ما وراء الخبر

هل تؤثر الخلافات الطائفية على استعادة الأنبار؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” تأثير الخلافات الطائفية بالعراق على عملية الأنبار ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وحقيقة المخاوف التي يبديها سكان المناطق التي يتم استردادها من التنظيم.

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية تحقيقا حول العملية التي تقوم بها قوات الحكومة العراقية ومليشيا الحشد الشعبي لاستعادة الأنبار من تنظيم الدولة الإسلامية في ضوء زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي الأخيرة لبغداد.

وترى المجلة أن العملية بدأت بداية متعثرة، وأن الخلافات الطائفية تضعفها، وأن معنويات القوات شديدة الانخفاض تهددها رغم تفوقها العددي الكبير.

وأثارت تطورات الأحداث وسعي قوات الحكومة العراقية ومليشيا الحشد الشعبي لاستعادة الأنبار أسئلة حول تأثير الخلافات الطائفية على العملية ضد تنظيم الدولة، وحقيقة مخاوف سكان المناطق التي يتم استردادها من التنظيم.

الكلمة لمن؟
وحول من يملك الكلمة لتسيير الأمور أكد عضو ائتلاف دولة القانون محمد العكيلي أن كلمة الفصل ووضع الخطط والتحرك التكتيكي تعتبر من مهام القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الذي يقوم بدوره بتوزيع الأوامر للقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المرتبطة بالحكومة العراقية.

في المقابل رفض الكاتب والباحث السياسي العراقي لقاء مكي وجهة نظر العكيلي، وأكد أن الحشد الشعبي -الذي أنشئ بفتوى من المرجعية الدينية- يأخذ تعليماته من إيران ولا يقبل أن يأخذ تعليماته من القائد العام للجيش العراقي، مشيرا إلى أن إيران أقامت جسرا مباشرا بينها وبين مليشيات داخل الحشد.

واتهم العكيلي جهات لم يسمها بمحاولة تشويه سمعة الحشد الشعبي، وقال إن رئيس الوزراء حيدر العبادي أراد وضع الحلول الكفيلة للحد من أنشطة الجهات التي تعتدي على المواطنين متقمصة دور الحشد الشعبي، الذي أكد أنه أصبح موضع احترام من الطائفة السنية.

ونفى العكيلي أن تكون هناك دوافع طائفية وراء التوجه نحو الفلوجة أو الرمادي، وتحدى من يكيل التهم أن يأتي بالدليل القاطع، ودعا إلى مساندة الحشد الشعبي، لأن لديه "نوايا طيبة لتحرير البلاد والعباد"، وأوضح أن مهمة الحشد تتمثل في قطع الإمداد عن الفلوجة لأن بها "رأس الأفعى".

وفي وجهة نظر مخالفة للعكيلي أكد مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية لحلقة الاثنين 20/7/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" أن أبناء المناطق العربية السنية يخشون الحشد الشعبي ويفضلون أن يكون الجيش العراقي هو رأس الرمح، لأنهم لا يريدون أن تأتي زعامات شيعية لتسيطر على مناطقهم.

وتأكيدا على وجود مخاوف من قيام الحشد الشعبي بتجاوزات، أشار العطية لحديث سابق لديمبسي نفسه قال فيه إن المشكلة في العراق تتمثل في الانقسام الطائفي، وربط العطية نجاح المعركة ضد التنظيم بالإجابة على السؤال الذي يقول: ماذا بعد التنظيم؟

ولتحقيق الوحدة ومحاربة تنظيم الدولة دعا مكي إلى تقديم مبادرة حقيقية، تتضمن تنازلات من الجميع لتحقيق المصلحة العامة، مؤكدا أن الحكومة لم تقدم حتى الآن مبادرة حقيقية تهدف إلى توحيد العراقيين.

زيارة ديمبسي
وفيما يتعلق بالموقف الأميركي اعتبر العطية أن أميركا لا تريد أن تقحم نفسها في حرب طائفية، حتى لا تخسر طرفا على حساب آخر.

وأشار إلى أن مجيء ديمبسي الآن إلى العراق يدل على أن هناك مشكلة حقيقية بين القوات الحكومية وقوات الحشد، وأكد أن معركة الرمادي تضع مكانة العبادي وأميركا في العراق على المحك.

أما الكاتب والباحث لقاء مكي فقد عزا زيارة ديمبسي للعراق إلى خلاف أميركي مع الحكومة العراقية حول المدينة التي يجب أن تهاجم أولا، فبينما يفضل الأميركيون مهاجمة الرمادي أولا، يرغب الحشد الشعبي بمهاجمة الفلوجة أولا.