ما وراء الخبر

الأزمة الخليجية.. ماذا بعد اجتماع تيلرسون بممثلي دول الحصار؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” المسارات المحتملة للأزمة الخليجية، في ضوء التكتم على نتائج اجتماع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في جدة بممثلي الدول الأربع التي تفرض حصارا على قطر.

حلقة (2017/7/12) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت المسارات المحتملة للأزمة الخليجية في ضوء التكتم على نتائج هذا الاجتماع.

وفي هذا الصدد، عزا أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر الدكتور ماجد الأنصاري التكتم على نتائج اجتماع تيلرسون بممثلي دول الحصار في جدة إلى وجود عدم توافق أميركي مع دول الحصار، مشيرا إلى أن الأخيرة لا تريد أن تظهر أن الموقف الأميركي بعيد عن مواقفها، وكانت تريد التسويق منذ بداية الأزمة على أن لديها دعما دوليا من خلال أميركا، استنادا إلى حالة الارتباك في واشنطن بشأن الأزمة.

وأعرب الأنصاري عن اعتقاده بأن المعطيات على الأرض لا تشير إلى انفراجة قريبة في الأزمة، خاصة في ظل رفض دول الحصار أي دعوة للتفاوض أو تعديل مطالبها أو الدخول في حوار مباشر ضمن آليات مجلس التعاون الخليجي أو الوساطة الكويتية.

وأضاف أنه لم تكن هناك حاجة أصلا للأزمة، حيث كانت هناك آليات لتنفيذ اتفاقيات الرياض بشأن مكافحة الإرهاب، وآليات لتقدم دول الحصار شكاوى في اجتماعات وزراء خارجية مجلس التعاون وبحثها في إطار المجلس، "ولكن هناك من يريد افتعال الأزمة مستغلا حالة الارتباك في واشنطن لفرض واقع على الأرض".

وحول توقيع مذكرة تفاهم بين الولايات المتحدة وقطر لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب، قال إن تلك الاتفاقية تسبق الضغوط التي مارستها دول الحصار على قطر، وتسبق اتفاقيات قمم الرياض، "ومن يعيق وقف تمويل الإرهاب هي دول الحصار التي لم توقع تلك الاتفاقيات".

الحل الخليجي
من جهته، عزا الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي عايد المناع التكتم على نتائج اجتماع جدة إلى أن الوسيط يحاول عادة الحصول على نتائج أكثر من تسليط الأضواء، وكذلك إلى عدم إتاحة الفرصة للإعلام والقوى الأخرى المناوئة للاتفاق للحصول على معلومات.

وأعرب عن اعتقاده بأن عودة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الكويت ربما تكون لطرح ما توصل إليه من نتائج في الدوحة وجدة من حوارات يمكن أن تشكل منطلقا جديدا للوساطة الكويتية التي لا تزال قائمة. 

وحول إمكانية حلحلة الأزمة قريبا، قال المناع إن الأميركيين والغربيين ليسوا في عجلة من أمرهم لأنهم يعرفون أن المنطقة قلقة ويريدون أن تأخذ الأزمة مداها.

وأكد أن حل الأزمة خليجيا كان هو الممكن عن طريق الالتزام بما تم الاتفاق عليه في الاتفاقيات السابقة أو عدم الالتزام نهائيا والبحث عن طريق آخر، مشددا على أن إعادة بناء البيت الخليجي على أسس سليمة تتطلب عدم تغليب المصالح الفردية على مصالح الأغلبية، حسب تعبيره.

أزمة متطاولة
بدوره، عزا الدكتور إدوارد جوزيف المدير التنفيذي لمعهد الشؤون الدولية في واشنطن التكتم على نتائج اجتماع جدة إلى أن الوزير الأميركي تيلرسون يحاول إبقاء سقف متدن من التوقعات بشأن الأزمة الخليجية، ويتصرف كوسيط بالتناغم مع الوساطة الكويتية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية تتطلب نوعا من الكتمان والحفاظ على سرية النتائج.

وتوقع جوزيف عدم حصول انفراجة قريبة للأزمة، معتبرا أنها ستطول بسبب عدم تقديم أطرافها أي تنازلات حتى الآن.

وأوضح أن تيلرسون يحاول اتخاذ مواقف متوازنة بين أطراف الأزمة في إطار جهوده الدبلوماسية لحل الأزمة، مشيرا إلى أن تيلرسون شكك دائما في مشروعية المطالب التي قدمتها السعودية نيابة عن الدول الأربع.