ما وراء الخبر

ماذا تعني مناطق لتخفيف التصعيد في سوريا؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” استئناف مفاوضات أستانا بحضور أميركي وسط خلاف على اقتراح روسيا إنشاء ما سمتها مناطق لتخفيف التصعيد في سوريا.

تنطلق الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا بين النظام السوري والمعارضة بملامح تبدو مختلفة عما سبقها، فهي تعكف ولأول مرة على بحث مقترح روسي لإقامة مناطق لتخفيف التصعيد في سوريا.

ووسط غموض في الصياغات تعلن المعارضة في اللحظات الأولى تعليق مشاركتها مشترطة وقف قصف النظام للمدنيين. ومع هذا وذاك، تعلن واشنطن مشاركتها بممثل رفيع المستوى بعدما قاطعت الجولة الأخيرة من المفاوضات.

ويقول مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (2017/5/3) إن مغادرة وفد المعارضة المفاوضات ينسجم مع معنى أستانا التي تختص بوقف إطلاق النار وتترك الشأن السياسي لجنيف.

والحال -وفقا له- أن النيران لم تتوقف فعلقت المعارضة السورية مشاركتها.

النظام يواصل القتل
هذا أيضا ما ذهب إليه سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في باريس منذر ماخوس، إذ قال إن النظام وحلفاءه يواصلون إطلاق النار والتهجير والتضييق على المساعدات الإنسانية.

ويضرب مثلا على ذلك أن 52 شاحنة دخلت دوما كانت فقط تحمل 7500 سلة غذائية، وعليه فإن النظام إما أنه أفرغ الشاحنات أو أنه لم يسمح بتحميلها من الأصل، ويسأل "هل هذه بيئة مناسبة لمفاوضات؟".

في خضم ما يجري جاء اقتراح المناطق بتصعيد خفيف. وهنا يفرق جوشوا لانديس بينه وبين المناطق الآمنة، فالآمنة تعني وجود قوات أجنبية وحظر للطيران، أما تخفيف التصعيد فهو أشبه بوقف إطلاق النار والفصل بين المتصارعين.

 

وبشأن موقف واشنطن قال إنه غير واضح مع أن دونالد ترمب تحدث في حملته الانتخابية عن منطقة آمنة، لكن لا يبدو أحد من السياسيين متلهفا على دعم هذه الفكرة التي ما إن تطرح حتى تطرح معها أسئلة: من يحميها ومن ينفق عليها؟

بالون اختبار
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الروسي يفغيني سيدروف إن الاقتراح الروسي ربما كان بالون اختبار لمعرفة ردود فعل أطراف أخرى ومنها الولايات المتحدة.

ويشير سيدروف إلى تقارب بين طرحي واشنطن وموسكو بخصوص المناطق الآمنة ربما يدفع باتفاق مبدئي في لقاء فلاديمير بوتين ودونالد ترمب في هامبورغ بعد حوالي شهرين.

بدوره قال منذر ماخوس إن مشروع روسيا لمناطق تخفيف التصعيد غير واضحة حدوده، لافتا إلى أن المعارضة تحفظت مباشرة على أن تكون إيران قوة فصل، فكيف تكون كذلك وهي طرف في الصراع؟