهم وسيعلم المتآمرون أي منقلب ينقلبون".

أحمد أبو صالح: وبيحكي أكثر من هيك.

أحمد منصور: لأ وبعدين قال لهم: "سنحكم بالموت على كل من يستحق الموت، ونعاقب بالسجن المشاغبين، وسنسوقهم إلى تدمُر مشياً على الأقدام حتى.. حيث يبقون حتى يتحولوا إلى أناس طيبين، ولسوف نمشط المدينة لمصادرة السلاح، ولن نترك فيها غير سكاكين المطابخ".

أحمد أبو صالح: يا سيدي قصة تدمر مو مشياً على الأقدام، سحلاً بالدبابات وبالطيارات و.

أحمد منصور: بعض الناس اللي بيكتبوا بيبقوا مؤدبين شوية زي جزمة عبد الناصر وحذائه.

أحمد أبو صالح: أيوه، المهم اقترحوا أمين الحافظ، أمين الحافظ شو قال؟ قال أنا مستعد بأروح أنا وأبو أسامة ونور الدين كان وزير داخلية..

أحمد منصور: أبو أسامة صلاح جديد.

أحمد أبو صالح: صلاح جديد، ما بيقدر هو بلا أسامة يعني أبو أسامة، وصلاح.. ونور الدين الأتاسي، بس بشرط تفوضوني تفويض مطلق، تفويض مطلق بأن أقوم بكل ما أعتقد أنه بيقمع ها الانتفاضة أو يعني التمرد أو كذا، فسألوه إنه مثل أيش مثلاً يعني نفوضك بشو؟ قال لهم أنا بدي أجرهم بالسلاسل والحبال إلى تدمُر نساءً ورجالاً وأطفالاً، شبلي العسيمي احتج إنه هاي أطفالاً ونساءً بلاها، هو، قلت له هاي بلاها، يعني أنت قبلان يجر الرجال، أنا ما استمعتوا لرأيي بس قلتوا إنه أنا يعني عنيف، ورفضتوني، فالآن وقت اللي بينحكي ها الحكى هذا… أخي هذا.. هذا أخي يعني أقسى بكثير مما كنتم تظنون بأنه أنا يمكن أن أقدم عليه، ومع ذلك راح وإجا معاه.

أحمد منصور: راح خد موافقه إنه يجر.

أحمد أبو صالح: آه خد موافقة طبعاً مجلس قيادة الثورة.

أحمد منصور: أعطاه موافقة؟!

أحمد أبو صالح: على كل شيء ما عدا إنه ما يجر النساء والأطفال.

أحمد منصور: بس.

أحمد أبو صالح: آه، بس، الباقيين له أن يتصرف كما يشاء، راح أمين الحافظ ومعه صلاح جديد ونور الدين الأتاسي، في اليوم التاني اتصل فيَّ أمين الحافظ، قال لي أبو طموح أرجوك بأسرع ما يمكن تيجي إلى حماة، حس هو بأنه يعني هؤلاء الناس اللي..اللي ضربوا وقتلوا بدهم.. أخذوا عدد كبير جداً من الناس إلى الثكنات العسكرية بدهم يعدموهم، أنا ما كنت عرفان إنه بس ليش إصراره، وسألته قال لي أبو طموح بعدين بتعرف ما فيه بتقدر توصل لحماه بساعتين، وفعلاً في ساعتين وصلت لأنه 200 كيلومتر عن دمشق. بسيارة الوزارة وسقتها لحالي ما أخذت معي سائق، رحت لهناك دخلت على مكتب عبد الحليم خدام كمحافظ، الحاجب وقال لي والله يا أستاذ طلع هو وأمين الحافظ وصلاح الجديد ونور الدين الأتاسي لثكنة من الثكنات، ما أنا عرفان ليش طلعوا على الثكنة، وقعدت أنا على كرسي المحافظ ودعيت وجهاء المدينة، كلهم استجابوا.

أحمد منصور: مين أبرز الشخصيات؟

أحمد أبو صالح: مثلا الحامد كان مفتي.

أحمد منصور: الشيخ محمد الحامد.

أحمد أبو صالح: الشيخ محمد الحامد وآخرين، يعني هذا أبرز واحد أذكره جيداً، لأنه هو الذي تحدث باسم المجتمعين، تحدث الرجل باسم هؤلاء الناس، كيف ممكن هذا يصير، الدين، يعني البلد، الاستخفاف، وبعدين ليش يعني أنتم تحموا مثلاً النصيرية بمواجهة الأكثرية؟ ليش كذا؟ ليش كذا، حكى الرجل بوضوح وصراحة وإنه نحنا ما إنا راغبين بإنه والله ننتفض على النظام ويزداد عدد القتلى والجرحى والتخريب والكذا والكذا والكذا، وبصراحة يعني اللي قاموا بها العمل معروفين وأنتم أدرى الناس فيهم، حمد عبيد، وعزت الجديد، وأنيس خير بك، بمعنى أنه كلهم ما لهم علاقة بالسنة ما نعلم، أنا الحقيقة يعني حكيت بمنطق إيجابي جداً إنه أنا معكم هذا لا يجوز، وأنا كنت أثرت موضوع يعني استشراء أمر الطائفية، لأنه أنا حكيت عن عدس علويين ودروز وإسماعيليين لدى عودتي من اللاذقية يمكن أثرت هذا الموضوع، ولكن بصراحة يعني أيضاً الاستمرار بالعصيان يعني أنا رجل من المسؤولين ما بأقدر أصف معكم إنه تعالَ (يلعن أبوهم)، فيعني كمان هذا الأسلوب اللي اتبع بحماة من قبل بعض المتحمسين وإلى آخره هذا أيضاً غير جائز تعالَ.. أعطونا فرصة من الزمن، ولعلمكم أنا يعني وأنتم تعرفوني وقال لي الشيخ هذا محمد قال لي طبعاً نعرفك أستاذ أصلاً أنت لولا تكون فلان وابن عم فلان، ومن عائلة.. نحن ما كنا جينا، نحن ما كنا جينا..

أحمد منصور: عشان ولاد عمك المشايخ.

أحمد أبو صالح: آه، من شان ولاد عمي وممكن صايفيني معاهم.. معاهم يعني، المهم إجا عندنا..

أحمد منصور: بركاتهم حلت عليك.

أحمد أبو صالح: آه، إجا أمين الحافظ ومعه نور الدين وصلاح جديد، أنا مستمر بالحديث لإشعار هؤلاء الناس بأنه نحن ما إنا عبيد ولا إنا أرقاء وإلنا صوتنا وإلنا رأينا وإلى آخره، استمريت بالحديث وما.. ما تزحزحت عن الكرسي.

أحمد منصور: قل لي لمين؟ إثبات لمين يعني؟

أحمد أبو صالح: لا، لما إجا أمين الحافظ وصلاح الدين ونور الدين الأتاسي.

أحمد منصور: أيوه، حبيت تثبت لمين، بتثبت لأمين الحافظ والمجموعة يعني؟

أحمد أبو صالح: للناس اللي موجودين بأنه ما.. لمجرد ما يجوا هادولي يعني أنا خلاص قطعت حديثي وأعطيت الكرسي لأمين الحافظ وقلت له تفضل سلمته إلك.

أحمد منصور: رغم رئيس.. رغم إنه رئيس الدولة ومعاه وزير الداخلية و..

أحمد أبو صالح: آه، بالبدلة العسكرية، وبالبدلة العسكرية كمان، ما أنا ما قمت..

أحمد منصور: واخد تفويض بالسحل والجر و..

أحمد أبو صالح: آه ما قمت أنا، استمريت بالحديث نور الدين الأتاسي إيجا على الطرف وصار يغمزني إنه بما معناه إنه قوم، ويتعمد إنه يخلي أمين الحافظ وصلاح جديد يشوفوه إنه هو يعني عم يشير لي بوجوب إنه أنا أقوم وأعطي المكان لأمين الحافظ والتفت عليه أنا قلت له عيب نور الدين، بيكفي، عملتها مرة وأنا ما استجبت، بيكفي يا أخي اتركنا نحكي، هنا حسوا الناس اللي موجودين بإنه هذا أبو طموح يعني ما هو شخص عادي، يعني معنى ذلك يعني هو أساسي في المجموعة هاي الكذا الكذا، يعني كان تقييمهم إلي تقييم إيجابي جداً، أمين الحافظ للتاريخ قال له لنور الدين، قال له اتركه نور الدين خليه يكمل حديثه أبو طموح، وكانوا مرتاحين الناس، المهم بعدين أنا قلت له أعتقد أنه الآن أبو عبده يمكن فيه عنده شيء يقوله بعد عودته من الثكنة، قام قعد أمين الحافظ وطمأنهم وقال لهم: نحن كنا بالثكنة وفيه عدد كبير من المعتقلين أبناءكم وأبناء حماة اللي هي عزيزة على قلوبنا -بدأ هذا- ويعني قررنا الإفراج عنهم..

أحمد أبو صالح: كان عددهم قد أيه تفتكر.

أحمد أبو صالح: بالضبط ما بأعرف يعني، المهم بعدين هو قال لي أبو عبده، قال لي أبو طموح لولا أنا أكون هون وأطلع معهم على الثكنة كانوا بيعدموهم كلهم.

أحمد منصور: مباشرة بدون حكم، بدون محكمة، بدون أي شيء.

أحمد أبو صالح: أيه قال لي، كانوا مستعدين يعدموهم كلهم بها البساطة، فيعني أنا اتصلت فيك من شان أنت تضم صوتك لصوتي يعني على الأقل وأعرف إنه هادولا الجماعة بحماة هم علاقتهم وطيدة جداً بحلب بشكل عام، وحمص علاقتهم وطيدة جداً بدمشق شايف، فيعني فيه ها العلاقات الودية بين المدينتين زائد علاقات ودية بين عائلتنا والعائلات.. وحماه بلد محافظ جداً حتى المسيحيين في حماة بيتحجبوا لعلمك، يعني مجاراة للأكثرية الساحقة..

أحمد منصور: للبيئة.

أحمد أبو صالح: للبيئة اللي عايشين فيها، وفعلاً بعدين نحن سافرنا وكانوا راضين الناس اللي اجتمعوا في.. في يعني المكتب.

أحمد منصور: وانتهى الموضوع بعديها.

أحمد أبو صالح: انتهى الموضوع إلى حين.. انتهى الموضوع إلى حين.

أحمد منصور: أخذ وقت طبعاً، تقييمك أيه لأحداث حماة باختصار، 64 ؟

أحمد أبو صالح: يعني الأولى أم..؟

أحمد منصور: 64، 64 أنا ماليش دعوة باللي بعد كده مش شغلتكم.

أحمد أبو صالح: أيوه، يعني يمكن اكتشفوا الحقيقة، قبل غيرهم من أبناء المحافظات الأخرى لقربهم من المناطق اللي بيعيشوا فيها نصيريين، لأنهم ملاصقين تماماً يعني النصيريين على حدود حماة نسبتهم قليلة داخل المدينة، لكن كبيرة جداً خارج المدينة، وقد تصل إلى90%، شايف، وهم اللي اقتسموا الغاب بعد تجفيفه شايف، وبالتالي هم الحموية أحسوا قبل غيرهم بإنه يعني فيه هناك طائفية قد تستشري ويصعب علاجها وهذا ما حدث فعلاً يعني.

أحمد منصور: استمرت الأحداث لمدة أسبوعين وخمدت بعد ذلك، حكم بالإعدام على البعض، وذهب الشيخ محمد الحامد -كما روى لي- الرئيس أمين الحافظ في شهادته إليه ويعني سمح له بإنه عفا عن المجموعة التي كانت حكم عليها بالإعدام، هل صحيح إن الشيخ محمد الحامد قبَّل رأس أمين الحافظ حتى يوافق على عدم إعدام الذين كان قد حُكم عليهم بالإعدام؟

أحمد أبو صالح: لعلمك هاي أول مرة بأسمع بها القصة، لأنه نحن طلعنا من حماة ورجعنا إلى دمشق، يعني وهي بعد منتصف يمكن نيسان ما هيك؟

أحمد منصور: نعم كانت في.. كانت في أبريل انتهت 16 أبريل وقف إطلاق النار واستمرت لـ 24 أبريل إلى أن انتهت بشكل ما.

أحمد أبو صالح: أيه فرجعنا.. رجعنا نحن.. إيه فرجعنا نحن لدمشق وما فيه حدا محكوم.. في حدود علمي كانوا بدهم يحكموا بالإعدام وينفذوه يعني حكم ميداني وينفذوه..

أحمد منصور: عفا عنهم بعد ذلك.

أحمد أبو صالح: فيمكن المقصود إنه عفا عنهم وقت اللي كانوا بالثكنة معرضين لصدور حكم الإعدام.

استقالة أحمد أبو صالح من مجلس قيادة الثورة

أحمد منصور: أنت استقلت.. استقلت أنت في مايو 64، صح؟

أحمد أبو صالح: نعم.

أحمد منصور: استقلت قدمت استقالتك في مايو 64.

أحمد أبو صالح: في مايو 64 من.. من مجلس قيادة الثورة..

أحمد منصور: من مجلس قيادة الثورة.

أحمد أبو صالح: نعم؟

أحمد منصور: من مجلس قيادة الثورة من كل شيء يعني..

أحمد أبو صالح: طبعاً، لأنه كنا نحنا سحبت منا الثقة في المؤتمر القُطري الاستثنائي..

أحمد منصور[مقاطعاً]: فأيه اللي حصل؟ أيه اللي حصل في؟ قُبلت استقالتك؟

أحمد أبو صالح: من مجلس قيادة الوزراء، ورُفض.

أحمد منصور: من مجلس قيادة الوزراء، ورفضت من مجلس قيادة الثورة..

أحمد أبو صالح: ورفضت من مجلس قيادة الثورة، وأكثر من ذلك عُرِضَ عليَّ أن أترأس دورات مجلس قيادة الثورة، باعتباري أصبحت متفرغاً يعني، لم أعد عضواً في السلطة التنفيذية، ومجلس قيادة الثورة هو أعلى سلطة نظرياً، أعلى سلطة في البلد طبعاً، السلطة التشريعية وفي إيدها معظم يعني اختصاصات السلطة التنفيذية وإلى آخره، فطلب إليَّ يعني أن أكون رئيساً لجلسات مجلس قيادة الثورة، دورات مجلس قيادة الثورة، أنا الحقيقة وافقت، وعندما وافقت، صلاح جديد رشح طالب شو اسمه هذا كان وزير شؤون بلدية وقروية، الوليد طالب من كفر طخاريم جنب حلب، هذا يعني ما بأقول عنه إمعة، لكن يعني هذا مثل العجينة بأيديهم، وهو سني.

أحمد منصور: وهو فيه حد ما كانش عجينة؟

أحمد أبو صالح: أنا ما كنت عجينة يا رجل.

أحمد منصور: أنا ما كنتش عجينة، بس يعني الآخر كانت حاجات كتير بتتم بدون..

أحمد أبو صالح: مسؤول.. مسؤول بس ما كنت عجينة، ما كنت أسكت، وكانوا فعلاً يخشون إنه يصطدموا معي، لاعتقادهم بأنه مازال العسكريين…

أحمد منصور[مقاطعاً]: أيه دوافعك للاستقالة؟

أحمد أبو صالح: لأنه أنا شخصياً أولاً منذ..

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني هل معنى ذلك هو رفضك للسياسة القائمة؟ وعدم قبولك بالممارسة التي كانت موجودة؟ أم أنك استقلت لأن سُحبت الثقة من القيادة القُطرية؟

أحمد أبو صالح: يعني.. يا سيدي، هذا عامل طبعاً، سحب الثقة من القيادة بالنسبة إلي كإنسان أعتبر نفسي يعني قانوني، مبدئي صادق، أو هكذا يبدو لي، فمن الطبيعي أن أكون منسجماً مع نفسي، سُحبت الثقة مني، يعني من القيادة اللي أنا عضو فيها، بغض النظر عن إنه ميشيل عفلق طلب مني البقاء أو كذا، هذا ما.. ما بيعنيني لأني أنا عضو في القيادة التي سحبت الثقة منها في المؤتمر القُطري الاستثنائي فاستقالتي كانت معللة، حوالي 10، 11 صفحة، وكتبتها في الحِمَّة.. في الحمَّة بعيد عن.. عن.. عن مؤثرات أو كذا أو كذا، وقلت فيها رأيي، إنه ليش أنا مستقيل، وحتى أشرت لموضوع العراق، إنه إنتم راحوا قال ليعالجوا المشكلة بالعراق، وإذا تبين على إنه عم بيتآمروا، يعني علي الصالح السعدي وجماعته، علي الصالح السعدي وهاني الفكيكي ومحسن الشيخ راضي، وحميد خلخال، وحمدي عبد المجيد، شالوهم حطوهم بالطائرة من المؤتمر القُطري في بغداد ونزلوهم في مدريد، اتصل فيني علي الصالح السعدي قال لك يا أبو طموح نحن صرنا في مدريد، إذا ما رجعنا قبل قوات الأوان بد.. بده يطير الحكم في العراق بدنا نسقط في العراق، ففعلاً أنا حاولت مع أمين الحافظ، اتصلت فيه كذا مرة، يقول لي دبر حالك مع الأسف هذا أبو عبده وهو ببغداد، يقول لي دبر حالك، نائب رئيس مجلس الوزراء كان محمد عمران، ندوِّر على محمد عمران ما عدنا نشوفه، لحتى يعطوا أمر لنزار القباني، اللي كان قائم بالأعمال بسفارتنا في مدريد، هذا الشاعر المعروف، حتى اتصلت أنا بنزار قلت له يا أستاذ يطول لي عمرك، لتسفروهم أعطيهم جوازات سفر خليهم يجوا للبلد.

أحمد منصور: يجوا عندكم سوريا..

أحمد أبو صالح: لعندنا لسوريا، قال لي والله أستاذ بصراحة يعني رجل حقه، قال لي يا أستاذ أنا ما بدي أتلقى أوامر منك، أنا بأتلقى أوامر من وزير الخارجية، رحنا على وزير الخارجية حسان المريود، قلت له يا أخي، قال لي بدي أمر من محمد عمران (نائب رئيس الوزراء) لكن نائب رئيس الوزراء مختفي محمد عمران، ما عندنا نقدر نحصله بسوريا، المهم.

أحمد منصور: نائب رئيس الوزراء مختفي، ومجلس الوزراء..

أحمد أبو صالح: من شان ما.. ما يتعرض للمساءلة، إنه أنا أروح لعنده، أقول له بدنا نجيبهم من مدريد، لأنه نحن القيادة كلنا كنا تقريباً مجمعين على أنه هاي مؤامرة، ولازم نجيب الناس الذين نفوا إلى.. إلى مدريد، أما عمران والآخرين..

أحمد منصور: ولما تجبوهم لدمشق..

أحمد أبو صالح: متآمرين هم يتبين إنه هم..

أحمد منصور: مع العراقيين..

أحمد أبو صالح: طبعاً مع العسكريين اللي دخلوا المؤتمر، وأخذوا ها الناس، وحطوهم بمدريد، المهم نجحت أنا بالقوة بأخذ خمس جوازات سفر دبلوماسية من حسان المريود وزير الخارجية، وبالقوة يا سيدي، وسحبت عليه المسدس، وسلمته الجوازات الدبلوماسية للدكتور محمود نوفل، أستاذ جامعة الآن، وكان عضو قيادة قُطرية معانا، أستاذ جامعة في دمشق، وسافر بالجوازات لبيروت، لأنه ما كان فيه طائرة من دمشق مُقلِعة بسرعة إلى مدريد، راح إلى بيروت ولكن في بيروت أُذيع نبأ استيلاء عبد السلام عارف والآخرين على الحكم في العراق، ولعلمك كان نصف الحكومة التي شكلت على أنقاض حزب البعث العربي الاشتراكي من البعثيين، في طليعتهم طاهر يحيى بعثي، وأحمد حسن البكر بعثي، وحردان التكريتي بعثي، وستار عبد اللطيف بعثي، يعني استلموا نيابة رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، وزير.. عفواً مو وزير الدفاع، يعني عدة وزارات فاعلة، كلهم من البعثيين، يعني الجهة المتآمرة في سوريا مع الذين كنا نقول أنهم يمينيون.

أحمد منصور: الآن بدأت الثورة.

أحمد أبو صالح: وفقرة صغيرة، بعدما تم ذلك، وفي مجلس قيادة الثورة رفعنا الجلسة للاستراحة، استمعت إلى ميشيل عفلق يقول لأمين الحافظ: يا أبو عبده قلت لك كذا مرة، نتخلص من الجماعة هون مثل ما تخلصنا من الجماعة في بغداد.

أحمد منصور: عليكم أنتم.

أحمد أبو صالح: أيوه، ودير باله ما شايفني، حطيت إيدي على كتفه وجريته بنزق، أستاذ أنت بتتآمر، لتترك غيرك يتآمر، إنت ما بيجوز لك تتآمر، أنت أمين قومي للحزب، كيف ممكن، بس.. بس سمعته وسامعة وداني، إنه قلت لك يا أبو عبده كذا مرة نتخلص من هؤلاء في سوريا قبل التخلص منهم في بغداد.

أحمد منصور: تقييمك أيه للي كنتم تعملوه في بعض؟

أحمد أبو صالح: كنا نظن إنه جئنا إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وكلنا مؤمنين بمنطلقاته ونظامه وشعاراته، تبيَّن أن هذا غير صحيح.

أحمد منصور: وأيه اللي كان صحيح؟

أحمد أبو صالح: الصحيح كان ويمكن ذكرت في مرة سابقة إنه نحن أتينا أو الحزب نشأ نشأة حولها إشارات استفهام، ذلك لأن حزب البعث العربي الاشتراكي كان يعتمد بالدرجة الأولى على غير أبناء المدن الكبرى مثل دمشق وحلب وحمص مثلاً، وإنما كان يعتمد على الأقليات بالدرجة الأولى، لذلك انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي نسبة كبيرة من أبناء الأقليات، الذين وجدوا فيه حصان طروادة للوصول إلى السلطة، وبالدرجة الأولى النصيرية، لأنه نسبتهم أكثر من نسبة الأقليات الأخرى.

النصيريين نسبتهم تقريباً 10% من سكان سوريا، وتاريخياً يعني معروف عنهم أنهم قاموا بأعمال تتنافى مع الإسلام والعروبة، مثلاً محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي، كذا مرة جنب حلب في عزاز حاولوا مرتين مثلاً وفي.. وفي مصر أيضاً حاولوا هذا شيخ الجبل، كمان كان يحاول اغتيال هؤلاء الناس الذين كانوا مستعدين للدفاع عن العروبة والإسلام.

أحمد منصور: إحنا في الفترة التاريخية التي حكمتم فيها، في 17 يناير 1965 تم إلقاء القبض على أشهر جاسوس إسرائيلي في تاريخ المنطقة (إيلي كوهين) أبدأ معك به الحلقة القادمة، أشكرك شكراً جزيلاً.

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ أحمد أبو صالح (الوزير السابق، وعضو القيادة القُطرية الأسبق في حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا)، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.