الواقع العربي

"بوكيمون غو" تعزز النمط الاستهلاكي للتقنيات الغربية

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على لعبة الفيديو الإلكترونية بوكيمون غو، ومدلولات انتشارها السريع عبر العالم، وتأثيراتها المختلفة على واقع الشباب العربي.

قال الباحث في علم النفس الاجتماعي عبد الباسط الفقيه إن لعبة "بوكيمون غو" ستواصل اكتساحها عالم المراهقين بصفة خاصة بسبب ما أضافته من مزيج من وهم العالم الافتراضي والعالم الواقعي.

وواصل القول لحلقة (29/7/2016) من برنامج "الواقع العربي" إن إيجابية إخراج الطفل والمراهق من عزلته في الغرفة يقابلها خطر أن هذا الفرد موجود في الشارع وهو غارق في شاشة هاتفه الذكي.

يذكر أن "بوكيمون غو" هي لعبة فيديو إلكترونية تقع في منطقة بين الواقع والخيال وفاقت كل ما سبقتها من تطبيقات. وتقوم على ملاحقة واصطياد ما تسمى "البوكيمونات" الافتراضية في مواقع يحددها التطبيق عبر خرائط وأماكن حقيقية باستخدام تقنية "جي بي أس".

تطرقت الحلقة إلى استهلاك التقنيات والتطبيقات القادمة من الغرب والشرق، ولماذا تبدو المشاركة العربية فقيرة في هذا الجانب؟

طاقات بلا استثمار
الخبير في تكنولوجيا المعلومات خالد حلاوة قال إن العالم العربي لا تنقصه الكفاءات الفردية المشهود لها في تطبيقات الهواتف والحواسيب لكنها طاقات لا تقابل باستثمار مؤسسي.

ووفقا له فإن المؤسسات التعليمية القائمة على التلقين لا تأخذ بيد الكفاءات، ولا تسعى في الأصل لاكتشافها، وحين تُكتشف لا يؤخذ بيدها.

في النقطة ذاتها، قال الفقيه إن الطلبة يقضون ساعات طويلة في مواقع التواصل أو الألعاب الإلكترونية مبتعدين عن مواقع الصنع والإنتاج، إذ -في رأيه- الإنتاج لا يمكن تعلمه أمام الشاشات بل في أماكن الدراسة وتعلم التطبيقات ولغة الحاسوب.

وضرب الفقيه مثلا على ذلك بدولة إستونيا الصغيرة التي سخرت مناهجها التعليمية لاستثمار التطبيقات في الهواتف الذكية فدعمت اقتصادها بشكل كبير، مثلما سبقتها الهند في مجال الحاسوب، مؤكدا أن العقول العربية أثبتت وجودها في الغرب والشرق وتحتاج فقط في بلادها إلى الرعاية والإحاطة.

وحول ما تسببه لعبة "بوكيمون غو" من مشاكل أمنية، قال خالد حلاوة إن هذه اللعبة ليست هي من يكشف مواقع الأفراد، بل إن أي هاتف ذكي مكشوف ما دام فيه تطبيق "غوغل ماب" و"جي بي أس".

وأضاف أن انتهاك الخصوصية ارتبط بمجيء الهواتف الذكية، وعليه فإن لعبة "بوكيمون غو" ينبغي ألا ينظر إليها كمؤامرة وإن تحقيقها هذا النجاح الواسع راجع إلى لجوئها إلى ما يسمى "الواقع المعزز" من خلال كاميرا الهاتف.

الخطر الأبرز -بحسب حلاوة- هو الاستغراق في اللعبة أثناء السير أو قيادة السيارة، مما سبب حوادث كثيرة، ومع ذلك فإن اللعبة وغيرها من الألعاب التي تعتمد "الواقع المعزز" ستنتشر على نطاق واسع.