ما وراء الخبر

صالح والحوثيون.. تحالف الأعداء؟

توقفت حلقة “ما وراء الخبر” عند مكالمة هاتفية مسربة تكشف تنسيقا بين الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وبين الحوثيين، وناقشت مجالات ومستوى التنسيق بين الجانبين.

كشف تسريب صوتي حصلت عليه الجزيرة عن تنسيق أجراه الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح مع جماعة الحوثي، حيث طلب فيه صالح من قيادي حوثي التواصل مع قيادات سياسية وعسكرية موالية له، وتشاور معه أيضا بشأن مرشحي رئاسة الحكومة، وأبدى رفضه ترشيح أحمد بن عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس.
 
وأظهر التسجيل الصوتي -الذي يعود تاريخه إلى أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد وقوع صنعاء في قبضة الحوثيين في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي- تنسيقا بين صالح والقيادي الحوثي عبد الواحد أبو راس الذي كان ممثل الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني، بشأن تحركات عسكرية وسياسية.

حلقة الأربعاء (21/1/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت عند هذا التسريب وناقشته في محورين: كيف بدت مجالات ومستوى التنسيق بن صالح والحوثيين من خلال ما ورد في المكالمة المسربة؟ وإلى أين سيقود التحالف بين الجانبين اليمن في ظل آخر التطورات الميدانية والسياسية الجارية فيه؟

وشارك في الحلقة المحلل السياسي عبد الناصر المودع، والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني، وعضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله (الحوثيون) حسن الصعدي.

تحالف طبيعي
واعتبر عبد الناصر المودع أنه من الطبيعي أن يكون الرئيس اليمني السابق متحالفا مع الحوثيين، مضيفا أن صالح مهمته تتمثل في تدمير العملية السياسية بعد الخروج منها. وذكر أن صالح يحاول أن يلعب مع الجميع وأن يستفيد من الجميع.

وأكد أن كل الوقائع تشير إلى أن صالح سهل كثيرا للحوثيين، مما سمح بوصولهم إلى ما هم عليه الآن.

لكن المودع لفت إلى أن الحوثيين عندما يتخلصون من الخصوم الفرعيين سيعودون إلى خصمهم الرئيسي ألا وهو علي عبد الله صالح.

ورأى أن جماعة الحوثي لن تستطيع أن تحكم فيما وصفها بالأرضية الرخوة التي عليها اليمن اليوم.

وفيما يتعلق بالرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي قال المودع إنه أصبح رهينة عند الحوثيين، وعلى العالم أن يتعامل معه باعتباره فاقدا للصلاحيات.

تشكيك
من جانبه ذكر القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني أن المكالمة المسربة ليست صحيحة، محذرا مما أسماها مؤامرة تستهدف أهالي مأرب من قبل الحوثيين والرئيس هادي.

واعتبر أن من ينسق مع جماعة الحوثي ومن يمكّنهم من مفاصل الدولة هو الرئيس الحالي الذي يمتلك القرار، مشيرا إلى أن الرئيس السابق علي عبد لله صالح سلم السلطة سلميا.

وقال اليماني "لا يمكن أن نجلس على طاولة واحدة مع الحوثيين الذين ينفذون المشروع الفارسي في اليمن".

وفي السياق ذاته، رأى القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام أن الرئيس السابق يقف حجر عثرة أمام مشروع إيران في اليمن.

أما عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله حسن الصعدي فقد بين أن للرئيس السابق علي عبد الله صالح حضورا قويا في صنعاء، ومن الطبيعي أن يتواصل الحوثيون معه حقنا للدماء، وفق تعبيره.

وأضاف الصعدي أن الحوثيين يتحركون بحسب ما تمليه مصلحة البلاد، نافيا أن يكون هناك أي تحالف من أي نوع مع صالح.