عالم الجزيرة

الفضاء في قبضة القطاع الخاص

بدأ القطاع الخاص في الولايات المتحدة الأميركية يستولي بشكل تدريجي على الفضاء، بعدما كان هذا الميدان حكرا إلى حد كبير على الوكالة القومية للفضاء والطيران (ناسا).

بدأ القطاع الخاص في الولايات المتحدة الأميركية يستولي بشكل تدريجي على الفضاء بعدما كان هذا الميدان حكرا إلى حد كبير على الوكالة القومية للفضاء والطيران (ناسا).

 في عام 2001، سار رجل أعمال أميركي ثري يدعى دينيس تيتو بعكس رغبات وكالة ناسا، ودفع عشرين مليون دولار ليحصل على رحلة على متن صاروخ روسي كان متوجها إلى المحطة الفضائية الدولية.

وكانت رحلة تيتو كطلق ناري سمعه رجال الأعمال في كل أنحاء العالم وجيوبهم تمتلئ بالأموال وطموحاتهم تصل إلى عنان السماء، وفجأة أصبح الوصول إلى الفضاء متاحاً للجميع وبسعر محدد.

وسرعان ما انضمت وكالة ناسا إلى الجوقة، وأصبح إسناد أمر السفر للفضاء إلى الشركات عنوانا للعبة، ليصبح الأمر ذا طبيعة تجارية، لا قومية.

لدى وكالة ناسا الآن برنامج قيمته ثمانمائة مليون دولار لتطوير سوق الفضاء التجارية، ولا تزال هذه من أموال دافعي الضرائب، غير أن هذا العقود ذهبت إلى شركات القطاع الخاص مثل "اسبَيس إكس"، و"بلوأوريجين"، و"سِييرا نيفادا" وشركة العلوم المدارية.

وقد أوصلت "اسبَيس إكس" حمولتها الأولى إلى المحطة الفضائية الدولية العام الماضي، وبثت العملية بشكل حي على شبكة الإنترنت.

يقول روجر لاونيوس من معهد سميثسونيان إن مدار الأرض المنخفض سيكون أكثر فأكثر ميداناً لأنشطة القطاع الخاص، وإن المستثمرين يبنون الآن مركبات فضائية.

ويتيح قانون إطلاق الرحلات الفضائية التجارية الذي وقّعه الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان عام 1984 للشركات الخاصة إطلاق رحلات إلى الفضاء. وقد اضطُرّت الحكومة الأميركية لخفض الميزانيات الاتحادية الخاصة بوكالة ناسا بشكل كبير، ليبدأ الفضاء في التحول إلى نظام السوق الحرة. إنه عصر الاستكشافات الفضائية الخاصة.

روبرت بيغِيلو، هو أحد أصحاب المليارات من ذوي المشاريع الخاصة بالفضاء، اكتسب أمواله من خلال سلسلة الفنادق الفضائية المسماة "أجنحة أميركا الاقتصادية".

شعار شركة بيغيلو الفضائية غير الرسمي-وهو عبارة عن وجه كائن فضائي غريب- تجده ملصقا في أرجاء ممتلكاته، وأنفق ملايين الدولارات في تحقيقاته عن مشاهدات الكائنات الغريبة.

ولدى بيغيلو-الذي دعا طاقم برنامج "فولت لاينز" لزيارة ممتلكاته الآخذة في التوسع- الآن كبسولتان تدوران حول الأرض، وهدفه القادم إقامة أحد فنادقه القابلة للنفخ على سطح القمر. ويقول بيغيلو إنه ربما في عام 2022 أو 2023، قد تكون شركته مستعدة لإيصال القاعدة القمرية إلى الفضاء والتعاملِ مع الزبائن والزوار.

من جهتها، تخطط شركة فيرجن غالاكتيك -وهي فرع من شركة فيرجن للعلوم الجوية البريطانية العملاقة- لأخذ زبائنها في رحلة ضمن مدار الأرض الأدنى للمرور بتجربة انعدام الجاذبية. ويعتقد أن تبدأ هذه الرحلات خلال العام الجاري. وقد تم تسجيل ليوناردو دي كابريو، وجَستِن بيبر على أنهما من الزبائن الذين يدفعون الأموال. ويبلغ سعر التذكرة 250 ألف دولار.

المدير التنفيذي لشركة فيرجن غالاكتيك جورج وايتسايدز يقول إن لديهم طائرة حمل تنقل سفينة الفضاء إلى مسافة تصل إلى خمسين ألف قدم حيث تطلق السفينة الفضائية. فتشغل السفينة محرك صاروخها، وتقوم باستدارة عمودية، ثم تبدأ الرحلة صعوداً بسرعة ثلاثة ماخ.

وبتحرك الشركات الخاصة إلى واجهة السفر الفضائي على أمل خلق أرباح طائلة، يطرح التساؤل التالي: هل كان يفترض في سعي الإنسان للوصول إلى النجوم في أي يوم من الأيام أن تكون مغامرته تجارية؟

وبحسب صحفية أنالي نيوويتس، فكل القوانين الدولية واللوائح بخصوص استكشاف الفضاء مصممة للدول، وبالتالي ليست هناك في واقع الحال أيَّ قوانين أو لوائح خاصة بالشركات.

تجدر الإشارة إلى أن الداعمين الأكبر لفكرة "الفضاء متاح للجميع" هم الشركات ومن يدعمها من أصحاب المليارات.