ما وراء الخبر

خيارات النظام السوري للرد على هجمات إسرائيل

ناقشت الحلقة الهجمات التي نفذتها طائرات إسرائيلية أمس الأحد ضد أهداف قرب العاصمة السورية دمشق، وتساءلت عن سبب استسهال استباحة الأراضي السورية؟ وما طبيعة الأهداف التي قصفتها هذه المرة؟

انتقدت دمشق وطهران وموسكو الهجمات التي شنتها طائرات إسرائيلية ظهر الأحد على منطقتين في ريف دمشق. وتعتبر الهجمات -التي رفضت تل أبيب تأكيدها أو نفيها- السادسة التي تنفذها إسرائيل داخل الأراضي السورية هذا العام.

حلقة الاثنين (8/12/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع، وتساءلت: ما الذي يدفع إسرائيل إلى استسهال استباحة الأراضي السورية؟ وما طبيعة الأهداف التي قصفتها هذه المرة؟

كان لافتاً أن النظام السوري أغفل هذه المرة التأكيد على الاحتفاظ بحق الرد على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت موقعين في محيط دمشق، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إنها لم تسقط أي ضحايا.

أما إسرائيل فقد امتنعت -كما تفعل عادة في مثل هذه المواقف- عن تأكيد أو نفي وقوع الهجمات، لكن وزير استخباراتها يوفال شتاينيتزن قال في أول تصريح رسمي بعد الغارتين، إن تل أبيب مصممة على منع نقل أي أسلحة متطورة من سوريا إلى لبنان.

خطوط حمراء
حول هذا الموضوع يقول الدكتور صالح النعامي -الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية- إن العملية الأخيرة لإسرائيل تندرج ضمن الخطوط الحمراء التي أعلنها وزير الحرب قبل عامين، والتي شملت تحييد البرنامج الكيميائي السوري، وضمان ألا تنطلق من سوريا عمليات تمس إسرائيل، وألا تتحول إلى محطة لنقل أسلحة كاسرة للتوازن لجهات معادية لإسرائيل أو أي تنظيمات جهادية في حال فقد النظام السوري سيطرته على مناطق توجد بها مخازن للسلاح.

وأضاف أن إسرائيل تستغل الواقع في سوريا، خاصة أن النظام لم يرد في المرات السابقة، وهذه المرة تأتي في وقت يخوض فيها "حرب بقاء" من وجهة نظر إسرائيلية.

وأكد النعامي أن هناك عشرات العمليات التي قامت بها إسرائيل داخل الأراضي والأجواء السورية ولا يتم التركيز الإعلامي عليها.

ومن جهته، أكد رئيس حزب الجمهورية السوري المعارض محمد صبرا أن العدوان الاسرائيلي مدان ولا يمكن أن نقبل به كشعب سوري، وأضاف أنه جرت العادة في إسرائيل على استباحة الأجواء السورية منذ السبعينيات دون رادع حقيقي لها، في ما عدا التصريحات المتكررة من النظام بأنه يحتفظ بحق الرد.

أجواء مستباحة
وأوضح أن إسرائيل أبادت لواءً سوريا كاملا عام 1984 ولم يحرك النظام ساكنا، واعتبر أن موقف النظام يأتي لأنه ليس معنيا بالرد عليها في الوقت الذي يحاول فيه ضبط الأوضاع داخل سوريا، في حين يترك مجاله الجوي مستباحا لأكثر من ستين دولة تقصف وتضرب كما تشاء.

في المقابل، اعتبر الكاتب الصحفي غسان جواد أن الهجمات الإسرائيلية تأتي لرفع الحالة المعنوية لقوات المعارضة السورية، وفق رأيه.

وأضاف أن إسرائيل اعتدت من قبل على أنظمة عربية قوية مثل نظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ولم يرد، بل ولجأ إلى مجلس الأمن.

وختم بأن المسؤول ورجل الدولة يضع أمامه المعطيات والتشخيص ويرد بناء عليها، وليس بناء على العاطفة أو الابتزاز الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام.