ما وراء الخبر

أبعاد القمة التركية الإيرانية في طهران

اعتبر ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” أن الملف اليمني هو أقرب الملفات التي يمكن الاتفاق بشأنها، في ضوء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران.

لم يختلف ضيوف حلقة برنامج "ما وراء الخبر" في كون زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران لها أبعاد اقتصادية وتجارية، بحكم المصلحة المشتركة بين طهران وأنقرة، ولكنها أيضا تحمل رسائل سياسية في ضوء ما تشهده المنطقة من ملفات ملتهبة؛ اليمن، وسوريا، والعراق. 

فالمصلحة الاقتصادية والتجارية هي التي تحكم علاقات طهران وأنقرة، مثلما تقول الباحثة في الشؤون الإيرانية فاطمة الصمادي التي كشفت أن ثماني اتفاقيات تجارية وقعت بين البلدين أثناء زيارة أردوغان، وأن هناك خططا لرفع التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار أميركي.

وذهب مدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن الدكتور فواز جرجس في نفس المنحى، بقوله إن البلدين تهمهما مصالحهما التجارية والاقتصادية، ودعا إلى عدم المبالغة في الحديث عن وجود خلافات بينهما بشأن بعض الملفات، لأنهما يقومان بتحييد هذه الخلافات من أجل مصلحتهما.

من جهته، تحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي في مداخلته بحلقة برنامج "ما وراء الخبر"، عما أسماها براغماتية تركية وبراغماتية إيرانية، وقال إن زيارة أردوغان لها بعد اقتصادي بالدرجة الأولى، لكنها تحمل رسائل سياسية أيضا.

وأشار الشايجي إلى وجود تنافس وصراع بين البلدين، واستشهد بالانتقاد الشديد الذي وجهه الرئيس التركي مؤخرا إلى إيران بشأن ما عده سعي إيران للهيمنة على اليمن والمنطقة، حتى إن بعض النواب بمجلس الشورى الإيراني طالبوا بإلغاء الزيارة.

وطالب أردوغان في أواخر مارس/آذار الماضي طهران بسحب قواتها من العراق وسوريا واليمن، مما أثار غضب إيران.

ومن وجهة نظر الأستاذ بجامعة الكويت، فإن تركيا لا تريد أن تكون بينها وبين إيران فجوة، خاصة بعد اتفاق الإطار الخاص بالملف النووي الإيراني.

ملف اليمن
وذكر الشايجي أن زيارة أردوغان جاءت بعد تطورات مهمة، وتحركات دبلوماسية على محاور عدة، ولم يستبعد أن يتم الاتفاق في فترة لاحقة على حل سياسي في اليمن، بحيث تقدم طهران عربون ثقة للدول الخليجية من خلال ضغطها على الحوثيين، وأشار إلى أن اليمن لا يشكل أهمية إستراتيجية لها.

وأيدت الصمادي مسألة أن فرص النجاح كبيرة لحل الأزمة في اليمن بطريقة سياسية، وأن تركيا تسعى لأن تكون الجسر في مثل هذه الخطوة، لكن إيران -تؤكد المتحدثة- لا تريد الدور التركي بدليل أنها طلبت وساطة سلطنة عمان والكويت.  

وشاطر جرجس الصمادي في كون الأزمة اليمنية هي أقرب الملفات إلى الحل وردم الهوة بين مختلف الأطراف المعنية، ورأى أن زيارة أردوغان جاءت بعد عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، وقال إن تركيا تحاول أن تكون جسر التواصل بين الرياض وطهران.

وتساءل جرجس عن سبب فشل العرب كمنظومة في إيجاد مقاربات وآليات التواصل مع إيران واللجوء إلى تركيا لتكون وسيطا لهم في هذا الأمر.

يذكر أن الرئيسين التركي والإيراني حسن روحاني دعوَا إلى إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، ووضع حد للمجازر المستمرة بسوريا، وذلك في ختام مباحثات جرت الثلاثاء بطهران وتركزت على التطورات الإقليمية والقضايا الاقتصادية.