صورة عامة - ماوراء الخبر 2/10/2010
ما وراء الخبر

أبعاد ترشيح المالكي لولاية جديدة

تتناول الحلقة تباين ردود الفعل داخل العراق وخارجه على إعلان قوى في التحالف الوطني ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لتشكيل حكومة عراقية جديدة.

– أهمية ترشيح المالكي وأسباب تغير المواقف
– المواقف المتوقعة للأطراف وفرص تشكيل الحكومة

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
لؤي الحلبي
لؤي الحلبي
حازم الشمري
حازم الشمري

ليلى الشيخلي: تباينت ردود الفعل داخل العراق وخارجه على إعلان قوى في التحالف الوطني ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لتشكيل حكومة عراقية جديدة، وبينما رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق بوصفه خطوة أولى نفى بعض شركاء التحالف الوطني أن يكون المالكي مرشحا للتحالف. حياكم الله. نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما أهمية ترشيح المالكي وهل يمثل هذا التطور بالفعل اختراقا لجدار أزمة تشكيل الحكومة؟ وكيف ستبلور القوى العراقية والأطراف المعنية بالشأن العراقي مواقفها من هذه الخطوة؟.. في إطار سعيه للظفر بتشكيل الحكومة العراقية من خلال بناء التكتل النيابي الأكبر خسر التحالف الوطني العراقي بعض مكوناته الأساسية ممثلة في المجلس الأعلى وحزب الفضيلة اللذين تغيبا عن اجتماع التحالف الذي تقررت فيه تسمية نوري المالكي مرشحا للتحالف لرئاسة الحكومة المقبلة، خطوة تباينت وجهات النظر حول الدوافع التي قادت إليها والاتجاه الذي يمكن أن تصب فيه فيما يخص جهود تشكيل الحكومة العراقية.

[تقرير مسجل]

أمير صديق: ما الذي جعل التحالف الوطني يهرول باتجاه إعلان ترشيح المالكي حتى رضي في سبيل ذلك بإسقاط بعض مكوناته؟ حسب القائمة العراقية فإن الأمر ذو صلة وثيقة بزيارة الرئيس السوري إلى إيران التي تقول القائمة إن الأسد كان ينوي خلالها تبليغ طهران طلبهم كف ما يسمونه تدخلها في شأن تشكيل الحكومة العراقية، بينما تقول مصادر أخرى إن علاوي كلف الأسد أثناء زيارته تلك شرح وجهة نظر القائمة العراقية أو حتى تطمين طهران على أن مصالحها في العراق لن تضار إذا تولت العراقية تشكيل الحكومة المقبلة في بغداد. بيد أن إعلان المالكي مرشحا لرئاسة الحكومة من قبل التحالف الوطني -أو بعضه إن شئنا الدقة- سبق هذه الجهود محركا السؤال اللازم كلما ألقي حجر في بركة السياسة العراقية، هل تسهم هذه الخطوة في تقريب تشكيل الحكومة أم أنها ستزيد أمرها تعقيدا؟ يقول مقربون من المالكي إن الرجل الذي خسر تأييد حلفيه في التحالف الوطني المجلس الأعلى وحزب الفضيلة حصل على ضمانات بمشاركتهما في حكومته إن هو نجح في تشكيلها خلال مدة الأسبوعين التي حددها الصدريون شرطا لمنح المالكي تأييدهم مرشحا لرئاسة الوزارة وعن خطته لحشد التأييد لتشكيل حكومة يراهن المالكي حسب مصادر مقربة منه على كسب بعض مكونات القائمة العراقية عبر إغرائها بمكاسب جاذبة تدفعها إلى خرق موقف العراقية التي أكدت مرارا أنها لن تشارك في أي حكومة يرأسها المالكي. بيد أن العراقية تبدو من جانبها وكأنها تريد أن تتغذى بالمالكي قبل أن يتعشى بها فقد قالت القائمة إن الموقف الأخير للمجلس الأعلى والفضيلة يدق المسمار الأخير في نعش التحالف الوطني ويفتح الطريق أمام العراقية لاستقطاب هذين المكونين في صفوفها. وعلى مسافة متساوية من الجانبين يقف الأكراد مؤكدين أن موقفهم من أي منهما سيتحدد وفقا للاستجابة إلى مطالبهم. وهكذا تبدو الأمور مفتوحة من جديد على جميع الاحتمالات في مراوحة لا تنتهي لنفق الفراغ الدستوري الذي دخله العراق وظل حبيسه لأكثر من 208 أيام حتى دخل بفضل ذلك المأزق إلى موسوعة غنيس التي ترصد أفضل ما فعل الناس وأسوأ ما اقترفوه.

[نهاية التقرير المسجل]

أهمية ترشيح المالكي وأسباب تغير المواقف


ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من بغداد الدكتور حازم الشمري أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، من نيويورك معنا الدكتور لؤي الحلبي أستاذ العلوم السياسية المساهم في جامعة تينيسي. أبدأ معك دكتور لؤي الحلبي، ما قيمة ترشيح المالكي فعليا إذا كانت هناك أطراف ضمن التحالف الوطني لا تدعمه؟


لؤي الحلبي: أعتقد أن الترشيح ترشيح مهم جدا لأن الوضع في العراق وفي الشارع العراقي هناك مطلب أساسي من جانب الشارع العراقي بتشكيل الحكومة العراقية والأمر استمر الآن حوالي خمسة أو ستة شهور بدون حكومة..


ليلى الشيخلي: سبعة شهور تحديدا.


لؤي الحلبي: والآن حان الوقت للبدء بتشكيل حكومة جديدة، سبعة شهور فإذاً نحن تجاوزنا مرحلة كبيرة جدا والمالكي بترشيحه مجددا خطا نصف الطريق أو أكثر من نصف الطريق في سبيل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب هذا ما أريد أن أسألك حازم الشمري يعني كيف قطعنا مرحلة كبيرة، كيف يختلف الوضع اليوم عما كان عليه قبل يومين فقط؟ ما زالت هناك اختلافات ما زالت أطراف حتى ضمن مثلا المجلس الأعلى هناك من يوافق بدليل هادي العامري من بدر ضمن المجلس الأعلى هناك أطراف تتحدث بلغة مختلفة هناك من يقول إن هناك أطرافا من القائمة ستنضم لحكومة المالكي إذاً فكيف يختلف الأمر؟ دكتور حازم الشمري.


حازم الشمري: نعم، أعتقد إن الاختلاف يعني واضح وبين.. يعني أنا قد أختلف مع ضيفك من أميركا أنا أعتقد أن يعني ترشيح السيد المالكي يوم أمس لم يكن إلا خطوة بسيطة جدا على اعتبار أن توزيع الأوراق السياسية وتوزيع مراكز القوى قد اختلف في عملية الاختيار على اعتبار أن المجلس الأعلى وحزب الفضيلة قد لم يكونوا موجودين في هذا الترشيح وبالتالي هذه رسالة واضحة على أن الأوراق قد رتبت من جديد وأن مراكز القوى قد تكون متوزعة بشكل آخر، ولذلك نقول إن عملية ترشيح السيد المالكي إلى منصب رئاسة الوزراء هو ليس بالخطوة الأخيرة والنهائية وإنما هي الخطوة الأولى ولكن قد تكون لديها خطوات كبيرة وقد تكون هناك أزمات كبيرة في عملية تشكيل الحكومة بالاتجاه تعمل على أن يكون هناك إعادة ترتيب الرؤى السياسية لدى السيد المالكي وفريق العمل السياسي وحتى التحالف الجديد باتجاه يعمل على تقليل الخسائر وتقليل العداوات زيادة حصة الأصدقاء في المشهد السياسي العراقي، بمعنى آخر هناك مهمة قد تكون صعبة وطويلة جدا أمام السيد المالكي من خلال اقناع الفرقاء الآخرين في عملية تشكيل المشهد السياسي العراقي لا سيما وأن شرط التيار الصدري أو قائمة الأحرار أسبوعان لتشكيل الحكومة وإلا سوف يكون هناك كلام آخر في هذا المشهد، إذاً هناك سباق قوي في هذا الوقت..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): بما أنك تحدثت عن أسبوعين هذه نقطة مهمة دكتور لؤي يعني قضية أن الصدريين أعطوا أمهلوا المالكي أسبوعين ليحل أموره مع العراقية مع علاوي تحديدا، هذا التغيير في موقف الصدريين في موقف مقتدى الصدر تحديدا وقوله إعلانه صراحة أنه تعرض لضغوط إيرانية وبسببها تغير موقفه، كيف يفسر أن إيران تمكنت من أن تقنع الصدريين بتغيير موقفهم بينما لم تستطع أن تؤثر على المجلس الأعلى الذي قاطعه؟


لؤي الحلبي: الصدر نفسه قال إن السياسة ليس لها قلب، والصدر نفسه يمكن أن يغير موقفه بعد أسبوع أو أسبوعين ويمدد الفترة إلى فترة أطول من هذه الفترة فترة أسبوعين لأنه من دراسة تاريخ الصدر والصدريين نرى أن مواقفهم تتغير باستمرار وأنهم قد ينسحبون من العملية السياسية بعد فترة من الزمن حتى إذا كانوا الحكومة كما حصل في الماضي، فالصدريون أمهلوا مدة أسبوعين ولكن في نفس الوقت أتصور أن هناك مسائل جادة من قبل المالكي في محاولة لتشكيل حكومة، الخطوة التالية هي قضية الاتفاق على من سيكون رئيس المجلس النيابي والخطوة الثالثة والأهم بعدها سيكون رئيس الدولة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ألا يمكن أن يكون هذا كمينا للمالكي كما نصبت كمائن أخرى لغيره، تحديدا عادل عبد المهدي؟


لؤي الحلبي: أتوقع أن المالكي هو.. عادل عبد المهدي كان اسمه مطروحا هنا في الولايات المتحدة الأميركية على أساس أنه الشخص الوحيد في التكتل الشيعي تكتل التحالف الوطني الذي له خبرة أجنبية والذي يعرف الغرب معرفة طيبة يعني هو مثل طارق عزيز للنظام السابق، طارق عزيز النظام الحالي عادل عبد المهدي نظام التحالف الشيعي، لكن في نفس الوقت نرى عادل عبد المهدي جوبه برفض شديد جدا من قبل المالكي..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): لا، أريد أن أعود لفكرة الكمين، يعني هل يمكن اعتبار، دكتور حازم الشمري..


لؤي الحلبي (مقاطعا): لا ما أتصور أن هناك..


ليلى الشيخلي (متابعة): هل ترى أنه ممكن أن يكون هذا كمين نصب للمالكي أيضا وربما إستراتيجية ناجحة كما نجحت في إقصاء عادل عبد المهدي؟ دكتور حازم.


حازم الشمري: لم أسمع السؤال جيدا.


ليلى الشيخلي: هل يمكن أن يكون هذا كمين للمالكي، إعطاؤه أسبوعين وربما بطريقة أو بأخرى إقصاؤه كما تم إقصاء غيره؟


حازم الشمري: أعتقد يعني في رسم السياسة العراقية قد تكون هناك كثير من المفاجآت في المسرح السياسي العراقي وقد يكون السيد المالكي لديه القدرة على اختراق القائمة العراقية وحتى من تحفظوا على ترشيحه وبالتالي قد يكون ناجحا في عملية اختيار أو تشكيل رئاسة الحكومة والعكس صحيح أنه ممكن القائمة العراقية بتحالفها أو تقاربها من المجلس الأعلى وحزب الفضيلة أن تصمد أمام كثير من الخروقات أو التنازلات التي يقدمها المالكي باتجاه العمل على إضعاف المالكي وبالتالي سحب البساط من تحت قدميه ويمكن ترشيح السيد عادل عبد المهدي، إذاً كل المقترحات وكل الأبواب موجودة ومفتوحة أمام المشهد السياسي ولكن أيهما يستطيع أن يصمد وأيهما يستطيع أن يحقق انجازا سياسيا في الأيام القادمة؟ إذاً المشهد قد يكون مفتوحا ومنفرجا على حالة إيجابية وقد يكون مغلقا على حالة سلبية تعقد المشهد السياسي في العراق.


ليلى الشيخلي: هل المشهد السياسي العراقي -دكتور لؤي الحلبي- ما زال يعني فيه مكون هو التحالف الوطني أم أغلقت هذه الصفحة كما تقول العراقية بعد هذا الترشيح؟


لؤي الحلبي: في الواقع إن العملية كلها عملية غريبة يعني الديمقراطية في العراق عملية غريبة والنتائج الانتخابية لم يجر الالتزام بها كما كان ضروريا، الجماعة التي فازت في الانتخابات وهي القائمة العراقية لم يجر الالتفات إليها لم تعط الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة وهو ما يجري عليه العرف الدستوري في العالم أجمع فالعملية كلها عملية غريبة وهناك تحالفات وهناك مناورات تجري في الخفاء والنتيجة التي نشاهدها الآن ما هي إلا جزء من هذا الأمر. أنا أعتقد أن المالكي في طريقه إلى تشكيل الحكومة وامتناع الحكيم والفضيلة عن حضور الاجتماع الأخير لا يعني الشيء الكثير إن ممكن أنهما في المستقبل قد ينضمان إلى المالكي وقد يجري إغراء بعض المجموعة من القائمة العراقية ومجموعة من الأكراد الذين قد ينفصلون عن الجبهة الكردية وهناك نفس المكونات الرئيسية للجبهة الكردية نفسها يمكن أن تتحالف مع المالكي من جديد وتجري الأمور إلى ما كانت عليه يعني ما رأيناه الآن خلال الأربع سنوات الماضية يمكن أن نفسه تراه في السنوات الأربع القادمة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن خلال هذه السنوات الأربع الماضية لم يتنازل المالكي للأكراد تحديدا بما أنك تكلمت عن الكتلة الكردية يعني ما الذي يجعل أو يحفز الأكراد أو يجعل التحالف الآن الكردي يثق بأن المالكي سيقدم نفسه بنسخة جديدة كما يرى البعض؟ دكتور حازم الشمري.


حازم الشمري: نعم بكل تأكيد أنا أعتقد اليوم يعني الرابح الرئيسي هو التحالف الكردستاني، اليوم التحالف الكردستاني يقف على التل وينظر إلى توزيع مراكز القوى السياسية في الداخل العراقي إلى أين تميل، وبالتالي يعرض الورقة التفاوضية التي قدمها للكتل السياسية وأيهما يستجيب إلى الورقة التفاوضية هو من يأخذ أو ينال ثقة التحالف الكردستاني، إذاً اليوم التحالف الكردستاني ينتظر إلى أي  زاوية وإلى أي مركز يميل ميزان توازن القوى حتى يمكن أن يستطيع أن يحقق ما يسمى بالمفاوضات التنافسية الذي يستطيع أن يحقق المطلب الكردستاني، وهنا إذا ما قبلت على سبيل المثال أو قبلت يعني ترشيح المالكي والسيد المالكي قبل بالتحالف الكردستاني فعليه أن يعطي التنازلات إلى التحالف الكردستاني من أجل قبوله..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): وهل تراه مستعدا لفعل ذلك، هل فعلا تراه مستعدا لفعل ذلك أم أنه لا يملك الخيار في هذه المرحلة؟


حازم الشمري: أنا أعتقد يعني المهلة المقدمة من قبل التيار الصدري للسيد المالكي قد تدفع به إلى قبول ما يمكن قبوله بالورقة التفاوضية الكردية وهو أن يحصل على أصوات وإذا حصل على أصوات قد يكون هو أقرب إلى إنجاز تحقيق الحكومة ولكن إذا كان الأمر بالمقابل هناك تعاون ورؤية إستراتيجية من قبل القائمة العراقية والمجلس الأعلى اللذان يرتبطان بعلاقات إستراتيجية مع التحالف الكردستاني قد يجبرون أو يضغطون على التحالف الكردستاني باتجاه تقليل دعم السيد المالكي أو التباطؤ في إعطاء الكلمة الفصل أو الرقم اللازم لتحقيق الـ 143 لتحقيق حكومة أو رئاسة الحكومة، إذاً هناك مرحلة تفاوضية جديدة قائمة في الأفق السياسي وأيهما يستطيع أن يحقق هذا الرقم هو يستطيع أن يحقق تشكيل الحكومة.


ليلى الشيخلي: بما أننا نتحدث عن الأرقام فقد تحطم بلا شك الرقم القياسي الهولندي بالتأخير بتشكيل الحكومة. من يلعب الدور الأساسي بهذا وإلى أين؟ بعد الفاصل أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

المواقف المتوقعة للأطراف وفرص تشكيل الحكومة


ليلى الشيخلي: أهلا من جديد إلى حلقتنا التي تتناول أبعاد ترشيح المالكي لولاية ثانية وفرص الخروج من أزمة تشكيل الحكومة. دكتور لؤي الحلبي قبل الفاصل كنت تقول إن ما يحدث في العراق عجيبة من العجائب وربما فيما يتعلق بالمالكي تحديدا كيف أن الأطراف كلها غير راضية عنه داخليا وإقليميا وفجأة تغير الموقف وأصبحت الأمور بصورة مختلفة تماما، برأيك من هي القوة التي تلعب الدور الأساسي هل هناك قوة من هذه القوى تفرض أم تعطل فقط؟


لؤي الحلبي: والله إذا كنت تحاولين أن تقولي بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية إنه هي التي ترغب في تعيين المالكي فإن الولايات المتحدة الأميركية أتصور بالنسبة لها الأسماء الثلاثة المطروحة المالكي وعادل عبد المهدي وإياد علاوي كلها أسماء توافق عليها الولايات المتحدة الأميركية، ما أتصور أن هناك بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية أي اعتراض على أي من هذه الأسماء إذا كان بإمكان أحد هذه الأسماء أن يشكل الحكومة من الناحية..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن عنصر جديد دخل الآن في المعادلة عندما يعني يأخذ الصدريون هذا الموقف وتعتبره حتى الاإندبندنت كتبت اليوم تقول إن ما حدث يعتبر انتصارا لإيران، لا شك هذا بطريقة أو بأخرى يثير قلق الولايات المتحدة.


لؤي الحلبي: أعتقد إن هذا الأمر أيضا يؤخذ بالاعتبار بنظر الولايات المتحدة الأميركية ويمكن أن يكون مؤشرا سلبيا بالنسبة للولايات المتحدة  الأميركية ولكن نعرف أن الصدر يتعرض لضغوط كبيرة جدا والصدر نفسه الآن عدة سنوات ثلاث سنوات خارج العراق وأتصور أنه حتى يخاف على حياته إذا عاد للعراق من جديد وهو تعرض لضغوط إيرانية كبيرة جدا في سبيل الموافقة على أن يقوم المالكي بتشكيل الحكومة ولكن من الناحية الأخرى كما ذكرت يمكن للصدريين أن يغيروا مواقفهم حتى بعد تشكيل الحكومة بسرعة.


ليلى الشيخلي: طيب أريد أن أسألك دكتور حازم أولا هل توافق على أن ما حدث هو انتصار لإيران كما كتبت الإنتدبندنت؟


حازم الشمري: دعيني أقل إن المشهد السياسي العراقي أصبح مشهدا لبنانيا آخر، بمعنى آخر لحد فترات طويلة لبنان هي البارومتر السياسي لاستقرار المنطقة من عدمها وبالتالي هناك تدخلات إقليمية في تشكيل الخريطة السياسية وتشكيل الحكومة في لبنان، اليوم العراق خلال السنوات السبع الماضية منذ تغييرعام 2003 ولحد الآن أصبح هناك تدخل إقليمي في الساحة السياسية وبالتالي العراق أصبح ثاني دولة لها بارومتر في عملية استقرار المنطقة من عدمها، إذاً القوى الإقليمية لها حضور في الساحة العراقية من خلال نظرية الأواني المستطرقة هناك فراغ كان سياسيا هناك فراغ دستوري في المشهد السياسي في البداية وبالتالي الحضور الإقليمي حال وصل إلى الساحة العراقية وبالتالي من الصعب بمكان أن تعمل الخارطة السياسية العراقية بدون تأييدات خارجية، بالإضافة إلى أن هناك قوى سياسية داخلية عراقية قد لديها يعني أهداف ولديها انتماءات ولديها نوع من التحالف التقليدي وبالتالي لا يمكن فصل..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب فقط بخصوص هذه النقطة التي تتعلق بإيران وخصوصا في زيارة الأسد لإيران، أريد أن أتحدث عن فتوى الحائري التي تساند المالكي والتي كان لها مفعول السحر تقريبا، هناك من يقول أو يعتمد على هذا الأساس أن العراق بطريقة أخرى ينجر للحكم بطريقة ولاية الفقيه، هل توافق؟


حازم الشمري: أنا أعتقد يعني من الخطأ بمكان ومن السذاجة السياسية أن يكون هناك انتماء سياسي إلى إيران على اعتبار أن هناك تركيبة مختلفة تنوع مجتمعي كبير في العراق وبالتالي هناك من داخل العرب الشيعة لا يقبلون بولاية الفقيه وبالتالي عملية الخوض في ولاية الفقيه في المسألة السياسية هي انتحار سياسي للعملية السياسية وأعتقد غالبية القوى السياسية تدرك خطورة الانتماء الديني وحتى الطائفي إلى إيران، الكل يتكلم عن إيران الحقيقة هناك تواجد إيراني في الساحة العراقية ليس سرا ولكن عملية الإفصاح والإعلان أو الانتماء حتى المذهبي وحتى الفكري والعقائدي إلى إيران قد يكون هو كما بينت انتحارا سياسيا ويعمل على أن تكون العملية عبارة عن قنبلة موقوتة أو قنابل وألغام داخل المشهد السياسي. إذاً لا بد على القوى السياسية أن تحتكم إلى المنطق العراقي والهوية العراقية باتجاه تعمل على أن يكون هناك توازن ما بين علاقاتها الإقليمية وحتى علاقاتها الدولية باتجاه يعمل على تقليل الفجوة وتقليل الصراعات للإرادات السياسية الداخلية وتقليل الاحتقان الداخلي في الشارع العراقي، يا سيدتي الفاضلة هناك احتقان داخلي في الشارع العراقي وما يحدث من فجوات أمنية وهو عبارة عن الاحتقان السياسي، إذاً هناك عوامل متكاملة من الصعوبة بمكان أن تعمل القيادات الدينية على أن يكون المرجع الديني للعراق هو مرجع إيراني أو حتى مرجع سعودي، لا بد أن تكون الهوية العراقية بكل ما تحمله الهوية العراقية من تفرعات أو هويات فرعية هي الهوية والخيمة الكبرى التي تستند عليها العملية السياسية بالعراق.


ليلى الشيخلي: ولكن يعني دكتور لؤي الحلبي ربما الدكتور حازم تحدث عن وجود سد الثغرات، من ينظر للمشهد العراقي اليوم يشعر بأنه كلما سدت ثغرة فتحت ثغرات في المقابل وهناك من يذهب إلى أن الحل لا يبدو على أنه قريب كما يأمل الكثيرون بل كثير من مراكز البحوث تقول إنها لا تتوقع أن يكون هناك انتهاء للأزمة قبل نهاية العام الجاري، هل هذا تشاؤم؟


لؤي الحلبي: الأزمة، والله أعتقد أن هذا الأمر يعتمد على أشياء كثيرة جدا على نوعية الحكومة التي يمكن أن تأتي في العراق على كفاءة الأشخاص الذين تسند إليهم الحقائب الوزارية مقدار خبرة هؤلاء الأشخاص مقدار إخلاص هؤلاء الأشخاص، هل كان هؤلاء الأشخاص متورطين بأعمال رشاوي وأعمال فساد مادي إلى غير ذلك في الماضي، هذه جدا أشياء مهمة جدا يجب النظر إليها عند تشكيل الحكومة، الحكومة يجب أن تكون ذات كفاءة عالية وذات ميراث وذات ذهنية خلاقة وإخلاص كبير جدا. ومن الناحية الأخرى أود أن أذكر أن العراق بلد عربي ومصيره في النهاية مصير مرتبط بالأمة العربية ويجب على العراق دائما أن يقيم علاقات سياسية قوية ومترابطة مع العالم العربي لأنه جزء من هذا العالم العربي ولا يمكن للعراق أن يعيش وحده ولا يمكن للعراق أن ينجح بدون المحيط العربي الذي هو جزء منه.


ليلى الشيخلي: تحدثت عن حكومة أقوياء دكتور حازم الشمري كما يتحدث كثيرون أن هناك أطرافا كلها يجب أن تكون ممثلة ومن يقاطع يخسر، على العراقية أن تدرك ذلك كما يقولون، ولكن حكومة برؤوس مختلفة كثيرة هل هذا إيجابي تعتقد بالنسبة للعراق أم يفتح بابا آخر؟


حازم الشمري: أنا أعتقد الحكومة شكل الحكومة في العراق ضمن الواقع السياسي الحالي هو حكومة ضعفاء وليست أقوياء على اعتبار منهج الشراكة الوطنية هو من يضعف العمل الحكومي يعني أحد السلبيات الكبيرة التي تنعت بها حكومة المالكي أنها يعني لم تكن قوية في حسم كثير من الأمور، أحد أسباب ضعفها هو الشراكة السياسية الكل مشترك وبالتالي نمطية النظام البرلماني هو محاسبة الحكومة اليوم العراق هو الحكومة تحاسب البرلمان وللأسف يعني، وهذا هو الضعف الموجود في الداخل العراقي، عملية إشراك الكل في العمل السياسي هو كمن يشرك عدة ربابنة في إدارة سفينة واحدة وبالتالي المثل واضح أو وجود أكثر من ربان في سفينة واحدة تغرق السفينة، إذاً لا بد أن يكون هناك منطق الديمقراطية حكومة وبرلمان سياسي منتخب على أساس المعارضة الدستورية وبالتالي التداول السلمي للسلطة وعلى أساس البرنامج السياسي، الكل اليوم يريد أن يعمل هناك مقولة أما أن أكون في الحكومة أو أكون خارج الحكومة وهذه مقولة قاصرة لدى القوى السياسية في الغالب وبالتالي هذا خلل في السياسة وفي البناء السياسي..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): نعم دكتور حازم الشمري فقط أريد أن أختم، هذا النموذج من الديمقراطية أثار عجب الكاتب إيلي شلهوب في الأخبار كتب تحديدا قال "إن ما يحدث في العراق هي واحدة من أعاجيب الديمقراطية الأميركية فبعد أن كان الجميع داخليا غير راضين عن المالكي كان هناك توافق سوري تركي سعودي أميركي على دعم العراقية والدفع بإياد علاوي رئيسا للحكومة رغم ذلك انتهت نحو سبعة أشهر من الأزمة بتوافق سوري أميركي إيراني على المالكي بعد كل ذلك!" على العموم ولكن وسط كل هذه التوافقات يبقى العراقيون في وسط هذه المعمعة إلى أين؟ هذا ما ستثبته الأيام، أشكرك جزيل الشكر حازم الشمري أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، من نيويورك الدكتور لؤي الحلبي أستاذ العلوم المساهم في جامعة تينيسي، ولكم مشاهدينا الكرام جزيل الشكر على متابعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر، في أمان الله.