ما وراء الخبر

تراجع أسعار النفط.. الأسباب والتداعيات المحتملة

ناقشت الحلقة أسباب تراجع أسعار النفط إلى ما دون 91 دولارا للبرميل، وتساءلت: هل نحن بصدد تراجع أكبر؟ وما التداعيات الإقليمية والعالمية المحتملة؟

تراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء إلى ما دون 91 دولارا للبرميل، ليصل سعر النفط بذلك إلى أدنى مستوى له منذ يونيو/حزيران 2012.

حلقة الخميس (9/10/2014) من برنامج (ما وراء الخبر) ناقشت أسباب تراجع أسعار النفط وهل نحن بصدد تراجع أكبر؟ وتساءلت عن التداعيات الإقليمية والعالمية المحتملة لهذا التراجع؟

قلق وحالة ترقب، مخاوف متزايدة من انخفاض أكبر في أسعار النفط في ضوء تراجع الطلب العالمي ووفرة المعروض، تلك هي الأجواء التي سيطرت على مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي في كثير من أنحاء العالم، بعد تراجع أسعار النفط أمس الأربعاء.

ويثير هذا التراجع لأسعار النفط مخاوف من ظهور حرب تخفيض في الأسعار بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إذ ربما تتنافس الدول بعضها مع بعض للحفاظ على حصصها في السوق وسط وفرة الإمدادات وضعف الطلب.

وتقول مصادر نفطية وتجارية في الشرق الأوسط إن هناك الآن مخاطر من انطلاق تسابق لخفض الأسعار في الوقت الذي يدعو فيه كثير من أعضاء أوبك إلى الوحدة في مواجهة إحدى أشد موجات انخفاض الأسعار حدة منذ الأزمة المالية عام 2008.

العرض والطلب
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور كامل وزنة أن تراجع الطلب على النفط مع وفرة العرض من أبرز الأسباب التي أدت لانخفاض أسعار النفط.

وأوضح أن الولايات المتحدة زادت إنتاجها للنفط منذ العام 2008 حتى الآن بنسبة 70%، مشيرا إلى حالة التردي السياسي الموجود وتأثر الأسواق العالمية بها.

واعتبر أن ما يحدث في المنطقة من أحداث وصراعات سياسية قد يؤدي لارتفاع أسعار النفط، لكن الأسواق العالمية تقول إن الأمر تحت السيطرة، فالدول التي تشهد صراعات كالعراق وليبيا لم تتأثر صادرات النفط فيها كثيرا.

وحسب وزنة فإنه إذا لم يتم الاتفاق على آلية لتخفيض الإنتاج فقد يستمر انخفاض الأسعار، لكنه قال إن هذا الانخفاض له انعكاس إيجابي على التنمية، لأنها يعيد التنمية الاقتصادية كما حدث في أزمات سابقة.

تداعيات اقتصادية
أما عن التداعيات المحتملة فيقول وزنة إن الدول العربية النفطية لديها موازنات ورؤية حول عمليات الإنفاق تعتمد بشكل أساسي على أسعار النفط، وبالتالي فإن انخفاض الأسعار سيؤثر على ميزانية هذه الدول.

ويتفق تايسون سلوكم مدير برنامج الطاقة في منظمة "بابليك سيتيزنز" مع وزنة في أن أهم أسباب تراجع الأسعار هو تراجع الطلب على النفط خاصة من ألمانيا والولايات المتحدة والصين واليابان.

وقال إننا في هذه المرحلة قد نكون اقتربنا من مرحلة أكبر تراجع للأسعار، أي أن الأسعار ستقفز للأعلى مرة أخرى، وقد تخفض أوبك الإنتاج.

بدوره، عزا الكاتب في الشؤون الاقتصادية برجس حمود البرجس تراجع أسعار النفط بالعرض والطلب، وقال إن السوق الأميركي، وهو المستهلك الأكبر للنفط منتعش حاليا، مع زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الصخري وتراجع وارداتها.

وأضاف أن الأحداث السياسية والجيوسياسية في الفترات الماضية كان لها دور في خفض الإنتاج في كل من ليبيا وإيران والعراق، لكنهم بدؤوا الرجوع ببطء، أضف إلى ذلك الأوضاع الاقتصادية لروسيا.