الواقع العربي

لماذا يرتمي الشباب بأحضان التنظيمات المتطرفة؟

تساءلت حلقة (26/4/2016) من برنامج”الواقع العربي” عن سر التحاق الشباب العربي بتنظيمات مسلحة ومتطرفة، وأسباب فشل الأنظمة في القضاء على هذه التنظيمات وفي الحدّ من ظاهرة التحاق الشباب بها.

اتفق ضيفا حلقة (26/4/2016) من برنامج "الواقع العربي" على أن عوامل عديدة جعلت بعض الشبان العرب يرتمون في أحضان الجماعات المسلحة والمتطرفة، وذكروا بالتحديد الظروف الاجتماعية الصعبة وغياب العدالة والحريات.

فقد أشار المتخصص في علم النفس الاجتماعي عبد الباسط الفقيه إلى جملة من العوامل المشتركة التي تدفع مئات الشبان العرب للانخراط في التنظيمات والجماعات المتطرفة، من أبرزها ما أسماها الهشاشة الفكرية والثقافية لهؤلاء الشباب، والأوضاع الاقتصادية في بلدانهم التي منعت اندماجهم و"شكلت بيئة طاردة لهم نحو جماعات جاذبة لهم".

فحالة الإحباط التي يعانيها الشباب في مجتمعاتهم الأصلية -يضيف الفقيه الذي كان يتحدث من تونس- تدفعهم للبحث عن تحقيق أحلامهم في الوظيفة وتكوين الأسرة والاندماج، من خلال الانضمام للجماعات المسلحة والمتطرفة، أي البحث عن "نموذج قابل للتحقيق"، وأشار إلى أن هذه الجماعات والتنظيمات تعتمد على دعاية تجلب هؤلاء حتى ولو كانوا لا يملكون حس التدين.

أستاذ الدراسات الأمنية والعلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية الدكتور عمر عاشور تحدث من جهته عن البيئة العربية التي قال إنها تعاني من أزمة، في كيفية إدارة الصراعات السياسية وفي كيفية تداول السلطة وغيرهما، فالوصول إلى السلطة على سبيل المثال لا يكون عبر الدستور أو إنجازات الشخص وإنما بالرصاص، وهو وضع يستغله تنظيم الدولة الذي يقدم، حسب المتحدث، "مشروعا ناجحا".

ويعطي تنظيم الدولة -كما يواصل عاشور- "نموذجا ملهما" للشباب، ويستخدم الدعاية من خلال إنتاج أفلام على الطريقة الهوليودية، تجذب الشباب، خاصة في ظل فشل نماذج إسلامية أخرى مثل جماعة الإخوان في مصر التي انتهى بها المطاف في السجون.

وحسب عاشور فقد قدمت بعض الأنظمة وهي الرئيس السوري بشار الأسد والمصري عبد الفتاح السيسي والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي خدمة كبيرة لمن يوصفون بالجهاديين، وذلك عندما قابلوا المظاهرات والاحتجاجات بالمدفعية وبالانقلاب العسكري.

فشل الأنظمة
وعن أسباب فشل الأنظمة العربية في القضاء على التنظيمات المتطرفة والحد من اجتذابها للشباب، قال عاشور إن الأمر يعود للسياسات الأمنية غير العادلة وللقمع العالي جدا الممارس على الناس، إضافة إلى غياب سلطة القانون على الجهاز الأمني.

ويذكر أن تقريرا للأمم المتحدة كشف أن المسلحين الذين توجّهوا للقتال مع تنظيمي الدولة والقاعدة، في سوريا والعراق ودول أخرى، ينتمون لأكثر من مئة دولة، وبلغ عددهم العام الماضي ثلاثين ألف مقاتل.

ويرصد التقرير ارتفاعا لافتا لعدد المقاتلين الأجانب بلغ 71% للفترة منذ منتصف عام 2014 إلى مارس/آذار 2015.

وعن جنسيات المقاتلين قالت "مجموعة صوفان" الأميركية المختصة في الأمن الاستراتيجي، إن تنظيم الدولة استقطب من تونس 6000 مقاتل، بينما ضم في صفوفه أكثر من 2000 مقاتل من السعودية والأردن مجتمعيْن. يلي ذلك المغرب بنحو 1200 مقاتل. بينما تأتي البقية من الإمارات و لبنان ومصر والجزائر وفلسطين واليمن والكويت والبحرين.