ما وراء الخبر

الانتهاكات بسجون مصر.. بين الإنكار والقتل البطيء

بحثت حلقة “ما وراء الخبر” تفاقم أوضاع الاحتجاز التي يعيشها المعارضون للنظام الحالي في مصر، وتزايد حالات الوفاة المعلن عنها للعديد من المعتقلين المعارضين في السجون المصرية.

يشير تزايد حالات الوفاة المعلنة للعديد من المعتقلين المعارضين في السجون المصرية إلى تفاقم أوضاع الاحتجاز التي يعيشها المعارضون للنظام الحالي في مصر.

وإضافة إلى التقارير الحقوقية التي تحذر من تدهور وضع حقوق الإنسان والحريات العامة في مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، تكشف شهادات المعتقلين وتقارير منظمات حقوق الإنسان عن أوضاع مزرية في السجون وفي مقار الاحتجاز المصرية تتراوح بين التعذيب وسوء أوضاع الحبس والإهمال والحرمان من العلاج الطبي.

استقطاب سياسي
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة أكد لدى مشاركته في حلقة 2/8/2015 من برنامج "ما وراء الخبر"، وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر، لافتا إلى أنه ليس في موضع يسمح له بالحديث عن مدى تفاقم الظاهرة في الفترة الأخيرة.

ورأى أن حالة الاستقطاب السياسي التي يمر بها المجتمع المصري والتقلبات العميقة التي شهدتها البلاد منذ ثورة 25 يناير 2011 أدت إلى حالات انقسام سياسي أضحت تستخدم لتبرير الانتهاكات المستمرة.

وجدد نافعة مطالبته بتشكيل لجان تحقيق مستقلة حول الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، معتبرا أي تدخل خارجي في ملف حقوق الإنسان يعقده ولا يحله، خصوصا عندما يتعلق الأمر بصراع سياسي في الداخل.

انكار الانتهاكات
من جانبه، قال الأستاذ في جامعة إكستر البريطانية عمر عاشور إننا اليوم أمام سلطة شرسة في مواجهة كل من تعتقد أنه يعارضها أو يخالفها، مستخدمة في ذلك آليات استبدادية بينها التعذيب.

وأوضح أن الإرادة السياسية السائدة الآن في مصر تنكر كل الانتهاكات ولا تتيح إمكانيات المراقبة والمحاسبة في ظل غياب البرلمان وضعف القضاء، زيادة على سير الإعلام في ركاب السلطة، حسب رأيه.

وذكر عاشور أن المزاج السائد لدى الإدارة الأميركية يميل إلى دعم نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره، في نظرها، قادرا على مجابهة التهديدات الإرهابية المتفاقمة، وذلك بقطع النظر عن طبيعته الاستبدادية وما يتبعها من انتهاكات وممارسات تتنافى مع حقوق الإنسان.

ولفت المتحدث باسم منظمة الكرامة لحقوق الإنسان أحمد مفرح إلى توثيق 285 حالة وفاة داخل مراكز الاعتقال جراء التعذيب أو سوء الرعاية الصحية المتعمدة.

واتهم السلطات المصرية بارتكاب ما سماها جريمة منظمة بحق المعتقلين داخل مراكز الاحتجاز، قائلا "هناك حالة من حالات القتل البطيء للمعتقلين في سياق سياسة ممنهجة".

ورأى مفرح أن التعامل مع الأوضاع في مصر بشكل عملي يكشف الحقائق كما هي من شأنه أن يساعد على إبراز ما يتعرض له المواطنون المصريون عموما يوميا من انتهاكات في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية.