ما وراء الخبر

لماذا برّأ شكري إسرائيل من الإرهاب؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” رفض وزير الخارجية المصري سامح شكري وصف ما ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين بالإرهاب، ومحاولته تبرير السياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.
انتقد ضيفا حلقة الثلاثاء (23/8/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري التي رفض فيها وصف ما ترتكبه إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين بالإرهاب.

وكان شكري خلال لقاء مع طلاب متفوقين في القاهرة قد ردّ على سؤال عما إذا كان قتل إسرائيل للأطفال الفلسطينيين يُعد إرهاباً، بالقول إن الأمر لا يمكن أن يوصف كذلك دون وجود توافق دولي وقانوني على تعريف محدد للإرهاب.

وقد أثارت تصريحات شكري جدلا كبيرا في الأوساط العربية انصرف فيه الكلام في معظمه إلى انتقادها تصريحات الوزير المصري، بينما خرجت الخارجية المصرية لتقول إن التصريحات حرفت بشكل متعمد.

واعتبر رئيس تحرير صحيفة "المشهد" المصرية الأسبوعية مجدي شندي أن تصريحات شكري رغم نفي الخارجية المصرية؛ لها تنم عن عمى سياسي وعدم إدراك لحقائق الجغرافيا والتاريخ وعدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل.

وأكد شندي أنه لم يكن مطلوبا من وزير الخارجية المصري عرض وجهات النظر الإسرائيلية، وإنما كان يفترض أن يتحدث من منظور مصر "التي خاضت أربع حروب مع هذا الكيان المغتصب".

وأضاف أنه كان يفترض بالوزير عدم الدخول في نقاش سفسطائي عن التعريف الدولي للإرهاب، وإنما كان مطلوبا منه أن يعكس النظرة المصرية لممارسات هذا الكيان المغتصب منذ احتلال فلسطين عام 1948 وحتى الآن، وعليه أن يدرك أن أي صلح مع هذا الكيان هو صلح مؤقت.

ونفى شندي أن تكون تصريحات شكري تعبر عن سياسة النظام المصري الحالي بمصادقة إسرائيل ومعاداة القضية الفلسطينية، "فهي لو كانت كذلك لما نفتها الخارجية المصرية وصححتها".

وشدد على أن ما تفعله السلطة الحاكمة لا يعبر عن ضمير الشعب المصري الذي يعتبر إسرائيل العدو الوحيد والأساسي في المنطقة، مؤكدا أنه لا يستطيع أي نظام عربي معاداة القضية الفلسطينية لأنها القضية المركزية للعالم العربي، وهي جزء من الأمن القومي المصري الذي يعتبر مخترقا ما دامت فلسطين محتلة. 

معاداة القضية الفلسطينية
في المقابل اعتبر الكاتب الصحفي وائل نجم أن تصريحات شكري تعبر عن سياسة النظام المصري الحالي الذي أظهر طبيعته الحقيقية في مخاصمة ومعاداة القضية الفلسطينية، التي تجلت في مواقف سابقة منها حصاره الخانق لقطاع غزة وإغراق الأنفاق.

ووصف ما قاله شكري بأنه "ليست زلة لسان وإنما سياسة منهجية للنظام المصري إزاء القضية الفلسطينية، وهي محاولة لتضليل العقل المصري وتطبيع الشخصية المصرية التي استعصت على التطبيع".

كما وصف نجم توضيح الخارجية المصرية لتصريحات شكري بأنها "جاءت تكحّلها فعمتها، وهي تأكيد للمؤكد بمعاداة النظام المصري الحالي للقضية الفلسطينية"، لكنه أشاد بمواقف الشعب المصري الداعمة والمؤيدة للقضية الفلسطينية وقال "نحن لدينا ثقة كاملة في الشعب المصري الذي فجر ثورة 25 يناير رغم أن هناك من اختطف قراره، ولكن هذا الاختطاف سيكون مؤقتا".