صورة عامة / ما وراء الخبر 18/10/2011
ما وراء الخبر

صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل

تناقش الحلقة صفقة تبادل الأسرى التي تنص على الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق جلعاد شاليط، ما هي خفايا وملابسات صفقة تبادل الأسرى؟

– ما وراء صفقة حماس وإسرائيل
– بنود أخرى لصفقة تبادل الأسرى

– الصفقة وتأثيرها على إيران وسوريا

– مسعى عباس الدبلوماسي والتلويح الإسرائيلي

 عبد الصمد ناصر
 عبد الصمد ناصر
نشأت الأقطش
نشأت الأقطش
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف
إلداد باردو
إلداد باردو


عبد الصمد ناصر: أكملت حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بينهما بإطلاق إسرائيل 477 أسير وأسيرة فلسطينيين مقابل إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته الحركة عام 2006، وقد كشفت حركة حماس أن الصفقة تشمل بنودا أخرى غير معلنة ، بينما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الجانب الإسرائيلي وعده بإطلاق سراح دفعة أخرى من الأسرى الفلسطينيين في الفترة المقبلة، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين ما هي خفايا وملابسات صفقة تبادل الأسرى وفي صالح من تصب بحساب الربح والخسارة وكيف ستنعكس هذه الصفقة على مستقبل علاقة إسرائيل بالفصائل الفلسطينية في الفترة المقبلة، بعد تعثر دام سنوات تم أخيرا تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس تسلمت إسرائيل جنديها الأسير وهو كل ما حددته لها صفقة تبادل الأسرى من ثمن لكن أكثر من نصف ما نصت عليه الصفقة لصالح الطرف الفلسطيني لا يزال في يد إسرائيل وبمقتضى الصفقة ذاتها، ذلك أن 550 أسيرا فلسطينيا ممن تشملهم الصفقة سيبقون في الأسر الإسرائيلي لفترة الشهرين المقبلين مع تواتر أحاديث عن أن الاتفاق سكت عن تسميتهم بالتحديد، قياديان في حركة حماس أكدا على هامش الحديث عن صفقة تبادل الأسرى أنها تشمل أيضا رفع أو تخفيف الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بينما نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهم أن صفقة شاليط تشكل نقطة تحول في العلاقات بين إسرائيل وحماس ومن جانبه كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أن إسرائيل وعدته بإطلاق دفعة أخرى من الأسرى الفلسطينيين في الفترة المقبلة من دون أن يوضح الإطار الذي تلقى فيه هذا الوعد أو الثمن الذي تطلب إسرائيل مقابل ذلك، ينضم إلينا من رام الله الكاتب والمحلل السياسي الدكتور نشأت الأقطش ومن القدس إالداد باردو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة العبرية ومن غزة مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحليل صحيفة فلسطين، نبدأ معك دكتور نشأت الأقطش كيف تقيم إدارة حماس المفاوضات التي قادت إلى هذه الصفقة وهل ترى أنها فعلا نجت مما ظلت تحذر منه وتصفه بفخاخ الشروط الإسرائيلية؟


نشأت الأقطش: نعم، نجحت هذه أول صفقة داخلية يتم أسر جندي إسرائيلي داخليا وتنجح الحركة في الاحتفاظ به خمس سنوات متتالية في ظل ظروف صعبة جدا ومنطقة جغرافية محصورة، الشروط الإسرائيلية كانت غائبة في هذه المرحلة غالبا الشروط الحمساوية هي التي نفذت 90% تقريبا من الشروط أو أكثر تم تحقيقها القضية الجديدة هنا أن إسرائيل قبلت أن تتفاوض مع منظمة تصنفها على أنها إرهابية واستطاعت هذه الحركة أن تخرج إسرائيل عن سقوفها القديمة بإخراج أسرى محكوم عليهم بمؤبدات طويلة و هذا سقف لأول مرة يتم تجاوزه في السياسة الإسرائيلية وبالتالي هناك نجاح في التفاوض وهناك نجاح في قدرة حماس على إخفاء الجندي في قطاع غزة.

ما وراء صفقة حماس وإسرائيل


عبد الصمد ناصر: وأيضا يدفعنا هذا إلى السؤال لماذا تقبل إسرائيل بأن تتفاوض مع طرف تصفه بالإرهابي هل كانت مكرهه مضطرة أم لأسباب أخرى؟


نشأت الأقطش: وجود جندي إسرائيلي في غزة هو إهانة لدولة بقوة إسرائيل وتملك كل هذه العلاقات العربية والعلاقات الدولية بالتالي نقطة الضغط كانت أن الضعف في حماس هو قوة والقوة في إسرائيل هو ضعف، ضعف إسرائيل أنها خسرت جنديا أخذ من أرض المعركة ووضع في غزة على بعد أمتار ولمدة خمس سنوات هنا يأتي دور العامل النفسي أن حماس دفعت ثمنا باهظا لهذا الجندي واستطاعت في الأخير أن تأخذ به ثمنا باهظا أيضا.


عبد الصمد ناصر: أستاذ صواف أكثر من نصف المشمولين في طبعا المشمولين الفلسطينيين في هذه الصفقة تم تأجيل سراحهم إطلاق سراحهم فيما بعد شهرين نسأل هنا ما مبررات هذا التأجيل وما هي المعايير على التي على أساسها سيتم تحديد يقيه الأسرى المشمولين في الصفقة؟


مصطفى الصواف: ربما من تابع حديث الصفقة منذ اللحظة الأولى لها كان هذا هو واحدا من القضايا التي كانت مطروحة لدى حركة حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام وهو أن يكون تحديد 450 وهي الجزء الأول من الصفقة من قبل كتائب القسام والـ 550 يتم تحديدهم من قبل الجانب الإسرائيلي وفق معايير أن يكون اعتقالهم اعتقالا أمنيا وأن يكونوا من أصحاب الأحكام ومن أمضوا سنوات طويلة داخل السجون وهذا هو الذي تم بالفعل بعد خمس سنوات وشهور وبعد توقيع هذه الصفقة أنا أعتقد أنا حماس كما أشار الدكتور نشأت أنها حققت في هذه الصفقة أكثر من 90% من أهدافها التي وضعتها و لم تحيد عن ذلك كثيرا، نعم.


عبد الصمد ناصر: لكن البعض قد يقول أن حماس ربما وقعت في فخ الشروط الإسرائيلية التي كانت تحذر منها مثلا أنه ليس هنالك ضمانات أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ الجزء الثاني من الصفقة كانت تصر على إطلاق سراح القياديين ثم تراجعت ثم هناك مسألة إبعاد الأسرى المفرج عنهم كانت تعارض هذا الأمر جملة وتفصيلا يعني هناك اعتقاد بأن حماس أيضا تنازلت كثيرا في هذه الصفقة؟


مصطفى الصواف: عملية التفاوض لا يحقق فيها كل الشروط وهي عملية شاقة أعتقد أن عندما يوضع سقوف عليا لشروط أي جهة لا يعني ذلك أنها يجب أن تقف أمامها ولا تقدم أو تأخر أنا أعتقد حماس وضعت كل القادة من الأسرى وكل أصحاب المحكومات العالية وكل من أمضوا سنوات طويلة لدى السجون قد لا يكون من ضمن هذا العدد، بعض القادة اثنان من القوة الفلسطينية مروان وسعدات وربما سبعة أو أكثر من حركة حماس معنى ذلك أن عملية التفاوض يحدث فيها مثل هذا الأمر ولكن علينا أن نحاكم الصفقة بالمجمل 315 أسير فلسطيني هم من أصحاب المؤبدات الذين ما كان أحد يأمل أن يخرجوا من هذا السجن أحياء بل على ظروفهم اليوم يخرجوا ويعيشوا هذه اللحظات بين ذويهم وأهلهم أما قضية الإبعاد في البداية كانت حماس ترفض الفكرة ولكن عندما عرض الأمر على الأسرى كان لديهم قبولا بذلك وعندما كان حديثا من قبل قادة حماس كان الحديث أنه لن يتم إبعاد أحد دون رغبة من الأسير نفسه ولن يكون هذا هو قرار حماس بل هو قرار الأسير وحماس نزلت العدد الذي كان الاحتلال الإسرائيلي يريده للمبعدين وهو حوالي 250 مبعد ولكنهم الآن تم الاتفاق كما تعلمون جميعا على 40 منهم والبقية منهم من عاد إلى قطاع غزة ولا أعتقد أن في العودة إلى قطاع غزة أبعادا وكذلك بعض الأسرى هم بقوا في مدنهم في الضفة الغربية.

بنود أخرى لصفقة تبادل الأسرى


عبد الصمد ناصر: إلداد باردو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة العبرية من القدس، هناك تصريحات لقادة من حماس أكدوا أن الصفقة لا تشمل فقط تبادل الأسرى وإنما تنص أيضا أو تشمل رفع أو تخفيف الحصار عن قطاع غزة إلى جانب السماح لأهالي الأسرى من القطاع بزيارة ذويهم نسأل هنا ما مدى دقة ذلك وهل هناك بنود أخرى شملتها الصفقة لم تعلن أو تذكر صراحة.

إلداد باردو: مساء الخير، بسم الله أول شيء نرحب بالجميع هناك عيد لليهود في إسرائيل والآن العيد يشمل أيضا جيراننا من الفلسطينيين في الضفة والقطاع والجليل فهناك فرحة عظيمة في جميع أنحاء الديار المقدسة وهذا هو أمر مهم جدا أشارك الرأي مع هؤلاء من قادة حماس الذين قالوا أنه من الممكن أن تتحول هذه الصفقة إلى نوع من إعادة النظر في العلاقات بين إسرائيل وبين حماس، هذه مرحلة مبكرة جدا ولكن إسرائيل جدا وحقا تريد السلام، الشعب الإسرائيلي شعب يحب الحياة يقدر قدسية الحياة يحب الفرحة ويحب جيرانه أيضا.


عبد الصمد ناصر: واضح، واضح هذا الحب عملية واضحة في الميدان.


إلداد باردو: فنحن نفهم أنه بدون مصالحة، نعم، فنحن نرى أن يجب أن تكون مصالحة.


عبد الصمد ناصر: حب من طرف واحد.


إلداد باردو: حب من طرف واحد ولكن هناك الكثير والعديد من الطرف الثاني الذين يحبون أيضا..


عبد الصمد ناصر: وما زلت أنتظر جواب الجواب على سؤالي سيد باردو أسأل أن كانت الصفقة تتضمن بنودا أخرى ربما غير معلنة كرفع الحصار عن قطاع غزة أو السماح لأهالي الأسرى في قطاع غزة بزيارة ذويهم؟


إلداد باردو: كما أسلفت الصحف الإسرائيلية أجت بمعلومات مماثلة استنادا إلى مصادر حكومية إسرائيلية فعلى هذا الأساس أعتقد بأن هناك إمكانية لكون بنود أخرى لا نعلم عنها.


عبد الصمد ناصر: نعم، أستاذ مصطفى الصواف محمود الزهار أرجع في حديثه عن موافقة إسرائيل على رفع الحصار عن غزة إلى اتفاق كما قال لم يكتمل توسط فيه الألمان عام 2009 واعتبر الزهار أن هذه الموافقة سارية حتى الآن نسأل هنا هل من الحكمة أن تترك مثل هذه العناصر أو هذه الأمور بهذه الحساسية لتقديراتها لطرف أو ذاك من دون أن يتم تضميها و توثيقها بشكل عالي وواضح في الاتفاق.


مصطفى الصواف: الحصار عن قطاع غزة يبدو أن قيادات حركة حماس اعتمدت فيه على الضغوطات المصرية في هذا الاتجاه، واعتمدت أيضا على أن الحصار فرض بسبب أسر الجندي الإسرائيلي شاليط وطالما أن شاليط قد تم إطلاق سراحه فيجب أن يتم رفع الحصار عن قطاع غزة وهنا يأتي دور الوسيط المصري ويأتي دور المجتمع الدولي أيضا الذي وجد بأن هذا الحصار مشروع من قبل الجانب الإسرائيلي طالما أن الجندي مأسور لدى المقاومة الفلسطينية طيب الآن الجندي عاد إلى أهله إذا لابد أن يرفع الحصار وأنا أعتقد حتى لو تعهدت إسرائيل بأن ترفع الحصار أعتقد أنها لن تحقق ذلك بالكامل وعندما تريد أن تحققه يمكن أن تحقق من خلفه أهدافا سياسية فإذا كان لديها مصلحة في رفع الحصار لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي وعلاقتها مع الحكومة المصرية أعتقد أنها ستدرس هذا الأمر ولكنها لن ترفع الحصار كليا.


عبد الصمد ناصر: على ذكر الحكومة المصرية طبعا هي لعبت دورا هاما باعتراف الطرفين في الوصول إلى هذه الصفقة، الطرف الإسرائيلي يعترف بذلك وأيضا الفلسطيني هل تعتقد أن هذه الصفقة ربما منحت زخما للدور المصري بما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى دور أكبر في رفع هذا الحصار عن قطاع غزة؟


مصطفى الصواف: بالتأكيد مصر قبل الثورة غير مصر بعد الثورة وأعتقد أن الجهد الذي بذلته الحكومة المصرية في هذه الصفقة كان كبيرا جدا بل كان له ملامح واضحة بمدى تبني الموقف المصري للمقاومة الفلسطينية وضغطها على الجانب الإسرائيلي لأن مصر أدركت أن إسرائيل تريد أن ترمم العلاقة معها بعد الثورة وبعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في القاهرة مع السفارة الإسرائيلية معنى ذلك أن هناك مصلحة أيضا إسرائيلية في ذلك.


عبد الصمد ناصر: نعم ، أستاذ أقطش الرئيس الفلسطيني أيضا محمود عباس تحدث عن وعد من الإسرائيليين بإطلاق سراح دفعة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين برأيك في أي إطار يأتي هذا الوعد ونحن نعلم بأن حماس أطلق سراح هؤلاء الأسرى في إطار اتفاق بينها وبين إسرائيل فلأنها دفعت إطلاق سراح جلعاد شاليط ثمن لتلك الصفقة ما هو الثمن ربما التي ينتظره الإسرائيليون من محمود عباس مقابل إطلاق هؤلاء الذين وعد بأن يطلق سراحهم؟


نشأت الأقطش: لحظة لا يوجد أي معلومات عن هذه الصفقة أو هذه الاتفاقية فاجأ الرئيس عباس الجميع بهذا الإعلان ولكن اعتقد إذا كان تراجع الفلسطينيين عن التقدم بعضوية للأمم المتحدة أو مجلس الأمن ربما يكون هذا هو ثمن إذا كان هناك مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية كنا سنعلم به ولكن هذه المعلومة المفاجئة التي أطلقت اليوم أعتقد أنها ربما تعود إلى تنازلات فلسطينية بمقابل عدم الذهاب إلى مجلس الأمن ربما وفي المقابل قبول دولة بالاقتراح الفرنسي دولة مراقب في الأمم المتحدة هذه لحد الآن تكهنات أما حتى اللحظة فلا يوجد أي معلومة في هذا الإطار.


عبد الصمد ناصر: يبقى السؤال هو ما مدى انعكاسات هذه الصفقة على الفلسطينيين وعلى الإسرائيليين وأيضا على مستقبل علاقة إسرائيل بحركتي فتح وحماس وفي أي اتجاه سيكون ذلك نحاول أن نجد مقاربة لهذا السؤال في الجزء الثاني من هذه الحلقة انتظرونا بعد هذا الفاصل القصير ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

الصفقة وتأثيرها على إيران وسوريا


عبد الصمد ناصر: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي نتناول فيها ملابسات إتمام صفقة الأسرى وانعكاساتها المحتملة على علاقات إسرائيل بالأطراف الفلسطينية نواصل حوارنا مع ضيوفنا نشأت الأقطش وإلداد ياردو ومصطفى الصواف، سيد مصطفى الصواف صفقة لا يمكن طبعا عزلها عن مؤثرات وعوامل إقليمية ودولية ما مدى علاقة صفقة تبادل الأسرى بالتغيرات في الوضع الإقليمي وخاصة بعلاقة حماس بسوريا وإيران؟


مصطفى الصواف: يعني بالتأكيد الوضع الإقليمي العربي كان له أثرا كبيرا في إتمام هذه الصفقة خاصة أن الربيع العربي الذي أصاب مصر غيّر التفكير السياسي لها في تعاملها مع القضية الفلسطينية وفي تعاملها مع حركة حماس وهذا دليل واضح أن مصر حققت نجاحين ربما الأول لم يكتمل بعد وهو اتفاق المصالحة والنجاح الآخر هو صفقة تبادل الأسرى التي أعتقد نجحت مصر فيها بجدارة وبامتياز، أما الموضوع الإيراني السوري أنا لا أعتقد له علاقة بموضوع الصفقة ولا له علاقة بقرارات حركة حماس رغم كل ما يشاع ويقال في ذلك حتى ما يدلل على ذلك أن جزء من المبعدين إلى الخارج سيذهبون إلى دمشق معنى ذلك أن العلاقة بين حماس وبين النظام السوري لم تضطرب كثيرا.


عبد الصمد ناصر: أستاذ صواف هناك من قال بأن حماس بات موقفها ربما الإقليمي ضعيفا وربما أصبحت تشعر بفقدانها للحلفاء وخاصة أن هناك أحاديث أن إيران ليست راضية عن موقف حماس وعدم إعلانها دعمها العلني للنظام السوري في مواجهة الثورة؟


مصطفى الصواف: أنا لا اعتقد أن حماس تدور في فلك التحالفات هنا أو هناك حماس تمد يدها لكل من يمد يده لمعاونة فلسطين والشعب الفلسطيني للوصول إلى تحقيق الأهداف الفلسطينية، إيران تدعم الشعب الفلسطيني وتدعم حماس كجزء من الشعب الفلسطيني وإيران تدعي بأنها تقف إلى جانب المقاومة وحماس حركة مقاومة أما إذا كانت إيران تريد أثمانا سياسية أنا لا اعتقد بأنها ستجد هذا الثمن لدى حماس أما موضوع علاقتها مع دمشق أو غيرها من الأنظمة العربية أنا اعتقد أن هذا لن يؤثر على قرارات حماس وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للشعب الفلسطيني.

مسعى عباس الدبلوماسي والتلويح الإسرائيلي


عبد الصمد ناصر: أستاذ نشأت الأقطش هناك من يقرأ أيضا الصفقة باعتبارها تلويحا إسرائيليا بالبديل في وجه محمود عباس بعد إصراره على الذهاب إلى الأمم المتحدة هل يمكن أن يكون لهذه القراءة أي أسس؟


نشأت الأقطش: أعتقد نعم، ربما تكون إسرائيل قد تنازلت وهذا تنازل كبير ما قامت به اليوم لأنها أحرجت وأحرج حلفائها بذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة وأعتقد أن هذا التحليل قد يكون له شيء من نصيب الأسد في إتمام هذه الصفقة والشيء الآخر أن مصر قد تغيرت نحن نعرف أن النظام المصري القديم كان يرفض إتمام الصفقة، النظام المصري الجديد عنده ضغط شارع، والإسرائيليين لديهم ضغط شارع والسلطة الوطنية أيضا لديها ضغط في الشارع الفلسطيني أعتقد أن أهم ما في هذه الصفقة أنها قاربت بين حماس وفتح على عكس ما كان قد يتوقع الإسرائيلي أنها قد تباعد بينهما نحن اليوم رأينا أول مرة قيادات حماس وفتح معا وأعلام حماس وفتح في غزة إلى جانب بعضها وبالتالي إذا كان هذا السيناريو صحيح وأنا أتوقع أن إسرائيل تنازلت لغرض كهذا فهو أدى إلى العكس إلى مزيد من التقارب فاليوم حركة فتح وحماس.


عبد الصمد ناصر: هذا على الصعيد الداخلي دعني أتحدث فقط على علاقة إسرائيل بالفصائل هل يمكن أن يكون تلك المعلومة التي وصفتها أنت بالمفاجئة حينما قال بأن محمود عباس بأن إسرائيل وعدته بإطلاق دفعة كبيرة من الأسرى يمكن أن تكون الجزرة التي تلوح بها إسرائيل لمحمود عباس مقابل العصا التي لوحت بها بموافقتها على إتمام هذه الصفقة مع حماس باختصار؟


نشأت الأقطش: اعتقد ربما مقابل ثمن غير معروف لحد الآن ولكن بكل الأحوال ما تم الإفراج عنهم من أسرى فلسطينيين بالمفاوضات كان عدد محدود وحالات إنسانية ولم يكن هناك مؤبدات ولا في أي محاولة فلسطينية لابتزاز إسرائيل بالمفاوضات على العكس إذا كانت هذه الصفقة كما نتوقع وعد إسرائيلي للسلطة فأكيد ورائها عملية ابتزاز إسرائيلية لأن الإسرائيلي لا يعطي إلا بثمن.


عبد الصمد ناصر: هنا أسأل إلداد باردو إسرائيل لا تعطي إلا بثمن هل ربما إسرائيل لديها أهداف من وراء موافقتها على هذه الصفقة مع حماس خاصة وان صحيفة هآرتس نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية تقول أن صفقة الأسرى تشكل نقطة تحول في العلاقات بين إسرائيل وحماس ما الذي نفهمه من هذا الكلام؟


إلداد باردو: أولا نحن نرى أن إسرائيل تريد التوصل إلى حل سلمي مع الشعب الفلسطيني على أساس الدولتين وقد عاد وكرر هذا الأمر رئيس الحكومة مرارا وتكرارا ورئيس الحكومة..


عبد الصمد ناصر: سيد إلداد رجاء الوقت ضيق لا نريد هكذا إجابات أصبحت مملة لدى الجمهور العربي أريد جواب مباشر لأن الوقت ضيق..


إلداد باردو: نعم، الجواب المباشر إسرائيل تريد المصالحة بين الفلسطينيين بين فتح وحماس لسببين السبب الأول التقدم على مسيرة السلام وثانيا التعاون بين حماس وفتح سيؤدي إلى استتباب الأمن في المنطقة في البلاد وسيمكن من التقدم في المسيرة السلمية نحن نرى حركة حماس وهي تابت هي تتحول من حركة إرهابية عنيفة فبعد الربيع العربي وفشل الانتفاضة فهي الآن تتحول إلى حركة إسلامية سلمية ولا يمكن، كلمة واحدة..


عبد الصمد ناصر: باختصار.


إلداد باردو: كلمة واحدة، فبدون الدور الإسلامي البناء المسالم لا يمكن حل أزمة الشرق الأوسط.


عبد الصمد ناصر: عجيب هذا الكلام على كل حال إلداد باردو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة العبرية من القدس شكرا لك ونشكر أيضا من رام الله الكاتب والمحلل السياسي الدكتور نشأت الأقطش ونشكر أيضا من غزة مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة فلسطين، شكرا لضيوفنا وبهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر غدا بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد شكرا لكم وإلى اللقاء بحول الله.