الواقع العربي

إستراتيجية الأمن الفكري بمصر.. المغزى والأبعاد

سلطت حلقة 10/10/2015 من “الواقع العربي” الضوء على إستراتيجية الأمن الفكري التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم المصرية مؤخرا، والجدل الذي ثار حولها.

إستراتيجية الأمن الفكري هي إستراتيجية جديدة اعتمدتها وزارة التربية والتعليم المصرية في مرحلة التعليم قبل الجامعي, يقول واضعوها إن هدفها تحصين الطلاب ضد التطرف الفكري وتنمية مفهوم المواطنة.

في المقابل يرى منتقدوها أن هدفها هو تحويل الطلاب إلى مخبرين، ويؤكدون أن أفضل ما يواجه التطرف هو إشاعة جو من الحرية والمواطنة.

وبين المؤيدين والمعارضين للفكرة، يعبر آخرون عن دهشتهم من الربط بين الأمن والفكر في مفهوم استدعى للذاكرة ما جاء في رواية جورج أورويل الشهيرة 1984 عن شاشات الرصد التي ترصد أفكار الناس وخفقان قلوبهم.

حلقة 10/10/2015 من "الواقع العربي" سلطت الضوء على إستراتيجية الأمن الفكري التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم المصرية أخيرا، والجدل الذي ثار حولها.

عناوين معكوسة
من وجهة نظر الخبير التربوي حمدي عبد الحليم فإن هذه الإستراتيجية هي تكريس للعقلية الأمنية التي تدير وزارة التربية والتعليم, مشيرا إلى أن السلطات في مصر تعتمد سياسة العناوين المعكوسة، مما يعني أن إستراتيجية الأمن الفكري هذه تهدف لتكوين قوالب جامدة لا فكر لها ولا رأي لها.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذا أمر دبّر بليل واتخذ فيه قرار، بدليل أن هناك مسؤولين أعلنوا عن ذلك وقالوا إن هذه الإستراتيجية تهدف لمحاربة التطرف.

في المقابل نفى الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية كمال مغيث علمه بوجود هذه الإستراتيجية، وقال إن ما يحدث مجرد حديث فضفاض عن معنى الأمن الفكري لا غير.  

ويرى أن الأمر يتعلق بمجرد تعليمات من الوزارة إلى المديريات والمدارس فقط، وليس هناك شيء مكتوب، معربا عن اعتقاده بأن ما يجري هو مجرد بالونة اختبار.

نية مبيتة
ويرى حمدي عبد الحليم أن العنوان في حد ذاته يكشف عن النية المبيتة لفرض قيم جديدة وتغييب قيم أخرى بقوة السلاح والقانون.

وقال إن هناك خطة متكاملة واضحة المعالم لاستبدال قيم الشعب المصري بقيم أخرى، وإنهم ماضون في تنفيذها.

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم المصرية لا تقوم على رؤية واضحة، بل قراراتها عادة ما تكون عشوائية وتفرضها ظروف معينة، متسائلا عن ماهية الانتماء الوطني التي يريدونها.

بدوره اعتبر كمال مغيث أن هناك اتجاها نحو مزيد من الفاشية في منظومة التربية والتعليم، وأنهم حريصون على ذلك، لافتا إلى أن هذه ممارسات ومصطلحات جديدة تدخل للمؤسسة التعليمية.

ويرى مغيث أن المدرسة ليست مكانا لتحصين الطلاب ضد الأفكار الهدامة, وأن تحصينهم يأتي من خلال إشاعة مناخ من الحريات واحترام الآخر.

وأضاف أن المدرسة ليست مكانا للترويج السياسي أو الدعوة الدينية وهدفها هو غرس الانتماء الوطني والمواطنة وليس الدعاية السياسية.