عالم الجزيرة

كزاخستان.. التسويق الصعب

حطت حلقة (18/10/2015) من برنامج “عالم الجزيرة” رحالها في كزاخستان، الدولة الغنية بالنفط والتي تعمل على تغيير صورتها بالعالم من خلال الانفتاح وفتح الأبواب للسياح والمستثمرين.

تسعى كزاخستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، والبلد الغني بالنفط، إلى الانفتاح على العالم الخارجي وفتح الأبواب أمام المستثمرين والسياح الأجانب، إضافة إلى لعب دور على صعيد السياسة الدولية، حتى أن المعارضة السورية طلبت منها التوسط في أزمة سوريا.

يأتي ذلك في الوقت الذي يملك هذا البلد سجلا مخيفا في مجال حقوق الإنسان.

حلقة (18/10/2015) من برنامج "عالم الجزيرة" سلطت الضوء على مساعي الرئيس نور سلطان نزار باييف الذي يعمل على تغيير صورة بلاده، حيث فتح المجال لرجال الأعمال، وهو يسعى حثيثاً لزيادة عدد من يقصدون بلاده للسياحة من ستة ملايين إلى عشرة ملايين سنوياً بحلول عام 2020.

كما يجري ضخ عشرة مليارات دولار في قطاع السياحة والبنية التحتية في كزاخستان .

ويصف وكيل وزارة الصناعة والتنمية، ييرلان ساغادييف، كزاخستان بأنها بلد غني ومتطورٌ ونامٍ ومستقرّ، ويمكن للمستثمرين أن يجنوا منها الأموال، كما أن البلد يستحق أن يقصده السياح لما يملكه من أماكن جميلة.

ومن جهته، يفخر إيدار قوزاكوف (صاحب مطعم) كون كزاخستان البلد الوحيد من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق الذي لم يشهد حروباً، ويعيش بسلام ووئام، رغم تعدد الثقافات، حيث يوجد به قرابة 130 قومية.

ويؤيد البعض من السكان سياسة الرئيس باييف -الذي حكم البلاد منذ استقلالها عام 1991 وأعيد انتخابه لولاية أخرى مدتها خمس سنوات- سيما بعد نجاحه في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، والحفاظ على استقراره زمناً طويلاً.

غير أن الرئيس لا يحظى بتأييدٍ من الجميع، وتقول علياء توروسبيكوفا، وهي زوجة سجين، إن السلطات في كزاخستان  قمعت على مدى السنوات السبع الماضية المعارضة بكل الوسائل المتاحة لديها، وقد سجن كثير من المعارضين وقتل كثيرون.

ويقضي فلاديمير كوزلوف (زوج علياء) حكماً بالسَّجن مدته سبع سنوات وستة أشهر بعد أن اتهم بالشروع في قلب نظام الحكم.

وكان إضراب طويل قام به عمال النفط طلباً لزيادة أجورهم بمدينة جاناوزين النفطية غربي البلاد قد تحول إلى مواجهة دامية، حيث أطلقت الشرطة النار على المحتجين فقتلت 15 من العمال على الأقل، ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل بشأن ما حدث في جاناوزين.

لكن الحكومة تقوم بحملة دعائية عاجلة ومركزّة، أنفقت خلالها ملايين الدولارات على هيئات استشارية كلفت بتحويل الأنظار عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد لتكريس دور لها في مسرح السياسة بالعالم.

ويجري الرئيس نفسه مشاورات يبدي فيها استعداده للتوسط بالأزمة القائمة بين أوكرانيا وروسيا، كما طلبت المعارضة السورية من رئيس كزاخستان التوسط في الآونة الأخيرة.