الواقع العربي

تحديات إقامة إقليم كردي شمالي سوريا

استعرضت حلقة الأحد 21/12/2014 من برنامج “الواقع العربي” احتمال قيام إقليم كردي في المنطقة الواقعة بشمال سوريا، وتداعيات هذا الاحتمال المحلية والإقليمية والدولية.

ظل حلم إقامة إقليم أو كيان أو دولة يراود الأكراد منذ عشرات السنين، وتحقق جزء من هذا الحلم بشكل أو بآخر في العراق الذي يتمتع فيه الأكراد بحكم ذاتي وصلاحيات واسعة ونفوذ لا يمكن تجاهله.

وترى قوى دولية أن الأكراد يمرون بلحظة تاريخية قد تتيح لهم إقامة إقليم كردي شمالي سوريا، وهي منطقة يتوزع فيها الأكراد جغرافيا ويعيش فيها ملايين العرب السوريين.

رهاب سياسي
من جهته نفى الأكاديمي والباحث المختص في الشأن الكردي سَربَست نبي خلال مشاركته في حلقة الأحد 21/12/2014 من برنامج "الواقع العربي"، وجود نية لدى الأكراد لإنشاء دولة شمال سوريا، ووصف الأمر "بالرهاب" السياسي.

وأوضح أن المطلب المرحلي للحركات السياسية الكردية يتمثل في إنشاء اتحاد لا مركزي يجمع القوميتين الكردية والعربية والمكونات الأخرى للبلاد.

وأكد الباحث الأكاديمي أن الأكراد لم يبادروا بإعلان رغبتهم في تقسيم البلاد إلى كيانات، وأكد أن تشكيل كيان في شمال قبرص من أقل من مائتي ألف شخص لا يمكن أن يشكل تهديدا لأمن إسرائيل، موضحا أن الأكراد يرفضون أن يظلوا عبيدا ومهمشين داخل سوريا.

وربط نبي الاعتراف الدولي بالمنطقة المزمع قيامها بسقوط النظام السوري، وأكد أن معظم الوفود التي زارت المنطقة الكردية في سوريا اتفقوا على حق الأكراد في إنشاء النظام الذي يرتضونه لإدارة شؤون أنفسهم، وأوضح أن صغر حجم المساحة لا يعتبر معيارا تسقط بموجبه حقوق الشعوب.

المصالح الأميركية
من ناحيته، قال مدير المعهد التركي العربي للدراسات محمد العادل إن المعطيات تطورت وأصبحت المنطقة كلها مهددة، وأضاف أن المخطط لتقسيم سوريا إلى كيانات أو دويلات صغيرة لا يخدم إلا أمن إسرائيل.

وحمل العادل حكومات المنطقة مسؤولية ما يجري بسبب عدم اتباعها سياسات تحفظ حقوق مواطنيها، وأكد أن المصالح الأميركية هي التي أعادت طرح القضية الكردية على الساحة السياسية.

ودعا إلى عدم المقارنة بين إقليم كردستان في العراق وتجربته الطويلة وبنائه المتماسك، وبين مناطق الأكراد في سوريا وتركيا وإيران.

ورأى مدير معهد الدراسات التركي أن السياق الدولي والإقليمي يتجه نحو التصالح مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد والإبقاء عليه، مع محاولة توحيد جميع قوى المعارضة بما فيها الفصائل الكردية.