ما وراء الخبر

اقتراح الائتلاف الحاكم في تونس بشأن نظام الحكم

تناقش الحلقة اقتراح الائتلاف الحاكم في تونس بشأن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في يونيو/حزيران المقبل، واتفاقهم على اختيار نظام حكم رئاسي برلماني مزدوج، ومحاولات إقصاء نداء تونس.

– اتفاق بين الترويكا
– حيثيات اللقاء مع المنصف المرزوقي

– محاولات لإقصاء نداء تونس

 

‪خديجة بن قنة‬ خديجة بن قنة
‪خديجة بن قنة‬ خديجة بن قنة
مية الجريبي
مية الجريبي
‪الهادي بن عباس‬ الهادي بن عباس
‪الهادي بن عباس‬ الهادي بن عباس
‪بوجمعة الرميلي‬ بوجمعة الرميلي
‪بوجمعة الرميلي‬ بوجمعة الرميلي

خديجة بن قنة: اقترح الائتلاف الحاكم في تونس إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في يونيو حزيران المقبل، كما اتفق المجتمعون على اختيار نظام حكم رئاسي برلماني مزدوج.

نتوقف مشاهدينا مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: أولا إلى أي مدى أجبرت الحالة السياسية المتأزمة ترويكا الحكم  في تونس على سرعة التوصل إلى هذا الاتفاق؟ ثم هل سيكون من السهل إقناع الأطراف السياسية  الأخرى بهذا الاتفاق باعتباره مدخلا لوضع أفضل؟

اختلفت إذن الرؤى في تونس بشأن اتفاق الائتلاف الحاكم، فالمؤيدون وجدوا فيه خطوة إلى الأمام تدعم المسار الديمقراطي في البلاد والذي بدأ بانتخابات المجلس التأسيسي قبل عام من الآن، أما المعارضون فربما لا يتحفظون كثيرا على بنود الاتفاق إلا أنهم يؤكدون أنه جاء هروبا إلى الأمام من جانب الائتلاف الحاكم الذي يعاني من تدن واضح في شعبيته حسب قولهم.

[تقرير مسجل]

عبد الحليم غزالي: بعد فترة جمود وطول انتظار ومظاهر تململ جاء الإعلان عن تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تونس ضمن توافق للترويكا الحاكمة شمل إنهاء الخلاف على شكل نظام الحكم، ويبدو أن التوافق يعود بشكل رئيسي إلى تغيير في مواقف حركة النهضة التي كانت مع اختيار النظام البرلماني.

[شريط مسجل]

راشد الغنوشي/ رئيس حزب حركة النهضة: حرصا من النهضة على مبدأ التوافق وهو مبدأ يحكم جملة سياساتها، فقد ارتضت أن تتوافق مع شركائها على قبول نظام مزدوج.

عبد الحليم غزالي: وشملت بنود الاتفاق الذي ينتظر إقراره قريبا في المجلس التأسيسي للدستور، ما يشير إلى أنه أشبه بصفقة متكاملة، اقتراح يوم 23 من يونيو موعدا للانتخابات التشريعية والرئاسية، اختيار نظام سياسي مزدوج يضمن التوازن بين السلطات وداخل السلطة التنفيذية، اختيار هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات والتوافق على مرشح لرئاستها، دعوة أعضاء المجلس التأسيسي لتسريع عمله بما يوفر الارتياح داخليا وخارجيا، ضرورة العمل لتوسيع الحوار بحثا عن التوافق مع مختلف الأطراف الوطنية، الترحيب بكل مبادرة تدعم الشرعية وتستهدف تحقيق التوافق في المجلس التأسيسي، تفعيل المرسوم الخاص باستحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي والبصري، وكانت أحزاب المعارضة قد اتهمت الائتلاف الحاكم بالرغبة في الاستئثار بالسلطة بعد المرحلة الانتقالية التي تنتهي في 23 من الشهر الجاري، ووصل الأمر إلى حد التهديد بالدعوة لعصيان مدني لإسقاط النظام الانتقالي القائم إن لم تستجب الترويكا الحاكمة للمطلب الخاص بوضع خارطة طريق لما بعد المرحلة الانتقالية، الاتفاق جاء أيضا بعد فترة اضطرابات واحتجاجات شعبية على صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خاصة في المناطق الجنوبية التي كان التهميش والإهمال الحكومي وراء اندلاع شرارة الثورة فيها على يد الشاب محمد البوعزيزي، كما شهدت البلاد في الشهور الأخيرة استقطابا حادا بين الإسلاميين والعلمانيين وسط أجواء شكوك وتبادل للاتهامات، ويرى محللون أن الاتفاق قد يكون نقطة انطلاق نحو استقرار بدا غائبا في تونس في ما بعد الثورة.

[نهاية التقرير]

اتفاق بين الترويكا

خديجة بن قنة: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من تونس كل من مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري، وأيضا ينضم إلينا من تونس الهادي بن عباس الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية، نرحب بضيفينا وأبدأ معك أستاذ هادي بن عباس، يعني نريد أن نفهم في البداية هذا الاتفاق كيف جاء؟ هل هو صحوة ضمير الترويكا؟ هل هي صيغة مكره أخاك لا بطل تحت الضغط أم ماذا؟ كيف جاء هذا الاتفاق؟

الهادي بن عباس: أولا، لم تكن لنا أية نية في تعطيل سير الأمور بنسق عادي، هناك عمل، بالطبع المجلس الوطني التأسيسي ونحن نحترم النسق العمل في المجلس الوطني التأسيسي، لذا أردنا منه أن يسرّع في هذا النسق خاصة وأننا نعتقد أنه يجب أن تكون لنا روزنامة واضحة ومواعيد جلية للمواطنين، ونحن بدورنا ساعون كل السعي لإنجاز هذه المرحلة الانتقالية لأنها صعبة وصعبة جدا على كل من يدير مثل هذه المراحل، لذا انكبينا على العمل منذ أسابيع داخل الترويكا، داخل الهيئة التنسيقية العليا للترويكا وأنا كلي شرف بأن أكون عضو في هذه الهيئة، وشكلنا لجان مصغرة، كل لجنة تعنى بملف من الملفات، والحمد لله اتفقنا وانتهت الأشغال البارحة واتفقنا على حزمة من القرارات التي سنرفعها كمقترحات، نحن لسنا هنا لنحدد مصير البلاد لوحدنا، نحن هنا لرفع مقترحات إلى شركائنا، إلى كل من هو متواجد على الساحة السياسية ومفوض من طرف الشعب بحكم أنهم انتخبوا بطريقة شفافة من طرف الشعب ولذا فوضوا للتحدث باسم هذا الشعب، نحن رفعنا البارحة وسنقدم ورقة واضحة إلى كل الطيف السياسي في تونس.

خديجة بن قنة: سنتحدث عن بقية ألوان الطيف السياسي في تونس وكيفية إشراكها أيضا في هذا الاتفاق من خلال الحوار معها لكن نريد أن نفهم ونؤسس النقاش في البداية، كيف اتفق الفرقاء، الشركاء الفرقاء إن صح التعبير على هذا الاتفاق، هل هو ضغط داخلي على اعتبار أن الجماهير ستنزل إلى الشارع يوم 23 من أكتوبر ومعها الاتحاد العام للشغل، أم أيضا ضغط خارجي لأنه اليوم سمعنا بأنه السفير الأميركي نزّل مقال في لا بريش وتحدث عن مطالبات للسلطات التونسية بإحالة المتهمين في قضية الاعتداء على السفارة الأميركية في تونس، هل هو ضغط خارجي وداخلي؟ كيف جاء هذا الاتفاق؟

الهادي بن عباس: لا يعني، ليس هناك ضغط خارجي في هذا الموضوع خاصة وأننا دولة ذات سيادة ونتحكم في أمورنا وفي روزنامتنا، إنما بالطبع نحن واعون كل الوعي أنه يجب أن يكون لنا خارطة طريق واضحة، ولذا نحن نسير دواليب الدولة في ظرف صعب جدا ثم جلسنا حول الطاولة لكي نجد اتفاقا في ما بيننا أولا ثم نرفع هذا الاتفاق إلى شركائنا في العمل السياسي على الساحة السياسية التونسية، بالطبع لنا خلفيات أيديولوجية مختلفة داخل الترويكا، هذا بالطبع جعل النقاش في بعض الأحيان يكون ساخنا لكن والحمد لله نظرا لأننا سنصيغ مقترحات لتونس وليس للأحزاب، وقع الاتفاق على جملة من الملفات ولم يكن هناك اختلاف على المبادئ إنما كان بالطبع تقريب أوجه النظر.

خديجة بن قنة: وستعرض على الشركاء، دعني فقط أيضا آخذ رد السيدة مية الجريبي يعني أنتم كيف استقبلتم هذا الاتفاق؟ هل يرضيكم الاتفاق هذا؟

مية الجريبي: أولا الحمد لله أن الإخوة في الترويكا يقرون أن المرحلة صعبة وأن هناك ضرورة لتوضيح السبيل وتحديد خارطة طريق واضحة وروزنامة واضحة لأن الجميع يذكر أن لأسابيع قليلة خلت كان الإخوة يلومون المعارضة على مطالبتها بخارطة طريق واضحة وعلى تشخيصها الوضع بقولها أن الوضع صعب ويتطلب حوارا وطنيا، الحمد لله أننا الآن نسير في اتجاه سليم، ما هو هذا الاتجاه السليم؟ هو تقديم روزنامة واضحة توضح السبيل والإجابة على سؤال يطرحه لا المعارضون ولا الفرقاء السياسيون فقط وإنما التونسيون، إلى أين تسير بلادهم؟ والإجابة على هذا السؤال هي ما هي المحطات المختلفة التي تمر بها البلاد؟ ما هي الروزنامة؟ متى تعقد الانتخابات ووفق أي نظام سياسي؟ أيضا هذا يسرع العمل في المجلس التأسيسي هذا جيد ولكن أسجل أن هذه الخطوة التي جاءت كما جاء في النشرة التي سبقتها على لسان السيد مستشار رئيس الحكومة جاءت استجابة لمطلب المعارضة ولضغط المجتمع المدني وأكاد أقول التونسيون جميعا لأن التونسيين يطالبون متى الانتخابات، هذه الخطوة جيدة ولكن أقول هذه الخطوة مبتورة.

خديجة بن قنة: لماذا؟

مية الجريبي: لأنه ينقصها الحوار الوطني الحقيقي،الآن الترويكا تحاور نفسها وتتفق مع بعضها، الجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي قدمنا مقترحا للحوار الوطني أن يجتمع كل الفرقاء السياسيين للحوار حول التواريخ حول روزنامة حول آلية النقاش للوصول إلى تفكيك خلاف المجلس التأسيسي حتى نسرع من التقدم.

خديجة بن قنة: هذا إن كان ممكنا، يعني هذا شيء يمكن أن يحدث في الأيام اللاحقة وهو توسيع الحوار إلى بقية الشركاء والأحزاب السياسية الأخرى.

مية الجريبي: طبعا يمكن أن يحدث ولكن ألاحظ أن الإخوة في الترويكا وفي الحزب الحاكم الأول حركة النهضة بصفة خاصة خليني أقول رأيي يضيعون الكثير من الوقت على التونسيين، يقع جدل نضيع الوقت نتجادل ثم بعد ذلك نأتي إلى طاولة الحوار ونتوافق ونتنازل خليني أقول ومسألة إيجابية، كان علينا أن نسرع الوتيرة كان علينا أن نلتقي حول طاولة الحوار منذ مدة، الآن هناك مطلب للحوار الوطني الاتحاد العام التونسي للشغل جمع مختلف الفرقاء السياسيين ولكن مرة أخرى حركة النهضة والإخوة في المؤتمر أيضا يرفضون الجلوس إلى الجميع. أنا أؤكد أن الحوار الوطني والتوافق الوطني هو توافق شامل أو لا يكون، إذن أعتقد أن المسألة هي مسألة منهج في التعامل مع الآخر، إما نقبل الحوار الوطني إما نقبل أن نتعامل حتى نتوصل إلى اتفاق أو لا.

خديجة بن قنة: طيب هذه نقطة مهمة أيضا للنقاش، أستاذ الهادي بن عباس يعني فعلا كيف يمكن أن يتحول واقعيا وعمليا هذا الاتفاق بين الترويكا إلى اتفاق بين جميع الأحزاب السياسية ولا يقتصر على كونه بيانا ثلاثيا؟

الهادي بن عباس: يعني هناك آليات قانونية يجب أن نحترمها أولا لأن هذا المقترح سيرفع وسنبلغه لكل الأطراف مرة أخرى بدون استثناء، كل ما هو متواجد على الساحة السياسية وله تمثيل داخل المجلس الوطني التأسيسي سترفع له هذه المقترحات كمقترحات وليس كإسقاطات هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية هناك آليات دستورية يجب احترامها، يعني هذه ورقة من عديد الورقات سترفع للمجلس الوطني التأسيسي ونحن نثمن ونستبشر بالمقترح الذي قام به الاتحاد العام التونسي للشغل بأنه في تناغم كلي مع المقترحات اللي عملتها الترويكا البارحة وسترفع للمجلس الوطني التأسيسي للنقاش لأنه الجهاز الوحيد والمؤسسة الوحيدة التي لها النظر والحسم في مثل هذه المسائل هو المجلس الوطني التأسيسي ونحن نعتبر أن الديمقراطية يجب أن تحترم في كل آلياتها وليس لنا أي تحفظ على ذلك بل بالعكس نحن نطالب اليوم كل الإخوة والأخت مية الجريبي تعرف أنها استدعيت من طرف رئيس الجمهورية، أظن في أكثر من مرة وكل رؤساء الأحزاب السياسية استدعوا من طرف رئيس الجمهورية  هذا الأسبوع ومنذ أسابيع قليلة ماضية لإرساء هذا الحوار، نحن مع الحوار لأنه مرة أخرى ليست هذه المقترحات للأحزاب وإنما هي تعني الشعب التونسي وتعنى بمستقبل البلاد.

حيثيات اللقاء مع المنصف المرزوقي

خديجة بن قنة: طالما أن السيدة مية الجريبي استقبلت مع شركاء سياسيين آخرين في القصر الرئاسي من طرف المنصف المرزوقي، سيدة مية حدثينا عما الذي طرح للنقاش في هذا اللقاء مع الرئيس المنصف المرزوقي.

مية الجريبي: أنا أسجل أولا هذا الجدل وهذا الحوار القائم في تونس بين الفرقاء السياسيين في المجتمع المدني بصفة عامة، هذه القضية هي قضية مطروحة على كل التونسيين، والمطروح هو التوافق، الآن يجب أن نتجاوز مرحلة تقديم المقترحات كل من زاويته يقدم مقترحا، ثم نسير به أنا فهمت من الأخ بن عباس، نسير به إلى المجلس الوطني التأسيسي ونتناقش فيه لست أدري كم من الوقت الأطراف السياسية لها مسؤولية وطنية وأكاد أقول تاريخية اليوم لتفكك الخلاف ولتقترب من بعضها البعض درءا لكل منزلقات يجب أن نحصن تونس ضدها، وبالتالي علينا أن لا ننسى معا أن نفكك الخلاف وأن ننطلق، أنا أقول أن هذا في منهج التعاون، منهج التعاون يفترض أن الجميع يجلس مع البعض لا أن نطلق حوارات هنا وهناك ثم نتحدث عن ميثاق وفاق وطني، المسألة الثانية تتعلق بالمضمون، أنا أسجل بكثير من الإيجابية أن حركة النهضة وهي الطرف الوحيد الذي كان متمسكا بالنظام البرلماني حركة النهضة تتراجع عن هذا التمسك وتقبل بنظام لا فائدة في تسميته المهم المضمون نظاما يكون فيه الرئيس منتخبا من طرف الشعب التونسي.

خديجة بن قنة: وله صلاحيات، نعم.

مية الجريبي: بسبب إقصائه من اختيار رئيسه.

خديجة بن قنة: طيب سيدة مية فقط لأنه يلتحق بنا الآن السيد بوجمعة الرميلي عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس نعطيك الفرصة الآن السيد بوجمعة الرميلي لنسألك الآن عن هذا الاتفاق هل وضعتم في صورة هذا الاتفاق وما رأيكم فيه؟ 

بوجمعة الرميلي: أختي الكريمة كان بالإمكان أن يكون هذا الاتفاق شيئا إيجابيا خارقا للعادة ولكن للأسف الشديد كما هو مقدم في شكل جانبي لم يخضع إلى نداء الاتحاد العام التونسي للشغل الذي برمج أن نلتقي جميعا ونتحاور ونتفاهم ونقدم للشعب التونسي تطمينات لأنه ضاق ذرعا بالخلافات، لكن ماذا نرى؟ تطلع علينا الترويكا باتفاق سوف تقدمه للمجلس التأسيسي، أي هي لا تعترف بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، وبضرورة التحاور والتشاور الوطني الواسع بكل جدية ومسؤولية وبدون روح إقصائية، هذا ما نسجله بكل أسف، أما عن المضمون فهو طبعا فيما يخص الموعد، من يدريك أن الموعد سيكون 23 يونيو كما يقال إذا لم تجتمع قبل ذلك هيئة الإعداد للانتخابات وتبت في الشأن، ثم هذه قصة النظام المزدوج نحن لا يمكننا أن نقول أي شيء إلا إذا رأينا السلوكيات، لا معنى له أن الرئيس منتخب من طرف الشعب إذا لم تكن له صلاحيات فيمكن أن يكون منتخبا ولكن بدون صلاحيات، وبالتالي كل هذه المضامين نحن استبشرنا بالاتفاق حول اسم الأخ الجندوبي كرئيس للهيئة المستقلة للانتخابات، هذا شيء إيجابي ولكن ما بعد هذا وما قبله وما هو أهم من كل ذلك أن نجتمع جميعا ونتفق ونبشر الشعب التونسي أن التوافق شامل.

خديجة بن قنة: وهو نفسه الذي ترأس هيئة انتخابات المجلس التأسيسي.

بوجمعة الرميلي: نعم، الجندوبي الذي ترأس الهيئة القديمة ونجح نجاحا باهرا.

خديجة بن قنة: أستاذ بوجمعة سنفصل في هذه التوجسات إن صح التعبير وأنت طرحت مجموعة من التساؤلات، ما الذي يضمن احترام موعد 23 من حزيران يونيو؟ وماذا عن هذا النظام المزدوج رئيس منتخب نعم ولكن بصلاحيات، منتخب من الشعب ولكن بصلاحيات أو بدون صلاحيات سنتحدث في كل ذلك ولكن بعد وقفة قصيرة، لا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تناقش اتفاق أحزاب الائتلاف أو الترويكا في تونس على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في حزيران من عام 2013 أعود إليك أستاذ بوجمعة الرميلي لأنك التحقت متأخرا بالبرنامج فنريد أن نعطيك حقك من النقاش، هذا التوافق الآن على خارطة طريق هل سيجعل نداء تونس حزبكم يتم إدماجه في المشهد السياسي وهو الذي يقول دائما أنه يعاني من الإقصاء؟

بوجمعة الرميلي: نحن لا نعاني من الإقصاء، نحن فقط في 3 أحزاب حاكمة تسعى إلى إقصائنا بينما كل الأطراف التونسية تعترف بنا كحزب قانوني ينصهر ضمن المسار الانتقالي الديمقراطي ونسعى من أجل إنجاحه بكل ما أوتينا من قوة ومن جدية ومن فعالية، وبالتالي هذا الإقصاء جاء من ترويكا تريد إعادة إنتاج نفسها انتخابيا وتقصي من بإمكانه منافستها ديمقراطيا.

خديجة بن قنة: ترويكا أم النهضة؟

بوجمعة الرميلي: لا يقصينا أحد بخلاف الترويكا.

خديجة بن قنة: تتحدث عن الترويكا بشكل عام أم النهضة؟

بوجمعة الرميلي: للأسف أتحدث عن الترويكا بشكل عام، لا أدري من هو المدبر في وسط الترويكا أم هم متفقين على الموقف.

محاولات لإقصاء نداء تونس

خديجة بن قنة: طيب إذن أحول فكرتك إلى الأستاذ الهادي بن عباس، لماذا هذا الإقصاء إذن لنداء تونس والرئيس المنصف المرزوقي التقى بالباجي قايد السبسي التقيا مؤخرا في القصر الرئاسي هل يدل ذلك بنأي حزب المؤتمر عن مواقف النهضة مثلا؟

الهادي بن عباس: يعني أولا نحن مع الحوار وأحب أن أؤكد للأخت مية الجريبي أننا مع الحوار واستبشرنا بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وكان لي لقاء اليوم صباحا مع السيد حسين العباسي وتبادلنا أوجه النظر في هذا الموضوع ونحن بالعكس نثمن هذه المبادرة، ومادين أيدينا للحوار مع كل الأحزاب التي فوضها الشعب لتتحدث باسمه، نحن نؤمن بالشرعية، نؤمن بأن الشرعية الوحيدة في البلاد اليوم هي الشرعية الانتخابية، وكل حزب ممثل داخل المجلس الوطني التأسيسي هو طرف في الحوار بدون استثناء، إنما ثمة أحزاب أخرى وجدت على الساحة السياسية منذ مدة قليلة وقليلة جدا، وتدعي أنها أقصيت ونحن لا نقصي أحدا، المهم أننا لم نحدد إلى هذه الساعة موقفا نهائيا من هذا الموضوع، وللعلم للأخ الرميلي أن المؤتمر من أجل الجمهورية سيجتمع غدا مكتبه السياسي للنظر في هذا الموضوع، كما أن منطق الضحية هذا منطق غير مقبول.

خديجة بن قنة: أستاذ الهادي بن عباس.

الهادي بن عباس: الحزب الذي ينتمي إليه السيد هو ليس حزب ضحية إنما حزب شعبي تونسي ربما كان بعض الأطراف في داخل الحزب كان ضحية هذا التجمع الحزبي.

خديجة بن قنة: نعم، كنا سننتقل إلى ليبيا طرابلس لنأخذ نتائج انتخاب المؤتمر الوطني العام لرئيس وزراء جديد ولكن يبدو أن الوقت ما زال معنا لمواصلة النقاش في انتظار الانتقال إلى طرابلس، أستاذة مية الجريبي ما الذي برأيك يعني هل لديكم توجسات حقيقية من عدم احترام موعد حزيران 2013 لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية؟

مية الجريبي: قبل أن أتحدث عن احترام الموعد هل نحن متوافقون على الموعد؟ كان بودي وأنا أستمع إلى الأخ بن عباس أن أسأله هل ستشاركون في الحوار الوطني الذي ينظمه الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 16 أي بعد غد؟ هذه المشاركة تكون تعبير على الرغبة في الوفاق الوطني، ورفض المشاركة يعبر عن رفض الحوار الوطني والتوافق الوطني، هذه نقطة، النقطة الثانية التي تفضلت بالسؤال عنها تتعلق بالمضمون، أنا أقول أننا نريد التوافق ونحن كنا طلاب توافق.. الحزب الجمهوري بادر مع المسار بإطلاق مبادرة من أجل التوافق وبالتالي نحن كنا أول من طلبنا التوافق على أساس الحوار الوطني ولا توافقا مغشوشا، الآن خلينا نتقدم وخلينا نكون إيجابيين، المضمون تعلق بتاريخ الانتخابات، تعلق بالنظام السياسي وتعلق بقضايا أخرى، أما عن التاريخ فلا يمكن أن نتحدث عن تواريخ وإنما عن تاريخ واحد وبالتالي هذا يفترض التوافق، أنا أقول أن تاريخ حزيران هو تاريخ غير عملي، لأنه مرتبط بالامتحانات، الامتحانات الطلابية، ونسق حياة المواطنين لا يمكن من أن تكون الانتخابات كما يجب، ثم أن دمج الانتخابات الرئاسية والتشريعية هذا قرار من جانب واحد وأنا أذكر الإخوة في الترويكا أننا ناضلنا وإياهم في عهد بن علي ضد هذا الدمج، فماذا تغير حتى يطرحون اليوم دمج هذين التاريخين، ثم بعد ذلك النظام السياسي، أنا سجلت بكل إيجابية تراجع حركة النهضة عن النظام البرلماني، فلنسمه ما شئنا، الرئيس اليوم نحن متوافقون على ضرورة أن يكون منتخبا من الشعب، هذا مطلب شعبي، الآن ما بقي للنقاش هو صلاحيات الرئيس، التونسيون عاشوا ويلات التجارب الماضية حين كان الرئيس متغول ولكنهم أيضا عاينوا سلبيات الرئيس المجرد من الصلاحيات، وعلينا أن نناقش بجدية لمصلحة تونس ما هي الصلاحيات التي يجب أن تتوافر عند رئيس الجمهورية حتى نؤمن مطلبا ديمقراطيا شعبيا هو الفصل بين السلطات ولكن أيضا التوازن بين السلطات وحتى داخل السلطة التنفيذية، هذه المسائل ما زالت مطروحة للنقاش ولا أرى سبيلا لحسمها إلا بالحوار الوطني الذي لا يقصي أحدا، الذي يستمع إلى الآخر والذي لا يأتي بقرارات ويقول نحن نثمن هذه المبادرة أو تلك ثم لا يشارك فيها.

خديجة بن قنة: شكرا لك سيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري، وأشكر أيضا ضيفينا بوجمعة الرميلي عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس، والهادي بن عباس الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة لما وراء خبر جديد، أطيب المنى وإلى اللقاء.