عالم الجزيرة

الصين.. فيض الشرق العظيم

تناولت حلقة 9/10/2014 من برنامج “عالم الجزيرة” تزايد عدد الأثرياء في الصين، وعلاقة هؤلاء الأثرياء بالحزب الشيوعي الحاكم المعروف بموقفه الملتبس من الرأسمالية.

لي تشاو.. رجل أعمال صيني شاب، درس في جامعة بريطانية ونال شهادة في إدارة الأعمال. جمع ثروته من التوزيع وبيع الحليب المجفف الذي يستورده من أوروبا، وحوّل نشاطه التجاري إلى منجم للذهب عام 2008 بعد فضيحة مسحوق الحليب في الصين.

يمثل هذا الشاب انعكاسا للمجتمع الصيني الذي أصبح همه المال والنجاح.     

وانغ دافو الذي ولد في عائلة فقيرة هو اليوم من أثرياء الصين، ويملك شركة تحتل المرتبة الـ500 من بين أغنى الشركات الصينية، وتبلغ ثروته الشخصية نصف بليون يورو، وقد أصبحت قصته هو الآخر نموذجا للحلم الصيني، لأنه تحول إلى قيصر العقارات في منتجع بجزيرة جنوب العاصمة بكين في ظرف يقل عن 15 عاما.

ينفق الجيل الجديد من الصينيين أموالهم بسخاء، وبحلول العام 2015 ستحل الصين محل اليابان كأكبر سوق عالمية للبضائع الفاخرة، وحينها يتوقع أن يبلغ إنفاق الصينيين على شراء البضائع الفاخرة 20 مليار يورو سنويا. 

يمثل المجال العقاري فرصة الاستثمار الأكثر إقبالا في الصين، وذلك بسبب صعوبة نقل الأموال إلى الخارج، لكن اليوم اكتشف أصحاب الملايين الصينيون سوق الفن والتحف العالمية وأغرقوها بما يقرب 14 مليار يورو.

وبالنسبة للأموال المنفقة على سوق المزادات، فإن الصين تتقدم على الولايات المتحدة بشوط وتتصدر المرتبة الأولى عالميا، إذ يذهب ما يزيد قليلا عن ثلث المبيعات عبر العالم إلى السوق الصينية.

ويقول لي غووتشانغ -وهو مليونير من هواة جمع الأعمال الفنية- إن سوق الفن يشهد طفرة في النمو في الصين بسبب المبالغ الطائلة التي تتداول فيه، وتبلغ ثروة هذا المليونير 450 مليون يورو.

أما زونغ كوينغهو أغنى رجل في الصين فبدأ حياته العملية بأجر يومي لا يتعدى 20 يورو، لكن ثروته تبلغ حاليا عشرة مليارات يورو، ويقول هذا الرجل -وهو عضو في الحزب الشيوعي الصيني- إنه لم يستسلم للكسب السريع في مجال العقارات والاستثمارات.

ويضيف كوينغهو -الذي يملك مجموعة "واهاها" للمشروبات الغازية المكونة من 160 شركة تشغل 30 ألف عامل- إنه لا يجد تناقضا في أن يكون رأسماليا وفي نفس الوقت عضوا في الحزب الشيوعي.  

وتظهر قائمة الأثرياء في الصين مدى ارتباط الشركات التجارية الكبرى بالحزب الشيوعي، فضمن 20 رجل أعمال ثري هناك 18 منهم أعضاء في الحزب الشيوعي، والمثير للدهشة هو ارتفاع مداخيل أعضاء المؤتمر الشعبي (البرلمان الرسمي)، حيث إن قيمة الأصول الإجمالية لأغنى 70 عضوا تبلغ 65 مليار يورو، بينما مجموع ثورة أغنى 70 عضوا في الكونغرس الأميركي يبلغ أربعة مليارات يورو فقط.

ويصف الخبير الاقتصادي الصيني زهانغ هونغليانغ تغلغل الرأسماليين في الحزب الشيوعي بالخطأ التاريخي، بينما يؤكد ديفد كيلّي -وهو خبير اقتصادي أسترالي يدير معهد أبحاث خاص في بكين- أن دخول السوق في الصين متاح للأشخاص الذين تكون لديهم خلفية حزبية.

من جهته، يشدد رجل الأعمال الشاب لي تشاو -لحلقة 8/10/2014 من برنامج "عالم الجزيرة"- على أهمية العلاقات مع الحزب الشيوعي، لكنه يشير إلى دخول عناصر مهمة، منها ضرورة فهم ومواكبة السوق.

ويقدم رئيس فرع الحزب الشيوعي في هيواكسي وورينباور نصيحة إلى الصينيين يقول فيها: الاشتراكية أولويتنا رقم واحد، لكننا نستفيد من أفضل جوانب الرأسمالية، وهذا يخلق اشتراكية بمواصفات صينية.