الواقع العربي

دور الجامعة العربية في قضايا المنطقة

ناقشت حلقة الجمعة (3/10/2014) من برنامج “الواقع العربي” واقع جامعة الدول العربية في ضوء الأوضاع السياسية التي تعاني منها أكثر من ساحة عربية.

اتفق ضيفا حلقة الجمعة (3/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" على ضعف دور جامعة الدول العربية في القضايا التي تشهدها المنطقة بسبب تراجع الدور العربي بشكل عام، وخضوعها لتأثير الأنظمة الحاكمة في الدول العربية.

فقد أكد وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام أن دور الجامعة العربية في الوقت الراهن يقتصر على "توفير غطاء سياسي للتدخلات الخارجية في بلدان المنطقة التي تشهد أزمات"، مشيرا إلى أنها "مشلولة عن اتخاذ أي قرار في القضايا العربية الخالصة كما في فلسطين وسوريا وليبيا".

وقال عبد السلام إن الجامعة ومؤسساتها ليست بمعزل عن الأنظمة العربية خاصة في الدول الكبرى، مضيفا أن ضعف النظام السياسي العربي انعكس على أداء الجامعة وأفقدها حساسيتها تجاه التدخل الخارجي في دول المنطقة.

وتساءل عبد السلام "لماذا يتفرق العرب في قضاياهم الخاصة ويتوحدون من أجل تحقيق مصالح القوى الخارجية؟"

وأشار وزير الخارجية التونسية السابق إلى أن الواقع العربي يسير بوتيرتين: الأولى على مستوى الشعوب التي تملك حلما بالوحدة والعمل المشترك، والثانية على مستوى الأنظمة التي تفتقد الرؤية المشتركة والمشروع الموحد.

وأوضح أن التحدي الذي يواجه المنطقة يتمثل في كيفية المواءمة بين المصالح القُطرية والمصالح العربية العامة، كما استطاعت أوروبا التغلب على التناقضات وشكلت الاتحاد الأوروبي.

وأكد أن التناقض العربي بين المصالح الداخلية والمصالح العربية العامة مصطنع لأنه "لا يمكن لأي دولة عربية ألا تتأثر بالأوضاع في دول محيطها الأوسع".

جامعة للأنظمة
من جانبه، ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عبد الستار قاسم أن جامعة الدول العربية تمثل الأنظمة، وميثاقها الداخلي لا يعطي الأمين العام أي صلاحيات مستقلة عن هذه الأنظمة.

وقال قاسم إن الجامعة دائما تتحدث عن إنجازات وهمية لا يلمسها الشارع العربي، مؤكدا أن سيرتها حافلة بـ"الإخفاقات والإحباطات".

وشدد على أن "ميثاق الجامعة يعمل ضد كيان الجامعة لأنه يعطي الصلاحيات للأنظمة ويحولها أداة في أيديها، لذلك تجدها فاقدة القدرة على المبادرة في أي قضية، حتى على صعيد المشاكل بين قطرين عربيين لا تستطيع الجامعة القيام بأي دور".

ولفت قاسم إلى ضرورة تغيير ميثاق الجامعة بحيث تكون لها صلاحيات السعي للتوحيد بين الدول العربية، وأن يكون لها مجلس عسكري للتنسيق في القضايا الأمنية.