ما وراء الخبر

هل تستغل روسيا مباحثات جنيف؟

ناقشت حلقة 3/2/2016 من برنامج “ما وراء الخبر” أهداف التصعيد الروسي في سوريا الذي يتزامن مع مباحثات جنيف التي أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا تعليقها مؤقتا.
قال المستشار الإعلامي لوفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف أحمد كامل إن الهجمة الروسية على حلب بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وهي التي أدت إلى تعليق مباحثات جنيف بشأن الأزمة السورية مؤقتا حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بحسب ما أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

ووصف كامل الأجواء في جنيف بأنها كانت متوترة ولم يحدث أي تقدم خلال المباحثات، مما جعلها غير ممكنة الاستمرار، وهذا يظهر -يضيف المتحدث- تخلي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن الشعب السوري.

وبشأن إعلان دي ميستورا أنه سيدعو الدول الداعمة لمحادثات سوريا للاجتماع فورا لحل القضايا، دعا المستشار الإعلامي لوفد المعارضة السورية إلى تدخل الولايات المتحدة الأميركية والدول التي قدمت ضمانات وتعهدات للمعارضة السورية وقدمت لها دعما واضحا، إضافة إلى الدول الصديقة مثل فرنسا وقطر وتركيا وغيرها، أما روسيا -بحسب كامل- فهي أصبحت طرفا في الصراع السوري.

وشدد ضيف حلقة 3/2/2016 من برنامج "ما وراء الخبر" على أن المعارضة السورية منفتحة على الحل السياسي ومستعدة للقيام بأي شيء من أجل إيقاف الدم في سوريا، "لكن هذا الحل لم يقدم ولا رغيف خبر للسوريين"، مشيرا إلى أن المعارضة تتمسك بخيار السلام وفي الوقت نفسه ستقاوم نظام الأسد وما اعتبره الاحتلال الروسي.

من جهته، رد عمر فاروق قورقماز المستشار الأول لرئيس الوزراء التركي على سؤال بشأن تعليق محادثات جنيف بقوله "نحن أمام مسرحية دولية على الأراضي السورية"، واعتبر أن الدول التي دعّمت الثورة السورية في بدايتها تراجعت عن دورها، وأن تركيا وقفت مع هذه الثورة ومع القضية السورية في جانبها الإنساني.

وذكر أن هناك أطرافا -لم يسمها- إقليمية ودولية تريد توريط تركيا في الصراع السوري، وأن كل ما يجري في المنطقة من العراق إلى سوريا يستهدف الأمن القومي لتركيا، وأشار إلى أن بلاده مع ذلك لن تتورط، وهي لم تضغط على المعارضة السورية ولم تفرض عليها شروطا، وهي مع حل جذري للأزمة السورية لكن بعيدا عن الأسد.

ورقة
أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف فقدم وجهة النظر الروسية التي تعتبر أن تغيير ميزان القوى على الأرض ورقة مهمة في المباحثات، وقال إن روسيا ستستمر في فرض الطوق على حلب وعزل مقاتلي المعارضة، إضافة إلى محاولة فرز -كما يضيف المتحدث- المعارضة "المعتدلة" من المعارضة "المتشددة".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن بلاده لن توقف عملياتها الجوية حتى تحقق ما سماه النصر على "الإرهابيين"، ودعا أيضا لوقف التهريب عبر الحدود التركية السورية، معتبرا أن ذلك أحد أهم شروط وقف إطلاق النار.

وقال ستيبانوف إن روسيا مع تغيير النظام في سوريا لأن الأسد "توفي وانتهى"، واستبعد أن تسعى بلاده إلى إقامة دويلة علوية للأسد في شمالي غربي سوريا، وفق ما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في وقت سابق.

غير أن المستشار الإعلامي لوفد المعارضة السورية اتهم روسيا بأنها تقول ما لا تفعل، فهي تقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية لكنها لا تفعل، ولا تترك الشعب السوري يختار وتخلق عملاء للنظام لتجعل منهم معارضة، وهذا ما يجعل مصداقية هذه الدولة صفرا لدى الشعب السوري.