ما وراء الخبر 19-8-2008 / لقطة عامة
ما وراء الخبر

تداعيات رحيل برويز مشرف

تناقش الحلقة تداعيات رحيل الرئيس برويز مشرف -الذي كان طيلة معظم سنوات حكمه حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في حربها على ما يسمى الإرهاب- على المشهد السياسي في باكستان.

– مصير التحالف الأميركي الباكستاني بعد مشرف

– نهج الحكومة الجديدة وخياراتها المستقبلية

 خديجة بن قنة
 خديجة بن قنة
 طلعت مسعود
 طلعت مسعود
آنا إسكروهيما
آنا إسكروهيما
عبد الغفار عزيز
عبد الغفار عزيز

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند تداعيات رحيل الرئيس برويز مشرف على المشهد السياسي في باكستان والتي كانت طيلة معظم سنوات حكمه حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في حربها على ما يسمى الإرهاب وقاعدة انطلاق متقدمة في ملاحقة مقاتلي القاعدة وطالبان. في حلقتنا محوران، كيف يبدو مصير التحالف الأميركي الباكستاني ضد ما يسمى الإرهاب بعد رحيل برويز مشرف؟ وكيف ستتعامل القيادة الجديدة مع بقية ملفات الأزمة الباكستانية التي تأثرت بالعلاقة مع واشنطن؟… لم تعرف إذاً باكستان يوما سياسة المحاور ربما كما عرفتها في السنوات الأخيرة، منذ هجمات سبتمبر تحولت إسلام آباد في رأي معظم المراقبين إلى رأس حربة أميركية لملاحقة القاعدة وطالبان، واستحالت حدودها مع أفغانستان جبهة حرب من أجل ذلك. اليوم يرحل مشرف قبل أن تقفل هذه الجبهة والتي تمثل ركيزة واشنطن في تعقب أعدائها.

[تقرير مسجل]

عبد الرحمن مطر: لم يغب عن بال أي من المسؤولين الباكستانيين يوما أن واشنطن لا تأبه لأسمائهم ومناصبهم بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها، سبع سنوات وبرويز مشرف يخدم واشنطن في حربها ضد ما تسميه الإرهاب ومع ذلك انتهى الرجل ولم تنته الحرب التي قيل في مرحلة ما إنها أيضا لمصلحة باكستان. تشير الأرقام الرسمية إلى أن معارك الجيش الباكستاني في المقاطعات القبلية طيلة الأعوام الماضية خلفت ألف قتيل لكن نصف هذا العدد وأكثر قتل في اشتباكات مقاطعة باجور القبلية أخيرا وخلال عشرة أيام فقط هاجر فيها ربع مليون من سكان باجور خوفا من الحرب التي استخدمت فيها لأول مرة طائرات مقاتلة، أي أن واشنطن وجدت بديلا أشد من مشرف لكنه مغلف فالحكومة الحالية تتشكل من تحالف يضم أحزابا اعتمدت سياسة انتقاد مشرف لتحصل على تأييد شعبي فكان لها ما أرادت، نجحت في الانتخابات وشكلت حكومة ومذ ذاك وهي تنفذ سياسات واشنطن بقساوة لم تعرف سابقا.

محمد علي/ كاتب ومحلل سياسي: عمليا يبدو أن الجيش ما زال يتولى دور القيادة، إنها حرب لا تحظى بتأييد شعبي في باكستان ولذلك حاول برويز مشرف في الفترة الأخيرة أن ينقل المسؤولية كاملة للحكومة الجديدة ليضفي على تلك الحرب على الإرهاب صبغة سياسية.

عبد الرحمن مطر: قائد الجيش الباكستاني حاليا الجنرال إشفاق كياني عمل تحت إمرة مشرف لسنوات رئيسا للاستخبارات وبعد خروج مشرف من الحياة السياسية يجد كياني نفسه وجيشه بين سياستين أحلاهما مر، فاستمرار سياسات رئيسه السابق مشرف أمر مرفوض ومواصلة سياسات الحكومة الحالية يخالف جذريا ما كان يؤمن به، ومن هنا كانت زيارة كياني المفاجئة لأفغانستان وفيها على ما يبدو تفاصيل مختلفة ضمن ملف محاربة ما يسمى الإرهاب الذي لا يزال مفتوحا. على مفترق طرق تقف حاليا الحرب ضد ما قيل إنه إرهاب فمن الصعب العودة لسياسات مشرف التي لم تحقق لواشنطن هدفها الحقيقي ومن الصعب أيضا الاستمرار في السياسة الجديدة التي تعصف منذ أشهر بباكستان. عبد الرحمن مطر لبرنامج ما وراء الخبر، إسلام آباد.

[نهاية التقرير المسجل]

مصير التحالف الأميركي الباكستاني بعد مشرف

خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من إسلام آباد الجنرال طلعت مسعود الخبير في الشؤون الإستراتيجية، ومعنا من دبي آنا إسكروهيما نائبة مدير مكتب التواصل الإقليمي الأميركي، وينضم إلينا عبر الهاتف من لاهور عبد الغفار عزيز مستشار أمير الجماعة الإسلامية في باكستان، أهلا بكم جميعا. أبدأ معك جنرال طلعت مسعود في إسلام آباد، طبعا رحل مشرف وكان رقما مهما في المعادلة الأميركية الباكستانية خصوصا فيما يتعلق بالحرب على ما يسمى الإرهاب، برحيل مشرف هل رحل التحالف؟ طبعا التحالف الأميركي الباكستاني في محاربة ما يسمى الإرهاب.

طلعت مسعود: لا أعتقد أن الأمر كذلك، أعتقد أن العلاقات بين البلدين ليست مستندة إلى شخصين فقط ورغم أن الأميركان كانوا يرغبون في بقاء الرئيس مشرف لكن لا بد وأنهم أدركوا أن قواه تنهار وقد أدركوا ذلك منذ مدة فبدؤوا بتطوير علاقاتهم مع الهيكلية الجديدة للقوة أولا مع بي نظير بوتو، الآن مع رئيس الوزراء السيد لاني وأيضا أدركوا أن السيد نواز شريف وحزبه الرابطة الإسلامية مهم فباتوا يطورون العلاقات معهم أيضا كما أن لديهم علاقات طيبة مع الحزب (أسفانيان رالي) الذي ينشط في المناطق القبلية إذاً لديهم علاقات جيدة مع كل هذه الأحزاب السياسية ويدركون أنه في ظل نظام ديمقراطي السلطات..

خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن جنرال طلعت عذرا على المقاطعة، لكن على أي أساس بنيت انطباعك بأن الأميركان كانوا يريدون بقاء برويز مشرف وهم في النهاية كل ما خسروه عليه بيان رسمي من وزارة الخارجية الأميركية يقول له شكرا؟!

طلعت مسعود: نعم، كانت هناك من جانب الأميركان رؤية لموضوع مشرف، أدركوا أن هناك مقاومة شديدة له وأنه فقد قوته وبدلا من أن يكون عنصرا للاستقرار أصبح عنصرا لزعزعة استقرار البلاد، هذا ما رأوه في النهاية. في البداية كانوا يحاولون إبقاءه وأن يكون بالنسبة إليهم عنصرا مهما في التعامل لكنهم عندما رأوا تزايد الضغط الشعبي الداخلي ضده لم يريدوا إثارة حفيظة الشعب الباكستاني وأحزابه السياسية لأنهم أدركوا أنهم بهذه الطريقة سيلحقون الضرر بمصداقية الحرب ضد الإرهاب وهم أرادوا لهذه الحرب أن تكون حربا للشعب الباكستاني ولا يحدث ذلك إلا فقط..

خديجة بن قنة (مقاطعة): اليوم هي لم تكن حربا للشعب الباكستاني. آنا إسكروهيما في دبي، يعني كيف يبدو لك مصير التحالف الأميركي الباكستاني في محاربة ما يسمى الإرهاب بعد رحيل مشرف؟

آنا إسكروهيما: نعم، أولا أريد أن أقول إن الحملة يعني لمكافحة الإرهاب هي ليست حملة أميركية فحسب يعني هي حملة تخص العالم كله لأن الإرهاب يعني ظاهرة تضرر باكستان شعبا وحكومة ونحن طبعا يعني نعتبر الرئيس مشرف كأحد أصدقاء الولايات المتحدة كشريك يعني في هذه الحملة يعني خلال ولايته أخذ أعتقد قرارين مهمين، أولا يعني القرار الإستراتيجي لقيادة البلد يعني في مكافحة الإرهاب ومكافحة تواجد القاعدة والطالبان يعني خاصة على الحدود الباكستانية وثانيا دعم لانتقال البلد للمرحلة الديمقراطية ونحن طبعا يعني ندعم..

خديجة بن قنة (مقاطعة): آنا، إذا كان برويز مشرف قد فعل كل هذا يفترض أن يكون في أعين الإدارة الأميركية الرئيس المعجزة الذي حقق كل ذلك، لماذا إذاً تخلت عنه أميركا؟

آنا إسكروهيما: الذي أريد أؤكد يعني أن دعم الولايات المتحدة هو بالأخير دعم للعملية الديمقراطية الباكستانية والإجراءات الدستورية الباكستانية، نعتبر أن هذا الأمر شأنا داخليا باكستانيا ونحترم نتائج الانتخابات التي حصلت في (فبراير) ونحترم طبعا قرارات الحكومة الباكستانية.

خديجة بن قنة: طيب، عبد الغفار عزيز، هذا ما أراده الشعب الباكستاني قال الضيفان السابقان، هل فعلا هذا ما كان يريده الشعب الباكستاني، يعني برويز مشرف رحل ولكن ترك برحيله أزمات كثيرة قد يعني ربما أبسط المؤشرات التي تشير إلى استمرار هذه الأزمات أن الذين جاؤوا بعده الحكومة الحالية يومين وهي مجتمعة، يعني أمس ساعات طويلة واليوم أيضا ساعات طويلة وما زالوا مختلفين يعني لتوهم مع استلام مقاليد الأمور في باكستان، هذا مؤشر سيء.

عبد الغفار عزيز: نعم، شكرا خديجة ولضيفيكم، طبعا الشعب الباكستاني يريد ذلك وأكثر من ذلك يعني الشعب الباكستاني حسب الاستطلاعات العالمية أيضا 95% منهم كانوا يريدون تنحي برويز مشرف وترحيله ليس فحسب بل كانوا يريدون وإلى الآن هم يصرون أن يحاكم هذا الرجل على جرائمه التي ارتكبها في حق الشعب والدولة. ولكن السؤال الأهم لماذا وصل برويز مشرف إلى ذلك الحضيض من الانهيار؟ وصل لأنه كان ينفذ يلبي ويطبق كل ما تطلب منه الولايات المتحدة الأميركية في حربها ضد الإرهاب، ليست حربنا، هي حربها وتسخر من أجل ذلك كل الوسائل ونحن فقط من أجل..

خديجة بن قنة (مقاطعة): عبد الغفار عزيز يعني نريد نصديقك في هذه الفرضية ولكن هل الحكومة الحالية لا تنفذ أو لن تنفذ كل ما تطلبه منها أميركا؟

عبد الغفار عزيز: لذلك نقول إن في مصير برويز مشرف عظة وعبرة لكل من يأتي إلى سدة الحكم في باكستان، برويز مشرف في بداية حكمه لم يكن مكروها إلى هذه الدرجة لكنه عندما سلك طريق الانهيار وطريق الدمار فكانت هذه النتيجة، إذا صارت الحكومة أيضا واتخذت من برويز مشرف أسوة حسنة لها.. أسوة سيئة لها فسيكون مصيرها أيضا وربما أقرب من ذلك لن تستغرق الآن ثماني أو تسع سنوات، هذه حكومة منتخبة من أفراد ومن الشعب والشعب يملك القرار وهو عبر البرلمان يريد ويتمنى أن يعود القرار والاستقلالية في اتخاذ القرار إلى البرلمان. هناك سؤال آخر، الولايات المتحدة الأميركية كما أشارت ضيفتكم أنها تريد أن تدعم الديمقراطية في البلاد، نعم هي تريد أن تدعم الديمقراطية لكن بعد أن صرح رئيس الوزراء الحالي يوسف رضا في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس بوش أنه يعتبر حرب أميركا حرب باكستان وأن الديمقراطية هذه حتى بعد الانتخابات والنتائج التي كانت الأغلبية المطلقة ضد برويز مشرف وحزبه يعني حتى بعد ذلك عشرات الوفود الأميركية أتت هنا والتقت مع القادة السياسيين ونحن سمعناها مباشرة مع من التقوا أن المطلب الوحيد من هؤلاء الضيوف الأميركيين كان إبقاء برويز مشرف في سدة الحكم، لكنهم في النهاية طبعا..

خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب، طلعت مسعود يعني استمعت إلى كلام عبد الغفار عزيز يقول الحكومة الحالية هي يعني المخلص للشعب الباكستاني ولكن هل يمكن أن نصدق فعلا أن واشنطن يعني كان لها أن تتخلى عن مشرف لولا أن البديل أي الحكومة الحالية يعني لم تثبت لها ولاء أكبر من الولاء الذي أثبته لها مشرف؟

هناك قوى متطرفة كثيرة في باكستان تعارض بقوة وتقاوم سلطة الدولة لكن في النهاية سلطة الدولة يجب أن تثبت وهيبتها يجب أن تفرض، ومن ثم الحكومة تقدم على هذه الإجراءات لأنها إن لم تفعل فستفرض الجماعات سطوتها

طلعت مسعود: بالتأكيد كما تعلمون فإن الوضع الحالي على الأرض في باكستان هو وضع يجعل أن كل الحكومات من دون أي استثناء تستطيع أن تتجاهل الوضع، هناك قوى متطرفة كثيرة تعارض بقوة وتقاوم سلطة الدولة لكن بالنهاية سلطة الدولة يجب أن تثبت وهيبتها يجب أن تفرض ومن ثم الحكومة تقدم على هذه الإجراءات لأنها ما لم تفعل ذلك فإن مثل هذه الجماعات سوف تفرض سطوتها ليس في المناطق القبلية بل تنتقل إلى مناطق الحدود ومن ثم إلى مناطق أخرى مما سيطيح بهيبة الدولة. ورغم أننا ندرك إلى حد كبير أن الوجود الأميركي في باكستان والسياسات الأميركية في باكستان وأفغانستان والعراق أدت إلى تزايد حدة التطرف الإسلامي في هذه المناطق لكن في الوقت نفسه باكستان والكثير من البلدان كانت تسعى وراء سياسات تمخض عنها التمرد أو روح التمرد الشديد الذي نراه هو الذي يتسبب بالكثير من الأضرار الجانبية وحركة الناس وكما ترون في التقرير الذي بدأنا به البرنامج أن هناك حوالي ثلاثمائة ألف شخص هاجروا من هذه المناطق سواء كانت مناطق باجور أو جنوب وزيرستان أو غيرها، إذاً العمل العسكري يسبب نتائج وخيمة للناس الأبرياء المدنيين في باكستان والحكومات المدنية تشعر بحساسية أكثر من الحكومات العسكرية.

خديجة بن قنة: إذاً هذه الحكومة كيف ستتعامل مع بقية ملفات الأزمة في باكستان؟ سنتابع ذلك بعد وقفة قصيرة فلا تذهبوا بعيدا.

[فاصل إعلاني]

نهج الحكومة الجديدة وخياراتها المستقبلية

خديجة بن قنة: أهلا بكم من جديد إلى هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر، تبحث في مستقبل التحالف الأميركي الباكستاني ضد ما يسمى الإرهاب. آنا إسكروهيما في دبي، يعني الآن الحرب على ما يسمى الإرهاب تقف عند مفترق طرق مهم، من المنظور الأميركي كيف تنظر الإدارة الأميركية لمستقبل هذه الحرب؟ هل تستمر على نفس النهج السابق في عهد مشرف؟

آنا إسكروهيما: نعم، مثلما قلت سابقا يعني الإرهاب ظاهرة تضرر بباكستان يعني شعبا وحكومة وأعتقد يعني أن قرار مكافحة الإرهاب يعني لأي دولة يعني قرار إستراتيجي لا يختصر إلى الأفراد أو لشخص واحد يعني ومنذ أسبوعين الرئيس بوش التقى برئيس الوزراء الباكستاني غيلاني وأعتقد يعني بعد هذه الاجتماعات يعني أكدنا من التزام الحكومة الباكستانية باستمرار يعني في هذه الجهود.

خديجة بن قنة: طيب، عبد الغفار عزيز، هل تتوقع استمرارا على نفس النهج السابق في محاربة ما يسمى الإرهاب في التحالف مع أميركا في هذه الحرب على ما يسمى الإرهاب؟

عبد الغفار عزيز: نعم، أخشى أن الحكومة الحالية أيضا سوف تسلك نفس الطريق وسوف تتبارى وتتنافس للحصول على رضا أميركا، لكن السؤال الأكبر يعني ما هي حدود المطالب الأميركية؟ يعني الحقيقة أن المطالب الأميركية أصبحت كالجحيم كلما قدمت لها باكستان نادت وقال، هذا الجحيم، هل من مزيد! نحن نقتل وندمر وكما أشار الجنرال طلعت من إسلام آباد، ثلاثمائة ألف شخص ليس عددا هينا، هم أبرياء وهم ضحية هذه السياسة، فنحن نرى أنه إذا استمرت هذه الحكومة على نفس المنوال فإنها سوف..

خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم ولكن الحكومة الحالية مستعدة لتقديم هذا المزيد.. أستاذ عبد الغفار عزيز، عفوا على المقاطعة لكن الحكومة الحالية.. عبد الغفار عزيز هل تسمعني؟ الحكومة الحالية أثبتت أنها أقسى وأشرس من برويز مشرف وقدمت المزيد، على عكس ما تقول أنت لدينا إحصائيات تقول معارك الجيش الباكستاني في المقاطعات القبلية طيلة الأعوام الماضية خلفت ألف قتيل لكن نصف هذا العدد وأكثر قتل في اشتباكات مقاطعة باجور القبلية مؤخرا، خلال عشرة أيام فقط، يعني هذه أرقام ضخمة في خلال هذه العشرة أيام.

عبد الغفار عزيز: نعم، أعداد ضخمة وهذا الذي أشير أننا نحن الآن أصبحنا نقاتل بجيشنا نقاتل مع أبنائنا ومع أفراد شعبنا، يعني نحن فقط عندما تقول الإدارة الأميركية إن هناك القاعدة وهناك الطالبان والعالم يعرف أن لدى أميركا الإمكانيات الكافية والأكثر من اللازمة، هنا في أجوائنا طائراتهم تطير 24 ساعة بدون طيار وهناك ستالايت وهناك شبكة جواسيس على الأرض وهناك يعني حدث ولا حرج لكن مع كل ذلك إذا أميركا غير قادرة على ما تقول قلع جذور الإرهاب من أفغانستان أو من العراق وكلما تواجه مزيدا من المتاعب تلقي باللوم على حكومة باكستان مثلا أو تشجع كرزاي أيضا يعني يكيل مثل هذه الاتهامات، هذه اتهامات خاوية والسؤال أمام الحكومة الباكستانية ماذا يكون موقفنا؟ هل نلتزم هذا الطريق طريق التضحية بكل المصالح الوطنية؟..

خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب، جنرال طلعت مسعود، يعني أميركا استفادت فعلا من هذه الحرب على ما يسمى الإرهاب، احتلت دولا سيطرت على مناطق كثيرة في العالم، باكستان فعليا حصلت على ماذا؟ استفادت بماذا؟

طلعت مسعود: أعتقد أننا يجب أن ننظر إلى هذه القضية ضمن نطاق أوسع ومنظور أوسع فمنذ بداية انخراط باكستان في الجهاد الأفغاني ضد السوفيات ودعمها لحركة طالبان والتي كانت واحدة من السياسات الخاطئة لأننا كنا ربما البلد الوحيد الذي دعم طالبان حقيقيا والسعودية والإمارات دعمتاها لأننا كنا ندعمها وعندما فعلنا ذلك أصبح من المستحيل ببساطة عندما غزا الأميركان أفغانستان في وقت كان فيه النبض العسكري قويا للغاية كان على باكستان، هذا جاء طبعا بعد قرار مجلس الأمن، ما كان بإمكان باكستان أن تقول لا وأن تنحاز إلى جانب طالبان أو لا تساهم في الحرب على الإرهاب فوفق معطيات جيوسياسية وجيوإستراتيجية وأيضا بسبب إرثها من الماضي القديم اضطرت إلى الانخراط في هذه الحرب. لكن يبقى السؤال إلى أي مدى بإمكان باكستان أن تحمي مصالحها القومية وهذا..

خديجة بن قنة (مقاطعة): نعم لكن جنرال طلعت يعني لا يمكن في نفس الوقت إنكار أن باكستان على المستوى الجيوإستراتيجي كما كنت تتحدث، استفادت على مستوى مثلا المواجهة مع الهند استفادت عسكريا بالحصول على مساعدات عسكرية وعتاد عسكري أيضا كبير من الولايات المتحدة استفادت أيضا على الصعيد المالي بمساعدات مالية مباشرة وأيضا تحت مظلة الاستثمارات الأجنبية، أليس كذلك؟

طلعت مسعود: نعم هذا صحيح لكن في الوقت نفسه أعتقد أننا لا نستطيع أن نغمض أعيننا إزاء حقيقة مهمة أننا اليوم في باكستان سواء كان ذلك بسبب خطأ سياساتنا أو خطأ سياسات أميركا نجد في مناطقنا القبلية هناك أناس من خارج البلاد، بإمكانك أن تسميهم شيشانيين وأزبك وعرب ومن القاعدة أو باكستانيين أيا كان هنالك أناسا يستخدمون تلك الأراضي للدخول إلى أفغانستان فعلى المرء أيضا أن يرى هذه الحقيقة أيضا، لا نستطيع تجاهل ذلك لهذا السبب كان هناك استخدام للقوات العسكرية وتم استخدام اتفاقيات سلام لمحاولة حل بعض المشكلات السلمية لكن للأسف اتفاقيات السلام لم يتم الالتزام بها من قبل المسلحين ولا الحكومة حقيقة..

خديجة بن قنة (مقاطعة): طيب دعني جنرال طلعت دعني في الدقائق الأخيرة أنتقل إلى آنا في دبي، يعني واشنطن تخلت عن مشرف بشكل اعتبره الكثير من المراقبين يعني شكل مهين، يعني قدم كل ما يستطيع أن يقدمه للولايات المتحدة الأميركية وفي النهاية شكرا باي باي وإلى اللقاء، ما الذي يضمن أن لا تتعامل الإدارة الأميركية مع القيادة الجديدة بهذا الشكل؟ وما هو سقف المطالب الأميركية من هذه القيادة الجديدة في باكستان؟

الولايات المتحدة تدعم الحكومة الباكستانية الشرعية المنتخبة التي تسعى للحصول على خير مستقبل للشعب الباكستاني

آنا إسكروهيما: الذي أستطيع أن أقوله يعني هو إن الولايات المتحدة تدعم الحكومة الباكستانية المنتخبة الشرعية ولدينا يعني طبعا مثلما قلت دعما كاملا للأهداف التي عبر عنها هذا البرلمان، هذه الحكومة بالنسبة للحصول على خير مستقبل للشعب الباكستاني اقتصاديا سياسيا يعني الحصول على ازدهار هذا البلد، ويوجد تحديات كثيرة ونحن مستعدون للدعم وللمساعدة لهذه الحكومة.

خديجة بن قنة: آنا إسكروهيما نائبة مدير مكتب التواصل الإقليمي الأميركي من دبي شكرا جزيلا لك، أشكر أيضا ضيفي من إسلام آباد الجنرال طلعت مسعود الخبير في الشؤون الإستراتيجية، وكان معنا أيضا عبر الهاتف من مدينة لاهور الباكستانية عبد الغفار عزيز مستشار أمير الجماعة الإسلامية في باكستان. أطيب المنى وإلى اللقاء.