ما وراء الخبر

لماذا استعصت تكريت؟

تساءلت حلقة “ما وراء الخبر” حول الأسباب الحقيقية لتعثر عملية استعادة السيطرة على تكريت رغم الإمكانات اللوجستية والبشرية التي حشدت، وأسباب تأخر دعم التحالف ضد تنظيم الدولة.

أكد قائد عمليات صلاح الدين في العراق أن مشاركة التحالف الدولي ضرورية للسيطرة على مدينة تكريت.

ويأتي هذا التصريح بعد أسبوعين من انطلاق العمليات وبعد عدة أيام من وقف مليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية تقدمها لاستعادة المدينة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

حلقة الاثنين 16/3/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت مع هذا التصريح وناقشته في محورين: ما الأسباب الحقيقية لتعثر عملية استعادة السيطرة على تكريت رغم الإمكانات اللوجستية والبشرية التي حشدت لها؟ وما الذي أخر دعم التحالف الذي اعتبره القائد العسكري العراقي ضروريا رغم مرور أسبوعين على معركة تكريت؟

واستضافت الحلقة من عمان المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي، ومن لندن مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية.

شعارات ونوايا
قال نزار السامرائي في مستهل حديثه إن كثيرا من الشباب في تكريت لاحظوا ما جرى في مدن سابقة، ومن دون أن يرتبطوا بتنظيم الدولة هبوا للدفاع عن مدينتهم.

وبين أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي طرح شعارات كثيرة ونوايا وردية، مؤكدا أن النوايا لا يمكن لها أن تصنع حقائق على الأرض.

ولفت إلى رفع شعارات طائفية انتقامية من قبل مليشيات الحشد الشعبي موجهة أساسا لعشيرتي البوناصر والبوعجيل.

وذكر السامرائي أن الولايات المتحدة حذرت من أنها لن تشارك في أي عمليات تستهدف العرب السنة في العراق.

ورأى أن الأميركيين أحجموا عن تقديم أي دعم عسكري في عملية تكريت لأنهم أرادوا أن يغسلوا أيديهم منذ البداية من أي جرائم محتملة قد ترتكب ضد العرب السنة على أيدي مليشيات الحشد الشعبي.

معالجة الأسباب
وأشار مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية إلى أن الولايات المتحدة كانت مصرة على معالجة أسباب المشكلة، وفي مقدمتها الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة.

وفسر الامتناع الأميركي عن تقديم الدعم في عملية تكريت بأنه رسالة من واشنطن إلى بغداد مفادها أن الولايات المتحدة غير مستعدة للانحياز إلى طرف مذهبي على حساب آخر.

واعتبر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي واقع في ورطة بين ما تريده إيران ومن ورائها حلفاؤها في العراق، وبين ما ترغب فيه الولايات المتحدة.

وقال العطية إن مجيء العبادي كان فرصة للإصلاح، لكنه فشل في مهمته بسبب النفوذ الإيراني الكبير في العراق.

وأكد أن العرب السنة -إن كانوا في صفوف الحكومة أو المعارضة- يخسرون يوما بعد يوم، وهم في حاجة لمن يجمعهم ويوحدهم.

وختم بالقول إن أميركا تريد أن تجر إيران إلى الخط الوسط في العراق، بينما يسعى الإيرانيون إلى تقوية أوراقهم مع الولايات المتحدة.