ما وراء الخبر

مآلات الرواية السعودية لمقتل خاشقجي في ضوء مسار التحقيقات

ناقش “ما وراء الخبر” الاعتبارات والأهداف التي صنعت الرواية السعودية عن مقتل خاشقجي والتغيرات التي طرأت عليها، وبحث عن مصير الحقيقة والمحاسبة في ضوء رواية الرياض وردود الفعل الدولية عليها.

توالت ردود الفعل الدولية الواسعة النطاق على الرواية السعودية الجديدة بشأن ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، معتبرة إياها فاقدة للمصداقية.

وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول سعودي قوله إن خاشقجي مات خنقاً في شجار مع فريق استخباري وأمني، أوفده نائب رئيس الاستخبارات السعودية أحمد عسيري إلى إسطنبول لإقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية.

حلقة الأحد (2018/10/21) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت الاعتبارات والأهداف التي صنعت الرواية السعودية لمجريات مقتل خاشقجي، والتغيرات التي طرأت عليها، وبحثت عن مصير الحقيقة والمحاسبة في ضوء رواية الرياض وردود الفعل الدولية عليها.

روايات متعددة
يرى الكاتب الصحفي أولفييه غيتا أنه من الصعب تنفيذ عملية أمنية خارجية كالتي حصلت لخاشقجي دون علم رأس الدولة المنفذة والمسؤولين الكبار فيها. وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يسيطر على كل الأجهزة الأمنية حاليا، ومن الطبيعي أن يكون على علم بهذه العملية من بدايتها، بل إنه من وجه بها.

ويؤكد الصحفي جون فريدريكس أن السعودية تعمدت تقديم روايات مضللة للإدارة الأميركية في هذه القضية، وهذا ما انعكس على تباين تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشار لوجود "أكاذيب" في الرواية السعودية.

وأضاف فريدريكس أنه ليس من السهولة جر خاشقجي إلى العراك مع أي شخص نظرا لعمره، مؤكدا أن ترامب سيتخذ قرارا بالاتفاق مع الكونغرس بعد انتهاء التحقيق في الواقعة.

الكاتب الصحفي صلاح القادري قال إن تناقض ولي العهد السعودي يشكك في مصداقيته مستقبلا، مشيرا إلى أن هذا التناقض في الروايات يصعّب على أصدقاء وحلفاء السعودية اتخاذ قرارات ضد السعودية، ويدفعهم للبحث عن الخبر اليقين في القضية مع انتهاء التحقيق.

مسار القضية
ويقول فريدريكس إن بن سلمان نسف كل حملات الترويج التي قام بها حلفاؤه في أميركا بسبب التناقضات في أفعاله غير المدروسة، وشعوره بانقلاب الغرب ضده جاء بعد تناقض السعودية في تصريحاتها الكاذبة بشأن خاشقجي.

وأضاف أنه لا يرى مسارا واضحا للخروج من هذه الأزمة سينقذ ابن سلمان، وأن هناك ضغوطا تمارس ضد الرئيس ترامب لوضع حد لهذه الأزمة.

وبدوره؛ يعتقد غيتا أن ابن سلمان تمادى في خطوته الأخيرة، وهو يفتح الكثير من الجبهات في آن واحد بدءا بأزمة اليمن والحرب هناك ثم حصار قطر وأخيرا قتل خاشقجي، ولا يوجد مخرج للنظام السعودي إلا باستبدال محمد بن سلمان والولايات المتحدة الأميركية لن تقبل بأقل من ذلك.

لكن القادري يقلل من إمكانية تحقق هذا الكلام خصوصا أن الملك سلمان وضع نجله على رأس لجنة لتصحيح عمل جهاز الاستخبارات، بعد ظهور أدلة تثبت تورط هذا الجهاز في قضية خاشقجي، مؤكدا أن الضوء الأخضر الأميركي ما زال مع ابن سلمان الذي لا ترى واشنطن الوقت مناسبا لتغييره حالياً.