الواقع العربي

الصومال.. محاولة إعادة بناء الدولة

الصومال الذي كان مسرحا لصراعات داخلية منذ انهيار الدولة عام 1991 وأخرى تدخلت فيها الدول الأجنبية، ينتظر الوفاق السياسي الداخلي لإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي ودعم الأصدقاء والأشقاء لاستعادة الدولة.

تشير الأرقام في الصومال -سواء لجهة عودة المهاجرين أو الزوار الذين بلغ عددهم ربع مليون العام المنصرم- إلى ملامح عودة الدولة بعد انهيارها لربع قرن.

المطار في العاصمة مقديشو يشهد الآن ثلاثين رحلة يوميا والصوماليون يرجعون من دول الجوار بعد لجوء طويل، بينما تعود الاستثمارات بعدما كانت في السابق تهرب من بيئة الصراعات الطاردة.

والصومال الذي كان مسرحا لصراعات داخلية منذ انهيار الدولة عام 1991 وصراعات أخرى دخلت فيها الدول الإقليمية طرفا وحتى الولايات المتحدة، ينتظر وفاقا سياسيا داخليا لإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي.

يقول وزير العدل الصومالي فارح شيخ عبد القادر إن الجيل الصاعد الذي يقل عمره عن ثلاثين عاما، يعرف ماذا تعني عودة الدولة وهيبتها بعد انهيار لربع قرن.

وأشار عبد القادر إلى عدة ملامح لاستعادة الصومال عافيته، ومنها عودة المهاجرين وبناء مؤسسات الحكومة التي يثق بها المجتمع ووجود عدد كبير من السفارات.

وأضاف أن الحكومة تساهم بما أمكن في تيسير سبل الاستثمار للعائدين. أما العوائق فتتمثل -برأيه- في البنية التحتية كالطرق والميناء، فالصيد البحري على سبيل المثال يحتاج إلى بنية غير متوافرة للشركات الصغيرة وللأفراد حتى الآن.

وعليه فإن الصومال يسعى إلى إقناع الدول المانحة لإعادة بناء البنى التحتية بحسب عبد القادر، مشيرا إلى نماذج من هذه المساهمات الدولية كإعادة بناء مستشفى مقديشو الكبير بدعم من الحكومة التركية.

بشائر جديدة
بدوره قال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الصادق الفقيه إن الشواهد تشير إلى تفاؤل بعدما توقف الصومال عن أن يكون أزمة للجوار وللعالم، فلم تعد هناك قرصنة بحرية وسواها من المشكلات العابرة للحدود.

وأضاف أن ثمة بشائر يعيشها الصومال ذو الأهمية الإستراتيجية، تمثل عامل استقرار له وللقرن الأفريقي والمنطقة العربية.

وفي مقارنة بين دول انهارت واستعادت عافيتها ونموذج الصومال، قال الفقيه إن ما يجعل هذا البلد حالة خاصة لا تقارن ببلد كالعراق مثلا، أن فترة ربع قرن من الانهيار طويلة، حيث لم يشهد بلد في العالم ما شهده الصومال من دمار وإهمال من الأسرة الدولية ومن الأشقاء.

ومضى الفقيه يقول إن كل من تدخل في الصومال تدخل لأجندته الخاصة ولمكاسب يقتنصها من بلد محطم.

وختم بأن الصومال يتجه نحو الاستقرار وإن ببطء وصعوبة في سبيل استعادة الدولة، ولكن لا بد من تدخل أشقائه وأصدقائه، متسائلا: أين العهود والتبرعات التي وعدت بها دول العالم، فالبلاد لا تستطيع أن تجابه التحديات وحدها دون إسعافات دولية؟