صورة عامة - ما وراء الخبر 15/2/2012
ما وراء الخبر

أبعاد اتهام إيران بتفجيرات تايلند

تتناول الحلقة نفي إيران اتهامات لها بالوقوف خلف التفجيرات الثلاثة التي وقعت في العاصمة التايلندية بانكوك واللذين استهدفا سفارتي إسرائيل في جورجيا والهند. هل ثمة قرائن حيثية أو ظرفية تبرر اتهام إيران بالتورط في هذه الهجمات؟

‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪رويل مارك غريشيت‬ رويل مارك غريشيت
‪رويل مارك غريشيت‬ رويل مارك غريشيت
‪أمير موسوي‬ أمير موسوي
‪أمير موسوي‬ أمير موسوي

محمد كريشان:نفت إيران اتهامات لها بالوقوف خلف التفجيرات الثلاثة التي وقعت في العاصمة التايل

ندية بانكوك كما نفت من قبل أية علاقة لها بالهجوميين اللذين استهدفا سفارتي إسرائيل في جورجيا والهند قبل يومين، متهمة مجموعات مرتبطة بتل أبيب بتنفيذ هذه الهجمات، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه من زاويتين: هل ثمة قرائن حيثية أو ظرفية تبرر اتهام إيران بالتورط في تنفيذ أو تدبير مثل هذه الهجمات؟ وما أثر هذه الحوادث وسلسلة الاغتيالات الإيرانية على الحرب الصامتة بين طهران وخصومها؟

السلام عليكم، حرب الاتهامات بين إيران وخصومها مسلسل لا يتوقف فقبل أشهر اتهمت طهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، اليوم بالمسؤولية عن عمليات بانكوك ودلهي وتبليسي، في المقابل لم تتردد طهران في  اتهام أعدائها بالوقوف وراء سلسلة اغتيالات طالت عددا من خبرائها النوويين في الشهور الأخيرة، وهكذا يبدو الطرفان وكأنهما يخوضان حربا صامتة تخفي خلفها خشية من الخوض في مواجهة مباشرة تبدو مؤجلة كخيار لوقف برنامج إيران النووي.

[تقرير مسجل]

أمير صديق: بعيد في أقصى جنوب شرق آسيا بدأت فيما يتراءى فصول معركة دبلوماسية شرسة بين طهران وتل أبيب، خلفية هذه المعركة سلسلة تفجيرات وقعت الثلاثاء في العاصمة التايلندية بانكوك أتهم ثلاثة إيرانيين بالضلوع فيها واحد منهم بترت ساقه وأصيب بجروح بالغة أثناء إلقائه عبوة ناسفة على مركز شرطة بعيد انفجار كان وقع داخل منزل قيل أن الرجل غادره مباشرة بصحبة  اثنين من رفاقه بعد وقوع الانفجار الأول، تمضي الإجراءات الشرطية فيما يبدو بطريقة سلسة بعد الإعلان عن توقيف جميع المشتبه بهم واعتقل آخرهم في ماليزيا التي وصلها قادما من تايلاند، ولأن انفجارات بانكوك تلت بيوم واحد انفجارات أخرى استهدفت سفارتي إسرائيل في الهند وجورجيا فقد اكتسبت بعدا خارجيا منذ لحظتها الأولى عززه فيما يبدو أن المشتبه بضلوعه فيها من حملة الجوازات الإيرانية.

[شريط مسجل]

ويبون بانغثامي/ مسؤول أمني تايلاندي: نعتقد أن القنابل المستخدمة من نفس النوع الذي استخدم في الهند ونحقق حاليا إذا كانت المجموعة المنفذة واحدة.

أمير صديق: الخارجية التايلاندية التي كان دخولها على خط قضية التفجيرات علامة أخرى تؤكد خصوصية طابعها كانت أكثر تحفظا من المسؤولين الأمنيين الذين نقل عن أحدهم قوله إن الانفجارات نفذها إيرانيون يشكلون فريق اغتيال كان يستهدف دبلوماسيين إسرائيليين.

[شريط مسجل]

تاني تونغفاكدي/الناطق باسم الخارجية التايلاندية: بعض الناس ربطوا الانفجارات بتلك الحوادث التي شهدتها الهند وجورجيا لكننا لا نستطيع القول بذلك لأننا لا نمتلك أدلة كافية.

أمير صديق: بالنسبة لإسرائيل فإن تورط إيران في تفجيرات تايلاند أمر مفروغ منه، أما ما يجب التركيز عليه من وجهة نظرها فهو ضرورة الانتباه إلى وقف ما سمته العدوان اﻹيراني قبل انتشاره إلى دول أخرى،  إيران من جانبها نفت الاتهام بشدة  بل وردته إلى إسرائيل  عندما قالت إن مجموعات مرتبطة بدوائر صهيونية هي التي نفذتها سعيا للإساءة إلى ما وصفتها إيران بالعلاقات التاريخية بينها وبين تايلاند، وصف قد يصعب على طهران التراجع عنه فيما لو خرجت التحقيقات التايلاندية للتفجيرات بما لا تشتهيه.

[نهاية التقرير]

إسرائيل وتوجيه أصابع الاتهام إلى إيران

محمد كريشان: ومعنا في هذه الحلقة من الخرطوم الكاتب والمحلل السياسي الإيراني أمير موسوي ومن واشنطن رويل مارك غريشيت المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط لوكالة الاستخبارات الأميركية CIA، أهلا بضيفينا، لو بدأنا بالسيد غريشيت في واشنطن، الآن تقريبا إسرائيل هي الوحيدة التي تتهم إيران مباشرة، برأيك هل هناك ما يدعم فعلا مثل هذا الاتهام؟

رويل مارك غريشيت: في الحقيقة لا نعرف تفاصيل هذه العمليات بعد ولكن الجولة الأولي من الهجمات حدثت عند المناسبة الأولى لموت عماد مغنية والتهديدات التي توجه ضد إسرائيل من قبل المرشد الأعلى هي محددة تماما وواضحة ولذا أعتقد أنه من الصعب أن نتخيل حسب ما أعتقد شخص آخر أو طرف آخر يقول إن حماس تقوم بذلك، إذن فالفرص عظيمة جدا والحضور بأن هذه عملية أدارتها أطراف  إيرانية أو من قبل حزب الله الإيراني، اللبناني عفوا والذي يعمل بالتنسيق مع إيران.

محمد كريشان: عادة واشنطن أيضا تسارع بالاتهام، هذه المرة إسرائيل فقط اتهمت بينما واشنطن لم تتهم أحدا محددا، هل لهذا دلالة برأيك؟

رويل مارك غريشيت: كلا ليس لهذا أهمية أو علاقة مباشرة، فواشنطن انتظرت وراقبت ما يجري ولكن إذا ما كنا لنسأل أي كان في المجلس الوطني الأمني إن كان لديهم شكوك بشأن تورط إيران فسيقولون لك لا.

محمد كريشان: بطبيعة الحال إيران نفت وهنا نسأل السيد أمير موسوي طبيعي أن تنفي إيران ولكن هل من الطبيعي أن تتهم إسرائيل بأنها هي التي تقف وراء مثل هذه العمليات؟

أمير موسوي: بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن الكيان الصهيوني هو الذي أدار هذه العملية وربما أطراف غربية وبعض الأطراف المتعاطفة في المنطقة لتجييش الوضع ضد  إيران لأسباب كثيرة وواضحة، أولا نحن نعلم جيدا أن الهند وتايلاند امتنعا عن مسايرة الدول الغربية في موضوع البترول وشراء البترول الإيراني وكذلك التعامل المالي مع إيران هذا ما أغضب الكيان الصهيوني  وبعض الأطراف الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية فربما هذه النقطة الأساسية في إيجاد فتنة ونوع من افتعال الاضطرابات في العلاقات المميزة ما زالت مميزة بين إيران وتايلاند والهند من جهة أخرى، النقطة الثانية هو استدراج إيران لقضايا هامشية إن كان حزب الله أو إيران أعتقد أن هذه الذكرى السنوية لاغتيال واستشهاد الشهيد عماد مغنية لا يمكن مقاضاتها بمثل هذه العمليات التي لا تؤثر أبدا على الكيان الصهيوني وإنما تحركات إيذائية، أنا أعتقد إذا كانت إيران تريد أن تنتقم لعلمائها  النوويين هي ستستهدف الوجود الصهيوني وليس هذه العمليات التي لا فائدة منها وإنما هامشية برأيي وتريد إسرائيل تريد تجييش العالم ضد إيران قبل أن تقوم إيران بخطوات تأديبية للكيان الصهيوني على ما ارتكبه من جرائم ضد العلماء النوويين باعتراف الكيان نفسه.

محمد كريشان: على ذكر العلماء، على ذكر العلماء سيد موسوي يعني من بين القرائن التي قدمت للتفسير بأن إيران هي التي تقوم بذلك، بوعاذ غانور، هي التي قامت بالتفجيرات أقصد، بوعاذ غانور وهو مدير مركز هرتسليا لمكافحة الإرهاب يقول نفس الطريقة التي استعملت لاغتيال العلماء النوويين في إيران بمعنى عبوة في مؤخرة السيارة هي نفس الطريقة التي استعملت في التفجيرات الأخيرة هذه التي اتهمت بها إيران وكأنها رسالة من طهران تقول انتبهوا أنا من يقوم بذلك ردا على ما فعلتموه في طهران؟

أمير موسوي: أنا أعتقد بأنها خطوات إستباقية لإرباك الخطة الإيرانية التأديبية للكيان الصهيوني، أعتقد أن إيران لو أرادت أن تنتقم لعلمائها ولما ارتكبته القوات والاستخبارات الصهيونية ضد علمائها ستكون خطواتها مؤلمة جدا وتأديبية وعلى مستوى وجود الكيان الصهيوني، ليست هذه العمليات يمكن أن تقوم بها إيران وخاصة أنها غير مؤثرة وهامشية ولا تجني أطراف يعني أطراف مستقلة  إن كانت إيران أو حزب إلا ربما التجييش العالمي ضدها، إنما إيران إذا ما أرادت أن تؤدب الكيان الصهيوني بصورة علنية وبصورة قوية وبصورة شاملة وليست هذه الخطط التي يراد من إيران أن تستدرج لمثلها حتى ربما تصرف النظر عن الخطط الأساسية ضد الكيان الصهيوني التي لا أستبعد أن إيران تغمر في نفسها خطة لتأديب الكيان الصهيوني على ما ارتكبه من جرائم ضد علمائها وضد أهداف إستراتيجية وخاصة لو ارتكب حماقة هم يريدون استباق الأوضاع، إيران لم تستدرج أبدا ولديها الخطط اللازمة في ساعة الصفر وإنما يراد من إيران الآن بهذه العمليات التحرشية أولا يعني  إبراز الكيان الصهيوني بأنه مظلوم ووقع تحت الظلم وأنه مستهدف من قبل أطراف إيرانية أو لبنانية، وفي نفس الوقت كذلك يريد أن يحرف الأنظار إلى ما تريد إيران أن تقوم به لاحقا من تأديبه بسبب ما ارتكبه، ما ارتكب من أخطاء.

محمد كريشان: نعم هو تأكيدا، تأكيدا لكلامك هذا سيد موسوي نيكي سيغال وهو مسؤول ملف إيران في المخابرات الإسرائيلية في الموساد سابقا يقول الهجمات هذه الأخيرة تقوي من الموقف الدبلوماسي  لإسرائيل في مواجهة إيران وهنا أسأل السيد غريشت لأن السيد موسوي سيد غريشت أشار إلى نقطة مهمة قال بأن هذه العمليات غير مؤثرة، البعض أشار إلى أن فعلا من الناحية الحرفية لم تكن دقيقة بمعني أن إيران لو أرادت أن تقوم بعمليات مؤلمة لإسرائيل يفترض أن تقوم بها بطريقة حرفية أفضل ما رأيك في هذه النقطة؟

رويل مارك غريشيت: في الحقيقة إيران وبشكل مستمر لها تاريخ بالإرهاب وإذا ما نظرنا إلى التفجيرات التي كانت إيران مسؤولة عنها في باريس في منتصف التسعينيات من القرن الماضي فلم يستغرق الأمر الاستخبارات الفرنسية وقتا طويلا والأمر أخذهم أسبوعين ليقرروا بأن إيران كانت مسؤولة عن هذه التفجيرات، إذن الاغتيالات لشابو باقية والتي نسبت لإيران من قبل أطراف كانت تمت بشكل جيد وكان واضحا تماما من قام بذلك وعملية الاغتيال للمعارضين والمثقفين الإيرانيين في منتصف التسعينيات نجحت في الغالب ولكن كانت فوضوية في تنفيذها وبغض النظر فإن المحاولة الإيرانية لتفجير مطعم في واشنطن العاصمة بوجود السفير السعودي داخله ليس حقا ما يمكن أن نسميه ذاك النوع من العمليات التي تثير الإعجاب، فالاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الذي يهيمن على الوضع هناك وخاصة فيلق القدس ليسوا في الغالب منظمين ولكنهم تسود أعمالهم دائما الفوضى.

إيران ومعركة كسر العظم مع الكيان الإسرائيلي

محمد كريشان: لأن هذا الرأي سيد غريشيت قاله حتى أليكس فيشمان وهو المعلق العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت قال هذه العمليات الإيرانية الأخيرة كما يراها ليست من النوع الاستعراضي الذي يهز العالم أو يمكن أن تكون عناوين عريضة في  الصحف أو في النشرات ويقول وهنا وأريد أن أسأل عن رأيك في الموضوع يقول بأن هذه العمليات لم يكن لها من هدف سوى محاولة ردع إسرائيل عن مواصلة اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، هل ترى ذلك؟

رويل مارك غريشيت: على الأرجح لا أرى الأمور من هذا المنطلق، وأعتقد أن هؤلاء الأشخاص أو الأهداف السهلة الخفيفة التي يمكن لإيران وحزب الله أن يقوموا باستهدافها قاموا باستهدافها وهي أهداف سهلة ولكن أشك جديا بأن هذا سيردع الإسرائيليين من القيام بأي عمليات بغض النظر عن ماهية هذه العمليات بل العكس تماما هو الصحيح حسب ما أعتقد، وأعتقد وأخمن بأن نتنياهو والسيد باراك سيكونون أكثر عزيمة الآن وليس أقل عزيمة بسبب هذه الهجمات التي أتت مؤخرا.

محمد كريشان: في هذه الحالة سيد أمير موسوي إذا ما قبلنا بأن هذه العمليات لم تكن من الناحية الحرفية البحتة عمليات استعراضية ومبهرة، هل تعتقد بأن إيران على افتراض أنها فعلت ذلك ربما تكون قصدت فعلا أن تكون هذه العمليات مجرد رسالات تحذيرية خفيفة في انتظار التخويف بما هو أكبر؟

أمير موسوي: لا هي في الحقيقة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية معروفين بإرهابهم لشعوب العالم وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في كل مكان في العراق في أفغانستان في الصومال في كثير من المناطق ومعروفين بجرائمهم الوحشية ضد البشرية وتدمير القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني برؤيا أميركية غربية وبيد إجرامية صهيونية، الآن أعتقد أنه ممكن أن يرتكبوا أي جريمة لكن  إيران لا يمكن أن تستدرج لمثل هذه الأمور إيران لديها خطة تأديبية ولديها خطة مؤلمة للكيان الصهيوني، لكن إذا ما قامت به ستقوم به بكل علنية لأنه أي عملية ضد الكيان هي فخر للأمة العربية والإسلامية ليس شيئا أن يخفيه الشخص أو دولة أو منظمة مقاومة ضد الكيان الصهيوني، أي عمل ضد الكيان الصهيوني مشروع لأنه كيان لقيط وليس له أي شرعية في المنطقة، مجموعة عصابات سيطروا على الأرض الفلسطينية المحتلة لا بد من  إخراجهم وإنهاء هذا الكيان لكن في لحظتها المناسبة، إيران لا تستدرج إلى أي عملية هامشية غير مفيدة وغير نافعة وإنما تضمر لإنهاء هذا الوجود الصهيوني في المنطقة وتنتظر ساعة الصفر بمجرد أن يرتكب حماقة محددة وهذا ما تريده إيران لتنتظر لتقوم بإنهاء هذا الكيان كليا، لذا أنا أعتقد هذه العمليات هو يراد منها أن تظهر إسرائيل مظلومة لتجييش الرأي العام العربي الغربي وربما بعض الحلفاء في المنطقة وكذلك بما أن العقوبات لن تؤثر على البرنامج النووي اﻹيراني، لاحظنا اليوم التطور في البرنامج النووي إن كان  في أجهزة الطرد المركزي في تشغيل مفاعل طهران وكذلك في موضوع الوقود الجديد كل هذا التطور مع الظروف المفروضة على  إيران من عقوبات وممانعات مالية اقتصادية  نفطية كلها لن تؤثر فلذا هم يلجئون إلى خطط تمويهية لتشويه سمعة إيران وربما لاستجلاب الرأي العام العالمي وخاصة الغربي ضد إيران.

محمد كريشان: وهو على كل سيد موسوي على كل حال لحد الآن، لحد الآن لا يوجد اتهام واضح لإيران إلا من قبل شخصيات إسرائيلية سواء نتنياهو أو باراك أو ليبرمان، نريد أن نعرف بعد الفاصل إلى أي مدى هذه الأجواء ربما تكيف بشكل أو بآخر طبيعة السجال الإيراني الغربي في ملفات عديدة سواء النووي مثلما أشار السيد موسوي أو غيره من الملفات لنا عودة بعد فاصل قصير نرجو أن تبقوا معنا. 

[فاصل إعلاني]

السجال الإيراني الغربي حول الملف النووي

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد ما زلتم معنا في هذه الحلقة التي نناقش فيها أبعاد اتهام إيران بالوقوف وراء تفجيرات تايلاند وهجوميين سابقين في جورجيا والهند، سيد رويل مارك غريشيت الآن بعد هذه الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، كيف تتوقع أن تسير الأمور بين إيران والغرب عموما في ضوء هذه التطورات؟

رويل مارك غريشيت: لا أعتقد أن هذا شيء سيكون له أثر عميق على المنهج الذي تم أخذه وسوف نرى زيادة في العقوبات، والعقوبات الآن سوف تؤثر على قطاع الطاقة الإيراني كما أنه سيكون هناك له تأثيرات على البنك المركزي وعمليات الشحن وعمليات التأمين على ناقلات النفط، وهذا التحرك هو الذي يعتبر اقتصاديا بطبيعته هو الآن كالنقش في الحجر وهو أمر ثابت وسوف يستمر وعلينا أن نرى فيما إن كان النظام في طهران يقرر بأن الضغوط لا يمكن تحملها وبالتالي سيسمح بعمليات تفتيش لكل المنشآت الإيرانية النووية بشكل منفتح أو أنه سوف يستمر بتطوير سلاح نووي بأسرع وقت ممكن وإن كانت المحاولات الإسرائيلية للقيام بهجمة إستباقية هذه هي الأمور التي ننظر إليها في الستة أشهر أو الاثني عشر شهرا القادمة.

محمد كريشان: ولكن سيد غريشيت ألا ترى بأن الآن هناك محاولة لجر إيران لجعلها متهمة بالإرهاب تحديدا لأن إذا أخذنا مثلا ما صرح به نتنياهو بأن إيران هي أكبر مصدر للإرهاب في العالم وباراك يقول بأنها دولة خطيرة على البشرية ألا يبدو التوجه الغربي هو لحشر إيران في هذه الزاوية تحديدا؟

رويل مارك غريشيت: في الحقيقة إيران هي في قمة الدول الراعية للإرهاب حسب وزارة الخارجية الأميركية واتهام إيران بالإرهاب ليس أمرا جديدا ومؤخرا وزارة الخزانة ووزارة الخارجية مرة أخرى اتهمتا إيران بأنها تأوي أعضاء وعناصر من القاعدة وأنها تسمح لأراضيها بأن تستخدم كملاذات آمنة للقاعدة، إذا فهذه الاتهامات ليس لها آثار على ما تقوم به الولايات المتحدة أو دول أوروبية من ناحية أي تغيير جوهري إذن فليس هناك جديد في هذه الصدد.

محمد كريشان: إذن في هذه الحالة هنا أسأل السيد أمير موسوي ما جرى في اليومين الماضيين لا يعتبر بأي حال من الأحوال على الأقل حسب ضيفنا الأميركي محاولة لتسخين مواجهة معينة مع إيران بما يتعلق بملفها النووي على الأقل؟

أمير موسوي: لا يعني أنت أنظر والمشاهدين ينظرون من يتهم  إيران بالإرهاب، يعني الولايات المتحدة الأميركية أكبر إرهابي في العالم الذي ضرب اليابان بقنابل نووية، عشرات الآلاف من الأبرياء قد قتلوا، في فيتنام قتلوا مئات الآلاف وما قتلوا كذلك في مناطق متعددة إلى الآن في العراق وأفغانستان وزيرستان قفي شمال باكستان واليمن والصومال كل هذه القتلى باسم محاربة الإرهاب، الآلاف بل  مليون قتيل وجريح في العراق بسبب واهي وكاذب كل هذا القتل وكذلك الكيان الصهيوني رابين وباراك ونتنياهو وكلهم أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء في فلسطين ولبنان وفي مناطق متعددة من العالم، حيث قاموا بعمليات إرهابية إجرامية راح ضحيتها الملايين في الحقيقة ومئات الآلاف، أميركا وإسرائيل هم من يربوا الإرهاب وهم من يرعوا الإرهاب في العالم، أنا أعتقد أنهم خسروا أوراقهم سعوا في سبيل محاصرة إيران اقتصاديا وماليا فرضوا الكثير من العقوبات ثلاثة عقود تفرض على إيران عقوبات اقتصادية ظالمة باتجاه واحد إما أميركي عبر الخزانة وزارة الخزانة الأميركية والكونغرس الأميركي أو عبر مجلس الأمن الدولي،  ماذا حصل لإيران إيران وصلت إلى الفضاء تحت مظلة ضغوطات والعقوبات وصلت إلى اكتفاء ذاتي في تخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي وكذلك صناعة أجهزة الطرد المركزي ما لم تحصل عليه دول صديقة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة وفي العالم يعني، هناك دول معدودة جدا استطاعت أن تصل إلى هذه المرحلة إيران وصلت وبامتياز حتى قضبان الوقود قد صنعتها واليوم لاحظنا تدشين هذه القضبان والوقود في محطة طهران النووية الطبية هناك تطور مضطرد في المجال الدفاعي في المجال الاقتصادي، أعتقد أنها أمنيات غربية يريدون الإضرار باقتصاد إيران وبالمال الإيراني وبالبنوك الإيرانية لكن إيران استطاعت أن تستبدل فرص التهديد إلى فرص تقدم استطاعت أن توجد منظومة مالية داخلية وخارجية استطاعت أو توجد منظومات اقتصادية كبيرة في العالم تؤمن احتياجاتها مع كل العقوبات المفروضة، الصناعة في إيران متطورة في كل الاتجاهات الصناعات المدنية والعسكرية والنووية،  إيران استطاعت أن تدخل أندية محرمة على دول مستقلة وإسلامية إن كان النادي النووي، النادي الدفاعي، النادي الصاروخي النادي، الكهرباء، السدود/ الطرق كل هذه وصلت إليها إيران بجهود محلية وداخلية وبإمكانيات محلية، أنا أعتقد أن الدول الغربية وصلت إلى مرحلة يائسة والكيان الصهيوني يتشبث بحركات إيذائية هنا وهناك عسى ولعل  أن يحصل على تأييد دولي وإقليمي، حتى موضوع السفير السعودي في واشنطن كانت لعبة وانتهت ولاحظنا أنها كانت فضيحة.

محمد كريشان: شكرا لك الكاتب والمحلل السياسي اﻹيراني أمير موسوي، كنت معنا من طهران، شكرا أيضا لضيفنا من واشنطن رويل مارك غريشيت وهو مستشار سابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، بهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من ما وراء الخبر، دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.