الواقع العربي

الشراكة الأوروبية المغاربية.. الميزان المختل

ناقش برنامج “الواقع العربي” الشراكة بين الدول المغاربية والاتحاد الأوروبي وما خلفته من نتائج اجتماعية واقتصادية مثيرة للجدل، بسبب عدم التوازن وما يلحقه من ضرر على الدول المغاربية.

عقدان من الشراكة بين دول المغرب العربي، خاصة تونس والمغرب، والاتحاد الأوروبيخلفت نتائج اجتماعية واقتصادية مثيرة للجدل.

اتفاق شهد دعوات عديدة لمراجعته بسبب فقدان التوازن بين دول مغاربية تعيش صعوبات اقتصادية وأخرى أوروبية مدججة بإمكانات اقتصادية كبيرة.

عن دوافع دول مغاربية للدخول في شراكة مع الاتحاد قال الخبير الاقتصادي محمد كرين لبرنامج "الواقع العربي" حلقة 30/6/2016 إن الشأن التجاري للجزائر وتونس والمغرب وبدرجة أقل موريتانيا مبني على علاقات مع المستعمر السابق، وتميزت الاتفاقات بين الطرفين بعدم التوازن.

وأضاف أن البلدان المغاربية دخلت في اتفاقات الشراكة منفردة، بل أكثر من هذا كان ثمة استغلال بلد مغاربي ضد الآخر، وعليه فإن الأصوات التي ارتفعت مطالبة بإعادة النظر في هذه الشراكة.

من ناحيته قال رئيس المعهد الأورومغاربي للدراسات الاستشرافية كميل الساري إن خمس دول في المغرب العربي لا يشكل الناتج الإجمالي المحلي لاقتصادها إلا ما لدولة اليونان.

لا توازن
ووفقا له إذن، لا توازن في هذه العلاقة ولا تكافؤ. وفي مثال المملكة المغربية يضيف أن 60% من صادراته الزراعية والنسيج تذهب لأوروبا، مقابل تحويلات المغاربة المغتربين والسياحة الأوروبية وهما معا يعادلان 12 مليار دولار.

لتصحيح هذا المسار قال محمد كرين إن أوروبا تسعى إلى بناء مجال أورومتوسطي متوازن، ومن ذلك الأمن والمخدرات والهجرة السرية، وكذلك الجانب السياسي والبناء الديمقراطي جنوب المتوسط، وهذا ما يحتم إعادة بناء الشراكة.

يتطلب هذا في رأيه، تجاوز الخلافات بين الدول المغاربية وإعادة الهيكلة، موضحا أن كلفة التبادل التجاري بين هذه الدول أعلى بثلاث مرات من كلفتها في دول الاتحاد الأوروبي. ومع الحفاظ على علاقة متميزة مع الاتحاد الأوروبي ينبغي تنويع العلاقات الاقتصادية مع العمق الأفريقي والعربي والإسلامي، والصين والهند وأميركا اللاتينية.

هذا في رأيه سيجعل الدول المغاربية في وضع أفضل ولا تشكل عبئا ومصدر خطر على الدول الأوروبية، ولا تكون الشراكة عرجاء كما هي حالها الآن.

كميل الساري لفت إلى أن نموذج ألمانيا اعتمد على علاقة بناءة مع دول شرق أوروبا فتكونت صناعة قوية في هذه الدول. أما فرنسا فأهملت هذه العلاقة ونظرت إلى المنطقة المغاربية كدول مستوردة فقط لبضائعها، مبينا أن الاتجاه الآن في البرلمان الأوروبي هو دعم النهوض باقتصادات هذه الدول منعا للهجرة وعدم توفير أرض خصبة للإرهاب.

ودعا الساري إلى سوق مغاربية مشتركة واندماج اقتصادي يكون قوة اقتصادية بخلق نسيج صناعي يسمح بتصريف السلع، وضرب لذلك مثالا صناعة سيارات رينو في الجزائر التي قال إنها خاسرة رغم الدعم الحكومي لها، بسبب فقر المبادلات بين هذه الدول التي تصل فقط إلى 2%.