المشاء

علي شمو.. أوَّل الأخبار.. آخر الأنباء

في أم درمان عاصمة الثورة المهدية، يلتقى برنامج “المشاء” مع علي شمو أحد رواد الإذاعة وأول مدير للتلفزيون في السودان، للحديث عن رحلته الطويلة مع الإعلام.

من القاهرة كانت البداية وفي أم درمان والخرطوم كان التألق والإبداع في رحلة طويلة ساهم فيها ضيف حلقة (2016/11/10) من برنامج "المشاء" في إثراء الإذاعة السودانية وتأسيس التلفزيون في هذا البلد.

وكما كان ميلاده الإعلامي في الإذاعة المصرية، فقد كانت كردفان غربي السودان المكان الذي أبصر فيه علي شمو النور وتلقى فيه تعليمه الابتدائي، قبل أن ينتقل إلى أم درمان ومنها إلى القاهرة حيث درس في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.

وفي عام 1955 التحق علي شمو بالإذاعة المصرية التي كانت تحرص على اجتذاب السودانيين، ومن منبر صوت العرب قدم شمو برامج عديدة من أبرزها ركن السودان، كما برع في التعليق السياسي، وخلال تلك الفترة توثقت علاقاته بعدد من الشعراء والمبدعين السودانيين الذين كانوا يدرسون في القاهرة مثل محيي الدين فارس وتاج السر الحسن ومحمد الفيتوري.

ويروي شمو كيف كانت القاهرة في تلك الفترة بؤرة نضالية جمعت كل المناضلين من تونس والمغرب والجزائر والسودان وفلسطين وأفريقيا، لافتا إلى أن الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر برع في استغلال الإذاعة في التحريض ضد الاستعمار في المغرب العربي وأفريقيا، مما ساهم في تغيير مجرى التاريخ في المنطقة.

دراسة الإذاعة
ولم يكتف علي شمو بما تعلمه في القاهرة، فقرر السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة الإذاعة والتلفزيون، وهي الرحلة التي ساهمت في تطور مفاهيمه عن الإذاعة، وأهلته حقا ليكون أول وأصغر مدير للتلفزيون في السودان.

وبعد عودته من الولايات المتحدة التحق علي شمو بالإذاعة السودانية وقدم من خلالها العديد من البرامج الفنية والسياسية، من أبرزها برنامج "من حقيبة الفن" الذي ما زال مستمرا منذ 1954 عام حتى هذا اليوم، وتعاقب على تقديمه عدة أجيال في الإذاعة السودانية، وتقوم فكرة البرنامج على إحياء الأغاني القديمة بأداء أصوات حديثة.

ويسرد علي شمو قصته في التلفزيون السوداني وكيف كانت تجربة جيدة تعامل خلالها مع نوع جديد من الإعلام تلعب الصورة فيه دورا أكبر من الصوت، وكيف فتح التلفزيون آفاقا للحوار مع عدد كبير من رموز السياسة والثقافة في العالم العربي كالرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري والفنانة المصرية أم كلثوم.

ويعتبر تسمية أكبر استديو في التلفزيون اليوم بعلي شمو لفتة إنسانية رائعة وتقديرا للدور الذي قام به شمو في تأسيس التلفزيون.