مراسلو الجزيرة

هضبة الجولان، الديانة الزرادشتية

حلقة تتحدث عن هضبة الجولان التي ضمتها إسرائيل تهميشا لأصحاب الأراضي وتجريفا للمزارع وسطوا على المياه، وتتطرق إلى الديانة الزرادشتية التي حملت اسم صاحبها، وطقوس التعبد والزواج والملابس الخاصة.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

ضيوف الحلقة:

سهيلة إيتسك/ مستوطن إسرائيلي من مستوطنة نيفي أتيف
مناحيم باروخ/ المدير العام لموقع جبل الشيخ
تاج كوهر خادم/ رئيسة جمعية الزرادشتيين في طهران
جهانكير أشيدري/ زعيم الطائفة الزرادشتية
وآخرون

تاريخ الحلقة:

24/07/2004

– محاولات تكريس احتلال الجولان
– الديانة الزرادشتية


undefinedمحمد خير البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة نعرض في هذه الحلقة تقريرا من هضبة الجولان السورية المحتلة التي كانت إسرائيل قد أعلنت ضمها وفق قوانينها الاحتلالية الخاصة بها كما أعلنت أنها لن تنسحب منها حتى في ظل معاهدة سلام ونرى ما أقدمت عليه من خطوات عملية لتكريس احتلالها للأرض والإنسان، ونشاهد من إيران تقريرا يتناول تفصيلات حول الديانة الزرادشتيه التي سميت باسم صاحبها زرادشت نتعرف على طقوس خاصة في التعبد والزواج ونشاهد أعياد ومناسبات خاصة مازال بعضها يظهر في حياة البلاد العامة أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

محاولات تكريس احتلال الجولان

في عام 1967 احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية وما تبقى من فلسطين التاريخية محاولات عديدة جرت لإحلال السلام ولكنها لم تثمر شيئا على المسار السوري بينما واصلت إسرائيل خطوات عملية لتكريس احتلالها للجولان فقد أعلنت ضمها وفق قوانين الاحتلال الخارجة على القانون الدولي وأعلنت أنها لن تنسحب منها حتى في ظل معاهدة سلام تقرير الياس كرام.

[تقرير مسجل]

إلياس كرام: يبدو أن يد سوريا الممدودة للسلام مع إسرائيل والدعوة الأخيرة التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد لتجديد المفاوضات من حيث انتهت أو حتى من نقطة الصفر يبدو أنها لم تلق اهتمام أو التفات حكومة شارون التي رأت أن الدعوة لا تتعدى كونها خطوة تكتيكية ترمي إلى إفلات سوريا من الضغط الأميركي المتزايد عليها بعد احتلال العراق وليست خيار إستراتيجيا، ولم يتأخر الرد الإسرائيلي على الدعوة السورية إذ أُعلن عن مخطط جديد يكرس الاحتلال لهضبة الجولان ويؤكد عدم الاستعداد للتنازل عنها حتى مقابل السلام أما المخطط فيهدف في مرحلته الأولى إلى مضاعفة الاستيطان خلال الأعوام الثلاثة القادمة وزيادة تسعمائة عائلة إلى المستوطنات القائمة التي يبلغ عددها واحداً وثلاثين مستوطنة يعيش فيها اليوم أكثر من عشرة آلاف مستوطن عدا مدينة كتسرين الاستيطانية أما المرحلة الثانية فسيتم فيها إقامة تسع مستوطنات جديدة.

سهيلة إيتسك– مستوطن إسرائيلي من مستوطنة نيفي أتيف: أعتقد أنه حان الوقت لتوسيع الاستيطان في الجولان مع أن هذا متأخر هناك مساحات كبيرة من الأراضي والاقتصاد هنا متطور ولكن هناك حاجة لاستيطان قوي لكي نعزز من وجودنا بشكل أفضل.


لن يتحقق السلام بين سوريا وإسرائيل ما لم يتم إعادة الجولان إلى أصحابها الشرعيين السوريين

مجد كمال أبو صالح

الدكتور مجد كمال أبو صالح: لا يمكن نهائيا أن يكون هناك سلام بين سوريا بشكل خاص نتحدث عن سوريا ليس عن العرب بشكل عام وبين إسرائيل بدون إعادة كامل الجولان إلى أصحابه الشرعيين إلى سوريا هذه حقيقة تاريخية وهذا واقع لا يمكن لأي مواطن سوري أن يتخلى عنه سواء كان محتلا أو غير محتل.

سهيلة إيتسك: أقترح تحويل الجولان إلى أرض بدون سيادة تكون مشتركة للإسرائيليين والسوريين وبجانب كل مستوطنة تقام قرية سورية يعفى الجميع من الضرائب ونطور السياحة معا لصالح الشعبين.

مجد كمال أبو صالح: أعتقد أنه طرح سخيف لا يستحق التعقيب المناطق التي تدول هي المناطق التي ليست لها تبعية سيادية لدولة معينة الجولان هو أرض عربية سورية منذ الأزل وإلى الأزل اصطلاح يستخدمونه حتى هم فلذلك يعني أمر غير خاضع للنقاش أن يدول.

إلياس كرام: ولا يغيب عن مشروع الاستيطان الجديد الجانب الاقتصادي أيضا إذ سيجري السعي من خلاله إلى جذب المستثمرين تحت الإغراءات المالية والمحفزات إلى الاستثمار في المساحات الشاسعة من الأراضي وإقامة مشاريع زراعية وصناعية إضافة إلى تشجيع السياحة من خلال زيادة غرف الضيافة وتطوير وتحسين منتجع جبل الشيخ الذي يرتاده آلاف الإسرائيليين سنويا للتزلج ويدخل مردودا ماليا ضخما.

مناحيم باروخ: موقع جبل الشيخ هو موقع التزلج الوحيد في إسرائيل وهو يُشغل مائتين وخمسين عاملا في الموسم ويعتبر مركزا لجذب السياح من أنحاء إسرائيل كافة وهو يساهم في عمل المطاعم وغرف الضيافة والمواقع السياحية الأخرى في وقت تموت فيه السياحة في إسرائيل وكمواطن يعيش في الجولان منذ عشرين عاما فإنني أشجع بلا شك على زيادة السكان.

مجد كمال أبو صالح: إسرائيل تحاول أن تخلق منا كمواطنين عرب سوريين في هذه المنطقة أن تبعدنا عن الاستقلالية الاقتصادية إلى حد ما وأن تخلق منا تابعين اقتصاديا كليا لإسرائيل عن طريق قتل كل ما هو.. كل ما يعطينا استقلالية اقتصادية مثل الأرض واستثمار الأرض منابع المياه التي هي ملك شرعي لنا فكلها تقريبا منابع المياه كلها مصادرة بدون استثناء الأرض بغالبيتها مصادرة إذا يعني هذه السياسة سياسة مدروسة من قبلهم لمحاربتنا اقتصاديا وبالتالي فرض الواقع السياسي علينا لأن المفهومين متلازمين.

إلياس كرام: إسرائيل التي دمرت عند احتلالها لهضبة الجولان نحو 132 قرية سورية وشردت ما يقارب 120 ألف نسمة سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة ومنابع المياه التي تغذى بحيرة طبرية لكنها لم تكف يوما عن محاولاتها للاستيلاء على ما تبقى من أراضي من صمد من سكان قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية وتضييق الخناق عليهم واقتلاع أشجارهم كان آخرها اقتلاع 2700 غرسة وأشجار مثمرة.

ماحم سعيد صباغ- صاحب أرض في قرية مسعدة: في عندي الأرض هاي اللي نحن واقفين فيها قمت السنة أنا استصلحتها وشجّرتها حطيت فيها 500 شتلة كرز فبعد مرور شهر بالضبط جيت على الأرض أنا لقيت الشتل كله منقام رحت سألت فبالنهاية عرفت غنه هذه اللي بيسمون دائرة أراضي إسرائيل هن اللي مقيمين.. للمستوطنين طبعا بيوفروا لهن كل الإمكانيات بيوصلوا لهن المياه على الأرض بيعطون الكمية اللي هن بحاجة لها بينما نحن المواطن العربي بهضبة الجولان إذا بدهن يعطوه كمية قليلة من المياه يقولوا له أنت روح مد المياه وأنت وصل للأرض وأنت اعمل كل شيء يعني فمن شان هيك كمان عملية مكلفة ومش راح مش عم بيعطونا الكمية المطلوبة يعني بالنهاية.

إلياس كرام: لم تقتصر سياسة المصادرة على الأراضي الزراعية فحسب بل طالت أيضا أراضي الوقف في قرية مسعدة حيث قررت محكمة إسرائيلية مصادرة نحو 360 دونما وهو ما دفع أهالي الجولان المحتل إلى القيام بتظاهرة احتجاجية ضخمة تحولت إلى عرس وطني أكد فيها المشاركون اعتزازهم بهويتهم العربية السورية وانتمائهم لسوريا الأم كما صدرت وثيقة الأرض التي حذرت كل من تسول له نفسه التنازل عن الأرض والمس بالثوابت الوطنية من مغبة فرض الحرمان الديني والاجتماعي عليه.

حسن محمود فخر الدين: هذه الوثيقة نعتمدها في كل لحظة وفي كل ساعة أن كل شخص في الجولان ملتزم بهذه الوثيقة لأن هذه الوثيقة هي درع واقي لنا وهي وثيقة حقيقية عربية بأن تمنع كل من يتعامل مع العدو.

الشيخ عاطف شعلان: نحن نتوجه إلى الجامعة العربية بأن تأخذ في حسبانها موقفنا هذا وتعلنه أمام العالم جميعه وفي الأمم المتحدة ولجميع المنظمات العالمية أننا هنا نحاصَر في قلع الاشتال وقلع الأشجار ومصادرة الأراضي من كل جهة وليست فقط أرض الوقف كذلك أرض المواطنين العرب السوريين.


إسرائيل تريد الاحتفاظ بالأرض، وترفض في الوقت ذاته يد العرب الممدودة للسلام

صالح أسعد

صالح أسعد أبو صالح: إسرائيل لا تريد السلام فمنذ عام 1991 منذ مؤتمر مدريد ويد الزعماء العرب ممدودة للسلام ولكن إسرائيل ترفض هذه اليد الممدودة ولا تريد السلام بل تريد الاحتفاظ بالأرض وهذا شيء غير مقبول وأنا أتوجه إلى الشعب الإسرائيلي بأن يعوا وأن يضغطوا على حكام إسرائيل لأنهم إذا لم يقبلوا بالسلام فهذه كارثة لهم.

حسن محمود فخر الدين: نحن في الجولان لا نؤمن بالقضاء الإسرائيلي مهما كان لأنه القضاء الإسرائيلي هو كشارون وكحكومة إسرائيل هي قرارات ظالمة لا تعرف العادلة بل العدو الصهيوني يعرف القوة ويعرف.. وكما قال سيادة الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر وسيادة القائد الخالد حافظ الأسد إن ما أخذ بالقوة سيعود بالقوة إن شاء الله.

إلياس كرام: رفض أهالي الجولان السوري المحتل عام 1982 محاولات سلطات الاحتلال لفرض الهوية الإسرائيلية عليهم وهم يحاولون الآن التصدي لمحاولة فرضها على الأرض أيضا مجددين العهد بالدفاع عن عروبة الجولان إزاء سياسة الأمر الواقع التي تحاول إسرائيل فرضها استباقا لمفاوضات سلام قد تبدأ مستقبلا مع سوريا. الياس كرام لبرنامج مراسلو الجزيرة الجولان السوري المحتل.

[فاصل إعلاني]

الديانة الزرادشتية

محمد خير البوريني: الزرادشتيه واحدة من أقدم الديانات البشرية موطنها بلاد فارس أو ما يعرف اليوم بإيران سميت باسم الرجل الذي كتب تعاليمها ويعتبره أتباعها نبيها إنه زرادشت يقول كبار أتباعها إنها المجوسية وإنهم يعبدون إلها واحدا اسمه أهورامازدا أو ما يُعرِّفونه بإلهه الخير يصلون له خمس مرات يوميا من خلال التوجه للنار التي يقدسون والتي تمثل بالنسبة لهم النور الإلهي. تقرير محمد حسن البحراني.

[تقرير مسجل]

محمد حسن البحراني: هنا وفي وسط طهران ما تزال الديانة الزرادشتيه أو المجوسية تجد لها قلة من الأتباع لا يتجاوز عددها اليوم الخمسين ألف نسمة في أنحاء إيران كافة لكن هذه الديانة التي كادت أن تندثر نهائيا بانهيار الحكم الساساني ودخول الإسلام أرض بلاد فارس قبل أربعة عشر قرنا ظلت مسار تساؤلات الباحثين وذلك بسبب الغموض الذي أحاط بحياة زرادشت نفسه وولادته أولا وضياع النصوص الأصلية من كتاب أفيستا المقدس لدى الزرادشتيين ثانيا ولعل أبرز هذه التساؤلات هي تلك المتعلقة بالجانب العقيدي منها وإن كان المؤمنون بالنبي زرادشت كما يقولون يعبدون إلها واحدا أم إلهيْن فضلا عن فلسفة النار ومغزى تقديسهم لها.

مهريان فيروزكري- رجل دين زرادشتي: نحن نعبد إله واحد لا غير هو إله الخير أهورامازدا ونصلي له خمسة مرات يوميا لكننا نعبده من خلال توجهنا لهذه النار لأننا نعتقد أنها ترمز إلى النور الإلهي ومادمنا بحاجة إلى رمز في دنيانا فنحن نقدس هذه النار ونجتمع حولها ونعتبرها قبلة لنا.

محمد حسن البحراني: هذه القدسية للنار التي يتحدث بها كبار رجال الطائفة هي التي جعلت دخول المعبد الرئيس للزرادشتيين في طهران ليس بالأمر الهيّن لمن هو غير مجوسي بل إن إحدى المسؤولات منعتنا من تصوير الفناء الداخلي للمبنى لاسيما ما يسمونها بالنار المقدسة قبل تحقق شرطين الأول حصولنا على إذن من مرجعيتهم الدينية العليا والثاني دخولنا المعبد معتمرين قلنسوة الرأس البيضاء وهو تقليد يلتزم به كافة أبناء الطائفة وكان لهذه السيدة ما أرادت وها نحن نقف الآن وجها لوجه أمام النار التي لا تختلف عن أي نار أخرى لكنها في هذا المكان بالذات تحمل الكثير من الدلالات.

تاج كوهر خادم: عندما جاء نبينا زرادشت بدأ الإنسان يحب هذه النار بعد أن كان يخاف منها فهي منحته الدفء والحرارة والحب والنور ومع أننا كنا نقدس النار التي لم تنطفئ منذ آلاف السنين إلا أننا لا نعبدها بل نعبد الله لأنه النور المطلق.

محمد حسن البحراني: وفي ظل الحريات الدينية والثقافية التي ضمنها الدستور الإيراني لأبناء الأقليات الدينية يحرس الزرادشتيون على إحياء مناسبتهم الدينية والقومية على أحسن وجه وأجمل صورة وذلك من خلال فعاليات تجمع بين الفن والرقص الشعبي والطقوس الدينية.

شهر نوش بهزادي- فتاة زرادشتية: الملابس التي أرتديها في مناسبات كهذه إنما هي لتذكير ضيوفنا بالزي القديم للنساء الإيرانيات قبل الإسلام.

محمد حسن البحراني: وفي هذا الحفل الذي أقيمت بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين لإحياء ذكرى الألفية الثالثة لولادة مؤسس الديانة الزرادشتية يشدد المرجع الديني الأعلى للطائفة على إن اسم زرادشت لا يمكن إلغاؤه من إيران وأن أتباعه رغم قلتهم إلا أنهم يشعرون أنهم كانوا وسيبقون أبناء هذا البلد حتى بعد اعتنقاء الغالبية الساحقة من الإيرانيين الإسلام دينا لها ولم يتردد المرجع الأعلى في رد الشبهات المثارة حول الدين الزرادشتي أو في بيان الأسباب التي يعتقد أنها أوصلت أتباع هذا الدين إلى حافة الانقراض.

جهانكير أشيدري: ديننا يؤكد على حرية الإنسان فيما يختار من عقيدة له أما قلة عددنا فسببها يعود إلى أن تعاليم الشريعة الإسلامية لا تسمح للمسلم باعتناق دين آخر، أما ما يقال عن عباداتنا للنار فهذا غير صحيح لأننا نتوجه إليها باعتبارها أحد أوجه النور والله نور السماوات والأرض.

محمد حسن البحراني: لكن أحد المتخصصين في التاريخ القديم من أبناء الطائفة ذاتها يختلف بوضوح عما ذهب إليه المرجع الأعلى في تفسيره لقلة عدد أتباع هذه الديانة.

كسرى وفاداري- متخصص في التاريخ: أعتقد أن السبب الرئيسي لقلة عدد أتباع الديانة الزرادشتية يتمثل في عزوف الكثير من شبابنا عن الزواج أو عزوف المتزوجين عن إنجاب الأطفال لأسباب اقتصادية وربما اجتماعية أيضا، هذه مشكلة حقيقية وما لم تعالج فإنني أخشى أن يأتي يوم يقال فيه كان هناك قوم زرادشت.

محمد حسن البحراني: ويلخص نائب الرئيس الإيراني الذي يرئس لجنة حكومية مكلفة بحل مشاكل الأقليات رؤية نظام الجمهورية الإسلامية لهذه الأقليات ومنها الطائفة الزرادشتية وفيها يؤكد المسؤول الإيراني ألا أحد باستطاعته فصل هذه الطائفة عن إيران.


ضمن الدستور الإيراني حقوق الزرادشتيين، والدولة تبذل قصارى جهدها لحل مشاكل الأقليات وتأمين حياة كريمة لها

محمد علي

محمد علي أبطحي-نائب الرئيس الإيراني: الزرادشتيون جزء من إيران وسيظلون هكذا الدستور ضمن حقوقهم بوضوح وهم ممثلَون في البرلمان الإيرانيون وبرغم تنوع ديانتهم وقوميتهم إلا أنهم يمثلون منظومة ثقافية ودينية واحدة لا يمكن تجزئتها ونحن مكلفون ببذل قصارى جهدنا لحل مشاكل الأقليات وتأمين حياة كريمة لهم لاسيما وأن الجميع في إيران يرفع شعار التعايش والمحبة والسلام.

محمد حسن البحراني: وربما كانت قلتهم في الحاضر هي التي تدفع الزرادشتيين دائما إلى التغني بتراثهم وماضيهم السحيق وتمجيد رموزهم التاريخية فلا حفل دون ذكر بزرادشت ولا نحت دون دريوش الأول أحد أبرز ملوك العهد الساساني ولا شعر دون ذكر للفردوسي وملحمته الشهنامة وفي هذا المعرض الفني الذي أقيم مؤخرا في إحدى قاعات جامعة طهران بدت الشاعرة الزرادشتية الشهيرة ترانش شاهرياري متحمسة جدا لإلقاء قصيدة شعرية تُمجد فيها دين زرادشت لتصفه بدين المنطق والسلام والعلم والنور والمساواة. وإلى جانب تقديسهم زرادشت فإن فصل الربيع عند هذه الطائفة يعد من الفصول المقدسة كذلك هو الرقم سبعة وفي ضوء هذه الاعتقادات يحتفل الزرادشتيون ببدء السنة الشمسية الجديدة في الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس من كل عام بإعداد مائدة خاصة تضم سبعة أنواع من المأكولات والفاكهة كذلك يستحب في هذه الاحتفالات وقوف سبع نساء على خدمة الضيوف.

امرأة زرادشتية: نحن نعتقد أن الله خلق سيدنا آدم في فصل الربيع وأرسل نبينا زرادشت في الربيع أيضا لذا نحرص على أن تضم مائدة الربيع صورة زرادشت ونسخة من كتابنا المقدس إضافة إلى سبعة أنواع من المأكولات.

محمد حسن البحراني: أما حفلات الزواج للطائفة الزرادشتية فلها مائدتها الخاصة إضافة إلى تقاليدها المميزة في حفل زواج الشاب أسفنديارو بوشدري وعروسته أرميتاج كيسروي العشرات من أصدقاء وأقرباء العريسين يشاركون أسفنديارو وأرميتاج فرحة عرسهما الذي بدأت مراسمه بإعلام العريسين أمام أحد رجال الدين والمدعوين على موافقتهما على أن يكون كل منهما زوجا للآخر. ويتلوا رجل الدين نصائح زرادشت ووصاياه وجلها يدعوا إلى الخير والتواضع والصدق في الكلام والإخلاص في العمل.

شاب زرادشتي: الاحتفال هو بعقد قران ابن خالتي والمشاركون كلهم من أبناء الطائفة خلال الحفل انتُخب كبار القوم لإعانة زوجين على تجاوز أي مصاعب أو مشاكل قد تواجه في المستقبل.

محمد حسن البحراني: وتقضي تقاليد الزواج عند الزرادشتيين بمسح العريسين يديهما بالعطر وإطعام أحدهما الآخر قطعة من الحلوى على أمل بدء حياة حلوة وسعيدة أما التقليد الآخر في هذه الأعراس فيتمثل بإعداد مائدة العرس التي ينبغي أن تضم كتاب أفيستا وبيضة ورمانة ومقصا وإبرة وخيطا ولكل من هذه الأسماء معنى رمزي فالكتاب هو دعوة للالتزام بتعاليم زرادشت والبيضة تعني التفاؤل بحمل مبكر للزوجة الرمانة رمز للإنجاب الكثير والمقص معناه أن الشراكة الزوجية لا يمكن أن تؤسس دون تفاهم وانسجام الشريكين أما الخيط والإبرة فإنهما يرمزان إلى أن نسج هذه الشراكة لابد أن يتم بتأنٍ وصبر ودقة ويقول زعماء الطائفة أن كل هذه التقاليد والقيم تستند إلى ثلاث أسس أخلاقية تمثل محور الدين الزرادشتي وهي القول الحسن والسلوك الحسن والفكر الحسن. قديمة قدم التاريخ حكاية الطائفة الزرادشتية كاد أتباعها ينقرضون بدخول الإسلام إلى هذه الأرض لكن شاءت الأقدار أن تبقى قلة قليلة منهم ربما لتكون شاهدة على الحكاية. من داخل المعبد الزرادشتي محمد حسن البحراني لبرنامج مراسلو الجزيرة-طهران.

محمد خير البوريني: نهاية هذه الحلقة يمكن لجميع مشاهدي الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث كما يمكن مراسلة البرنامج عبر بريده الإليكترون reporters@aljazeera.net أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر في الختام هذه تحية من مخرج البرنامج صبري الرماحي وفريق العمل وتحية مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.