فرق الاعدام في العراق
ما وراء الخبر

فِرَق الموت في العراق

نحاول في هذه الحلقة مناقشة تجدد الحديث ولكن هذه المرة على لسان مسؤولين عسكريين أميركيين وبريطانيين عما يوصف بفرق الموت في العراق.

– فِرَق الإعدام بين الحقيقة والإشاعة
– دلالات فضح أميركا وبريطانيا للقضية


undefinedمحمد كريشان: أهلا بكم، نحاول في هذه الحلقة مناقشة تجدد الحديث ولكن هذه المرة على لسان مسؤولين عسكريين أميركيين وبريطانيين عما يوصف بفرق الموت في العراق ونطرح تساؤلين اثنين.. ما حقيقة وجود هذه المجموعات في خارطة العنف الذي يشهده العراق؟ وما مواقف الأطراف المعنية بالواقع العراقي منها ومن الصبغة الطائفية التي تحملها؟

فرق إعدام في العراق يُعتقد أنها تعمل من داخل وزارة الداخلية لتصفية أشخاص أغلبهم من العرب السُنة، الظاهرة التي لم يُكشف الكثير من تفاصيلها تؤكد في حال ثبوتها ما قيل عن وجود حرب للتصفية الطائفية تدور رحاها على قدم وساق.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: صورة من صور الوضع اليومي في بلاد الرافدين التي تنام مساء على صوت الانفجارات لتصحو صباحا على أخبار التصفيات، المتهم هذه المرة ما بات يُعرف بفرق الإعدام التي تحمل ذي الشرطة وتعتقل باسمها ثم تصفي الضحايا على أساس طائفي على ما يبدو.

[من ندوة لهيئة علماء المسلمين 19 فبراير 2006]

عثر في الطب العدلي على جثث الشيخ علاء محمود جاثم العزاوي عضو هيئة علماء المسلمين وإمام وخطيب جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه في منطقة شارع فلسطين.

نبيل الريحاني: الظاهرة مثلت شكوى متكررة رفعتها هيئة علماء المسلمين التي حمّلت المسؤولية للقوات الأميركية ولقوى الأمن العراقي في استهداف سُنة العراق وعلمائهم، غير أن الجديد كان اعتراف الأميركيين والبريطانيين بوجود فرقة الإعدام داخل أجهزة الداخلية العراقية دون إعطاء تفاصيل شافية. وفي انتظار ما قد يُفضي إليه التحقيق الذي تعهدت بفتحه وزارة الداخلية تقول أرقام غير رسمية إن عدد الضحايا قد يفوق الألف من بينهم اثنان وعشرون إمام مسجد سُني في بغداد وحدها مشيرة إلى أنه ألقي القبض على اثنين وعشرين معاون شرطة بصدد الشروع في تصفية إمام سُني. المفارقة هي أن الولايات المتحدة وبريطانيا المتهمتين للتو تقريبا بانتهاكات موثقة في حق الإنسان العراقي أقرتا ولو على استحياء بمسؤولية وزارة الداخلية الخاضعة لنفوذ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، موقف يستبق تكوين أول حكومة عراقية دائمة بعد سقوط نظام صدام من المنتظر أن تعكس هيمنة شيعية لم تعد تُشعر الأميركيين بالارتياح ويضاف إلى تصريحات زلماي خليل زاده عن طائفية وزارة الداخلية وتحريك البيت الأبيض لقصة معتقل الجادرية ربما صعدت فرق الموت هذه من وتيرة التصفيات لكنها بالتأكيد لم تفتتحها ففي ظل الاستقطاب الحاد والمسلح الذي نشأ عشية احتلال العراق طالما كانت التصفية على المذهب والهوية طبقا مُرا أكل منه العراقيون بكل أطيافهم.

فِرَق الإعدام بين الحقيقة والإشاعة

محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من بغداد الدكتور ظافر العاني الناطق باسم جبهة التوافق العراقية ومن لندن الكاتب والإعلامي العراقي الدكتور طالب الرماحي أهلا بكما نبدأ من بغداد دكتور العاني أين الإشاعة وأين الحقيقة في هذا الموضوع.

"
هنالك تواطؤ من قبل وزارة الداخلية وبعض أجهزتها الأمنية المعروفة للقيام بعملية تطهير طائفي وحشية ضد السنة العرب
"
ظافر العاني

ظافر العاني- ناطق باسم جبهة التوافق العراقية: يعني لا أظن أن هنالك من حقيقة ماثلة في العراق أكثر من هذه التي سمعناها وهي حقيقة إن لم تفاجئنا وإنما جاءت كاشفة لما كنا نردده ونقوله في السابق لأننا بالفعل أهلنا يدفعون من دمائهم ثمنا يوميا لسادية ووحشية أجهزة الأمن الداخلية العراقية. هنالك أدلة عديدة على قيام أجهزة أمنية معروفة بارتباطاتها الخارجية في وزارة الداخلية بالقيام بعملية تطهير طائفي وحشية ضد السُنة العرب لطالما تنصلت وزارة الداخلية وادعت كذبا بأن هؤلاء ينتحلون صفة وزارة الداخلية ويركبون سيارات الشرطة ويحملون رتب الشرطة والحقيقة هي غير ذلك تماما أن هنالك تواطؤ من قبل وزارة الداخلية وبعض أجهزتها الأمنية المعروفة للقيام بهذه الحملة الوحشية ضد السُنة العرب والحقيقة الأخرى التي سمعنا بها سابقا هو في قضية ملجأ الجادرية وفي الأقبية السرية والسجون التي كانت موجودة تحت مكتب وزير الداخلية نفسه وأكدت التقارير بأنه كان هنالك إشراف أميركي أصلا على عمليات التعذيب التي كانت تقوم بها وزارة الداخلية، فتحت لجان تحقيق مرارا وتكرارا فيما كنا نقدمه من أدلة، لكن حتى الآن لم تُكشف هذه الأدلة للرأي العام العراقي، الكل يريد أن يعرف هل حقيقة أن وزير الداخلية لا يعرف بما كان يجري في وزارته؟ وهل حقيقة أن فرق الموت هذه تابعة لأحد الأحزاب السياسية العراقية ومرتبطة بشكل عضوي بجهة أجنبية إقليمية؟ من هؤلاء الذين قتلوا في سجون وزارة الداخلية؟ نعم..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفوا دكتور ظافر الجنرال الأميركي جوزيف باترسون وهو المكلف بتدريب الشرطة والذي كشف الموضوع مع أيضا ضابط آخر بريطاني يقول الوزير لا علاقة له بالأمر وهنا اسمح لي أسأل الدكتور طالب الرماحي عما أشار إليه الدكتور ظافر العاني من موضوع لجان التحقيق العديدة، الآن الوزير أمر مرة أخرى بتشكيل لجنة تحقيق هل تعتقد بأن هذه اللجنة هذه المرة كفيلة بإظهار الحقائق؟

"
أعتقد أن ما يثار حول فرق الموت مجرد أوهام لإبعاد أنظار الشعب العراقي وأنظار العالم عما يحصل في العراق من مجازر يرتكبها التكفيريون بالتنسيق مع بقايا حزب البعث
"
طالب الرماحي

طالب الرماحي- كاتب وإعلامي عراقي: يعني جميل أن نصدق لأول مرة ما يذكره الأميركيون وما يذكره البريطانيون وكنا دائما نُكذب هؤلاء طبعا أليكس ويلسون وهو بريطاني وأعتقد أنه معني بهذه القضية عندما سئل عن هذه فرق الموت الوهمية قال لا إنهم كانوا ضمن جهاز الشرطة في البصرة وقد حُلت فرقتهم وهم الآن يستخدمون ملابس وزارة الداخلية. أنا أعتقد يا أخي أن هذه هي مجرد حقيقة أوهام لإبعاد أنظار الشعب العراقي وأنظار العالم عما يحصل حقيقة في بلاد الرافدين من مجازر يرتكبها التكفيريون وبالمساعدة وبالتنسيق مع بقايا حزب البعث، حقيقة في هذه الأيام نحن نعيش في الموصل وكلنا سمعنا في الموصل هنالك اعتصام أقامه الأطباء والصيادلة ومناشدة من قِبلهم نتيجة لعمليات الاختطاف وعمليات القتل التي يتعرضون إليها وقد هددوا بالاعتصام المدني إذا لم تُحل قضيتهم، فهل هؤلاء الذين يقتلون من قبل.. في الموصل هل هؤلاء من قبل وزارة الداخلية العمليات الإجرامية الكثيرة التي أرتكبها التكفيريون البعثيون والسلفيون في كل أنحاء العراق الآن في هذا اليوم أكثر من جريمة حدثت في بغداد وإحدى هذه الجرائم قتل فيها طفل ثلاث سنوات عمره.. نعم..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن دكتور اسمح لي يعني فقط بالتوضيح يعني ما يرتكبه التكفيريون مثلما تقول هذا شيء مُدان من قبل كثيرين أن ترتكب مجازر وعمليات قتل من داخل المؤسسة الرسمية قصة أخرى، يعني أنت ذكرت بأن هذه يعني فقط اسمح لي أنت ذكرت بأن هذه العمليات التصفية الوهمية، أليكس ويلسون الذي استشهدت به قال في البصرة وحدها في خلال خمس أشهر من نوفمبر إلى يناير قتل مائة وواحد وأربعون بهذه المواصفات، يعني بمعنى بعض رجال الشرطة هم الذين اغتالوهم، الجنرال الأميركي جوزيف باترسون أيضا قال بأن رجال يرتدون زي الشرطة قاموا بكذا وكذا وهناك أربعة من القيادات تم اعتقالهم، إذاً هي ليست وهمية هناك حقائق ولكن حقائق تحتاج إلى إثبات؟

طالب الرماحي: ولكن يا أخ ولكن حتى الأميركيين وحتى البريطانيين لم يحددوا من يقود فرق الموت هذه الوهمية، هم ذكروا معلومات وانتهى الأمر لم تكن هنالك تفصيلات ولم تكن.. بل أنت ذكرت أن وزير الداخلية وبلسان هذا الأميركي قال إنه ليس له علاقة ولكن أنا حقيقة أستغرب من اتهام وزارة الداخلية أو اتهام.. ولعله أنه بعض الأطراف الشيعية طبعا يُلمز إليها بطرف خفي وتُتهم من أنها لها علاقة يعني وزارة الداخلية هي المعنية بأمن البلاد ترتكب مثل هكذا أعمال مرفوضة، هذا لا يصدقه العقل وأنا أعتقد إن هذه هي محاولة لأبعاد الأنظار عما يحدث حقيقة من جرائم ترتكب بحق أبناء الشعب العراقي في كل أنحاء الشعب العراقي. أنا أتحدى كل من يدعي بأن هنالك جرائم ارتُكبت من وزارة الداخلية أن يعطي بالدليل أن يعطي بالإثبات الذي يقنع به العالم ويقنع به الشعب العراقي ويقنع هؤلاء الذين دائما حقيقة يحاولوا أن يلصقوا وزارة الداخلية للاتهامات..

محمد كريشان: نعم لننقل هذا التحدي للدكتور ظافر العاني.

"
هناك أمل بأن يبقى المواطن العراقي الذي تعتقله قوات الاحتلال الأميركية على قيد الحياة، أما المواطن الذي يلقى عليه القبض من قبل الأجهزة الأمنية العراقية، فلا أمل من عودته حيا
"
العاني

ظافر العاني: أستاذ محمد يبدو أن الأخ يريد أن يظهر ملكيا أكثر من الملك نفسه مع احترامي، سيدي العزيز البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية نفسها وليس أي طرف آخر تقول فيه أنها تُجري تحقيقا مع عناصر فرق الموت والإعدام التي ألقي القبض عليها من قبل قوات الاحتلال الأميركية وأن هذه العناصر قد تسللت إلى الأجهزة الأمنية وإلى أجهزة وزارة الداخلية هي تعترف بأن هؤلاء من منتسبيها وتقول أنها تُجري تحقيقا معهم هذا الكلام لوزارة الداخلية ببيان رسمي بل أنها تقول في نُبل لم نعهده منها أن تسلل هؤلاء لا يعفيها.. أو أن عدم علمها بهم أو أن وزارة الداخلية غير مشرفة على عملهم بشكل مباشر لا يعفيها من المسؤولية وتقول أن وزارة الداخلية تتحمل مسؤوليتها الكاملة حول فرق الإعدام والموت التي هي أصلا من وزارة الداخلية. سيدي العزيز سأقول لك مما يعرفه الشارع العراقي عندما يتم اعتقال أي مواطن عراقي من أهلنا من قِبل القوات الأميركية الآن أصبحت العوائل تذهب إلى عائلة المعتقل وتُقدم لهم التهنئة بأنه تم اعتقاله من قبل القوات الأميركية لأنه على الأقل هنالك أمل في أن يبقى على قيد الحياة، قد يتعرض إلى التعذيب وإلى القسوة وإلى الإيذاء الجسدي والجنسي لكنه قد يبقى على قيد الحياة، أما من تُلقي عليه القبض الأجهزة الأمنية فإنه في نفس اللحظة يقيموا مجلس العزاء لأنه يعرف أنه بعد سويعات سيرى جثة ولده أو زوجها مرمية وهي مثقبة بالإدريل الكهربائي اليوم لا تسمى الحكومة العراقية سوى أنها حكومة الإدريل يُثقب جسده وهو حي ويلقى في القمامة، الآن العوائل التي تريد أن تبحث عن أشلاء أبنائها الذين أخذتهم أجهزة الداخلية تبحث عنهم في مناطق الصرف الصحي وفي أماكن القمامة لكي تجد جثث أبنائها مرمية هناك من قبل وزارة الداخلية بل الأكثر من ذلك أن هنالك معتقلين.

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن مع ذلك دكتور يعني..

ظافر العاني [متابعاً]: اسمعني.. أستاذ محمد كلمة واحدة من فضلك..

محمد كريشان: تفضل.

ظافر العاني: هنالك معتقلين تم إظهارهم على شاشات التلفزيون العراقي على الشاشة العراقية وليس غيرها قالوا اعتُقلوا وظهرت صورهم وتحدثوا في التحقيقات ثم وُجدت جثثهم فيما بعد وتقول وزارة الداخلية أن الذين ألقي القبض عليهم هم من غير منتسبي وزارة الداخلية أخي العزيز هذه حقيقة لا مراء فيها، ما قاله الأميركان هو كاشف للأدلة العديدة والكثيرة التي كلنا نقدمها في المؤتمرات الصحفية..

محمد كريشان: ولكن قد يكون في حديث الأميركيين دكتور وحديث البريطانيين عن هذه التجاوزات الآن ربما بعض الدلالات التي سنحاول أن نتوقف عندها بعد فاصل نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دلالات فضح أميركا وبريطانيا للقضية

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد وحلقتنا اليوم تتناول ما بات يعرف بفرق الموت في العراق، دكتور طالب الرماحي في لندن أشرت في البداية أنه الحمد لله أننا بتنا نصدق ما يقوله البريطانيون والأميركيون هل ترى في فضح هذا الموضوع وإن اعتبرته وهمي من قبل البريطانيين والأميركيين له دلالة خاصة في حين أن الموضوع كان دائما يثار من قبل من قبل عراقيين؟

"
إستراتيجية تنظيم القاعدة وبقايا حزب البعث في العراق تكمن في جر البلاد إلى حرب أهلية، ويبدو أن هناك من يروّج لهذا الهدف
"
الرماحي

طالب الرماحي: يعني هذا يدل على أنهم حضاريين حقيقة أكثر مما نفكر نحن بحيث إنهم يحاولون حتى وإن ارتكبوا الجريمة يحاولوا أن يشهدونا إنهم ارتكبوا هذه الجريمة ولعلهم يعتذرون، أما نحن مع الأسف الشديد وكما عهدنا في زمن النظام السابق وكثير من الدول العربية فإنهم يقتلون القتيل ويُخفوا آثاره حتى عن أهله. أنا أريد أن أرد على الأخ ظافر العاني إن وزارة الداخلية عندما تُجري هذا التحقيق هذا دليل على براءتها وهذا لا يدل على أن الذين ارتكبوا الجريمة هم من.. المسؤول عليها وزارة الداخلية ولا ننسى أن وزارة الداخلية كما ذكرها وزير الداخلية قد تسلل لها الكثير من المجرمين ومن البعثيين وهؤلاء البعثيين سبق وأن ارتكبوا جرائم كثيرة وأنا أريد أن أذكر ظافر العاني بالثلاثة الذين قُتلوا في وزارة الداخلية في زمن إياد علاوي على يد من؟ على يد هم أيضا ضباط ثلاث ضباط بعثيين حتى الموت ولم يتكلم أحد ولم حقيقة يستنكر في ذلك الوقت أي أحد. يا أخي هنالك استراتيجية لدى القاعدة ولدى بقايا حزب البعث هو جر البلاد إلى حرب أهلية ومع الأسف الشديد إن هذه المؤامرة والبعثيون والتكفيريون يجدوا مَن يروج لهذا الهدف لجر البلاد إلى حرب أهلية وقريبا حقيقة مع الأسف الشديد..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفواً دكتور إذا كانت القاعدة تريد أن تجر البلاد إلى هذا المآل ما مصلحة الأميركيين والبريطانيين أن يصبوا الزيت على النار ويقولون يجري كذا وكذا؟

طالب الرماحي: إحنا لا يهمنا حقيقة ما يريده الأميركيون ولعل الأميركيون لديهم أهداف تتعلق بمصالحهم الخاصة ومن حقنا نحن كعراقيين سُنة وشيعة وطوائف أخرى أن نفكر بهذا المركب الذي نحن فيه، إذا خرق أحدنا هذا المركب معناه أن الجميع سوف يغرق. نحن حقيقة لا نلوم الأميركيين إذا ما أدركنا أن الأميركيين لديهم أجندتهم الخاصة ولذلك أنا أقول إننا نردد هذه الاتهامات وبالتالي نروج لها ويتهم بعضنا البعض هذه ليست من صالح الشعب العراقي وهي بالتالي سوف تكون مضرة بجميع الأطراف وعلينا أن نتوجه جميعا إلى المجرم الحقيقي الذي يريد أن يعطل العملية السياسية يريد أن يقتل أبنائنا بالسيارات المفخخة، يريد أن يرجع العراق إلى سابق عهده في زمن النظام السابق علينا أن ننتبه جميعا وإلا فسوف نخسر جميعا.

محمد كريشان: نعم دكتور ظافر العاني هل يمكن أن نرى فيما قاله الأميركيون والبريطانيون ربما جملة واحدة إذا كانت لدينا فضائحنا في أبو غريب وفي البصرة وغيرها فلديكم أيضا فضائحكم، هل يمكن أن نفهمها بهذا الشكل؟

ظافر العاني: أنا أتفق معك في الكثير من التوصيف، حقيقة الذي يتكالب على العراقيين اليوم جهتان قوات الاحتلال البغيض بأعمالها الوحشية والإجرامية التي ظهرت على الملأ وبعض الأجهزة الأمنية الحكومة أيضا بفضائحها الأخلاقية وساديتها تجاه شعبنا، الطرفان موغلان ومتواطئان في قتل شعبنا، الحديث عن فرق القتل والإعدام التي تقوم بها..

محمد كريشان [مقاطعاً]: عفوا يعني لماذا تستثني التكفيريين الذين أشار إليهم الرماحي أكثر من مرة؟

"
هناك إرهاب دولة منظم في العراق تقوم به قوات الاحتلال والقوات الأمنية الحكومية العراقية
"
العاني

ظافر العاني [متابعاً]: والتكفيريون كذلك أنا أتحدث عما تقوم به دول وليس عن مجموعات خارجة على القانون ممكن مقاضاتها ولكن عندما تقوم بذلك قوة الاحتلال وقوة الاحتلال قد أرغمت حكومتنا وانصاعت لها في أنها تمنع مقاضاة هؤلاء.. جنود الاحتلال عندما يقومون بالقتل بدم بارد في وضح النهار وعندما تقوم بذلك الأجهزة الأمنية الحارسة على القانون التي يفترض بها أنها حارسة على القانون من سيقاضيها أيضا ومن سيحاسبها؟ نحن نتحدث عن إرهاب دولة منظم تقوم به كلا الطرفين قوات الاحتلال والقوات الأمنية الحكومية العراقية معاً. وأقول لك شيء أستاذ محمد يعني في سياق التحليل أنا أعتقد أنه كلما تم تسخين الملف النووي الإيراني الأميركي أنا أعتقد بأن الشعب العراقي يدفع ثمن ذلك من دماء أبنائه كل لاعب يريد أن يظهر للآخر بأنه يمتلك قوة رابحة في العراق وبأن العراق ساحة المنافسة الرئيسية بينهما العراقيون يدفعون من دمائهم ثمن مصالح قوى إقليمية وقوات الاحتلال الحديث عن فرق القتل والموت لا يعني هذا أن من يقوم بذلك هم الشيعة حاشى لله والشيعة براء مما يتعرض له السُنة العرب مثلما السُنة براء مما يتعرض أو تعرض له الشيعة أو حتى الأكراد، نحن نتحدث عن أجندات سياسية وسخة لبعض القوى والأحزاب السياسية ذات الارتباطات الإقليمية المعروفة بولاءاتها وعقائدها، نحن نتحدث عن وزارة داخلية تقول هي نفسها أن هنالك عناصر في داخلها مهيأة للقتل والإعدامات وللموت يدفع ثمنه أهلنا من السنة العرب هذا هو الموضوع..

محمد كريشان: نعم نسأل الدكتور طالب نعم..

ظافر العاني: هذا هو الموضوع..

محمد كريشان: نعم نسأل الدكتور طالب الرماحي عما إذا كان يشاطرك هذا التحليل هل بريطانيا وواشنطن تضغط على إيران من خلال هذه الاتهامات مثلا؟

طالب الرماحي: والله لا أعتقد أن لقضية الملف النووي الإيراني علاقة بما يحصل في العراق ولكن يأتي حشر هذا الملف فيما يخص أو بالأوضاع الداخلية في العراق لأسباب طائفية حقيقة وأنا حقيقة أُحذر من هذا النفس الطائفي الذي يحاول أن يبدو للعالم من أن السُنة في العراق يُقتل من قبل الشيعة وأن الشيعة في العراق يقتل من قبل السُنة هنالك جهات واضحة لكل أبناء الشعب العراقي هي التي تقوم بهذه الجرائم المقيتة وإلا قل لي من قتل كمال النزّال.. من قتل كمال النزّال رئيس بلدية الفلوجة؟ ومن قتل سبعة وستين من أبنائنا من أبناء الرمادي السُنة؟ ومن قتل حقيقة الكثير من أبناء السُنة هنا وهناك؟ ألم يكونوا التكفيريون وألم يكونوا البعثيون الذين ينسقون معهم؟ إذاً هنالك يا أخي إحنا نحن نحاول أن نُشرق ونُغرب حتى نبعد الجريمة عمن ارتكبها.

محمد كريشان: يعني سيد دكتور الرماحي مثلما سألت أنا ظافر العاني لماذا في تحليله استبعد التكفيريين فأضاف والتكفيريين، أنت دائما تتحدث عن التكفيريين وتستبعد الآخرين يعني لماذا لا تعتبر بأن الموضوع أيضا مختلط فيه هذا.. وهذا.. وهذا؟

طالب الرماحي: الأمر واضح يا أخ، الأمر واضح في العراق منذ سقط النظام في 9/4 هنالك قوى تكفيرية مسنودة من قبل بقايا حزب البعث وهنالك قوى سُنية وحتى تلك التي الآن تشترك بالعملية السياسية تحاول دائما أن تبدو أمام العالم وكأنها مظلومة حتى تستجذب انتباه العالم هذا طبعا في غاية الخطورة..

محمد كريشان: ولكن يعني عفواً دكتور يعني لماذا تستبعد في المطلق أن تكون المؤسسة الأمنية في وزارة الداخلية مخترقة وهناك من يشير إلى منظمة بدر ويشير إلى المجلس الإسلامي الأعلى وربما لحسابات إيرانية في المنطقة لماذا تستبعد هذا حتى من باب التحليل وليس من باب معلومات حقيقية مثبتة؟

"
وزارة الداخلية مخترقة من قبل المجرمين الذين هيأ لهم صدام حسين الظروف
"
الرماحي

طالب الرماحي: أنا لا أقول أن وزارة الداخلية غير مخترقة بل مخترقة من قبل المجرمين الذين حقيقة هيأ لهم الظروف صدام حسين ومخترقين من قبل البعثيين وهنالك محاولات لإرجاع الكثير من البعثيين ولكن تأتي وتقول لي أن منظمة بدر لها علاقة بهذا الأمر أقول أن هذا منافي ومجافي للحقيقة منظمة بدر جزء من الحكومة..

محمد كريشان: لست أنا من يقول هذه اتهامات متداولة يعني..

طالب الرماحي: على كلٍ أنا أرد على هذه الاتهامات المتداولة، أنا أقول أن تشترك في البرلمان هي جزء في المجلس التشريعي ولها ست محافظين في داخل العراق وهي مسؤولة وتعتبر نفسها حاكمة ومسؤولة عن أمن الشعب العراقي فهي ليس في حاجة إلى أن تتحول إلى عصابات مجرمة وهي معنية في محاربة الإجرام من هنا أؤكد إن حقيقة هذه محاولة الاتهامات هذه هي محاولة لإبعاد الجريمة عن من ارتكبها.

محمد كريشان: نعم أسأل الدكتور ظافر العاني في الدقيقة الأخيرة من البرنامج عما إذا كان ما يجري هو ترتيب لإبعاد المجلس الإسلامي الأعلى عن وزارة الداخلية في التشكيل الجديد؟

ظافر العاني: ليس هذا في ظننا ولكن أنا أعتقد أولا أنه نحن نطالب بإظهار الحقيقة مثلما هي شهور عديدة مضت على عدد من الحوادث التي جرى فيها التحقيق لكن الشارع العراقي والرأي العام العراقي لم يطلع على تفاصيل هذا التحقيق من يقوم بقتلنا من يقوم باعتقال شبابنا في ساعات منع التجول بسيارات الشرطة عندما تسير ثلاثين سيارة شرطة وفي ساعات منع التجول من يحمي هؤلاء عندما يعتقلون بالعشرات يوميا وتوجد جثثهم في..

محمد كريشان: يفترض في هذه الحالة أن تؤكد الحقيقة لجنة تحقيق محايدة ومهنية شكرا لك..

ظافر العاني: سيدي ولذلك أستاذ محمد..

محمد كريشان: نعم..

ظافر العاني: جملة واحدة فقط ترى هل هذا هو السبب هل فرق الإعدام والموت هو السبب الذي يحدو بالبعض إلى أن يتمسك بوزارة الداخلية ويعتبرها خط أحمر يتشبث بها لكي يمارس ساديته مرة ثانية على أهلنا..

محمد كريشان: شكرا لك دكتور ظافر العاني الناطق باسم جبهة التوافق العراقية من لندن أيضا شكرا للكاتب والإعلامي العراقي الدكتور طالب الرماحي بهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم كالعادة تقديم مقترحات عبر إرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا بإذن الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد في أمان الله.